فيما ”تل أبيب” تصحو وتنام على أصوات صفارات الإنذار.. صنعاء توجه صفعة أمنية قوية للـ“موساد” والـ”CIA”
في ذروة العمليات اليمنية المساندة لغزة وتزامنا مع التهديدات الإسرائيلية بالاعتداء على اليمن مرة أخرى والتلويح باستهداف قادته، أعلنت الأجهزة الأمنية في صنعاء عن إلقاء القبض خلال الأيام الماضية على خلية جواسيس تعمل لصالح المخابرات الأمريكية ” CIA” “والموساد الصهيوني” في محاولة لاختراق جبهة اليمن أمنيا، وردم الفجوة الاستخباراتية في رصد وتحديد الأهداف لإيجاد مركز ثقل يتوهم العدو أنه بمهاجتمه يمكن أن يحقق الردع المطلوب ويحدث تأثيرا تراكميا يؤثر على القرار اليمني في إسناد غزة.
في العادة يجند “الموساد” العديد من العناصر من ضعاف النفوس ضمن خلايا تجسسية لخدمة مصالح الكيان الصهيوني وأطماعه التوسعية، عبر التجسس على البلدان لزعزعة أمنها واستقرارها وإلحاق الضرر بمواطنيها؛ إما بالحروب الخشنة أو الناعمة. واليمن ليس استثناء؛ إذ يتصدر في هذه المرحلة قائمة الدول المستهدفة نظرا لما يشكله من خطر وقلق دائمين بضرباته المتواصلة على “تل أبيب”.
أبعاد الإنجاز الأمني النوعي ودلالاته
في دلالات الإنجاز الأمني الكبير فإن إلقاء القبض على خلية تابعة للموساد والسي آي ايه في هذا التوقيت يعيد ويؤكد حقيقة أن “إسرائيل” تعاني من الجبهة اليمنية وتبحث عن أعين لها في الداخل لرصد عناصر القوة لضربها والتأثير عليها بعد فشل استراتيجية ضرب الموانئ في الحديدة ومصادر الطاقة، والتي يشكل قصفها واستهدافها جرائم حرب وفق القانون الدولي والإنساني.
الأمر ينسحب على الولايات المتحدة التي بدت حتى الآن عمياء بالكامل في مواجهة اليمن، وتأكد لها أن بنك أهدافها السابق أضحى قديما ولا فائدة مرجوة من تدمير المدمر وقصف المقصوف، لا سيما مع تصيد طائراتها MQ9 وضبط خلاياها التجسسية التابعة لها على الأرض خلال العقد الماضي لتبدأ مرحلة جديدة من جمع المعلومات الأكثر وثوقا عن القدرات اليمنية وأماكن صناعتها وإطلاقها.
من الأنشطة المطلوبة من الخلية التجسسية: الرصد وتحديد مواقع القوة الصاروخية والطيران المسير والبحرية، وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصاتٍ وعربات إطلاق الصواريخ والمسيرات. يبدو أن العدو الأمريكي والإسرائيلي يواجهان تحديات كبيرة في التنبؤ بأي هجوم يمني؛ حجمه؛ ونوعيته. كما ويظهر للعالم زيف الادعاءات الأمريكية في الترويج لفرضية تهريب الأسلحة من إيران، لحمل المجتمع الدولي على تبني قرارات عبر الأمم المتحدة لتشديد إجراءات الحصار على ميناء الحديدة وزيادة الضغوط الاقتصادية والإنسانية على السلطة في صنعاء.
تزامُنُ التحرك الأمني الصهيو أمريكي في اليمن مع بدء معركة طوفان الأقصى بعمليات استقطاب وتجنيد للجواسيس، وعبر عميل يعمل لصالح المخابرات السعودية دليل على التعاون الأمني الوثيق بين واشنطن و”تل أبيب”، وشاهد على التورط السعودي في خدمة الأجندة الصهيونية عبر تبادل المعلومات لاستمرار حرب الإبادة في غزة وإعاقة اليمن عن إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
– مطالبات مخابرات الأعداء من الجواسيس رصد أماكن ومقرات عمل القيادات الأمنية والعسكرية والسياسية وكذلك الشخصيات الاجتماعية المناهضة للعدو، لضربها واستهدافها مؤشر على التوجه نحو التصعيد وزعزعة الأمن الداخلي ومحاولة إحداث فراغ سياسي يمكن الاستفادة منه على الأرض عن طريق تحريك مرتزقة الداخل.
– فاعلية الجبهة اليمنية أحرجت قادة الكيان، مع انعدام الأمن في العمق الصهيوني، وفي ظل الضغوط “الشعبية” المتزايدة، المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى، ليبحث نتنياهو عن انتصارات استخباراتية وأمنية لتحسين صورة ائتلافه في الداخل وإطالة أمد حكمه باستمرار الحروب وتوسيع نطاقها.
– توجيه الخلية لاستقطاب عملاء وتجنيدهم في القطاعات العسكرية الفاعلة مؤشر على أن العدو يسابق الوقت من أجل تحقيق الاختراق، وبالإنجاز الأمني يعود الموساد ومعه الأمريكي للوراء مسافات طويلة. وبمزيد من الحذر واليقظة وتعاون المواطنين يمكن بفضل الله تحصين الجبهة وإفشال مخططات العدو.
– إذا لم يكن للأمريكان والصهاينة خلايا نائمة في اليمن فإن الاعتماد سيتركز على التكنلوجيا وجمع المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا قد يستغرق وقتا أطول ليعوضوا ما افتقدوه من مصادر معلوماتية.
الصاروخية والمسيَّر يتناوبان على قصف عمق الكيان
بموازاة الإنجاز الأمني الكبير في مواجهة حرب الأعداء الأمنية، يتناوب سلاح الجو المسير مع القوة الصاروخية على قصف “تل أبيب” صباحا ومساء ليصحو المغتصبون الصهاينة على أصوات صفارات الإنذار ويناموا عليها أيضا، وبدلاً من الذهاب إلى الأعمال وسط أجواء يسودها النشاط والأمن والطمأنينة يعيش الجميع في حالة من الخوف والقلق.
“الجيش” الإسرائيلي قال – في منشور على منصة إكس- “للمرة الخامسة في أسبوع، سارع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ مع شن “الحوثيين” في اليمن هجوما صاروخيا”، وردا على ما ادعاه نتنياهو تحقيق نصر مطلق سخر من ذلك ليبرمان وزير الحرب الصهيوني الأسبق وقال “عن أي نصر يتحدث نتنياهو والملايين يتدافعون كل يوم إلى الملاجئ، كل يوم بفعل الصواريخ اليمنية”.
لا ينكر الصهاينة أثر العمليات اليمنية وقدرتها على انتزاع أمن الملايين من المستوطنين، ومشهد الهروب إلى الملاجئ يعد نجاحا كبيرا بحد ذاته حتى مع افتراض اعتراض العدو لصواريخ اليمن ومسيراته.
التهديدات والحرب عن بعد لن تؤثر على موقف اليمن الداعم للشعب الفلسطيني، بل على العكس من ذلك، زادت من زخم العمليات اليمنية؛ منها 3 عمليات الأربعاء: فجراً بصاروخ فرط صوتي على يافا المحتلة هو الرابع من نوعه خلال أسبوع، وعمليتان ليلاً: الأولى على يافا أيضا، والأخرى أحدثت دمارا في المنطقة الصناعية بعسقلان. ومن شأن هذا الزخم بفضل الله أن ينهي أوهام ردع اليمنيين ويحسّن شروط المقاومة الفلسطينية التفاوضية في ظل استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار ومؤشرات التوصل إلى اتفاق.
- نقلا عن موقع أنصار الله