Herelllllan
herelllllan2

تقلبُّاتُ المرحلة بالتهيئة الإلهية لعباده

فضل فارس

إن ما قد حصل إلى اليوم في واقع هذه الأُمَّــة من نكسات وردة وَانحرافات وُصُـولًا إلى تول ظاهر على مستوى أنظمة وَكيانات لأهل الكتاب لهو فرز وتمييز إلهي واضح، يقربنا خطوة إلى الانتصار العظيم والكبير في هذه المرحلة التي تتهيَّأ الأُمَّــة فيها “وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ” لتغيير إلهي كوني لكل واقعها المهين وَالمخزي، وما ذلك وحسب ما تقصه الأحداث والمتغيرات الإقليمية في هذه الأعوام، والله العالم، منها ببعيد.

كلّ هذه التقلبات والصراعات الكونية التي تحصل في الواقع الإقليمي في هذه المرحلة ما هي، والله أعلم، إلَّا مراحل تهيئة لتحقّق وعد الله في أن تتحقّق في الواقع سنة الاستبدال الإلهي عن كُـلّ أُولئك المتخاذلين والمرتدين عن الدين من أبناء هذه الأُمَّــة، الذين اتضح لكل العالم أنهم أذلاء وبكل ما تعنيه الكلمة، أذلاء أمام اليهود، أمام الصهاينة، حَيثُ لم يجرؤوا عن اتِّخاذ أي موقف ضدهم، لا أن يجاهدوهم، ولا أن يتقدموا، وذلك أقل القليل على أن يمونوا المجاهدين في غزة أَو يقوموا بإدخَال الغذاء والدواء للمحاصرين من أبناء الشعب الفلسطيني.

هنا، حَيثُ يأتي حينها وحسب ما تحقّقه مصاديق وعوده التي لا تتخلف؛ ليضع معيار الاستبدال الإلهي في واقع هذه الأُمَّــة فيستبدل بهم غيرهم ويخزيهم ويذلهم.

ليأتي بديلًا عنهم بأُولئك الأنصار من يحبهم ويحبونه، القوم الموعود بأن يأتي بهم في محكم الكتاب، المؤمنين، الصادقين، المحبوبين إليه، أُولئك الذين بإيمانهم وصبرهم وَجهادهم سوف يغيرون وجه المعمورة بكلها.

أُولئك من على أيديهم يذل اليهود وَتتهاوى كُـلّ مخطّطاتهم، من بإيمانهم يتحقّق السلام وتعاد الحقوق وَتنصف المظلمات.

أُولئك من قال عنهم بعد أن زاغت أبصار الكثير من أبناء هذه الأُمَّــة عن قيم وتعاليم الإسلام حتى بلغت بهم مداني أعمالهم الدنيئة والرذيلة نكبات المذلة والردة والعصيان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

هذه هي النوعية العظيمة التي لا تبنى إلا من جهة الله، الذي يؤتيها هذا الفضل العظيم وَالمقدس في رد كيد وَسوء وَإجرام الكافرين وَالمنافقين إلى نحورهم.

بالتالي نصرة وَإنقاذ وَتخليص الأُمَّــة، كُـلّ الأُمَّــة من مخطّطات اليهود والذين كفروا، ورأس الكافرين يتمثل في هذه المرحلة في الميدان الذي نحن فيه في العدوّ الصهيوني ومعه الأمريكي وكلاهما وجهان لعملة واحدة، من يسعون اليوم وراء تقسيم الأُمَّــة وخلخلة صفوفها، من يسعون وبكل خبث ومكر وإجرام وراء ما يطلقون عليه مخطّط الشرق الأوسط الجديد؛ لتغيير ملامح الشرق الأوسط، وهو في الحقيقة لاحتلال بلدان هذه الأُمَّــة، لإذلال شعوبها ونهب خيراتها، بالتالي وذلك ما يسعون إليه، والشواهد في هذا العصر كثيرة لانتهاك حرمها ومقدساتها وَطمس كُـلّ معالمها الدينية والإسلامية.

وذلك هو الشرف الكبير والعظيم لتلك النوعية من المؤمنين الذي يأتي بهم الله في هذه المرحلة في تمثيل قوة وقدرة وعزة وقداسة الله في أرضه وعلى عباده.

وتلك القيمة العظيمة لجهادهم وَبذلهم وصبرهم في التصدي لكل مخطّطات الأعداء، كذلك إعادة قيمة وقداسة الدين الإسلامي القويم من جديد ونشره وَبكل أخلاقية ومسؤولية في شتى أقطار الأرض، وذلك ما أراد الله تعالى لهذه الأُمَّــة أن تقوم به، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أهل الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْـمُؤْمِنُونَ وَأكثرهُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com