لا خطوط حمراء.. ماذا يعني استهداف حزب الله “الكرياه”؟
يأتي استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” لمقر وزارة حرب الاحتلال “الكرياه”، وسط تل أبيب المحتلة بعد استهداف مقر إقامة رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في قيسارية نهاية أكتوبر، وفي ظل هذا التطور اللافت في الاستهداف من قبل المقاومة باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ النوعية؛ فالأمرُ يدل على تطور كبير في حجم ونوعية الأهداف التي دخلت ضمن الأهداف المدرجة لحزب الله في الوقت الذي يزيد العدو الإسرائيلي من حجم قصفه للضاحية الجنوبية لبيروت.
العدو الإسرائيلي من جانبه تكتم على العملية وأخفى خسائره، وفرض حالة من حظر النشر على وسائل الإعلام؛ لكن وسائل الإعلام العبرية لمّحت لهذا الاستهداف من قبل حزب الله من خلال الاعتراف بقصف العديد من الأهداف الاستراتيجية بطائرات مسيرة.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية: “نجح حزب الله مؤخراً في ضرب أهداف استراتيجية في “إسرائيل” بطائرات بدون طيار”. على حد قولها.
استهداف “الكرياه”
وكانت استهدف المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” ولأول مرة، الاربعاء مقر “الكرياه” في مدينة “تل أبيب” المحتلة، ويضم (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو)، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 120 كلم.
وبحسب فيديو بثه حزب الله: “استهدفت المقاومة يوم الاربعاء مرتين مقر “الكرياه”، الأولى بالمسيرات النوعية والثانية بصواريخ بالسيتية من نوع “قادر 2”.
وفي ذات الإطار، كثف حزب الله من وتيرة قصفه للأهداف الحيوية في عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة مدينتي حيفا وتل أبيب، مركزاً على استهداف القواعد العسكرية الجوية والاسترتيجية.
قصف الأماكن الاستراتيجية-إيلام العدو
ويدلُ هذا التطور في الاستهداف من قبل حزب الله على أنه يتجه لتوسيع قصف واستهداف (الأماكن الاستراتيجية والحساسة) في كيان الاحتلال في ظل عدم وجود خطوط حمراء ودخول الجبهة في لبنان حرباً شاملة، وضمن المعادلة التي رسمها الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، ضمن معركة “أولي البأس”، قائلاً: “أطلقنا معادلة “إيلام العدو” بعد استباحته لكافة لبنان بالقصف الجوي “فلنا الحق أن نقصف أي بقعة في فلسطين المحتلة سواء كانت في الشمال أو الوسط أو الجنوب”، ويبدو أن الأمر يرتبط -هنا- لما يجري الحديث عنه عن وجود تطور في مباحثات وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الجانب الآخر يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصف الضاحية الجنوبية لبيروت تحت حجج وادعاءات واهية؛ للضغط على المقاومة اللبنانية للقبول بشروط الاحتلال المُجحفة، وهو الأمر الذي يرفضه حزب الله جملة وتفصيلاً؛ بل ويستعد في المقابل لخوض معركة طويلة الأمد كما قال الأمين العام “الشيخ قاسم”، في ظل المناورة من جانب نتنياهو وحكومته بإطلاق تصريحات بوجود تقدم في المفاوضات الرامية لوقف النار بحسب ادعائهم.
كما بث مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية قاعدة إلياكيم التابعة لجيش العدو الإسرائيلي جنوب مدينة حيفا المحتلة.
وفي السياق، بث حزب الله مشاهد من عملية استهداف تجمعات لقوات جيش العدو الإسرائيلي بين بلدة مارون الراس ومدينة بنت جبيل في جنوب لبنان بصواريخ “نصر ١”
ويُشار إلى أنه منذ دخول حزب الله في معركة الاسناد دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدفت المقاومة عشرات المقرات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في مدينة “تل أبيب” وضواحيها.
جدير ذكره أنه من أبرز القواعد التي تم استهدافها، مقر قيادة الموساد، قاعدة غليلوت، قبة نيريت، شركة تاعس للصناعات العسكرية، قاعدة تل نوف الجوية، معسكر أدام لتدريب الوحدات الخاصة، قاعدة بلماخيم الجوية، قاعدة تسرفين، قاعدة بيلو، قاعدة تل نوف الجوية، مصنع “ملام” العسكري.