الهجرة اليهودية العكسية.. أرقام جديدة وخسائر كبيرة
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، في تقرير نشرته أمس، عن ارتفاع حاد في أعداد المهاجرين عكسياً من فلسطين المحتلّة، محذّرة من إمكانية تعرض كيان العدو لمخاطر اقتصادية.
ونقلت الصحيفة عن جهات إحصاء رسمية وخاصة أن زيادة حادة بلغت 42% في عدد الصهاينة الذين قرروا العيش خارج فلسطين المحتلة، وأن 24 ألفا و900 غادروا منذ تولي “حكومة” مجرم الحرب نتنياهو السلطة نهاية العام 2022م
وأظهرت البيانات انخفاضا بنسبة 7% في عدد العائدين إلى فلسطين المحتلة، مقارنة بأعوام سابقة، واعتبرت مراكز الإحصاء، التي تنقل عنها الصحيفة، أن الفجوة الكبيرة مشكلة منهجية تتطلب معالجة جذرية
وأوضح التقرير -الذي ركز على بيانات هجرة الإسرائيليين المستوطنين دون احتساب القادمين الجدد من روسيا وأوكرانيا الذين شوشوا على الإحصاءات- أن هذا الاتجاه المتزايد للهجرة قد ينذر بتداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة على المدى الطويل، خاصة في ظل الأزمات السياسية والأمنية المستمرة. ويعتبر التقرير هذه المعطيات إشارة إلى ضائقة اقتصادية وسياسية تتطلب تدخلا فوريا في السياسات.
ويدعو التقرير ضرورة تبني استراتيجيات تحافظ على المستوطنين وتجذب العائدين من الخارج، ويدعو إلى استخدام هذه البيانات بشكل مدروس لضمان مستقبل ديموغرافي واقتصادي مستدام لإسرائيل.
وبينما يعاني كيان العدو الإسرائيلي من ارتفاع حدة الهجرة نحو الخارج مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة، دعا “رئيس الوزراء” السابق نفتالي بينيت يهود العالم إلى إطلاق هجرات جماعية إلى “إسرائيل”
وقال بينيت، في مقال نشرته القناة السابعة العبرية، إن اليهود في الشتات شعروا بصدمة كبيرة مع أحداث طوفان الأقصى، وتحركوا على الفور لمساعدة “إسرائيل” بأي شكل من الأشكال. لكن الأرقام المحدثة مؤخراً مخيبة للآمال وتتصاعد على نحوٍ مقلق لكيان ا لعدو ويضع اقتصاده أمام أخطار حقيقية، يصعب على الكيان تحمّلها.
ووفقا لتقرير سابق لصحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية، فإن البيانات الصادرة توحي بواقع وصفته بالمرير، ففي عام 2023، هاجر 55 ألف و400 شخص، وأظهرت البيانات أيضا أن 39% من المهاجرين في عام 2023 كانوا من المناطق الأكثر ثراء في الكيان الصهيوني، بما في ذلك “تل أبيب” و”المنطقة الوسطى”، في حين غادر 28% من حيفا والشمال، و15% من الجنوب المحتل. وحتى القدس ساهمت بنسبة 13% من مجموع المهاجرين، وكان نصيب الضفة الغربية المحتلة باستثناء القدس الشرقية 5% منهم.
واعتبرت الصحيفة أن كيان العدو الإسرائيلي يخسر قوى عاملة كبيرة في سن يدخل فيه كثيرون إلى سوق العمل أو يتابعون دراستهم أو يتلقون تدريبا في الخارج. ومن بين المهاجرين، شكّل العُزّاب 48% من الرجال و45% من النساء. وهاجر حوالي 41% منهم مع شريك حياته/حياتها، مما يعزز الانطباع بأن كثيرين من هؤلاء هاجروا بصورة نهائية، ولا يعتزمون العودة وفقاً للصحيفة
وفي وقت سابق من هذا العام، وسّعت “حكومة” العدو الإسرائيلي امتياز الإعفاءات الضريبية على شراء المنازل للمهاجرين الجدد، في مسعى إلى استقطاب مهاجرين جدد، حيث يكون المسكن الذي تصل قيمته إلى 1.97 مليون “شيكل” (538 ألف دولار) أو أقل معفى تماما من الضرائب، في حين تفرض ضريبة 0.5% على العقار الذي تتراوح قيمته بين 1.97 مليون “شيكل” (538 ألف دولار) و6 ملايين “شيكل” (1.65 مليون دولار). وتفرض ضريبة 8% على شراء المسكن الذي تتراوح قيمته بين 6.05 ملايين “شيكل” (1.65 مليون دولار) و19.57 مليون “شيكل” (5.34 ملايين دولار).