Herelllllan
herelllllan2

إسرائيل وفشل الردع: الصراخ على قدر الألم

ماجد الكحلاني

عندما تراقب إسرائيل تصرفاتها تجاه اليمن، قد تظن للوهلة الأولى أننا أمام “قوة لا تُقهر” تمتلك تقنيات وأنظمة مثل القبة الحديدية، مقلاع داود، والسهم وغيرها مما تثير الإعجاب بأسمائها، لكنها تفشل في تحقيق أهدافها. . ولكن، عندما تكتشف أن كل تلك “الألعاب النارية” لم تنجح في إيقاف صاروخ يمني واحد، ستدرك أن المشهد كله مجرد استعراض سينمائي رديء.
تسعى إسرائيل، من خلال مخططاتها العدوانية الأخيرة، إلى إقناع العالم بأنها لا تزال قادرة على الردع. فاستهداف موانئ الحديدة وضرب محطات كهرباء صنعاء ليست سوى محاولات عقيمة لإظهار القوة. والغريب أنهم يدّعون أن هذه العمليات ستجعل اليمن يتوقف عن إطلاق الصواريخ، التي تتجاوز “درعهم الحديدي” وكأنها تمرر التحية.
يدرك الجميع، بما في ذلك إسرائيل، أن كل هذا الضجيج هو مجرد محاولة لتغطية الفشل المتكرر. فالإعلام الإسرائيلي يصرخ، ومسؤولوهم يتلعثمون: “الردع لم ينجح، الحوثيون يستمرون بلا توقف، ونحن عاجزون عن فعل شيء”.
الحقيقة المُرّة تكمن في أن الصواريخ الباليستية اليمنية لا تكتفي بإصابة أهدافها بدقة، بل تُحرج إسرائيل على الملأ. المشاهد المصورة التي تُظهر الصواريخ وهي “تتجاوز” أنظمة الاعتراض الإسرائيلية أصبحت كابوساً يلاحق قادة الاحتلال.
اليوم، تُقرّ إسرائيل بفشلها علناً، حيث صرّح قادة الدفاع الجوي بأن “محاولات الاعتراض فشلت بشكل قاطع”.. تصريحاتهم، مثل “الحوثيون يحققون هدفهم في زعزعة استقرار إسرائيل” و”إسرائيل غير قادرة على التعامل مع تحدي الحوثيين”، تعكس اعترافاً صريحاً بانهيار مخططاتهم أمام قوة الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة، التي صنعها رجال يؤمنون بقضيتهم. أما المحاولات المتكررة لإظهار العكس، فلا تزيدهم إلا فضيحة. وهذا ليس بسبب امتلاك اليمن لقدرات خارقة، بل لأن إسرائيل فشلت في فهم أن “الإرادة الصادقة” أقوى من أي منظومة إلكترونية.
من يتابع الوضع في ميناء إيلات سيدرك عمق الإحباط الإسرائيلي. فقد تحول ميناء كان يعج بالحركة إلى مكان مهجور، حيث تم تسريح الموظفين ونقل البضائع إلى موانئ أخرى. لماذا؟ لأن اليمن قرر أن يرسل رسائل بسيطة عبر البحر الأحمر: “أنتم لستم بأمان”.
كما أصبحت الضربات البحرية اليمنية كابوساً يطارد إسرائيل، ليس فقط عسكرياً بل اقتصادياً.. شحنات الطاقة تعطلت، وخطوط التجارة تضررت، والعدو بات يلهث لإيجاد حلول مؤقتة تُبقي اقتصاده واقفاً. حتى في مجال الاستخبارات، تعيش إسرائيل أزمة حقيقية، حيث يكشف عدم قدرتهم على جمع معلومات دقيقة عن التحركات اليمنية عن عمق الفجوة الأمنية لديهم.
والأكثر طرافة هو إعلانهم عن حاجتهم إلى “مختصين باللهجة اليمنية” لفهم الثقافة الشعبية في اليمن، وكأن اللهجة هي المشكلة، وليس عجزهم الكامل عن فهم كيف يتفوق عليهم خصم محاصر اقتصادياً وعسكرياً.
تصرخ إسرائيل، والإعلام الموالي لها يردد الأكاذيب، لكن الحقيقة واحدة: اليمن لا يُقهر. هذه الحقيقة البسيطة هي ما تخشاه إسرائيل وحلفاؤها، لأنهم يعلمون أن نموذج الصمود اليمني يمكن أن يكون شرارة تُشعل إرادة الشعوب الأخرى.
لقد حاول العدو الردع، لكنه فشل. والسؤال الآن هو: ماذا بعد؟

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com