Herelllllan
herelllllan2

صرخة في وجه النفاق

عبد الإله عبد القادر الجنيد

لا يزال النفاق هو المرض المتفشي والضارب في عمق الجسد العربي والإسلامي، والجرح الناكئ في جسد أمتنا الإسلامية والعربية.

وإن ما ينبغي وجوبًا على كل المصلحين في الأمة القيام به هو ما يمليه عليهم الواجب الديني والأخلاقي والإنساني في مكافحة ومقاومة وعلاج هذا المرض الخطير، حتى لا ينتشر في أوساط المستضعفين والعوام العاجزين عن مواجهة هذا الداء الأخطر على الأمة.
وما فتئ رؤوس النفاق الذين تولوا كِبْر هذا الإفساد العظيم في واقع أمتنا المناط بها مسؤوليات كبرى في مكافحة طغيان وهيمنة وتجبر قوى الاستكبار العالمي، التي كان لحلف النفاق إسهام الأكبر في تخاذل الأمة وصرفها وتنصلها عن مسؤولياتها الكبرى في هذا الزمان الذي احتدمت فيه المواجهة بين الإيمان كله والشرك والكفر والنفاق كله.
وفي الوقت الذي اتضحت فيه الحقائق وتبين الرشد من الغي والحق من الباطل، ومن بعد أن أوغل الباطل في طغيانه وإجرامه وظلمه وإفساده في أوساط أمتنا، وما يجري على مقدساتنا وإخوتنا في أرض الرباط فلسطين من قتل وتنكيل وحرب إبادة جماعية وحصار ليس له مثيل، منعا للدواء والغذاء والملبس والمشرب، ناهيك عن توجه كيان العدو الغاصب المجرم الصهيوني الماسوني اللعين لإغلاق المستشفيات للحؤول دون علاج المرضى والجرحى، وتعمد قتل المستضعفين بكل الطرق والوسائل الممكنة، بما في ذلك إجبار المواطنين الشرفاء على افتراش الأرض في هذا الصقيع الشتوي والبرد القارس، لتعمد قتل النساء والرجال والمسنين والرضع والأطفال بالصقيع، ولم يجدوا حتى خيمة تؤويهم تقيهم البرد والمطر، ولا ملابس يسترون بها عوراتهم.
وفي ظل هذا الإجرام الصهيوني المتعمد والجرم المشهود على مرأى ومسمع العالم أجمع، بمن فيهم أبناء أمتنا الذين يدينون لله- سبحانه وتعالى- بدين الإسلام، هذا الدين الذي يأمر كل مسلم تقي صالح يمتلك من الشهامة والمروءة والغيرة ما يدفعه إلى نصرة أولئك المستضعفين المظلومين وتقديم العون والمساعدة لهم بكافة الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة لاستنقاذهم من ظلم وجبروت هذا الكيان اللقيط اللعين.
وعلى الرغم من كل هذا الإجرام، إلا أن رؤوس النفاق والعمالة والارتزاق والخيانة لله ولدينه ولرسوله ولأوليائه ولإخوانهم في الدين ينعقون بالتظليل والأكاذيب والافتراءات على أبناء الأمة المجاهدين في سبيل الله المؤمنين المتقين الأخيار الشرفاء الذين، على قلتهم، مدوا يد العون والإسناد والمساعدة والدعم والتأييد للمستضعفين من أبناء غزة والضفة وفلسطين، ويطعنون ظهر المقاومة والمجاهدين بكل حقد وغل وجرأة على الله. إنه الحقد الدفين والحسد المقيت منشأ النفاق المتولد عن الخوف والخشية والذعر والذل والخنوع والهوان وحب الدنيا متاع الغرور والطمع في السلطة والجاه وفتات المال، والمنغص للخذلان والتخلي عن قضايا الأمة المصيرية والعزة والكرامة والنصر والتمكين الذي أراد الله سبحانه وتعالى لأمة الإسلام أن تنتصر، لعزتها وكرامتها ودينها وإسلامها ومجدها وصُددها لتسود الأرض بالعدل والقسط والمحبة والسلام للإنسانية جمعاء.
وفي هذا المقام، لا سيما ونحن نخوض المواجهة الكبرى ومعركة الفصل والجهاد المقدس والفتح الموعود مع قوى الطغيان والشيطان الأكبر الأمريكي والبريطاني والصهيوني وقرن الشيطان وأوليائهم جميعًا، فلا بد من الوقوف بحزم لمواجهة النفاق والعمالة والارتزاق المخلخل لصفوف الأمة، التي يجب عليها بعد تكشف الحقائق أن تكون مع الصادقين وتلتحم بالمجاهدين المؤمنين المتقين، وإعلان البراءة من المشركين والكفار والمنافقين، وإعلان الجهاد في سبيل الله لقتال الظالمين المجرمين المحتلين المفسدين في الأرض، والمنافقين صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص، امتثالًا لتوجيهات الله الأعلى في قوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ] الصف(4)..
فيا أبناء أمتنا الإسلامية والعربية، اعلموا أنه ما كان لله- سبحانه وتعالى- أن يعذب المنافقين ويهوي بهم في الدرك الأسفل من النار إلا لأنهم سبب التخاذل والمذلة والهوان والانبطاح لأعداء الله، والتماهي معهم للنيل من المجاهدين المؤمنين الأتقياء الأخيار، وإطفاء نور الله وكلمته ودينه، وكفى بالأعراب وبدولة تركيا التي مدت يد العون للكيان الغاصب المحتلة الصهيوني وسارعت لتعويض الكيان الغاصب بالبضائع وكل محتاجاته من السلع والمواد الأساسية التي عجز عن الحصول عليها عن طريق البحر الأحمر نتيجة للحصار المفروض من اليمن على الكيان لإجباره على وقف جرائمه وعدوانه وحصاره لإخواننا في غزة الصمود والثبات.
فأي إسلام، وأي إيمان لهؤلاء المنافقين بعد هذا الخذلان لإخوانهم في الدين، الذين كان عليهم الوقوف إلى جانبنا في تشديد الحصار على هذا الكيان اللعين وتقديم الدعم والعون والإسناد للفلسطينيين في غزة والضفة؟..
وعليكم تقع المسؤولية الكبرى في إدراك الحقائق الواضحة والجلية التي لم تعد خافية على أحد.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله؟ أثقلتم إلى الأرض؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
يا أبناء أمتنا الأحرار الشرفاء الأخيار الذين لطالما خُدعوا من المنافقين وغُرِّر بهم العملاء والخونة والمرتزقة، انهضوا بمسؤوليتكم فقد أشرق الحق وأعلن الجهاد من يمن الإيمان، وها هو الباطل بفضل الله سبحانه وتعالى وعونه بدأ يتهاوى ويزهق، فسارعوا إلى نصرة إخوانكم في الدين والعروبة في أرض فلسطين قبل أن يحق عليكم غضب الله وسخطه والخسران المبين. فلا يزال باب الله مفتوحًا لكم، فتداركوا أنفسكم.
فما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. فاستبقوا الخيرات، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأن النصر بيد الله ينصر من يشاء من عباده، ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وحاشا لله الأعلى أن يترك عباده المستضعفين المجاهدين وقد نبذوا المذهبية وتمسكوا بالقرآن كتاب الله وأعلام الهدى قرناء القرآن، وتوكلوا على ربهم وأناخوا ببابه واستعانوا به وافتقروا إليه.
فهو سبحانه الناصر لعباده والمؤيد لهم والممد لهم بالنصر والفتح والتحرير، وإلَّا تنفروا يعذبكم عذابًا شديدًا فتصبحوا على صمتكم وقعودكم وتخاذلكم نادمين، والعاقبة للمتقين.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com