Herelllllan
herelllllan2

السادس من ديسمبر خلال 9 أعوام.. 50 شهيدًا وجريحًا وتدمير للمنازل والممتلكات بغارات العدوان على اليمن

 تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 6 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2015م، و2016م، و2017م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والمزارع والمحلات التجارية، والأطفالَ والنساء، وآمال وأحلام الشعب اليمني ومصادرة أرزاق عشرات الأسر ومأويها بمحافظَات صنعاءَ وصعدة وحجة.

 ما أسفر عن 21 شهيدًا، بينهم أطفال، ونساء، وعشرات الجرحى، وتدمير عشرات المنازل والمحالات، وأضرار مادية وخسائر مالية في الممتلكات، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس أسر الضحايا، التي باتت بلا مأوى، وفقدت معيليها، وتفاقم الأوضاع المعيشية والآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

   6 ديسمبر 2015..13 جريحاً بينهم أطفال ونساء في غارات عدوانية على صعدة:

في يوم 6 ديسمبر من العام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الجوية وقنابله العنقودية الأحياء السكنية والمحلات التجارية والمنازل في مناطق قحزة، وآل حميدان، بمديرية سحار محافظة صعدة، أسفرت عن 13 جريحاً بينهم 6 أطفال و3 نساء، وخسائر في الممتلكات، وترويع الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد والمعاناة.

 المنازل المأهولة بالسكان توزعت عليها الغارات وقنابلها المحرمة دولياً، كما وزعت الجراحات والآلام والأوجاع والرعب والفزع إلى الأسر الساكنة لها، نساء وأطفال دمائهم سفكت، على الأرض كما هي عيونهم وعيون أهاليهم جارية الدمع، وقلوبهم المرتجفة من مستقبل يحمل الإبادة والدمار.

منطقتي قحزة وآل حميدان تنظم إلى مناطق عدة في محافظة صعدة لم تعد صالحة للعيش، بعد أن أمطرها طيران العدوان بمختلف أنواع الأسلحة وآخرها القنابل العنقودية المدمرة للبيئة والإنسان والحيوان وكل ما يدب على الأرض، وبين ترابها، محولة المحافظة الحدودية على أرض محروقة يهلك فوقها الحرث والنسل على مدى الساعة.

 يقول أحد الأهالي: “هذا طاحون كان معي فيه قمح المواطنين وهو مصدر رزقي ورزق أسرتي، ما ذنبنا، فقدت كل ما أملك وصرت فقيراً في لحظة، أين هي الأمم المتحدة؟ أين حقوق الإنسان يشاهدوا أهداف العدوان، قمح وذرة ودكان فيه مواد غذائية”.

“نجاة، طفل في الثامنة من عمره، كان يلعب أمام منزله عندما سقطت القنبلة، العنقودية إلى جواره فقد ساقه، ويقول بصوت يملؤوه الحزن: “أريد أن ألعب مع أصدقائي مثلما كنت أفعل من قبل”، مشهد نجاة يجسد معاناة آلاف الأطفال اليمنيين الذين يدفعون ثمن العدوان الغاشم على شعب أعزل، تقوده منهجية أمريكية، تنعدم فيها الإنسانية، ويرفع فوق مجازرها ومذابحها الهيمنة والاستكبار والعلو والبطش بالمستضعفين، كما هو حال اليمن اليوم.

  6 ديسمبر 2016..8 شهداء وعدد من الجرحى بغارات العدوان على مزارع المواطنين بباقم صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2016م، سجل العدوان السعويّ الأمريكي جريمة حرب إضافية، باستهداف غاراته الوحشية مزارع المواطنين في منطقة آل سرة، أسفرت عن 8 شهداء وعدد من الجرحى، وترويع العمال والمزارعين وأهاليهم، ومضاعفة معاناتهم.

 حصاد الموت في مزارع باقم

في يوم كان من المفترض أن يكون يوماً للحصاد والبركة، تحول إلى يوم حزين ومأساوي، في حين كان المزارعون وعمالهم يجنون الثمار بأحد المزارع في منطقة آل سرة، كما هو المعتاد يخترق صوت الطيران السعودي الأمريكي أجواء المنطقة، ويباغت الجمع بـ4 غارات متتالية أزهقت الأرواح وسفكت الدماء، وهرع الأهالي المنقذين إلى المكان، فتبعهم الطيران بغارة أخرى محولاً حالتهم من منقذين إلى مستغيثين وطالبين النجدة ممن يمكن أن يسعفهم.

أثناء الغارات تمزقت الجثث وتطايرت الأشلاء وفقد العديد بين الدمار والخراب وهول الجريمة، هذا يشاهد أخاه مقطعاً وهو ينزف فيصرخ ومن اقترب منه حلت عليه الغارة التالية فتقضي عليه هو الآخر، وعلى مقربة عمال آخرون يتحركون إلى المزرعة المستهدفة فيجدون أمامهم إبادة جماعية فيما الطيران يحلق ويعاود القصف، فيزيد الوضع صعوبة وفظاعة وتتضاعف حالات الجرحى، ويقل عددهم مقابل تزايد فاتورة الشهداء، ويخيم العزاء في كل منزل والحزن في كل القلوب.

هنا الأيادي التي كانت ممدودة لجني الثمار وقطافها، قطفتها غارات العدوان وجنت أرواحها البريئة، وفقدت العوائل معيليها، وباتت عبئاً على الأهالي والمنظمات الإنسانية، وعاش المزارعون حالة رعب وخوف على مدى السنوات الممتدة إلى اليوم، خشية من تكرار الجريمة.

 يقول أحد الجرحى من فوق السرير: “نحن عمال قاصدين الله على أسرنا نطلب القوت الحلال، لماذا يستهدفونا ونحن وسط مزرعة لا علاقة لنا بالجيش والمجاهدين، لكن والله لو ما بقي منا رجال، ما نخرج من المستشفى غير للجبهات ونأخذ بحقنا وحق شعبنا المظلوم وجه لوجه”.

“كان علي، وهو أب لستة أطفال، يعمل في المزرعة مع ابنه الكبير وزملائه عندما سقطت الغارة الأولى، استشهد على الفور، ويقول أحد أطفاله بصوت مبحوح: “رأيت أبي يمزق أمام عيني، ولم أستطع فعل شيء، الطفل الذي فقد أباه، علي يجسد مأساة الآلاف من الأسر اليمنية التي دمرت حياتها بسبب العدوان”.

جريمة استهداف العمال والمزارعين في الحقول واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام.

  6 ديسمبر 2017..17 شهيداً وجريحاً وتدمير 4 منازل بغارات العدوان على مبين حجة:

وفي السادس من ديسمبر 2017م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل المواطنين في منطقة شمسان مديرية مبين محافظة حجة، بغاراته الوحشية، أسفرت عن جريمة حرب جديدة، استشهد فيها 4 مواطنين أبرياء وجرح 13 آخرين، ودمرت 4 منازل بشكل كامل على رؤوس ساكنيها، وأضرار واسعة في ممتلكات ومزارع الأهالي المجاورة، ونزوح عشرات الأسر من المنطقة، ومضاعفة معاناتها.

أمام غارات العدوان كان سكان منطقة شمسان أمام خيارت صعبة كلها تقود إلى الإبادة، بصواريخ وقنابل حولت منازلهم إلى أكوام من الدمار فوق أجسادهم وجثث أطفالهم ونسائهم، الممزقة إلى أشلاء، وجعلت من دمائهم البريئة شلالاً يروي تراب الأرض، ويلطخ وجه العالم والمجتمع الدولي بلونه القاني المسفوك ظلماً وعدواناً.

 قبل الغارات كان أهالي المنطقة يغطون في نومهم العميق، كما هو حالهم كل ليلة، وحين ضغط كبتن الطائرة على زر الإطلاق للذخائر تساقطت من السماء في لمح البرق صواريخ مدمرة وقنابل متفجرة دكت السقوف والجدران، حال وصولها على الأرض، وحين انفجرت أخذت معها أجساد رضع في أحضان أمهاتهم، وأسر بذكورها وإناثها صغيرها وكبيرها، من بين الأحلام، الفرش الدافئ إلى حمم النار والأشلاء والدمار، وتناثرت الأجساد والأشلاء في كل اتجاه، من بقي على قيد الحياة زاغ عقله وظن أنه في كابوس لا حقيقة، ومن فارق الحياة، استشهد على الفور من هول الجريمة وبات عند ربه حياً يرزق.

بعد الغارات تظهر الجثث والأشلاء والدماء والآثار والدمار كله مختلط ببعض وموزع على منحدرات الجبل وفي المدرجات القريبة من أماكن المنازل المدمرة، هنا غرفة نوم كانت تحولت إلى حطام ومزقت الأجساد النائمة عليها، وهنا غرفة استقبال الضيوف، باتت كومة من الأثاث والحجار والأخشاب والأجساد النازفة والدماء المسفوكة.

مشهد الجريمة بالمجمل توحش وإجرام وإهلاك مقصود للحرث والنسل، يعكس فقدان مرتكبيها للإنسانية والضمير والرحمة والقيم، والمبادئ الدينية والأخلاقية، وتؤكد قاموس النهج السعودي في اليمن بأنه قصف وقتل وتدمير وإبادة واحتلال.

 يقول أحد الأهالي: “العدوان ضرب الجبل ومنازل المواطنين ولا يوجد هنا أي معسكرات ولا معدات ولا قيادات، هذه مجزرة بحق أطفال ونساء، هذا منزل مرملة استشهدت مع ابنها وبنتها، وتضررنا جميعاً، نصف الليل ونحن نائمين في أمان الله، سمعنا انفجار الغارة ودمر المنازل على رؤوسنا، ونحن فقراء، إلى أين ننزح إلى الجبال، لا معنا قوت يومنا ولا منازل أخرى ننزح إليها”.

   6 ديسمبر 2017..9 شهداء وعدد من الجرحى بغارات العدوان على منازل المواطنين في بيت العذري بصنعاء:

وفي العام 2017م، من اليوم ذاته، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية جديدة إلى جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منازل المواطنين وممتلكاتهم في منطقة بيت العذري بمديرية نهم محافظة صنعاء، أسفرت عن استشهاد 9 مدنيين أبرياء، وعدد من الجرحى ودمار واسع في المساكن والممتلكات المجاورة، وحالة من الرعب والفزع في قلوب النساء والأطفال، وموجة نزوح وتشرد وحرمان، ومشاهد مأساوية يندى لها الجبين.

بعد الغارات هرع الأهالي إلى المكان لرفع الإنقاض وانتشال جثث الشهداء، أول جثة كانت لطفل وثانية لأمه وثالثة لأبوه وتباعاً تنتشل أسرة بكاملها الإخوة بنين وبنات، من عدة منازل متجاورة تحولت إلى مقبرة جماعية لساكنيها، بغارات ليلية غادرة.

صفت الجثث في صالة طوارئ إحدى المستشفيات، هذه مقطعة وتلك فاقدة ملامح وجه صاحبها، البقية مغطاة من وحشية التكسير والجروح الغائرة والدماء المجمدة على أجساد هامدة، كان لها أحلام وآمال وطموحات وحق في الحياة والعيش كباقي بني الإنسان في هذا العالم.

عاد الأهالي محملين بالنعوش فاقدين للأمل ببقاء نبض حياة في أي جسد من 9 كانوا قبل دقائق أحياء، وخيم الحزن والرعب والمعاناة على أهالي المنطقة، في مجزرة وحشية عالقة في ذاكرة كل أم وأب وأخ وجار وقريب وصديق وكل حر شريف، يحمل ضمير حي.

 يقول أحد الأهالي: “هذا طيران العدوان المجرم استهدف منازلنا بدون أي حق ولا فيها أي شيء، منزل المواطن أحمد العذري، أباد الأسرة بكاملها أطفال ونساء، هذه الدماء البريئة لن تذهب هدراً وسوف نتحرك ومعنا كل الأحرار إلى الجبهات”.

أسرة العذري الجدة والأم والبنت والابن والأخ والأخت والعم والجد.. كلهم ضحايا لغارات وحشية حولت حياتهم المدنية إلى أهداف عسكرية، دون أي مبرر.

الطفلة فرح التي كانت في الصف الثالث من بين الشهداء، لم يترك لها العوان فرصة في إكمال دراستها وحقها في الحياة والعيش الكريم، وتبقى فرح رمز لآلاف الأطفال اليمنيين الذي وأدهم العدوان وهم في منازلهم ومدارسهم وطرقاتهم وحدائق منازلهم يلعبون، دون أي حسيب أو رقب.

عجوز كهلة في الـ 80 من عمرها جريحة تقول وهي باكية تئن وتتألم: “ظهري ظهري.. يدي يدي.. مرددة عبارات أماكن الشظايا، شاكية ظلم المخلوق إلى عدالة الخالق” متابعة “طيران السعودية قصفنا ونحن نائمين يا ولدي، أيش ذنبنا، عيالي  وأحفادي أطفال وزوجي كلهم مدري كيف حالتهم يا رب ..، قالوا استشهدوا وجرحوا، أين العالم يغير علينا من هؤلاء القتلة الظلمة”.

استهداف المدنيين الآمنين في منازلهم وإبادتهم هي جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية بكل أركانها، وفقاً لكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.

جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم جزء مما تم توثيقه بكامل الأدلة والمشاهد الحية، ونزر بسيط من آلاف جرائم الحرب بحق الإنسانية على مدى 9 أعوام متواصلة، ووصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي تدعو لسرعة وقف العدوان والحصار السعودي الأمريكي، ومحاسبة مجرمي الحرب وتحقيق العدالة لأسر الضحايا، وإعادة الإعمار.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com