Herelllllan
herelllllan2

الإخلاص لله وأثره في الانتصارات العسكرية والأمنية

ماجد حميد الكحلاني

الإخلاص لله هو جوهر النجاح، القوة الخفية التي تدفع الإنسان لتجاوز المستحيل، والصخرة التي تتحطم عليها مطامع الأعداء.

الشهيد القائد السيد حسين #بدر الدين #الحو.ثي رضوان الله عليه، في محاضراته التي ملأت القلوب نوراً، أكد أن الإخلاص ليس مجرد شعار أو مفهوم يُردد، بل هو منهج عملي يبني أمةً ويقودها للنصر في أصعب الظروف.

وفي درس “في ظلال دعاء مكارم الأخلاق”، كان حديثه رضوان الله عليه عن النية الصادقة التي تحول كل جهد إلى عمل عظيم، وتمنح كل تضحية معنى سامياً. إن الإخلاص هو الشرط الأساسي لأي عمل يراد به وجه الله، وهو ما يجعل الجهد مثمرا، سواء رآه الناس أم بقي في الخفاء.

كما وضّح الشهيد القائد أن الرياء وانتظار المديح يُفقد العمل قيمته، بينما الإخلاص هو الذي يصنع الفارق ويُحوِّل التضحيات إلى إنجازات عظيمة تمتد آثارها لأجيال، وهذا ما شهدناه في مسيرة شعبنا الذي ظل على مدى أكثر من عقد يتحدى أعتى القوى العالمية بفضل إخلاصه وتوكله على الله.

منذ بدء العدوان على بلدنا، وقف المجاهدون بثبات، متسلحين بالإيمان والإخلاص، فتمكنوا من إفشال كل مخططات الأعداء، رغم التفوق العسكري والتقني الذي تمتلكه قوى العدوان.. الإخلاص الذي عملوا به في الميدان لم يكن مجرد نظريات، بل تجسد عملياً في كل خطوة، بدءاً من العمليات النوعية التي أربكت العدو، وصولاً إلى الانتصارات المتلاحقة التي أذهلت العالم.

لقد كان الدعم المخلص لغزة مثالاً حياً على هذا الإخلاص، حيث لم تقتصر المساندة على الشعارات، بل تجاوزتها إلى أفعال جبارة، أبرزها استهداف السفن التابعة للكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر، مما شكّل صفعة قوية لأحلام الهيمنة الصهيونية.

لم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، بل وصلت إلى استهداف وزارة الحرب الإسرائيلية في عمق يافا المحتلة، في مشهد أظهر للعالم أن إرادة المجاهدين المخلصة لله قادرة على اختراق أعتى الحصون.

الإخلاص لله لم يتوقف عند إفشال المخططات، بل كان الدافع وراء تحقيق إنجازات مذهلة في تطوير القدرات العسكرية. تمكنت بلادنا، بفضل الله أولاً ثم بفضل العمل المخلص، من تصنيع أسلحة ردع حديثة تُعد من بين الأحدث في العالم.

هذه الأسلحة لم تكن مجرد إنجاز تقني، بل هي ثمرة الإيمان العميق والتفاني الذي بذله المجاهدون، الذين عملوا بصبر دون أن ينتظروا مدحا أو مكافأة من أحد، بل كانوا يسعون فقط لنيل رضا الله ونصر دينه.

اليوم، بعد أكثر من عشر سنوات من العدوان، يقف بلدنا شامخًا يُسطر ملاحم عزٍ وإباء. هذه الانتصارات لم تتحقق بفضل العدد أو العتاد فقط، بل بفضل الإخلاص الذي وحّد الصفوف، وأذاب الخلافات، وصنع من الجميع قوة متماسكة تعمل لهدف واحد، وهو الدفاع عن الأرض والعرض، ورفع راية الحق في وجه الطغاة.

إن هذه الإنجازات العسكرية والأمنية التي تحققت هي دليل حي على أن الإخلاص لله هو سر النجاح في كل ميادين العمل. الله سبحانه وتعالى يبارك الأعمال التي تُبتغى بها وجهه الكريم، فيمنحها القوة والتأثير، ويجعل منها نموذجًا يُحتذى.

في ختام الحديث، وكما أشار الشهيد القائد رضوان الله عليه الإخلاص لله هو أعظم مظاهر الرحمة الإلهية، والطريق المؤكد لتحقيق العزة والسعادة في الدنيا والآخرة. فالله غني عن عباده، لكنه برحمته جعل من الإخلاص والنية الصافية مفتاحا للخير والنصر والتمكين.

علينا أن نجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، متوكلين عليه، فهو وحده القادر على مضاعفة الأجر، وكتابة الأثر، وتحقيق ما يبدو مستحيلاً في أعين الآخرين.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com