بين الخيانة والمؤامرة.. تحَرّك المرتزِقة في اليمن لخدمة الصهيونية
المشروع الصهيوني يسعى لاستغلال كُـلّ الفرص الممكنة لتمرير أجنداته التوسعية في المنطقة العربية، معتبرًا فلسطين نموذجًا لطموحاته، من خلال استخدامه لأدواته الدنيئة من مرتزِقة الداخل والخارج الذين يقفون ضد كُـلّ من يساند المجاهدين في غزة. وقد برزت أدوار هؤلاء العملاء بوضوح، مستغلين حالة الحصار والعدوان المُستمرَّين في اليمن.
أعمالٌ تشكّل خيانةً صارخةً للقضية الفلسطينية ومؤامرة تُحاك في الظلام لاستنزاف ما تبقى من روح المقاومة والكرامة في هذا الجزء الغالي من الوطن العربي. ومع ذلك، يتضح أن هناك خيوطًا أكثر تعقيدًا تربط بين بعض القوى المحلية في اليمن وبين أجندات خارجية، فنحن نشاهد بوضوح تآزُرًا مشبوهًا مع المصالح الصهيونية في المنطقة. والسؤال المحير هنا هو: كيف يمكن لشعب معروف بشجاعته وبسالته مثل اليمن أن يتحوَّلَ بعضُ أفراده إلى أدوات بأيدي أعدائهم التاريخيين؟ وكيف لرؤوسٍ كانت في السابق من نخبة المجتمع أن تنحنيَ دفاعًا عن مشروع صهيوني ممتد في تاريخه وأطماعه التوسعية التي ليس لها حدود جغرافية؟
ظهور المرتزِقة في هذا التوقيت واستغلالهم للأوضاع الصعبة في اليمن يشكل خيانة بكل المقاييس ودليلًا قاطعًا على أنهم مُجَـرّد أدوات دنيئة في أيدي قوى خارجية لا تهتم سوى بمصالحها الخَاصَّة، ولو على حساب الأوطان ودماء الأبرياء. إنهم يعتقدون بأن تحَرّكاتهم يمكن أن تمر دون حساب، ولكن الشعب اليمني الذي يعاني ويلات حرب طويلة يشنها عدوانٌ عربي وغربي لن يغفر لهؤلاء الخونة.
وليعلم هؤلاء أن دعم الصهاينة بأي شكل خيانة واضحة لتاريخ أمتنا ونضالاتها المُستمرّة. يجب أن يدرك المرتزِقة أن المال لا يبني وطنًا ولا يحمي كرامة، بل هو مُجَـرّد وَهْمٍ سيكتشفون لاحقًا أنهم أدوات انتهى دورها وستُرمَى في مزبلة التاريخ.
لا يمكن النظر إلى موقف المرتزِقة دون إدراك الروابط التي تربطهم بـ “إسرائيل” وداعميها. الأدلة على تورط الكيان الصهيوني في زعزعة أمن اليمن أصبحت أوضح من أن يتم إنكارها، خَاصَّة في ظل الكشف عن اللقاءات السرية والعلنية والدعم العسكري الذي تقدمه “إسرائيل” لبعض الأطراف تحت ذرائعَ مكشوفةٍ مثل مكافحة الإرهاب وحماية الملاحة البحرية والتي تعني في حقيقتها حمايةَ الملاحة الصهيونية لتستمرَّ في إبادة الفلسطينيين في غزة.
لكن السؤال الذي يظهر هنا هو: كيف يمكن لمثل هؤلاء تبرير مواقفهم أمام الشعب اليمني وأمتهم؟ لا يمكن لأية مكاسب سياسية ضيقة أن تبرّر الوقوف مع أعداء الأُمَّــة العربية والإسلامية. بينما يستمر نزيف الدم اليمني والفلسطيني دفاعًا عن قضية الأُمَّــة، يواصل هؤلاء المرتزِقة السير في طريق مظلم دون اعتبار للوطن أَو التاريخ؛ ناهيك عن الاعتبار الديني.
والخيانة ليست فقط في التحالف مع العدوّ، بل في التواطؤ مع راعي العنف والفوضى ورأس الشر الأول في المنطقة، أمريكا وحلفاؤها.
إن الشعب اليمني قد يتحمل الجوع والظلم والفقر، ولكنه لن يقبل بالخيانة. آن الأوان لندرك جميعًا أن ما يُخطط له في الخفاء سيظهر مهما طال الزمن، وستتحرّر اليمن بدماء أبنائها المخلصين، ولن ينسى التاريخ ما فعله الخونة ومن تآمر معهم ضد وطنهم وأمتهم.