تلاحم القادة: أبو آلاء الولائي والمشير المشاط يؤكدان الثبات أمام العدوان
ماجد الكحلاني
في الذكرى الأولى للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، تتجلى معاني الصمود الشعبي والتماسك القيادي في خطابي الأمين العام لكتائب سيد الشهداء، الحاج أبو آلاء الولائي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي محمد المشاط. جاءت هذه الخطابات في وقت حرج لتعزيز الروح المعنوية، وتسليط الضوء على عمق التحديات التي تواجه اليمن، ورسالة تضامن مع محور المقاومة الإقليمي.
الخطاب الأول: الحاج أبو آلاء الولائي
بدأ الولائي خطابه بالتأكيد على أن الصبر والثبات يمثلان الأساس في مواجهة أي عدوان، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني قد أظهر نموذجا يُحتذى به في التحدي والإصرار.. منتقدا السياسات الاستعمارية التي تنتهجها الولايات المتحدة وبريطانيا، متهما إياهما بدعم الأنظمة الفاسدة ومحاولة فرض الهيمنة على المنطقة.
لم يكن هذا النقد مجرد استعراض سياسي، بل رسالة واضحة بأن اليمن لن يخضع لأي قوة خارجية تسعى لإذلاله أو استغلال موارده. وفي الوقت ذاته، ربط الولائي بين القضية اليمنية والقضية الفلسطينية.. مؤكدا أن معاناة الشعبين تنبع من نفس الجذور الاستعمارية والصهيونية.
كان هذا الربط بمثابة تأكيد على أن اليمن جزء من معركة الأمة الإسلامية الكبرى، وأن النصر في هذه المواجهة يتطلب وحدة الصفوف بين شعوب المنطقة.. الدعوة التي أطلقها الولائي للوحدة الإسلامية والمقاومة المشتركة جاءت في إطار إدراكه لحجم المخاطر التي تواجه الأمة، وحاجتها الملحة للتضامن والعمل الجماعي.
الخطاب الثاني: المشير الركن مهدي محمد المشاط
على الجانب الآخر، حمل خطاب المشاط رسائل واضحة لتجديد الولاء والوفاء لقائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مشيرا إلى أن القيادة اليمنية تعمل بتكامل وتناسق مع الشعب لتحقيق النصر رغم الحصار والعدوان. هذا التلاحم بين القيادة والشعب يعكس رؤية استراتيجية تؤكد أن صمود اليمنيين ليس مجرد فعل عفوي، بل هو نتاج لقيادة حكيمة تدرك أبعاد المعركة وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق السيادة الكاملة.
كما تناول المشاط في كلمته دور الشعب اليمني المحوري في إفشال مخططات العدوان، مؤكدا أن هذا الصمود يشكل قاعدة صلبة للمضي قدمًا في مشروع بناء الدولة المستقلة. وشدد على أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية باتت أكثر جاهزية وقدرة على ردع العدوان، مما يعكس تنامي القدرات العسكرية لليمن في ظل الحصار. كانت الرسائل التي وجهها المشاط تهدف إلى طمأنة الداخل اليمني، وإظهار القوة أمام الأعداء، وإبراز أن اليمن يمتلك وسائل الردع الكافية لمواجهة أي تصعيد.
تأثير العمليات العسكرية اليمنية على معركة غزة
الخطابان حملا أيضا رسائل سياسية وعسكرية متعددة الأبعاد، تستهدف الداخل والخارج على حد سواء. في الداخل، جاءت لتحفيز الشعب اليمني على الاستمرار في الصمود وتقديم التضحيات، والتأكيد على أهمية التماسك الوطني في هذه المرحلة الحرجة.
أما على الصعيد الخارجي، فقد حملت رسالة دعم للقضية الفلسطينية، مما يعزز مكانة اليمن ضمن محور المقاومة، ويؤكد أن المعركة ليست محلية، بل جزء من صراع عالمي ضد الهيمنة والاستعمار.
من الواضح أن هذه الخطابات جاءت لتجديد العزم على مواجهة التحديات، سواء الاقتصادية الناتجة عن الحصار، أو العسكرية الناتجة عن العدوان المستمر. ومع ذلك، فإن الفرص المتاحة أمام اليمنيين لا تزال كثيرة، من بينها بناء المزيد من التحالفات الإقليمية، واستثمار صمودهم الإعلامي لإبراز مظلوميتهم أمام العالم، وتعزيز جهود البناء الذاتي في مختلف المجالات.
خطى ثابته
في ذكرى مرور عام على العدوان، تظهر اليمن كدولة صامدة ترفض الاستسلام وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاستقلال والسيادة. إن ما أظهره الشعب اليمني من شجاعة وصبر، وما تبديه القيادة من حكمة وتخطيط، يشكلان معا أساسا متينا لتحقيق النصر بعون الله تعالى.
هذه المناسبة لم تكن مجرد وقفة للتأمل في الماضي، بل محطة لتجديد الأمل والثقة بأن المستقبل يحمل في طياته وعدا بالنصر، وأن الظلم مهما طال، سينقلب إلى حرية وكرامة، وأن إرادة الشعوب أقوى من أي عدوان.