Herelllllan
herelllllan2

في العام 2025.. تحدّيات جديدة في مواجهة الأمن القومي لكيان العدو الصهيوني

يمانيون/ تقارير

في معظم التقديرات الاستراتيجية الإسرائيلية الحديثة هناك حالة من التشاؤم مما هو قادم، وأنه بعيداً عن بروباغندا الإعلام الموجّه، لن يكون بمقدور الكيان الصهيوني فرض شروطه على الكثير من دول المنطقة.

يدخل الكيان الصهيوني، مع بداية السنة الجديدة 2025، وضعاً جديداً ومتغيّراً وغير مسبوق، إذ إنه مضطر على خلاف السنوات الماضية إلى مواجهة مروحة واسعة من التحدّيات الداخلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب تلك التحدّيات المعتادة والمتعلّقة بالنواحي الأمنية والاستراتيجية، والتي كان يواجهها الإسرائيليون على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم منذ ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن.

في هذه المرة، يبدو أن متّخذ القرار الإسرائيلي سيواجه صعوبة كبيرة في معالجة التداعيات المختلفة التي ستبرز عند اتخاذ القرارات، وفقاً للمبادئ والأولويات التي كانت موضوعة سابقاً، والتي وجّهت السياسات المتّبعة للدولة على مدار سنوات خلت، ويجري كل ذلك في ضوء الجدل الدائر والخلافات في الرأي، والتي تبرز بوضوح من خلال الحوارات الداخلية على المستوى الاستراتيجي، وحتى على المستوى العملي أيضاً، فعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني يمتلك اقتصاداً قوياً يتمتّع بقدرات صناعية فائقة، وحداثة تكنولوجية متميزة، فإنه يعاني من وضع أمني الهش، لا سيّما بعد انفجار ملحمة “طوفان الأقصى”، والتي شكّلت نقطة مفصلية في تاريخ هذا الكيان المارق، ونقلته لأول مرة في تاريخه الحديث من خانة الهجوم إلى موقع الدفاع، وسببت له جملة من الخسائر الجسيمة لم يسبق لها مثيل.

في السنوات الماضية، التزمت المؤسسات الإسرائيلية ذات الصلة بتحديد سلّم الأولويات المتعلّق بالمخاطر والتحديات بخطوط عريضة واضحة وثابتة، ركّزت في معظمها على جبهات بعينها كانت تعتقد أنها يمكن أن تسبّب الأذى “للدولة” العبرية، وأنه يجب متابعة التحوّلات التي تحدث في تلك الجبهات من كثب، وتطوير وتحديث التوصيات المتعلقة بها على مدار الساعة، وكل هذا يهدف حسب مراكز البحث الإسرائيلية للاستجابة السريعة لأي تطوّر قد يحدث من هذا الجانب أو ذاك، ويشكّل في بعض تداعياته خطراً على أمن “الدولة” والمجتمع في “إسرائيل “.

عودة إلى الوراء قليلاً

خلال السنوات العشر الأخيرة التي سبقت انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، وما نتج عنها من مفاعيل استراتيجية بالغة الأهمية، أولت “الدولة “العبرية كامل اهتمامها لثلاث جبهات رئيسية، وصوّبت كل منظومتها الأمنية والاستخبارية جهدها الأساسي تجاهها، وعملت بكامل طاقتها من أجل سبر أغوار تحركاتها الميدانية، وتوقّع خطط عملها المستقبلية، بل وتوجّه قادة تلك الجبهات ونظرتهم تجاه الكيان الصهيوني، وإمكانية ذهابهم نحو الاشتباك المباشر معه، في خطوة كان ينظر إليها مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي تحديداً على أنها ممكنة ومُتوقعة.

في كل التوصيات السابقة التي قدّمها الخبراء الإسرائيليون المعنيون بالشؤون السياسية والاستراتيجية لمتخذ القرار في “إسرائيل”، كان يتم التركيز على ضرورة اعتماد استراتيجية أمن قومي بعيدة المدى، تتعلّق بالرؤية المستقبلية والأهداف المختلفة، وكذلك سلّم الأولويات للسياسة الإسرائيلية المقبلة، وقد تضمّنت معظم التوصيات الدعوة إلى توثيق التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية، بصفتها الداعم الأكبر للكيان العبري، بغض النظر عن الحزب الحاكم أو هوية الرئيس في أقوى دولة في العالم، حيث دعت تلك الاستراتيجية إلى مواصلة الحوار بين الجانبين من خلال العديد من القنوات، بما يشمل كل الموضوعات والسيناريوهات، في المديين المباشر والبعيد.

إلى جانب ذلك، فقد أشارت التوصيات إلى ضرورة السعي لتطوير وتعزيز العلاقات مع بعض الدول المهمة في المنطقة، لا سيّما تلك التي تمتلك إرثاً حضارياً كبيراً ومؤثراً، وضرورة تطوير مجالات التعاون مع بعض الدول التي سبق أن وقّعت “إسرائيل” معها على اتفاقيات ومعاهدات مثل مصر على سبيل المثال، أو تلك التي يتم العمل على التطبيع معها تحت عناوين مختلفة مثل السعودية وغيرها من دول الإقليم.

بالإضافة إلى كل ذلك، أوصى الخبراء الصهاينة بضرورة إقامة منظومة دفاع جوي إقليمية، تواجه “الخطر الإيراني” المحتمل، وهو الأمر الذي تحقّق وإن بشكل جزئي أثناء محاولة التصدي للصواريخ الإيرانية خلال عمليتَي “الوعد الصادق” العام الماضي، إلى جانب اعتماد استراتيجية بعيدة المدى أيضاً للتعامل مع جملة من الأخطار القادمة من خلف الحدود مثل حزب الله في لبنان، وسوريا -قبل سقوط النظام -، وذلك الخطر الذي تشكله المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة، حيث تمت التوصية بانتهاج سياسة أكثر تصلباً من تلك التي انتهجت سابقاً، يتم فيها استخدام القوة المفرطة ضد كل الفلسطينيين حتى المدنيين منهم وهو ما يحدث الآن، وتتعزز فيها فكرة الفصل الديمغرافي في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على المستويين المادي والفكري، بالإضافة إلى ضرورة البحث في إمكانية احتلال قطاع غزة بشكل كامل أو جزئي في حال توفرت الأسباب الموجبة لذلك.

تحديّات من نوع آخر

 

  • نقلا عن الميادين نت
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com