الشهداء وثمرةُ دمائهم الزكية الطاهرة
محمد الضوراني
الشهداء الكرماء الشرفاء بمواقفهم سطروها للدفاع عن الأُمَّــة الإسلامية بكلها وعن المستضعفين من أبناء هذه الأُمَّــة وعن قضية مركزية وأَسَاسية لها وهي القضية الفلسطينية وهي القضية التي تحمينا من مخطّطات الأعداء، من مؤامرات الأعداء الممثل بالنظام الصهيوني الأمريكي ومعهم ويساندهم في ذلك الغرب والأنظمة العربية المتصهينة والمطبعة، لذلك تحَرّك الشهداء العظماء وهم يحملون أرواحهم في أكفهم وباعوا لله أنفسهم وأرواحهم فلم يبخلوا على هذه الأُمَّــة بشيء فهم حملوا الإيمَـان بالله عز وجل، ولم يبالوا بقوة العدوّ وجبروته، لم يبالوا بتحالف الشياطين وتحالف الشر عليهم، لم يبالوا بشيء من ذلك، اهتمامهم الوحيد ومشروعهم الوحيد وهدفهم الواضح والجلي هو التحَرّك وفق توجيهات الله ومواجهة أعداء الله وفق المشروع القرآني والمنهج الإلهي السليم والصحيح والواضح، الذي يحمي ويحصن هذه الأُمَّــة من الاستهداف ومن الانحراف والضلال، الذي يعمل عليه أعداء الأُمَّــة ليل نهار لتسقط الأُمَّــة الإسلامية، لتصبح لقمة سائغة يحركونها كيف ما شاء أعداء الله.
ثمرة الشهداء والشهادة كبيرة وخالدة في مشروع الحق والعدل الإلهي فقد أثمرت للأُمَّـة الإسلامية، وبالأخص محور الحق محور المقاومة العزة والكرامة والوحدة الإسلامية الإيمانية الحقيقية حول قضية وهي الأقصى وفلسطين ومواجهة الصهاينة المعتدين ومعهم أمريكا ومشروعهم الضلالي ومن يقف معهم ويساندهم؛ انطلاقاً من الروية القرآنية الواضحة، ومن خلال عين على الأحداث وعين على القرآن نجد أن وعود الله واضحة للناس والله لا يخلف وعدة.
إن الشهداء بمشروعهم وأهدافهم النبيلة والخالدة قد حفظوا ماء وجه هذه الأُمَّــة أمام حالة الخنوع والاستسلام الذي ظهرت لدى الخانعين والجبناء والمتصهينين من المنافقين، الشهداء أثمرت تضحياتهم في كسر العدوّ الصهيوني وفي إعادة الأُمَّــة لمسارها الصحيح الذي يجب أن تكون عليه أمة قوية، أمة متماسكة يعجز العدوّ الصهيوني في مواجهتها وثنيها عن مشروعها القرآني وقضيتها المركزية.
إننا عندما نعود للشهداء ونستذكر مواقفهم وتاريخهم الجهادي ومشروعهم الذي تمثل في حماية اليمن من الاستهداف الذي واجه هذا الشعب والعدوان الظالم من محور الشر وتحالف العدوان من المنافقين، من تقودهم الصهيونية الأمريكية لتنفيذ مشاريعهم، وكان للشهداء العظماء الفضل الكبير بعد الله في منع هذا الاستهداف، وهذا المشروع في التوسع داخل اليمن نجد اليوم موقف الشعب اليمني قيادة وجيشاً ومجتمعاً موقفاً مسانداً بكل ما يملك من قوة عسكرية سياسية اقتصادية شعبيّة للقضية الفلسطينية، وأصبح لليمن موقع مشرف تتشرف به كُـلّ الأُمَّــة، وتتمنى كُـلّ الشعوب أن تقف في الموقف الذي وقف به الشعب اليمني، وهذه نعمة من الله عز وجل على هذا الشعب، ولا بُـدَّ أن نتحَرّك ونسير كما تحَرّك وسار هؤلاء الشهداء العظماء، ونكون أوفياء لهم ولأسرهم ولأهدافهم والقضية التي حملوها وضحوا؛ مِن أجلِها بدمائهم الطاهرة والزكية.