خروجٌ مليوني غفير تكتظُّ به اليمن
أمة الرحيم الديلمي
خروج مليوني ساحق، خروج صادق، خروج لا تراجع بعده.. هكذا الخروج اليمني رسم ملامحه، وهكذا هو الخروج كُـلّ جمعة، يستجيب لكل هبّة، ويقاسم المستضعفين لقمته! لا لشيء سوى أنّه يمتلك غِيرَة على أمته، وتشبّع بثقافة عظّمت الله في قلبه، وصغرت عدوه في عينه، وتمتع بقائد من صفوة الله في خلقه.
هذا الخروج ليس أجوفًا، وليست العبارات فيه عادية!
بل إنه خروج حقيقي قولًا وفعلًا، مضمونه أن الشعب اليمني ليس كغيره يتفرج على المجازر وأبشع الجرائم ولا يسعه إلا أن يتلعثم ببضع عبارات تخرج من فاه بإحراج كبير، أَو رد محدود، أَو وضع له في تعامله حدود.
كلا فهو شعبٌ تشبّع بقضاياه ومؤازرة إخوانه، رغم بعد الجغرافيا عنه وقلة الإمْكَانات بين يديه إلا أنه يُرسل صواريخه البالستية وطائراته المسيّرة معونة، ومساعدة، ومؤازرة لإخوانه في غزة، بل إنه آثرهم عن نفسه ودافع عنهم عوضًا من أن يدافع عن نفسه -العدوان الصهيوأمريكسعوديّ- ودفع بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة لتدك عمق الكيان، ومع هذا تجدُ عيونًا يقظة، وسواعد متينة تمنع دخول السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية من عبور البحر الأحمر حتى أصبح الزاد لا يكفي المستوطنين؛ جُوعُوا كما أجاعوا شعب غزة، أصبح النوم في قاموسهم مستحيلاً، فكلما انزاح عنه التوتر والقلق أتاه صاروخٌ فرط صوتي من اليمن، كُـلّ هذا ويتم تتويج كُـلّ الأعمال السابقة بمسيرة جماهيرية حاشدة تكاد الأرض تتفطر من قوتها وتلين لها الجبال من ثباتها، دون كلل ولا ملل، يتوافدن إلى تلك الساحات وقلوبهم تدعو أن يسهل الله لهم بمسير إلى قلب الأقصى؛ ليسوموا عدو الله وعدوهم سوء الحساب.