5 ديسمبر خلال 9 أعوام.. شهداء وجرحى وتدمير للممتلكات وقطع لطرقات بغارات العدوان على اليمن
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 5 ديسمبر خلالَ الأعوام:2016م، و2017م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والأسواق والطرقات وورش الصيانة، وأمال وأحلام الشعب اليمني ومصادر أرزاق عشرات الأسر ومأويها بمحافظتي صنعاءَ وصعدة.
ما أسفر عن 11 شهيدًا، منهم 9 على متن سيارة، وعدد من الجرحى، وخسائر وأضرار مادية في الممتلكات، وترويع للأهالي، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس الأطفال والنساء، ممن فقدوا معيليهم، وتفاقم الأوضاع المعيشية وزيادة المعاناة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
5 ديسمبر 2016.. عدد من الجرحى بغارات العدوان على منزل مواطن والطريق العام بنقيل يسلح بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 5 ديسمبر عام 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية منزل أحد المواطنين والطريق العام في نقيل يسلح بمديرية سنحان محافظة صنعاء، أسفرت عن عدداً من الجرحى وتدمير شبه كلي للمنزل واضرار واسعة في الممتلكات، وقطع الطريق وعرقلة حركة السير الرابطة بين العاصمة وعدد من المحافظات، وتأخر وصول الإمدادات الغذائية والدوائية ووصول المسافرين إلى مناطقهم.
هذا اليوم حوله طيران العدوان في حياة الأهالي بنقيل يسلح إلى كابوس لا ينسى، حين باغتتهم غاراته الوحشية مستهدفة منزل بداخله عائلة بريئة من النساء والأطفال الأمنين، ليتحول السكن إلى كوم من الدمار والخراب وتصاعدت منه أعمدة الدخان والنيران والغبار، ومن بين انقاضها وذراتها وفوحها صرخات خافته لجرحى، وبكاء أهالي المنطقة النازحين من منازلهم مخلفين واراءهم ما يملكون.
وقت تناول الغداء كانت الغارات، فمنعت الأفوه الجوعى من تناول قطعة خبز، يقول أحد الأهالي: “وقت الظهر والناس يتغدوا ضرب الطيران المنزل ومكان المواشي ووصلت الشظايا إلى كل مزرعة وبيت في القرية، خوفوا الأطفال والنساء، وسفكوا الدماء ونفقت عشرات الأغنام والماعز، هل هذه الأعلاف مخازن سلاح يا سلمان؟ “.
عندما تلاشى الدخان، انكشف مشهد مروع: منزل مدمر، حيطانه متصدعة، أثاثه متناثر، وحياة عائلة بأكملها قد تغيرت في لحظة، جلهم جرحى يتأوهون، والأطفال يبكون، والنساء يصرخن، مشهد مؤثر يدمي القلوب، ويجسد وحشية العدوان الذي لا يفرق بين كبير وصغير، ولا بين مدني ومقاتل.
وفي غروب شمس اليوم ذاته استهدف طيران العدوان الطريق العام الرابط العاصمة صنعاء بعدد من المحافظات، مما أدى إلى قطع الشريان الحيوي الذي يمد هذه المناطق بالمواد الغذائية والدوائية، وعزل العديد من العائلات عن أقاربهم وأحبائهم.
يقول أحد الأهالي بصوت يختنق بالبكاء: ” قطعوا الطريق في وجوه المسافرين والمرضى وشاحنات نقل المواد الغذائية، هذه هي الحرابة بذاتها، قطع الطريق في زمن الجاهلية يعود إلى الواجهة مجدداً بل بوحشية أكبر وفظاعة لا توصف، ولكن هذه الجرائم المتعمدة لن تثني شعبنا اليمني عن الصمود ورفد الجبهات بقوافل الرجال والمال والسلاح، وعلينا جميعاً توحيد الصفوف لمواجهة الغزاة والمحتلين “.
هذه الجريمة هي واحدة من آلاف جرائم الحرب التي تروي معاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي الأمريكي، إنها قصة ألم وفقدان، وقصة صمود وإصرار على الحياة.
5 ديسمبر 2017.. 9 شهداء بينهم نساء وأطفال بغارات العدوان على سيارة مواطن في الطريق العام بصعدة:
وفي الخامس من ديسمبر 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، وإبادة جماعية بحق عدداً من الباعة على متن سيارة مواطن كانت تسير في الطريق العام بمنطقة آل مقنع مديرية منبه محافظة صعدة، بغاراته وحشية أسفرت عن 9 شهداء بينهم نساء وأطفال، وتفحم السيارة والجثث، في محرقة تقشعر منها الأبدان.
عودة الباعة على سيارتهم تحولت إلى مأساة مروعة، حين باغتت هم طائرات العدوان السعودي الأمريكي وهم عائدين من أحد الأسواق محملين باحتياجات أسرهم، ويسيرون بسلام على الطريق العام، فكانت أسرهم تستعد لاستقبالهم كالعادة، ولكن العدوان كان له رأي أخر حين استهدفهم قبل العودة إلى ديارهم، لم يكن أحد يتوقع أن تكون هذه الرحلة الأخيرة لهم في هذه الدنيا، ابتسامات الأطفال، وأحاديث الأهل، قبل سماع الجريمة كلها تحولت إلى بؤس وحزن وفاجعة في أذهانهم بعد وصولهم الخبر.
فجأة، هزت المنطقة انفجارات الغارات العنيفة، وارتفعت سحابة الدخان الأسود لتلفح وجوه الأبرياء. كانت غارات العدوان قد استهدفت السيارة التي تقل الباعة المزارعون، محولة إياها إلى كرة من النار، لم يترك العدوان أي أثر للحياة في تلك السيارة، فجميع من كانوا على متنها استشهدوا، جثثهم تفحمت وتحولت إلى رماد، وتصاعد الدخان برائحة الشواء للأجساد ونكهة الموت في أبشع صورة، تبخرت معه آمال وأحلام أهالي وذوي الشهداء وجيرانهم، ومن وصل المنطقة ونظر إلى مشهد المحرقة.
بعد الغارات وصل الأهالي إلى مكان الجريمة، وجدوا مشهدًا مروعًا لا يمكن وصفه، السيارة متفحمة، والجثث مشوهة، والأرض ملطخة بالدماء، بكاء الأهل وصراخ النساء الذي لا يجدي مزق قلوب الحاضرين. كيف لأسرة كاملة أن تفقد حياتها بهذه الطريقة الوحشية؟
على الطريق الرابط بين مديريتي غمر ومنبه، قطع هيكل السيارة المتفحم الطريق، واندثر كل ما بها في كل اتجاه، إلى جوار الجثث المتفحمة التي جمعت ولقطت، بقي في مكانها ما تم شرائه من الخضار والرز والدجاج، التي طبخت قبل موعدها ونجت بأجساد من كأنت لها طعام.
مشاهد الجثث المتفحمة بعد جمعها أشلاء، نقلت إلى أهالي الشهداء على متن سيارة بعد ان فقدت معالمها وملامح أصحابها، وهنا بدأ الأهالي بخوض معركة الفرز والبحث عن ذويهم من بين أكوام متفحمة لا يعرف هذا من ذلك.
يقول أحد أهالي المنطقة: ” ما ذنب هؤلاء الباعة يبيعون قات كانوا عائدين إلى أسرهم، قصفهم العدوان السعودي الأمريكي وهم طالبين الله على أسرهم يبحثون عن قوت يومهم، كانوا راجعين من سوق بدر، هل هذه الجريمة أعادة للشرعية يا سلمان، هؤلاء مدنيين أُحرقت أجسادهم دون ذنب، كيف يرتكب الإنسان مثل هذه الجرائم؟”.
لم تقتصر هذه الجريمة على أسر الضحايا فقط، بل أثرت على المجتمع ككل، فقد انتشر الخوف والرعب في قلوب الناس، خاصةً السائقين والمسافرين الذين يمرون بهذا الطريق، كما زادت هذه الجريمة من حالة الغضب والاستياء الشعبي ضد العدوان السعودي الأمريكي.
هذه الجريمة البشعة تكشف بوضوح عن وحشية العدوان السعودي الأمريكي، وعن استهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء. إنها جريمة إبادة جماعية لا يمكن التسامح معها.
ستبقى ذكرى شهداء آل مقنع محفورة في الذاكرة، وستظل هذه الجريمة شاهدة على وحشية العدوان، ولكننا على يقين بأن العدالة ستنتصر، وأن مرتكبي هذه الجريمة سيحاسبون على جرائمهم.
5 ديسمبر 2017.. طيران العدوان يستهدف منصة العرض في ميدان السبعين بصنعاء:
وفي اليوم ذاته من نفس العام، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منصة العرض بميدان السبعين في أمانة العاصمة صنعاء، بسلسلة غارات مدمرة، أسفرت عن قصف المقصوف وتدمير المدمر، وترويع المارين، في جريمة حرب تستهدف الأعيان المدينة، وتضاف إلى سلسلة الجرائم السابقة.
أسفرت الغارات المتكررة عن تدمير المنصة بشكل كامل وترويع المدنيين الذين كانوا يتواجدون بالقرب من المكان أو يمرون منه، وتحولت المنصة التي كانت مكانًا للاحتفالات والتجمعات، إلى كومة من الأنقاض والدخان، وقد وصف أحد الشهود عيانًا المشهد بأنه مروع، قائلاً: “كانت المنصة مكانًا يجمعنا، وكانت رمزًا للصمود والتحدي، والآن حولوها إلى رماد”.
لم تتسبب الغارات في تدمير المنصة فحسب، بل أحدثت أيضًا حالة من الرعب والخوف بين المدنيين، فقد فر العديد من السائقين بسرعة قصوى من الميدان خوفًا من تكرار الغارات، ووصول الشظايا إليهم، وتعطلت الحياة اليومية في المنطقة.
يعتبر استهداف منصة العرض جريمة حرب واضحة، حيث استهدف العدوان هدفًا مدنيًا لا علاقة له بأي نشاط عسكري، وتأتي هذه الجريمة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، والتي تتضمن قصف المستشفيات والمدارس والأسواق، وحصار اليمن، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة.
ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والضغط على دول تحالف العدوان لوقف عدوانها على اليمن، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم. كما ندعو المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب اليمني المتضرر، أعادة الأعمار.
إن استهداف منصة العرض بميدان السبعين هو جريمة لن تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب مرتكبوها عاجلاً أم آجلاً، وسيظل الشعب اليمني يتذكر هذه الجريمة كواحدة من جرائم العدوان السعودي الأمريكي التي لن تسقط دون عقاب.
5 ديسمبر 2021.. شهيدين وخسائر في الممتلكات بغارات العدوان المتكررة على المدنيين في صنعاء
وفي جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي، استهدف طيران العدوان بشكل متزامن ورشة صيانة سيارات في شارع الستين الشمالي وورشة أخرى في حي الأعناب بمديرية معين بأمانة العاصمة صنعاء، مما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني.
شارع الستين الشمالي: جريمة حرب ترفع شهيدين
في شارع الستين الشمالي، استهدف طيران العدوان ورشة صيانة سيارات بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد عاملين اثنين كانا يؤديان عملهما، وقد خلف هذا الاعتداء دمارًا هائلاً في الورشة والمنازل المجاورة، وتسبب في حالة من الرعب والخوف بين السكان.
يقول أحد الأهالي: “هذه الجريمة تؤكد بان العدوان ضعيف متخبط، ماذا يستهدف الضعفاء المدنيين وممتلكاتهم، أي عقول لدى هؤلاء المجرمين، أين هي الأمم المتحدة ولا سمعنا لها صوت للدفاع عن المدنيين، وحقوق الإنسان”.
حي الأعناب: استمرار المعاناة
وفي حي الأعناب، تعرضت ورشة صيانة سيارات أخرى لغارة جوية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل وتضرر عدد من المنازل المجاورة. ويأتي هذا الاعتداء تباع لاعتداء سابق قبل أقل من 24 ساعة، على ذات الحي، ما يؤكد مساعي العدوان الحثيثة لارتكاب المزيد من الجرائم عن سابق أصرار وترصد.
يقول أحد الأهالي: “العدوان يستدف أعيان مدنية وممتلكات خاصة، ما ذنب هذا المواطن اليوم فقد مصدر رزقة وفجع هو وعماله على حياتهم، كما هو حال سكان الحي الذين نزحوا منها وسط ظلمة الليل وبرده، بات الأطفال والنساء في هذه الحي منذ يومين يعيشون كابوس حقيقي، ويترقبون القصف على رؤوسهم في أي لحظة”.
كما خلفت الجريمتين تأثير على المدنيين، تعدت استشهاد عاملين اثنين، إلى تدمير كامل لورشتي الصيانة، وتضرر العديد من المنازل والمحلات التجارية المجاورة، تسببت بخسائر مادية فادحة، وقطع أرزاق العمال وأسرهم، مما زاد من معاناتهم الاقتصادية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة، وزادت من عدد النازحين والمشردين، وأدت إلى نقص في المواد الغذائية والدواء، وحالة من الرعب والخوف بين السكان، مما أدى إلى تدهور حالتهم النفسية.
إن استهداف ورشات الصيانة في صنعاء هي جريمة حرب واضحة، ومكتملة الأركان وتتطلب مضاعفة الجهود لوقف معاناة الشعب اليمني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والضغط على دول العدوان لوقف عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، وملاحقة مجرمي الحرب وتحقيق العدالة للضحايا وأسرهم، وإعادة الاعتبار للقانون الدولي الإنساني وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة.