“جهادُ التكفيريين” بابٌ فتحه نتنياهو لخَاصَّةِ أوليائه
على مدى أكثرَ من ستين أسبوعًا متواصلة، يستمرُّ العدوانُ الإسرائيلي وبدعم أمريكي على قطاعِ غزة، مجازرَ يومية، وجرائم إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل.
لم يترك العدوّ الإسرائيلي أُسلُـوباً للقتل الوحشي إلَّا واستخدمه بحق المستضعفين في قطاع غزة، دمّـر البيوت على رأس ساكنيها وَقصف خيام النازحين القماشية بأطنان من القنابل وَتعمد استهداف التجمعات السكنية المدنية ومراكز الإيواء بشكل متعمد ومباشر.
على مدى ستين أسبوعاً وأبناء غزة يتألمون ويناشدون أُمَّـة مليارَي مسلم، وَيصرخون؛ علّهم يوقظون ضمائر تبلدت ويحركون مشاعر تحجرت ويعيدون للحضن العربي عروبة تصهينت؛ فصَمَّت الأُمَّــةُ آذانَها وأغمضت أعينها وتغافلت إلَّا تلك الشعوب والأنظمة في دول محور الجهاد والمقاومة وفي مقدمتهم شعبنا اليمني العزيز الذي كان حاضراً منذ اليوم الأول لمعركة (طُــوفَان الأقصى) وَظلت بقية الأنظمة والشعوب والحركات والتنظيمات السياسية والشعبيّة في البلدان العربية والإسلامية في سبات عميق وغفلة وإعراض عن كُـلّ ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة.
ومن هؤلاء الحركات والتنظيمات الإجرامية في سوريا التي قدمت مئات الآلاف من الصرعى والجرحى في حرب استمرت لعقد من الزمن خدمة للمشروع الأمريكي في المنطقة.
منذ بدء معركة (طُــوفَان الأقصى) وإلى اليوم لم نرَ لتلك الحركات والتنظيمات أي موقف ولم نسمع منهم ولا حتى إدانة أو أي استنكار لكل ما يرتكبه العدوّ الإسرائيلي في قطاع غزة، وفي الوقت الذي يتطلب فيه أن يوجهوا أسلحتهم ومسيّراتهم نحو العدوّ المشترك للأُمَّـة.
نجدُ -بعد ساعات فقط من خطاب نتن ياهو لسوريا- تلك الجماعات تحَرّكت لإشعال نيران المواجهة والقتال داخل سوريا خدمة للعدو الإسرائيلي وتنفيذاً لمشروعه القذر.
وسلام الله على الشهيد القائد حسين الحوثي -رضوان الله عليه- حين قال في محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين:
(إننا في عالم ربما هو آخر الزمان كما يقال، وهو الزمن الذي يَتَغَرْبَلُ فيه الناس فيكونون صفين فقط:
مؤمنون صريحون، منافقون صريحون، والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق).
وبالفعل قد تكشفت الحقائق وبانت الخفايا، والعاقبة للمتقين.