داعش والصهاينة وجهان لعُملةٍ واحدة
أم الحسنين الزايدي
تتسارع الأحداث في الآونة الأخيرة؛ لتكشف الحقائق وتنزع الأقنعة عن الكثير ممن يدعون الوطنية والشرف، فما رأيناه في سوريا وما جرى فيها من أحداث كشف كُـلّ الوجوه.
معارضة تدعي إلى الحرية وتعتبر أنها محتلّة من رئيسها، فتدعو الأمريكان والصهاينة وتجمع كُـلّ الدواعش والقتلة والمجرمين ليقاتلوا إلى صفها ضد رئيسها الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ألم تكن القضية الفلسطينية هي المطلب الأول للجميع، لما نرى التوجّـه نحو سوريا؟
عندما رأينا الأحداث في سوريا وتحالف الدواعش مع الصهاينة حمدنا الله تعالى أن كشف أقنعتهم المزيفة وأظهر وجوههم الخبيثة التي يغطونها خلف تلك اللحى النجسة التي تذبح كُـلّ مسلم وتدافع عن كُـلّ صهيوني.
كُـلّ مقاوم حر يعلم حقيقتهم ولم يكن غريباً علينا الأمر، وما رأيناه إنما أردنا بذلك أن يتم كشف الوجوه لعامة الناس المنخدعين بأهل اللحى ومن يظهرون الدين ويبطنون الكفر والنفاق.
ليس هدفه سوريا فقط، بل يتطلع الصهيوني إلى شرق أوسط جديد، أي شرق أوسط إسرائيلي ويريد بذلك إقامة دولته من المحيط إلى المحيط، وهيهات له ذلك ما دام محور المقاومة متصدياً له.
ويعتبر ما يقوم به صهاينة العرب المصفقون الفرحون بالاحتلال الصهيوني لسوريا العربية غباء وجهلاً، ولربما كما قال تعالى: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ عَلَىٰ رسوله، وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فلا غرابةَ إن رأينا الكثير يحتفل ويفرح بانتصار الصهاينة حسب قولهم، وهذا لا يعتبر انتصاراً إنما احتلال سيعقبه جرائم ومجازر كبرى، وسنرى ذلك في القريب وذلك بالحروب الأهلية التي ستحصل وذلك بفعل الصهيوني، فهو يعمل هؤلاء أدَاة للقتال فيما بينهم لتخلو له الساحة.
أيضًا رأى التحَرّك إلى جانب القضية الفلسطينية والمطالبة بإنهاء الحرب العدوانية على غزة، وشكل الضغط الدولي عليه قلقاً فتوجّـه نحو سوريا ليصرف الأنظار عن غزة ويتفرد بها، ولن ينجح في ذلك؛ فمحور المقاومة له بالمرصاد، ولم ينجر خلفه إلا المنافقون والأحذية العميلة الخادمة له وللأمريكي.
كما من المضحك جِـدًّا هو ما يثرثر به المرتزِق اليمني بأنه سيصل صنعاء، وصنعاء كما قال سيدي القائد “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب” وأنا أقول لهم: إن نجوم السماء أقرب لكم من صنعاء يا أغبياء، هل بهذه السرعة نسيتم تأديب المجاهدين لكم؟! وإن أردتم تأديباً أكثر فالمجاهدون سيقومون بذلك.
محور المقاومة باقٍ والقضية الفلسطينية ستنتصر والكيان الغاصب سينتهي، وإن فرح الكثير بما حصل في سوريا، وأعتقد بأن محور المقاومة سيتأثر فهو واهم؛ فالمحور لم ولن يتأثر بأي أحداث، وما حصل في سوريا سيتأثر به الشعب السوري وسيكون هناك ضحايا كثر ومجازر كبيرة، سيقتل الدواعش من جانب والصهاينة من جانب، وبشار لم يكن سوى ذريعة لاحتلال سوريا، وها قد غادر بشار فلما دخل الصهاينة وتوغل في سوريا ما حاجة وجوده هناك؟ أليس سوى مخطّط صهيوني لإزاحة كُـلّ من يواجهه، معتقدًا بذلك بأنه سيدمّـر سوريا وبعدها لبنان والعراق، ولكن بقوة الله تعالى، وبحكمة قادة المحور وبمقاومة جيش وأحرار المحور سينتهي الصهاينة وتحرّر فلسطين، وتلك هي ثقتنا العظمى بالله القوي العزيز وبمحورنا العظيم.