واقعُ الأُمَّــة المخزي.. الأسبابُ والعوامل
فضل فارس
القرآن الكريم يربينا كيف نكون أنصاراً لله ولدينه، يربينا، يؤهلنا كيف يكون تولينا لله، وكيف نصل، وما هي النقاط التي يجب أن نفهمها ونمشي فيها بشكل واع، وبالتدريج حتى نكون من أنصاره وأولياءه.
من خلال تولينا لله والرسول والإمام علي وأهل بيته نحصل على الإيمَـان الذي نحن في هذا العصر بحاجة إليه أكثر من أي وقت في كُـلّ مجالات حياتنا.
المؤمنون إذَا اهتدوا بالقرآن الكريم وكانوا من الصابرين، تحلوا بالصبر والعزيمة فَــإنَّهم سيكونون الغالبين، سيغلبون وسيخسر ويضل كُـلّ الكافرين والمنافقين مهما كانت قوتهم، مهما امتلكوا من قوة وتكنلوجيا وتقنية فَــإنَّهم حتماً سيغُلبون أمام تلك الفئة المؤمنة بالله.
فيما يتبين لنا والشواهد حية بين أظهرنا في هذه المرحلة كيف أن المسلمين وحينما ابتعدوا عن هدى الله وعن أعلام الهدى، كيف تركوا التفكر وَالإبداع والإنتاج للآخرين من أهل الكفر والشرك.
كيف تركوا هذا الجانب المهم الذي كان من أهم واجباتهم التي وجههم الله إليها في قوله جل وعلا: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض جميعًا مِنْهُ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} كيف نبذوا هذا الجانب الإيمَـاني الحياتي المهم حتى استغله اليهود وتمكّنوا من تفعيله وتفعيل تلك الصناعات والابتكارات في إضلال الناس وتدجينهم.
كيف توجّـهوا بعداء وَحقد تاريخي إلى ضرب الإسلام والمسلمين بثقافاتهم الإضلالية المفسدة في نشر وتعميم الربا، في التسلط وَالهيمنة على شعوب الأُمَّــة وَالعالم كله، وذلك عبر استغلال تلك الأساليب المطوعة والمهيمنة على الشعوب، مثل الاقتصاد السياسي وغيره من الوسائل والأساليب التي قد جعلت أغلب أنظمة وشعوب هذه الأُمَّــة المسلمة تحت الأقدام.
وللشهيد القائد -رضوان الله عليه- وصف لهذا الواقع المخزي وَالجهالة الجهلاء التي قد وقعت الأُمَّــة فيها -وهي التي والله المستعان كان المراد لها لولا تفريطها في دينها وأعلامها أن تكون بقسطها وعدلها فوق هامات العالم- وكلّ ذلك وللأسف ما ألحقه الأثر السلبي للأخطاء الثقافية والتدجين الممنهج من قبل أعدائها في واقعها، يقول -رضوان الله عليه-: ألسنا اليوم في جهالة؟ لنعرف من خلال هذا كيف يمكن أن يكون الأثر السيئ للأخطاء الثقافية، وقد تضرب أُمَّـة بأكملها وتجعلها تحت الأقدام وهي أُمَّـة كان يراد لها أن تكون فوق هامات العالم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
الخلاصة من كُـلّ ذلك أن اليهود اليوم هم الذين استفادوا من العلوم والمعارف في شتى المجالات في الاقتصاد والتصنيع، هم من استفادوا من الثورة الصناعية في مختلف مجالاتها حتى استطاعوا بها وللأسف من مسخ وجه العالم؛ فيما ذلك وللأسف كان؛ بسَببِ تخلي وتنصل المسلمين ومنذ البداية عن القرآن الكريم وَخليفة رسوله محمد الأمين عن الإمام علي (ع) وذريته الأعلام الطاهرين، أول رجل بعد الرسول (ص) ذلك العلم الطاهر الذي كان يقول: “سلوني قبل أن تفقدوني”، “إلا إن ها هنا لعلماً جماً -وأشار بيده إلى صدره- لو أصبت له حملة” الذي وَحقيقة، ولنا في حفيده السيد القائد في اليمن شاهد وَعبرة، من لو استقرت قدماه على قيادة هذه الأُمَّــة لقدم العالم بشكل آخر وَلكان الوضع حتماً وبكل تأكيد على غير مَـا هو اليوم عليه.