27 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 35 شهيدًا وجريحًا بغارات سعوديّة أمريكية على المدنيين والبنى التحتية باليمن
يمانيون../
تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 26 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2016م، و2020م، و2021م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الإنسانية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقنابله العنقودية، وقصفه الصاروخي، المستهدفة للمدنيين في منازلهم، والبنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، والرعاة ومواشيهم واسطبلات الخيول العربية الأصيلة، بصنعاء، وصعدة، وتعز.
أسفرت عن 14 شهيدًا، و21 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، ونفوق وإصابة 80 خيلاً عربياً أصيل، وعشرات المواشي وتدمير عدد من المنازل، والمصانع والمحلات، ومخازن ومعدات صندوق النظافة، وخسائر مالية ومادية بالملايين، وتشريد عشرات الأسر من مأويها وأضرار واسعة في ممتلكات المواطنين.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
27نوفمبر 2015..26 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على منازل المواطنين بتعز:
في السابع والعشرين من نوفمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية، منازل المواطنين في منطقة الحد بمديرية الوازعية، أسفرت عن 13 شهيداً و13 جريحاً، وتدمير للمنازل، وأضرار واسعة في الممتلكات المجاورة، وموجة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وحالة نزوح كبرى وحرمان، فاقم الأوضاع المعيشية، وزاد معاناة سكان المنطقة.
المنازل المستهدفة حولتها غارات العدوان إلى مقابر جماعية، ولاحقت المسعفين، في كل اتجاه، وتصاعدت أعمدة الدخان والغبار، وفيها الأرواح والدماء والأشلاء والدمار، ورائحة البارود، واختلطت أصوات الانفجارات والغارات، بصرخات الأطفال والنساء من تحت الأنقاض، في مشهد دامي ومجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
بين الأنقاض، كانت تظهر وجوه مشوهة لأطفال بريئين لم يذوقوا طعم الحياة، ونساء مسنات لم يكن ذنبهن سوى أنهن يعشن في هذه الأرض، المستهدفة، كانت الدماء تسيل، والأشلاء تتناثر الحزن يلف قلوب الجميع، وأضطر مئات النازحين والأهالي الناجين إلى ترك منازلهم، ويبحثون عن مكان آخر يمكن لهم النزوح إليه، مجدداً، بحثاً عن مكان آمن.
يقول أحد الأهالي: “في الساعة الثالثة عصراً، ضرب العدوان، منطقة الحد، بغارة وحشية دمرت المنزل على ساكنيه، فهرع الأهالي للإسعاف، وعاود الطيران لاستهدافهم، فهرب منهم إلى القرية فلحقهم، ومنهم من هرب إلى الوادي فلحقهم واستهدفهم كذلك، وبعد ساعة ونصف قدمنا إلى المنزل المستهدف، بعد فقدان أهالي المنزل لمن يسعفهم، واستشهدت الكثير من الحالات”
بدوره يقول أحد الناجين: “مديرية موزع يسكنها سكان خمس مديريات نازحين، منذ 8 أشهر، ليش يقصفونا ،ـ منطقة أمنة، لا فيها أي مظهر عسكري، ما هو الذي يريده العدوان من أبناء محافظة تعز، هل في صواريخ هنا هل في دبابات هنا، هذا مكان فيه أكثر من 15 أسرة نازحين، استهدفنا طيران العدوان، وعندما قدم المسعفين ، لاحقتهم الغارات ، بأربعه غارات، متتالية في الطريق وإلى الوادي”.
ما حدث في الوازعية ليس مجرد جريمة حرب، ، بل هو جريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية، فاستهداف المدنيين في منازلهم، وتدمير البنية التحتية، وحصار المدنيين، كلها جرائم لا تسقط بالتقادم، وستلاحق مرتكبيها إلى الأبد.
كما هي في الوقت ذاته قصة حزن وألم ومعاناة، تحولت مع الأيام والسنوات إلى قصة صمود وتحدي، فالشعب اليمني لن يستسلم، وسيواصل جهاده في سبيل الله ورفد الجبهات، وتضميد الجراح، وتوحيد الصفوف، حتى تحقيق النصر ونيل كامل الحرية والاستقلال، رغم عن كل الطغاة المستكبرين من الغزاة والمحتلين.
27 نوفمبر 2016.. جرح طفلين بقصف صارخي وانفجار عنقودية من مخلفات العدوان بصعدة:
وفي السابع والعشرين من نوفمبر عام ألفين وستة عشر، تحولت الطفولة إلى أهداف سهلة لقصف العدوان وانفجار عنقودياته المحرمة بصعدة، حيث استهدف جيش العدو السعودي ومرتزقته، منطقة النعاشوة بمديرية حيدان، بقصف صاروخي، أسفر عن جرح طفلة بريئة في الثالثة من عمرها، كما انفجرت قنبلة عنقودية محرمة دولياً، وفي منطقة بني سعد بمديرية الظاهر، أسفرت عن جرح طفل عمرة أقل من 10 أعوام، وتسببت الجريمتين في ترويع الأهالي وأضرار في الممتلكات، في جريمة حرب تضاف إلى سجل طويل من جرائم العدوان بحق الشعب اليمني.
حيدان: جرح طفلة بقصف صاروخي
قصف جيش العدو السعودي ومرتزقته على منطقة النعاشوة بحيدان، جرح طفلة، وحول حياة أسرتها وجيرانها إلى جحيم لا يطاق، واضرار في الممتلكات، وخوف في نفوس بقية الأطفال والأمهات على أبنائهم الصغار، من عدو لا يرحم، ويتعمد استهداف الطفولة عن سابق إصرار وترصد.
تظهر الطفلة على سرير أحد المستشفيات مضرجة بالدماء، وحين مسك الطبيب الجراح على مكان الشظية ما بن صدرها وذارعها اليمين، ارتفع صراخها ونزلت عبرات دموعها، مستغيثة بأمها وأبيها، في مشهد إنساني يمزق القلوب الحية.
والد الطفلة من جوارها يصف تفاصيل الجريمة قائلاً: “وقت الظهيرة كنا في غرفتنا، وباغتنا صاروخ من جهة العدو السعودي في الجبل المقابل لمنطقتنا، وطفلتي كانت قريبة من الباب فأصيبت بشظية، وتتابعت قذائف العدوان على المنطقة وكنا محتمين بدران الغرفة، والمنطقة مستمرة يومياً قصف عشوائي بالصواريخ والقذائف، ونعاني من عدم وجود مراكز صحية قريبة، وعدم تحرك السيارات، فحملتها فوق جنبي مسافة حتى لقيت سيارة، خلف الجبال المكشوفة من جهة العدو السعودي”.
مشاهد الطفلة المضرج بالدماء، والرعب أمها وأهلها، تعجز الكلماتٌ عن وصف هول المشهد، فعيون الطفلة البريئة كانت شاهدةً على وحشية العدوان، وجرائمه التي لا تُحصى، تخيلوا لحظةَ رؤية الأم لطفلتها وهي تصارع الموت، كيف كان شعورها؟ كيف تحملت هول الصدمة؟
الظاهر: جرح طفل بانفجار عنقودية من مخلفات العدوان
وفي سياق منفصل في اليوم والعام ذاته بمحافظة صعدة، جرح طفل بريء إثر انفجار قنبلة عنقودية، من مخلفات العدوان السعودي الأمريكي، في منطقة بني سعد، في مديرية الظاهر، سابقة جرح طفل خلال أقل من 24 ساعة في المديرية ذاتها بالأسلحة العنقودية التي تملأ مزارع وجبال المناطق الحدودية.
الطفل الجريح على سرير المشفى تظهر جروحه في بطنه ويده ، ووالده بجواره يشرح كيف حدثت الجريمة قائلاً : “كان الولد يرعب في وشاف قنبلة عنقودية، ملونة هو لا يعلم أنها سلاح، وكان يظنها لعبة، وحين وصل إليها انفجرت وأصيب، وأراضينا مليئة بالصواريخ والعنقوديات بأشكالها المختلفة والمتعددة، صغار وكبار، واصبحنا محاصرين، في مناطقنا ومقيدين الحركة، نخاف من الدوس على قنبلة هنا او هناك، وكل يوم في ضحايا الكثير منهم لم يوصلوا إلى المستشفيات، البعيد، ما ذنب أطفالنا، محاصرين بر وجو ، ما في سيارات ، مشينا على متر، هذا عدوان ظالم.
استهداف العدوان للمناطق الحدودية بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، والقصف الصاروخي والمدفعي المتواصل، وغارته الجوية، حولت محافظة صعدة إلى ساحة حرب من طرف واحد، ينفذ فيها العدوان سياسة الأرض المحروقة، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، في جرائم حرب ضد الإنسانية، تتطلب تحرك أممي ودولي فوري لمحاسبة المجرمين وتحقيق العدالة لأهالي الضحايا.
27 نوفمبر 2020..شهيدا و6جرحى ونفوق وإصابة 80 خيلاً عربي نادر بغارات العدوان على صنعاء:
واصل العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب اليمني، مستهدفاً في يوم واحد، مؤسستين حكوميتين ومنشآت مدنية في العاصمة صنعاء، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
الإدارة العامة لصندوق النظافة والتحسين على قائمة الأهداف
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان، بحق المدنيين والأعيان المدنية، استهدفت غاراته الوحشية، الإدارة العامة لصندوق النظافة والتحسين في شارع الستين الجنوبي بمديرية معين، وأسفر عن استشهاد مواطن وجرح ثلاثة آخرين بجروح مختلفة.
مشاهد الدماء والدمار وجثمان الشهيد والجرحى، وتصاعد النيران والدخان، ورائحة الموت والبارود، والمعدات المتفحمة، صورة تعكس تعمد غارات العدوان على استهدف الأعيان المدنية وارتكاب جرائم الحرب، عن سابق أصرار وترصد.
يقول أحد الموظفين: “طيران العدوان استهدف مخازن أدوات النظافة في منطقة عطان، واستشهاد راعي غنم، كان يجي كل يوم يرعي الأغنام، ونفوق عشرات المواشي بالجوار، عدو متخبط يستهدف معدات، وعدد من السيارات وأعيان مدنية”.
الكلية الحربية: الخيول العربية الأصيلة ومربيها تحت غارات العدوان للمرة الثالثة
وفي جريمة حرب آخرا، استهدف طيران العدوان الكلية الحربية بصنعاء للمرة الثالثة، مما أسفر عن جرح 3من العاملين بجروح، متفاوته، ونفوق 30 خيل، وأصابه أكثر من 50 من الخيول العربية النادرة، وأضرار مادية كبيرة في هناجرها واسطبلاتها، ترويع أهالي الأحياء المجاورة، والمارين.
قبل الغارات كانت الخيول تتناول الحشائش والأعلاف في اسطبلاتها، في أمان، كما هو حال عمال تربيتها، دون توقع أن يعاود طيران العدوان تكرار استهدف ذات المكان للمرة الثالثة، وفي لحظة تحول السكون والهدوء إلى مشهد مأساوي، بغارات وحشية تهلك الإنسان والحيوان، بداخل مسمى رمزي لمكان عسكري.
إثر الغارات تتصاعد أعمدة الدخان، وتظهر حركة السيارات المدنية في حالة ذعر وسرعة خشية استهدفها، او وصول الشظايا إلى فوقها، وبداخل الحوش جثث الخيول العربية الأصيلة ممزقة مقطعة، وبجوارها فصيل آخر لخيول جريحة، مضرجة بدمائها النازفة كدمعها المنهمر، على وجوهها المتألمة بصمت صارخ، كما هي دماء عمال أبرياء تختلط بدماء الخيول الأصيلة، وتظهر بحمرتها سائلة فوق الدمار والأعلاف، وعلى مرابطها وأحبالها.
الهناجر الزنجية تحولت إلى خواء بأعمدة حديدية متساقطة واللواح رقيقة متناثرة، جوار اقدام خيول ناجية ترتع تحت الأشجار وجوارها في الحوش الفسيح، في جموع للصغار والكبار والإناث والذكور، جلها تلفت من مكانها البعيد نحو أماكن جثمان فصيلها المغدور قصفاً من السماء، تكاد الخيول ونظراتها الحديث والتعبير عما ألم بها وأحزنها إلى أنه لا سليمان فينا يسمع منطقها، او يفقه قولها، وصهيلها المرعوب.
يقول أحد عمال تربية الخيول: “نقول لقنوات الصهيونية الأمريكية هذه اسطبلات خيول بقنابل عنقودية وصواريخ، وهذا أجرام فاق كل أجرام، وما ارتمائهم في أحضان الكيان الصهيوني، سوى بداية نهايتهم”، مضيفاً “عدد الخيول التي نفقت في هذه الجريمة 30 خيل، وجرحت أكثر من 50 خيل، هذه الخيول ليست منصات صواريخ ومرابض طائرات حربية، هذه حيوانات”.
يقول أحد المواطنين: “جناح الفروسية، استهدف أكثر من مرة، من قبل عدو حاقد على الحيوان كما هو حاقد على البشر، لا لشيء، إلا أن المكان يحوي خيول عربية أصيلة، وهذا دليل على فشل العدو ومكره وتخبطه”.
جريمة استهداف الأعيان المدنية وما بداخلها من المدنيين والخيول، واحدة من آلاف جرائم الحرب المرتكبة، وسبق للعدوان استهداف اسطبلات الخيول في الكلية الحربية الفارغة من أي أهداف عسكرية، خلال أقل ذات العام مرتين.
27نوفمبر 2021.. طيران العدوان يستهدف حي ذهبان بصنعاء:
وفي السابع والعشرين من نوفمبر 2021م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، الأعيان المدنية وممتلكات المواطنين في حي ذهبان، مديريه بني الحارث، بصنعاء، بغارات وحشية، أسفرت عن أضرار واسعة وخسائر مالية، في ممتلكات المواطنين، وترويع النساء والأطفال، وموجة نزوح لعشرات الأسر، ومضاعفة معاناتها، في جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف إلى سجل الجرائم المستمرة بحق الشعب اليمني.
مشاهد الغارات والدماء والخراب، ورعب الأهالي وتركهم لمأويهم وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم ومحلاتهم التجارية، يعكس مدى وحشية العدوان وتعمده استهداف الأحياء السكنية والمرافق المدنية في اليمن، متجاهلةً بشكلٍ متعمد القوانين الدولية الإنسانية وقرارات الأمم المتحدة، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
ونتج عن هذه الغارات تداعيات وآثار بالغة السلبية على حياة المدنيين، وتفاقم أوضاعهم الاقتصادية وتدمير البنية التحتية المدنية، وتأثيرات نفسية واجتماعية عميقة يعاني منها الناجون مثل الصدمة والاكتئاب والخوف من المستقبل.
يقول أحد الأهالي: “ضربوا محل عبد المجيد الوصابي قبل 3 او 4 أيام، واليوم عاودوا بضربه، ودمره بالكامل، ودمر مصنع البلاستيك، وشركة مرسيدس، وعدد من الشركات، ومحلات المستثمرين، وفجعوا أطفالنا نسائنا، حسبنا الله ونعم الوكيل قطعوا أرزاق الخالق، ومعايش العباد”.
وتؤكد هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي يرتكبها العدوان يومياً، الحاجة الملحة إلى وقف العدوان على اليمن وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
إن ما حدث في مثل هذا اليوم بحق الشعب اليمن، هو جزء صغير من جرائم العدوان التي لا تحصى ولا تعد، خلال 9 أعوام، ويقدم الحجة والأدلة والبراهين إلى محكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، لإقامة الحجة، وتفنيد الذريعة، ليوثق اليمن مظلوميته، ويمنح الجهات القانونية الدولية فرصة للقيام بمسؤولياته، وحفظ ما بقي من ثقة الشعوب بها.