28 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 40 شهيدًا وجريحًا في غارات سعوديّة أمريكية عل اليمن
تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 28 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2016م، و2021م، ارتكاب جرائم الحرب، بغاراته الوحشية المباشرة، المستهدفة للمدنيين في منازلهم والمسافرين والمهاجرين والعمال في المزارع وجوار محطات الوقود، بمحافظتي صعدة والضالع.
أسفرت عن 8 شهداء وأكثر من 30 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، وعمال أثيوبيين وأريتيريين، وتدمير مدرسة، وعدد من المنازل والمزارع، وعدداً من المواشي، وأضرار واسعة في ممتلكات المواطنين، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وتشريد وتهجير عشرات الأسر من مأويها، وحرمان مئات الطلاب والطالبات من حقهم في التعليم.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
28 نوفمبر 2015..15 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على منازل المواطنين بصعدة:
في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منازل المواطنين في منطقة آل الصيفي بمديرية سحار محافظة صعدة، أسفرت عن 4 شهداء و11جريحاً، ودمار في الممتلكات، وترويع الأهالي، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مأويها، ومضاعفة معاناتها، وتفاقم أوضاعها المعيشية، في ظل انعدام المساعدات الإنسانية والجهود الأممية.
مشاهد الدماء والجثث والدمار والدخان والنار والغبار، وصرخات الأطفال والنساء، وأنين الجرحى، وهلع المسعفين، ومعها وفيها أصوات الضحايا الخافتة من تحت الأنقاض، والدمار هنا وهناك ومواشي نفقت وازهقت أراوحها مع أهاليها، ترسم لوحة وحشية تهز جبين الإنسانية، ومأساة إنسانية عالقة في ذاكرة آل الصيفي وكل أبناء الشعب اليمني.
في ذلك اليوم كانت الحياة تسير في قرية آل الصيفي ببساطة وعفوية، حتى باغتتهم غارات العدوان الوحشية، في لحظات، تحولت البيوت الآمنة إلى أنقاض، والضحكات إلى صرخات، والأحلام إلى كوابيس، كانت الجثث مبعثرة، والدماء تسيل، والأطفال يبكون بحرقة على فقدان أحبائهم، والمسعفين ينتشلون الجثامين، والأطفال يجمعون الأثاث ويلتقطون أشلاء أصدقائهم وإخوانهم وجيرانهم، والأهالي في حال هلع ورعب، كلاً يبحث عن مكان أمن يأوي أسرته إليه.
يقول الناجين وهو مالك أحد المنازل المدمرة، وهو مستنفر وحاملاً للبندقة بصوت يختنق بالغضب والحزن: “هذا بيتي استهدفوه بأربع غارات، ودمروه أمريكا وإسرائيل، يستخدمون أحذيتهم وعملائهم من الأنظمة الخليجية، والحمد لله نفقت عليا بقرة وأبنها، وعدداً من الأغنام، فيما الأطفال والنساء خرجا بعد الغارة الأولى، وسلم الله عليهم، وهذه رعاية الله، كانت الغارة في الحوش، وإذا كانت على المنزل مباشرة كما هي الغارات الأخرى، ما بقي منهم أحد على قيد الحياة، وها هو المنزل ما بقي منه حجر”.
بدوره يقول ناجاً آخر: “عندما تشاهد هذه الجرائم الكبيرة، التي يرتكبها العدو السعودي الظالم، هذا يدل على أنه يقرب من نهايته، ونهاية من يتعاون معه في إبادة شعبنا، وهنا نحمل الأمة العربية والإسلامية، وبالذات الدول العربية التي تشاهد وتشارك وتبارك، وتؤيد، ولم تحرك ساكن، ونؤكد أن أمريكا الخادمة لإسرائيل ستعاقب على هذه الدماء، ونحمل كل أحرار العالم كل ما يجري في اليمن”.
لم تتوقف معاناة أهالي آل الصيفي عند حد الخسائر المادية والبشرية، بل امتدت لتشمل، تمزق واحتراق مصاحف القرآن الكريم التي كانت في رفوف منازلهم، وآثاراً نفسية عميقة، عانت على إثرها الكثير من الأسر من فقدان معيلها، وتشريدها من منزلها، وتعرضها لصدمات نفسية لا تزال تؤثر عليها حتى اليوم.
مجزرة آل الصيفي ليست سوى جزء صغير من جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، وتستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف العدوان، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
في ذكرى هذه الإبادة، نتذكر الشهداء الأبرار، ونتضامن مع الجرحى والناجين، وأسرهم، لن ننسى أبداً ما ارتكب بحق شعبنا، وسنواصل جهادنا حتى تحقيق النصر والسلام العادل والشامل في اليمن.
28 نوفمبر 2015.. طيران العدوان يستهدف عمال أفارقة في مزرعة بمديرية باقم بصعدة:
في سلسلة جرائمه المستمرة بحق الشعب اليمني، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي جريمة جديدة في 28 نوفمبر 2015م، استهدفت هذه المرة عمالاً أفارقة عزل كانوا يعملون في مزرعة بمديرية باقم بصعدة.
في ذلك اليوم كانت حياة هؤلاء العمال تسير ببساطة، يسعون لكسب لقمة العيش وإرسالها إلى عائلاتهم في بلدانهم، لكن غارات العدوان الوحشية باغتتهم وهم منهمكون في عملهم، مما أسفر عن عدداً من الجرحى، وتدمير المزرعة التي كانوا يعملون فيها.
هذه الجريمة البشعة كشفت عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين، بغض النظر عن جنسياتهم، فالعاملون الأفارقة كانوا ضحايا أبرياء، كانوا يحلمون بحياة أفضل لعائلاتهم، لكن أحلامهم تحطمت بفعل غارات العدوان.
“كانت المشاهد مروعة”، يقول أحد الأطباء الذين شاركوا في إسعاف الجرحى، “وصلتنا عدد من الحالات لجرحى من جنسيات أفريقية بعضها جراحاتها خطرة، وهذه حالة أحدهم رجلة مقطوعة بالشظية، والأخرى ممزقة عملنا لها جبيرة، واشعة عظام هنا”.
يعمل الأطباء بنشاط وإنسانية لإنقاذ الجريح وتقديم جل خبراتهم، في مهمة إنسانية، تعكس مستوى الشعور بالمسؤولية تجاه كل من يصلهم من الجرحى”.
هذه الجريمة سبقها العديد من الجرائم بحق المهاجرين الأفارقة، منذ بدأ العدوان على اليمن، واستشهد وجرح العشرات في الأسواق الحدودية والطرقات العامة، والمزارع وتحت الجسور.
تؤكد هذه الجريمة أن العدوان لا يفرق بين يمني وأجنبي، وأن الجميع ضحايا لآلة الحرب التي يشنها، وأن استهداف العمال الأفارقة جريمة حرب، تستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف العدوان، ومحاسبة المجرمين بحق الإنسانية.
28 نوفمبر 2016..7 شهداء وجرحى بغارات العدوان على منازل المواطنين بصعدة:
وفي الثامن والعشرين من نوفمبر 2016م، في ذكرى أخرى سوداء، أضاف العدوان السعودي الأمريكي إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني جريمة جديدة، هذه المرة استهدفت غارته الوحشية منازل المواطنين في مديرية شداء بمحافظة صعدة، أسفرت عن 4شهداء و3 جرحى، وتدمير للممتلكات، ونفوق للمواشي، وتشريد عشرات الأسر من القرى المجاورة، ومضاعفة المعاناة.
بعد الغارات هرع الأهالي إلى مكان الجريمة لانتشال الجثث ورصها جوار بعضها، وإسعاف الجرحى، ورفع الأنقاض، هنا جثة بصدر مفتوح وجمجمة محطمة، وجوراها جثة توزعت الشظايا على كل انحاء الجسد، وثالثة أشلاء مقطعة واربعه فاقدة الملامح، لأخوة من أسرة واحدة فيهم أطفال في مقتبل العمل”.
لم تتوقف معاناة أهالي شداء عند حد الخسائر المادية والبشرية، بل امتدت لتشمل آثاراً نفسية عميقة، فقد عانت الكثير من الأسر من فقدان معيلها، وتشريدها من منزلها، وتعرضها لصدمات نفسية لا تزال تؤثر عليها حتى اليوم، كما تسببت الغارات في نفوق أعداد كبيرة من المواشي، مما زاد من معاناة الأهالي وفاقم من أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.
يقول أحد الأهالي: “هذه المنازل والعوائل فيها أهداف سلمان المجرم، أي العالم من هذه الجرائم والإبادة بحقنا في اليمن؟ لماذا لم نسمع أصوات الحقوقيين، والناشطين والسياسيين، هل الدم اليمن مباح، دماء أبنائنا وفلذات أكبادنا لن تذهب هدراً وسيعرف المجرمون ثمن جرمهم، وليس لدى شعبنا اليمني من حل غير التحرك والنفير إلى الجبهات”.
مجزرة شداء ليست سوى جزء صغير من جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان في اليمن، وتستدعي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ومحكمة العدل والجنايات الدولية أنصاف أهالي الضحايا ومحاسبة مجرمي الحرب وسرعة وقف العدوان والحصار على اليمن.
28 نوفمبر 2021..15 جريحاً بغارات العدوان على مدرسة ومحطة وقود بالضالع:
وفي الثامن والعشرين من نوفمبر عام 2021م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مدرسة زيد الشرجي ومحطة وقود في منطقة الفاخر بمديرية قعطبة محافظة الضالع، ب 6 غارات وحشية، أسفرت عن 15 جريحاً، ودمار واسع في البنى التحتية، واحتراق المحطة ومحلات الأهالي المجاورة، واضرار واسعة في الممتلكات، وحرمان مئات الطلاب من حقهم في التعليم، ونقص الخدمات والاحتياجات الأساسية، ومضاعفه المعاناة، وترويع أهالي وأسر الضحايا، وقطع الأرزاق.
كانت مدرسة زيد الشرجي تعج بالحياة، بينما كانت محطة الوقود تشهد حركة دؤوبة، لكن غارات طيران العدوان الوحشية باغتت الجميع، بـ 6 غارات متتالية استهدفت المدرسة والمحطة والمنازل المجاورة، وحولت لحظات الهدوء إلى فوضى عارمة، حيث سُمعت أصوات الانفجارات المدوية، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود في سماء المنطقة، وامتدت ألسنة اللهب إلى المحلات والممتلكات، ومعها وفيها صرخات الجرحى، ورائحة البارود.
يقول أحد الجرحى من فوق سرير المشفى: “كنا مروحين من مزارعنا الساعة التاسعة صباحاً تماماً استهدفنا الطيران واحنا مواطنين، بعيدين من الجبهات، في قرية الحسين، نعبي بترول من المحطة، وما شرعنا غير بالدمار والنار ونحن على الأرض، أيش ذنبنا مواطنين بعد احوالنا”
استهداف المدنيين والأعيان المدنية كمدرسة زيد الشرجي ومحطة الوقود، جزء من جرائم الحرب المكتملة الأركان، وتشكل انتهاك للقانون الدولي الإنساني العام، وتتنافى مع كل القيم والمواثيق والمعاهدات الدولية، وتضعنا أمام مسؤولية أخلاقية تجاه ضحايا العدوان في اليمن.
تتجدد جراحات العدوان في ذاكرة الشعب اليمني، مع كل ذكرى لجريمة ارتكبت بحقه خلال 9 أعوام، حتى وقف العدوان ورفع الحصار وملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة، والاقتصاص للضحايا وأسرهم.