Herelllllan
herelllllan2

باعتراف العدو.. اليمن لا يعرف الانكسار

بعد عام من الضجيج الإعلامي وحملات التهديد والوعيد التي أطلقها الكيان الصهيوني والتحالف الأمريكي البريطاني تجاه اليمن؛ بغية التأثير على موقفه المناصر لغزة، ها هم أعداء اليمن يشتكون الضر، ويستنجدون العالم لإنقاذهم من المستنقع اليمني، فلا سبيل لإيقاف الصواريخ اليمنية من دك عمق الكيان واستهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية وغير الأمريكية، وها هو إعلام العدو يقر بصعوبة المعركة في اليمن، فشعب اليمن قوي وعنيف عنيد، يمتلك قدرات عسكرية متطورة، وإرادة حقيقية في تفعليها.

في هذا التقرير نستعرض بعض ما تناوله إعلام العدو الإسرائيلي والأمريكي عن العمليات العسكرية اليمنية:

 

معركة معقدة

ما يعزز الفشل الإسرائيلي ما نقلته صحيفة “أسوشيتيد برس” (3 يناير 2025) عن المتحدث باسم “جيش” العدو الإسرائيلي بأن المعركة مع الجيش اليمني معقدة، وأن الكيان يواجه صعوبات استخباراتية وعملياتية فيما يتعلق باليمن، وهو ما أكده محللون صهاينة بينهم مسؤول سابق. وأضافت نقلاً عن الوكالة الأمريكية أنه بالرغم من القوة الجوية الإسرائيلية فقد واصل “الحوثيون” هجماتهم.

“أسوشيتيد برس” نقلت أيضاً عن “المسؤول الدفاعي” السابق في كيان العدو وكبير الباحثين في مركز(بيغن- السادات) الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية قوله: “لدى إسرائيل سنوات عديدة من المعرفة بالأعداء الآخرين فهناك معلومات استخباراتية وهناك عنصر للمناورة البرية لكن في اليمن لا يمكننا القيام بذلك فالنطاق هنا مختلف”، وأضاف: “إن الحوثيين تعلموا على مدى سنوات من القتال ضد التحالف السعودي كيفية التعافي من الضربات الجوية”.

أما القناة الإسرائيلية الـ14 فذكرت أنه ومنذ دخول اليمنيين المعركة مع “إسرائيل” فقد أصبحوا يشكلون تهديداً كبيراً ليس فقط للجنود و”المستوطنين”  بسبب هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة ، بل تهديداً غير مسبوق للملاحة البحرية والاستقرار الإقليمي.

وكشفت القناة الإسرائيلية عن معلومات قالت: إنها “مقلقة جداً حول آلية التسليح العالمية للجيش اليمني كجيش يمتلك قدرات متقدمة للغاية”، القناة وبدلاً من الاعتراف بالقدرة اليمنية على ابتكار تكنولوجيا الصواريخ ذهبت هذه المرة لاتهام الصين بتزويد اليمن بالأسلحة المتقدمة. كما نقلت القناة وفقاً للتقديرات الأمريكية فإن الأسلحة اليمنية المتقدمة التي تستخدم في البحر الأحمر تعتمد بشك كبير على مكونات تنتجها شركات خاصة في الصين وهو ما يؤدي إلى زيادة هجمات” الحوثيين” مستقبلاً. وهذا التحليل إن دل على شيء فإنما يدل على المأزق الأمريكي الصهيوني، ففي الوقت الذي يقرون فيه بتقدم القدرات اليمنية، يحاولون التقليل من قدرة الجيش اليمني على صناعتها بنفسه عبر إلقاء اللائمة على الصين بعد أن كانت في وقت سابق على إيران وروسيا.

مع اليمن، اعتراض الصواريخ أكثر صعوبة

وكالة «ذا ميديا لاين – The Media Line» الأمريكية المتخصصة في تغطية أخبار “الشرق الأوسط”، سلّطت الضوء، على تطور القدرات العسكرية اليمنية في الحرب المساندة للشعب الفلسطيني.

وقالت الوكالة في تقرير عسكري: إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية لا يمكنها إيقاف الصواريخ اليمنية التي تمتلك تقنية متطورة. موضحة أن التكنولوجيا في “الصواريخ اليمنية” جعلت من اعتراض الصواريخ مهمة أكثر صعوبة على “إسرائيل”. وأنه باستخدام أنظمة صاروخية مطورة يضع “الحوثيون” الدفاعات الجوية الإسرائيلية على المحك.

وأشار التقرير إلى أن صاروخ “فلسطين2” يتمتع بتقنية الانزلاق السريع، والتي تسمح له بتغيير مساره أثناء الطيران من خلال الارتداد عن الغلاف الجوي بدلًا من اتباع مسار مكافئ يمكن التنبؤ به. مضيفة أن صاروخ فلسطين2 تزيد من قدرته على المراوغة والدقة والقدرة على الوصول إلى مدى أطول، وتعقّد عملية الاعتراض.

ونقلت الوكالة عن باحث صهيوني في مركز “القدس” أن الترقيات الأخيرة تسمح للصواريخ الباليستية اليمنية بإجراء تصحيحات أثناء الطيران والتهرب، وأن “القبة الحديدية”، ونظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، لا يمكنها إيقاف هذه الصواريخ، وصواريخ “آرو” المضادة للصواريخ الباليستية ستواجه صعوبة.

فيما نقلت عن ألكسندر بورتنوي، المستشار في القطاعات العسكرية المهمة وتكنولوجيا الحرب أن الصواريخ الباليستية مثل فلسطين2 تتغلب على نظام “ثاد” من خلال الطيران على ارتفاع أقل إلى الأرض وهي مقايضة تكتيكية تؤدي إلى إبطاء الصاروخ وتقليل دقته.

 

لا شيء يردع اليمن

أما القناة الـ13 التابعة للعدو الإسرائيلي فبحثت عن الحل أمام صواريخ اليمن وما العمل أمامها فكل ليلة يبدون الصهاينة منهكين من التعب، ليجيب المحلل العسكري للقناة بأنه وعند النظر للواقع بوضوح فإنه لا يوجد شيء يردع من رؤية صاروخ تلو صاروخ كل ليلة، كما سخر من إعلان “سلاح الجو” الإسرائيلي من التمكن من اعتراض الصاروخ اليمني لأنه شاهد في الصور الواردة من منطقة “موديعين” حطام الصاروخ ولكن ما يسمى “حطام” كان هائلاً وترى أثره عند اصطدامه بالأرض كما يقول محلل القناة العبرية.

أما صحيفة “جيروزاليم بوست –jpost “ العبرية، فقالت: إن “إسرائيل” تواجه موجة متصاعدة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من اليمن، وذكرت الصحيفة في تقرير لها 4 يناير 2025م  أن “وضع اليمن كـأرض مغلقة يقيد الوصول إليها ويجعل جمع المعلومات الاستخباراتية أمراً بالغ الصعوبة، فضلاً عن أن موقعها البعيد الذي يعقد الغارات الجوية المستمرة”، مشيرة إلى أنه “وعلى النقيض من حماس وحزب الله، فإن مواجهة الحوثيين في اليمن تشكل تحديات فريدة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، فعلاوة على ما سبق من تعقيدات في الحالة اليمنية وأبرز ذلك انعدام المعلومات الاستخبارية، فإن اندماج الحوثيين العميق في المجتمعات المحلية من شأنه أن يعقد الجهود الرامية إلى الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة وقابلة للتنفيذ. فضلاً عن ذلك، وعلى النقيض من لبنان أو سوريا أو غزة، فإن التضاريس الوعرة والجبلية في اليمن توفر للحوثيين تحصينات طبيعية، وهو ما يعقد العمليات العسكرية ويقلل من فعالية تكتيكات الحرب التقليدية”.

وأضافت: “لقد سمح هذا التفوق الجغرافي لصنعاء بالصمود لسنوات من القصف الجوي والهجمات على جبهات متعددة من قبل القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية”. موضحة أنه وعلى الرغم من تفوق التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي في السلاح وخضوع اليمن للمراقبة الجوية والأقمار الصناعية المتواصلة، فإن ذلك لم يضعف صنعاء. وبدلاً من ذلك، عزز المجلس السياسي الأعلى سيطرته على جزء كبير من البلاد.

 

في ذات السياق، نشر معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي تحليلاً تطرق لتصاعد العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف العدو الإسرائيلي في العمق الفلسطيني المحتل. ويؤكّد المعهد أن اليمنيين سعوا إلى “خلق نمط يهدف إلى إنهاك المستوطنين الإسرائيليين، وبالتالي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان على غزة”.

وأكّد المعهد في تحليله نجاح الصواريخ اليمنية خلال الضربات الماضية في تجاوز القبة الحديدة والتي أثبتت فشلاً في التصدي.

كما يوضح أن سلسلة الغارات العدوانية التي شنها العدو الإسرائيلي على اليمن واستهدف البنية التحتية المدنية لم يحقق شيئاً هاماً. كما يشدد المعهد في ختام تحليله على أنه من المستحيل تقريبًا، إنشاء معادلة ردع ضد اليمنيين.

عجز منظومة ثاد

حاول الأمريكي مؤخراً رفع معنويات الصهاينة بإدخال منظومة “ثاد” لمزاعم اعتراض الصواريخ اليمنية، ولكن سرعان ما وقعت المنظومة في نفس المأزق الصهيوني، وحينما تحدث العدو الأمريكي بأنه أدخل منظومة  “ثاد” فإن واشنطن تحاول خداع جمهورها حيث أن منظومة “ثاد” موجودة منذ مدة طويلة في النقب المحتلة لحماية القاعدة الأمريكية هناك، ولحماية مفاعل “ديمونا” النووي، مع العلم أن الولايات المتحدة لم تنتج سوى (6) منصات فقط من هذه المنظومات، وذلك لكلفتها العالية حيث تكلف كل منظومة مبلغ(150) مليون دولار، وكل منظومة تحوي (8) أنابيب للصواريخ، بمعنى أن في فلسطين المحتلة(48) صاروخاً فقط، وتكلفة كل صاروخ (10- 12 ) مليون دولار ، وتمتاز هذه الصواريخ عن غيرها من الدفاعات الجوية بأنها لا تعمل برأس متفجر بل تعمل بالطاقة الحركية، كما أن صواريخ منظومة “ثاد” هي في الأساس مخصصة للصواريخ التي تخرج عن الغلاف الجوي، وقد فشلت هذه المنظومات في اعتراض الصواريخ اليمنية، وقد وثقت مشاهد الفيديو لحظة وصول الصواريخ اليمنية فرط صوتية إلى “تل أبيب” كما أقر العدو الصهيوني بوصول تلك الصواريخ إلى أهدافها، وعلى وجه التحديد في الـ19 من ديسمبر 2024 والذي زعم العدو حينها أن الصاروخ استهدف مدرسة للتغطية على فشل دفاعاته الجوية.

أما ما يتعلق بحديث العدو الصهيوني بأن الأضرار التي لحقت بالمباني في “تل أبيب” هي ناتجة عن شظايا الصاروخ الاعتراضي فإن المشاهد التي وثقها المغتصبون الصهاينة تدحر هذه الرواية، فقد وثقت المشاهد الوهج الكبير المتصاعد لحظة ارتطام الصاروخ بهدفه. لأن مثل هذا الوهج الكبير لا يمكن أن ينتج إلا نتيجة لانفجار كميات كبيرة من المتفجرات. وما يعزز ذلك اعتراف مراكز الدراسات الصهيونية مؤخراً بأن اليمنيين طوروا صواريخهم حتى باتت قادرة على حمل أكثر من 450 كيلوجرام من المتفجرات.

من جهة أخرى فإن العدو الإسرائيلي غير قادر على إيقاف الصواريخ اليمنية مهما استعمل من صواريخ وتكنولوجيا اعتراضية، وحين استعراض المشاهد التي توثق محاولة الدفاعات الجوية الإسرائيلية لاعتراض الصاروخ اليمني فإن العدو أطلق ثلاثة صواريخ اعتراضية وليس صاروخاً واحداً لأن صاروخاً واحداً لم يستطع أن يلحق بالصاروخ اليمني؛ نظراً للسرعة الكبيرة التي تمتع بها الصاروخ اليمني والتي تصل سرعته إلى (16) ماخ ، في حين أن سرعة صاروخ “ثاد” الأمريكي لا يصل لأكثر من (2.7) ماخ ما يعني العجز التام عن اعتراض الصواريخ اليمنية.

 

الحياة معطلة في “إسرائيل”

تأثير العمليات العسكرية اليمنية وصل إلى معيشة كل صهيوني محتل لفلسطين، وفي هذا السياق قالت صحيفة” israelhayom “العبرية: إن الهجمات الصاروخية التي تنفذها اليمن على العمق الإسرائيلي في الليل، تحمل تأثيرات نفسية خطيرة على الصحة العقلية للإسرائيليين، وهو ما يؤثر على أدائهم وروتين حياتهم. وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن “إطلاق الإنذارات في الرابعة صباحاً أمر مخيف ومثير للاشمئزاز، ويفسد الليل، وبعيداً عن القلق المباشر، فإن الضرر الذي يلحق بروتين النوم قد يكون له عواقب وخيمة على وظائف المخ”. مضيفة أن “الوضع الحالي، يضطر فيه المواطنون إلى الاستيقاظ في منتصف الليل والهروب إلى الأماكن المحمية، وهو ما يضيف طبقة أخرى من التوتر والقلق”.

ونقلت الصحيفة عن “إيتاي إينيل”، الباحث في مجال الدماغ والذاكرة قوله: “إن العمل الجسدي المتمثل في الركض إلى الملجأ، والذي يصاحبه زيادة حادة في مستوى الأدرينالين(هرمون يفرزه الجسم عند الفزع)، إلى جانب الضغط النفسي والخوف من الهجوم، يخلق موقفاً نواجه فيه أحياناً صعوبة في العودة إلى النوم عندما نرجع إلى السرير، مما يخلق دورة أخرى من قلة النوم وزيادة القلق، تؤدي من بين أمور أخرى، إلى التعب الجسدي والعقلي وضعف الأداء خلال اليوم التالي”.

وأضاف: “إلى جانب ذلك، تشير العديد من الدراسات إلى العلاقة بين النوم والصحة العقلية، وهي في الواقع علاقة ذات اتجاهين، فقلة النوم يمكن أن تزيد من أعراض القلق والاكتئاب، ومن ناحية أخرى، يمكن لهذه الظروف أن تجعل الأمر صعباً وحتى تضر بنوعية النوم”.

وقال “إينيل” إنه: “من المهم محاولة الحفاظ على روتين نوم صحي وعالي الجودة قدر الإمكان. ويبدأ ذلك بالتخطيط والالتزام بسبع ساعات نوم منتظمة على أمل ألا يرسل الحوثيون صاروخاً في منتصف الليل”.

وقالت الصحيفة: “في هذه الأيام، ليس من المؤكد أننا سنكون قادرين على الحفاظ على سبع ساعات، ولكن يمكننا أن نبدأ بتمارين التنفس”.

 

حرب نفسية في “إسرائيل”

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: إن الهجمات اليمنية الليلية تعتبر إحدى أدوات الحرب النفسية المتطورة، حيث تسعى لخلق إرهاق نفسي تراكمي يؤثر على الروتين اليومي والانسجام الاجتماعي في كيان العدو الإسرائيلي.

وأكدت الصحيفة العبرية في تقرير لها أن إطلاق الصواريخ في ساعات متأخرة من الليل يتسبب باضطرابات في دورات النوم لعشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة، ما يؤدي إلى ”إرهاق متزايد على المستوى الفردي والجماعي”، وبحسب التقرير، فإن هذه الاستراتيجية تعمد إلى تحويل وقت الهدوء والسكينة إلى لحظة قلق دائم، ما يترك أثرًا نفسيًا يمتد ليوم العمل التالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير الهجمات لا يقتصر على الساحة المحلية في الكيان المحتل لفلسطين، بل يمتد إلى الساحة الدولية. إذ يُنظر إلى هذه الهجمات الليلية كرسائل إعلامية تهدف إلى جذب انتباه الصحافة العالمية، خاصة وسائل الإعلام المتحالفة مع “إسرائيل”.

واعتبرت أن الردود السريعة من قبل القوات اليمنية على هجمات “إسرائيل” و “أمريكا” تُظهر قدرتها على الردع وتعزيز حضور اليمن كلاعب رئيس في المنطقة، حسب ما أكدت الصحيفة العبرية.

وكشفت الصحيفة أن هذه الهجمات تؤدي إلى تقويض العلاقة بين القيادة الإسرائيلية و”المستوطنين” المحتلين لفلسطين. فشعور الإسرائيليين المغتصبين بالضعف يدفعهم إلى انتقاد قيادتهم، ما يزيد الضغط على “الحكومة” للرد بفعالية وسرعة. وحتى إن كان الضرر المادي محدودًا، فإن التغطية الإعلامية غالبًا ما تضخم هذا التأثير وتزيد من حدة التوتر الداخلي.

ورأت الصحيفة أن “تعزيز الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين المغتصبين لفلسطين والحد من الإرهاق النفسي يمثلان تحديًا كبيرًا لهذا الكيان، إلى جانب مواصلة التنسيق الدولي لمواجهة تهديد الحوثيين” حسب الصحيفة. وبينما تتصاعد حدة الصراع، يبدو أن المعركة النفسية والدبلوماسية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مشهد الصراع في المنطقة.

 

استخبارات أمريكا:” الحوثيون لا يتراجعون”

استمرار الجيش اليمني في استهداف العمق الصهيوني دون اكتراث لأي تهديد أوصل صانعي القرار في أمريكا إلى القناعة بأن اليمن لا يمكن له أن يتراجع بعد أن ادعى الأمريكيون بداية المعركة أن اليمن سيتراجع فالحلف الأمريكي الإسرائيلي لا يمكن هزيمته.

وفي هذا الشأن قالت مجلة “فورين بوليسي – foreignpolicy”: إن “الحوثيين لا يتراجعون وإن التصعيد العسكري لن ينهي حملتهم ضد إسرائيل”، مؤكدة أن “مهمة الولايات المتحدة لردع الحوثيين وإضعافهم لم تنجح”.

ونشرت المجلة تحليلاً مشتركاً أعده كل من “بيث سانر”، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية السابقة وعملت كمستشارة استخباراتية للرئيس دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى. وجنيفر كافاناج، وهي مديرة التحليل العسكري وزميلة بارزة في مؤسسة أولويات الدفاع. وهي أيضًا أستاذة مساعدة في جامعة جورج تاون. بعنوان “الحوثيون لا يتراجعون” رأت بيث سانر، نائب مدير سابقة للاستخبارات القومية الأميركية، وكانت مسؤولة عن تقديم الإحاطات الاستخباراتية للرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، وجنيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع، أن المهمة الأمريكية لردع وإضعاف الحوثيين لا تحقق النجاح، ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي وحده أطلق هؤلاء النيران على عدد من السفن الحربية الأمريكية والسفن التجارية، ونفذوا عشرات الهجمات على “إسرائيل” بواسطة المسيّرات والصواريخ”.

وأضافتا: “ردت إسرائيل والولايات المتحدة خمس مرات، حيث دمرتا بنية تحتية تابعة للموانئ وقطاع الطاقة، إلّا أن الحوثيين استمروا بإطلاق النيران المضادّة. هذه النسبة بين التكلفة والفائدة غير قابلة للاستمرار، إذ أن عملياتهم وطموحاتهم لم تتآكل بشكل حقيقي، بينما جرى تآكل الجهوزية والسمعة العسكرية الأميركية”.

وبحسب الكاتبتيْن، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية جديدة ترتكز على مصادر قوة “الحوثيين المتنامية، وليس على العوارض التي تظهر في البحر الأحمر فحسب. هم يستطيعون مواصلة هجماتهم عبر المسيّرات والصواريخ الرخيصة نسبيًا وتحمّل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمّى، أما الولايات المتحدة فتدفع مليارات الدولارات وتستنزف الذخائر النادرة التي أنتجت على مدار سنوات والتي هي ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادئ. ربما تُنفق واشنطن ما يصل إلى 570 مليون دولار سنويًا على مهمّة فشلت في حل المشكلة، فهذه العمليات استنزفت الجهوزية من خلال إجبار سفن البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات على تمديد فترات الانتشار، ما يتسبب بعمليات ترميم تستهلك الوقت، وتقليص حجم الأسطول المتوفر.

وأشارت الكاتبتان إلى أن “مواصلة الحملة الدولية التي فشلت على صعيد كسب الدعم من غالبية الحلفاء والشركاء، وفي تحقيق الهدف المعلن في حماية الملاحة، تجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”، وأكملتا “يتوجّب على الإدارة القادمة استبدال الحملة العسكرية الفاشلة الحالية بحل دائم يخنق مصادر أرباح “الحوثيين”، كما يتوجّب استبدال الحملة بحل مستدام يطالب الحلفاء والشركاء بتولّي دور أكبر يتحول في ما بعد إلى دور قيادي في سياق هذه المساعي وفي حماية حركة الملاحة الإقليمية”.

وتحدّثت الكاتبتان عمّا يجب أن يتخذ من خطوات لمواجهة أنصار الله، فقالتا: “يجب أن تدعم المساعي الجماعات اليمنية، خاصة الحكومة المعترف بها دولياً والتي تقف ضد “الحوثيين”. تستطيع الدول الإقليمية مساعدتها في بناء دفاعاتها من أجل منع “الحوثيين” من السيطرة على حقول النفط والغاز اليمنية، والتي ستستخدم من أجل تمويل طموحات الجماعة الإقليمية. كذلك يجب أن يكون الدور الأمريكي امتداد لاستراتيجية أوسع نطاقًا لإضعاف نفوذ إيران الإقليمي، عبر إجراءات عقابية اقتصادية ودبلوماسية. يجب أن تنسق الولايات المتحدة و”إسرائيل” أي ضربات عسكرية مستقبلية على قدرات “الحوثيين”، ويجب أن يكون العمل العسكري دقيقًا. من المفضّل العمليات السرية، مثل استهداف السفن الاستخباراتية الإيرانية وقادة ومموّلين لـ”الحوثيين” بارزين”، على حدّ تعبيرهما.

وخلصت الكاتبتان إلى أن “الوقت حان لإنهاء حملة الجيش الأمريكي في البحر الأحمر، لكن تجاهل التهديد “الحوثي” بالكامل سيكون غباءً استراتيجيًا، وفي النهاية تقتضي مصلحة ترامب أخذ التحديات في اليمن على محمل الجد ووضع مسار للتعامل معها”.

 

مفاجأة كبرى والمرتزقة هم الحل

قالت صحيفة الــ  “تلغراف – telegraph” البريطانية: إن المسؤولين الاستخباراتيين في كَيانِ العدوّ اعترفوا بأن جبهة الإسناد اليمنية مثَّلت مفاجَأَةً كبيرة لم تكن بحسبانهم، وأن اليمن ينتج أسلحتَه بنفسه وينجح في إخفاء مخازنِها، مؤكّـدين بالمقابل أن العدوّ يواجه الكثير من الصعوبات في مواجهة هذه الجبهة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصادرَ الاستخباراتية في كيان العدوّ أكدت أن “الحوثيين فاجأوا إسرائيل”، وأضافوا أن اليمن “يمتلك إنتاجَه الخاصَّ من القدرات العسكرية، وليس من السهل تحديد موقعه أَو التعامل معه؛ لأَنَّه ليس في مكان واحد”. وقال المسؤولون: إن “إسرائيلَ كانت تكافح لجمع المعلومات عن الحوثيين”.

وتابع: “طوالَ الوقتِ كنا نعتقد أن الحوثيين ليسوا مشكلة إسرائيلية، بل هم مشكلةُ الولايات المتحدة والسعوديّة والإمارات، والآن بدأ جمعُ المعلومات الاستخباراتية من الصفر” بحسب ما نقلت الصحيفة.

ووفق الصحيفة، فالمسؤولون الصهاينة يقرون بأنه “لا توجدُ خياراتٌ بشرية كثيرة؛ لأَنَّه لا توجدُ حدودٌ مع اليمن، وهي بعيدة جدًّا” مشيرين إلى أن كيان العدوّ يعول على التعاون مع حكومة المرتزِقة؛ مِن أجلِ مساعدته معلوماتيًّا. وقالت الصحيفة: إن اليمنَ “يمتلك صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرةً متطورة وعالية المستوى” ويمتلك “مخزونًا يكفي لسنوات” منها.

وكشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن وجود تعاون وثيق بين حكومة المرتزقة بزعامة رشاد العليمي، الموالية للتحالف السعودي، و”إسرائيل”، وفقاً لما نقلته عن مصادر استخباراتية إسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن هذه المصادر أكدت ضرورة اعتماد “إسرائيل” على حكومة العليمي والفصائل الموالية لها لمواجهة صنعاء وإيقاف عملياتها التي تستهدف الكيان الإسرائيلي دعماً لغزة. وبحسب التقرير، نقلاً عن الاستخبارات الإسرائيلية “تعتبر حكومة العليمي شريكاً يمكن الوثوق به لإسرائيل”، حيث تتقاسم معها الكثير من المصالح المشتركة، مما يجعلها جزءاً أساسياً من خطط “تل أبيب” المستقبلية في المنطقة.

 

اليمنيون عنيدون وأقوياء للغاية

وقالت مجلة “تايمز أوف إسرائيل –timesofisrael ” العبرية: إن “القوات المسلحة اليمنية  أظهرت مقاومة عنيدة لمحاولات الردع الغربية، وإنها تشكل تحدياً مختلفاً عن بقية أعداء إسرائيل، وتمتلك عقيدة صارمة لا تتراجع أمام الضغوط العسكرية والاقتصادية”. وأكدت المجلة في تقرير لها أن لدى صنعاء “إمدادات لا نهاية لها من المقاتلين” إضافة إلى امتلاكها “قوة جوية متطورة بشكل كبير”.

وذكر التقرير الذي بعنوان “من يخاف من الحوثيين؟ آخر وكلاء إيران يثبتون أنهم ليسوا ضعفاء أمام إسرائيل”، أن ملايين “الإسرائيليين” اضطروا خلال الأيام الماضية إلى البحث عن ملجأ بسبب هجمات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تطلق من اليمن “وعادة في منتصف الليل”.

وأوضح أن صنعاء صعّدت في الأسابيع الأخيرة “هجماتها الصاروخية بعيدة المدى عالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كان يشكله في السابق شركاؤها في محور المقاومة مجتمعين”.

ونقل التقرير عن “مايك نايتس” الخبير البارز في “معهد واشنطن” لسياسة الشرق الأدنى الأمريكي، القول: إن “التهديد الذي تمثله اليمن يتفاقم بسبب بعده عن إسرائيل، مما يقيد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة”، مشيراً إلى أن الأهم من ذلك أن اليمنيين يتمتعون “بالحماسة الدينية، والاستعداد الذي لا مثيل له للموت كشهداء والتضحية من أجل القضية الفلسطينية”.

ووصف نايتس “الحوثيين” بأنهم “عنيدون للغاية وأقوياء للغاية”، لافتاً إلى أنه “في حين يمكنهم الاعتماد على إمدادات لا نهاية لها من المقاتلين، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل ينبع من القوة الجوية الحوثية، والتي تطورت بشكل كبير”.

وتطرق التقرير إلى تهديدات “وزير الدفاع“ الإسرائيلي “كاتس” باستهداف قيادات أنصار الله، على غرار ما حدث من استهداف لقيادات في حركة حماس وحزب الله، حيث أفاد التقرير بالقول: “لكن الحوثيين يمثلون تحديًا مختلفًا تمامًا عن الجماعات الأخرى، وقد يكون من الصعب القضاء على قياداتهم”.

ونقل التقرير عن الخبير الأمريكي نايتس القول: “يتمتع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بمهارة إخفاء مكان وجوده، إنه يشبه الشبح، ولا يعرف مكانه إلا عدد قليل من الناس في أي وقت. ولا يحمل أي أجهزة إلكترونية على الإطلاق”.

وأضاف: “وبما أن الحوثيين أصبحوا مؤخرا قضية رئيسية بالنسبة لإسرائيل، فمن المعتقد أن إسرائيل لديها معلومات استخباراتية محدودة ليس فقط عن قادة الحركة ولكن أيضا عن مخازن الأسلحة، مما يحد من بنك الأهداف المحتملة في الغارات الجوية”. مؤكداً أن صنعاء لن تتراجع أمام محاولات ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية عليها، وأن “الطريقة الأكثر وضوحاً بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.

 

اليمن تحدٍ فريد

من جانبها، أقرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن القوات المسلحة تشكل تحدياً أمنياً فريداً ورئيساً بالنسبة للعدو الصهيوني، وأكدت أن العدوان الإسرائيلي، كما العدوان الأمريكي البريطاني لم يؤثر على العمليات اليمنية ولم يضعف اليمنيين، وفشل في وقف العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة.

وتضيف الصحيفة أن “الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل، يمثلون مشكلة مستمرة، ولا توجد طرق واضحة للتعامل معهم” -حسب الصحيفة- رغم أن “تل أبيب” استهدفت ما تقول: إنه البنية التحتية للطاقة والنقل التي يستخدمونها لأغراض عسكرية.

وتورد الصحيفة آراء بعض المحللين الذين يرون أن أفضل خيار أمام “إسرائيل” لإيجاد حل طويل الأمد للمشكلة التي يفرضها الحوثيون قد يكون التركيز على بناء تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة مع دول الخليج التي تتعرض أيضاً للتهديد من عدوان الحوثيين المتزايد، مما قد يتطلب تنازلات إسرائيلية صعبة للفلسطينيين”.

هذا وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أوضحت أن إطلاق الصواريخ اليمنية يشكل تهديداً لاقتصاد العدو، كما أن الهجمات المستمرة تتحدى صورة “تل ابيب” كقوة عسكرية إقليمية مزعومة.

 

  • نقلا عن موقع أنصار الله
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com