Herelllllan
herelllllan2

غزة تستغيث: تجمدنا يا عالم (1)

صادق سريع

جاء في شريط الأخبار العاجلة نبأ مفاده: ثمانية أطفال مواليد جدد يودِّعون الحياة في مخيمات النزوح بغزة.
وهذه تفاصيله حرفياً: وفق تقارير التشخيص الطبي لحالات الوفاة؛ المواليد فارقوا الحياة، قبل رؤيتها، بسبب توقف قلوبهم من صقيع البرد القارس داخل الخيام، الذي لا يتحمله الكبار، عظم الله أجر أهاليهم، {إنا لله وإنا إليه راجعون}.

وجاء في أخبار حالة الطقس أيضاً: تأثَّر مناخ غزة بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة، وجو غائم شديد البرودة، مع انخفاض في درجات الحرارة، وسقوط أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية.

اللهم هوِّن عواصف الرياحٌ العاتية، وثبت أعمدة الخيام التي تأوي المستضعفون في صقيع برد الشتاء، وابسط دفء رحمتك -يا رحمن يا رحيم- على الأطفال الذين تتجمد أجسادهم، وهوِّن قهر أبائهم وأماتهم الباكيين من عجز تدفئة صغارهم.

يا الله من قهر الرجال!! وما أدراك ما قهر الرجال!! ما أصعب أن تبكي الرجال قهراً حين يروا أطفالهم يتجمّدون من البرد!؟
هل مر بأحدكم هذا الشعور، أو جربه !؟ إنه الألم اليومي، الذي يعيشه رجال غزة.

هذه رسالة وردت للتو من أهل غزة، عُنونت بـ”إلى من يهمّه الأمر”: “أطفالنا في هذه اللحظة يتجمّدون من شدة البرد داخل الخيام، التي مزقتها الرياح، وبللتها الأمطار، وأغرقتها السيول، والله يا أمة محمد ستُسألون على خذلناكم لنا”، انتهت الرسالة المكتوبة بدموع القهر.

في غزة، كم جريح تنزف دمائه كل لحظة!؟ وكم صرخات وآنات وأصوات عزاء ونحيب بكاء ودموع عيون لا تتوقف من شدة القصف والخوف والجوع وألم الجروح وأوجاع كسور الأطراف المبتورة، وفي كل نواحي الجسد؛ بفعل شظايا قذائف المدفعية، وقنابل قصف الطيران النازي بحرب إبادة غزة في يومها الـ53 بعد الـ400 يوم؟! أنه الوجع الذي لا يعلمه إلا الله!!

للتذكير، اقتربت أرقام الموت من 46 ألف شهيد، وأكثر من 108 آلاف و500 جريح من غير المفقودين، في اليوم الـ453، مُنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة.

سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويُطرد غزاتها.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com