11 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثرُ من 50 شهيدًا وجريحًا في غارات عدوانية سعوديّة على اليمن
يمانيون../
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، 2016م، و2017م، و2018م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير والتشريد لعشرات الأسر اليمنية.
أسفرت عن 13 شهيدًا، وعشرات الجرحى، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والبنى التحتية والمنشآت التعليمة والاقتصادية، وممتلكات المواطنين.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
11 نوفمبر 2015.. العدوان يدمّـرُ كلية التربية والسكن الجامعي في صعدة:
في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر تشرين الثاني من العام 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفًا كليةَ التربية والسكن الجامعي بجامعة صعدة، بـ 5 غارات مباشرة؛ ما أسفر عن تدمير كامل للمباني وتشريد العشرات من الطلاب.
مشاهد الدمار والخراب والأضرار، وتناثر المحتوياتِ المكتبية ومقاعد الجلوس وقاعات التدريس، وأثاث السكن، والأجهزة الإلكترونية، والمكتبية ومحتوياتها من الكتب والبحوث والدراسات والمؤلفات العلمية تعكس وحشية الجريمة، وفظاعتها بحق التعليم في محافظة صعدة، وحقد العدوّ السعوديّ على البنية التحتية.
أحد المنتسبين إلى الجامعة قال في شهادته المؤثرة: “لقد حوّل العدوان أحلامنا وطموحاتنا إلى خراب.. كان السكن الجامعي ملاذًا آمنًا للطلاب القادمين من المناطق النائية، والآن أصبح كومةً من الأنقاض، هذه الجريمة تستهدف حاضر ومستقبل اليمن”.
يقول أحد الأكاديميين: “لقد استهدف العدوان الجامعات والمعاهد والمدارس وروضات الأطفال، ومراكز البحوث والدراسات والمكتبات، وكل ما له صلة بالتعلم في اليمن، بقطاعاتها، المختلفة حكومية وأهلية، وخسرت محافظة صعدة أكثر من 100 مدرسة، وهذه الكلية الجديدة مدمّـرة بالكامل”.
وفي يوم 11 نوفمبر 2018م استهدفت غارة جوية غادرة منزل مواطن في منطقة آل مقنع بمديرية منبه في محافظة صعدة، وحولت لحظات الطفل إلى صرخات ألم، وبكاء أهله، عندما دوَّى انفجار الغارة في المكان الذي كان يعتبره ملاذه الآمن.
يقول أحد الأهالي: “أطفالنا يقتلون بين أحضان أُمهاتهم، وأسر بكاملها ابادتها غارات العدوان على شعبن اليمن، ولم نسمع للأمم المتحدة ومجلس الأمن أي تحَرّك، بل في هذا العام أبعدوا المجرم محمد بن سلمان من القائمة السوداء كقاتل للأطفال في اليمن، لكن هذا لن يثنينا عن الصمود ورفد الجبهات ومواجهة العدوّ فيها بإيمان وثقة بنصر الله”.
11 نوفمبر 2015.. غارات على مصنع أسمنت تهامة بحجّـة:
وفي 11 نوفمبر 2015م، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب أضرت بالاقتصاد اليمني، بعدد من الغارات الوحشية، حَيثُ استهدف مصنع أسمنت تهامة.
أسفرت الغارات عن خسائر مالية بمئات الملايين، وتشريد عشرات العمال، وقطع أرزاق مئات الأسر ومضاعفة معاناتها المعيشية.
وتظهر الصور الملتقطة من موقع الغارات حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمصنع، حَيثُ تناثرت الأجهزة والمعدات الثقيلة في كُـلّ مكان؛ مما يعكس وحشية الجريمة واستهدافها المتعمد للبنية التحتية الاقتصادية.
أحد العمال في المصنع، قال في شهادته المؤثرة: “لقد حوّل العدوان أحلامنا وطموحاتنا إلى خراب، كان المصنع مصدر رزقنا وعائلاتنا، والآن أصبح كومة من الأنقاض، هذه الجريمة تستهدف اقتصاد اليمن بأكمله”.
11 نوفمبر 2016.. غارات عنقودية على نهم:
وفي الحادي عشر من نوفمبر عام 2016م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة بحق المدنيين الأبرياء في محافظة صنعاء، مستهدفًا منطقة جبل أم الركوب في مديرية نهم بسلسلة من الغارات التي استخدم فيها قنابل عنقودية محرَّمة دوليًّا.
تحوَّلت منطقة جبل أم الركوب إلى ساحة حرب من طرف واحد، حَيثُ تناثرت شظايا القنابل العنقودية في كُـلّ مكان؛ مما تسبب في دمار واسع في المزارع والمنازل والممتلكات، وتحوَّلت الأراضي الخصبة إلى حقول ألغام؛ ما شكل خطرًا كَبيرًا على حياة المدنيين، خَاصَّة الأطفال والنساء والرعاة.
أحد سكان المنطقة، وبيده إحدى القنابل العنقودية، يصف لنا الرعب الذي يعيشونه، وقال: “نحن نعيش في خوف دائم من هذه القنابل التي تهدّد حياتنا في كُـلّ لحظة، أطفالنا لا يستطيعون اللعب في الخارج، والمرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات، ومصدر رزقنا قد دمّـر”، مناشدًا: “أين هي الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، والناشطون؟! هل باتت حياة الشعب اليمني مسلوبة إلى هذا الحد؟! أين ذهب الضمير العالمي وحقوق الإنسان والطفل والمرأة؟! كلنا مستهدفون بهذه الأسلحة الخطيرة، ولا أحد يوصل صوتنا”.
11 نوفمبر 2016.. 5 شهداء وجرحى في غارة لطيران العدوان على الحديدة
وفي يوم 11 نوفمبر 2016م، ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب، ضد الإنسانية، بغارة وحشية على منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة.
أسفرت الغارة عن استشهاد 3 وجرح 2 بينهم نساء وأطفال، وحالة من الذعر والخوف في نفوس الأهالي، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، وأضرار في الممتلكات، ومفاقمة المعاناة.
يقول أحد الجرحى: “كنا في منزلنا وعند سماع صوت الطيران خفنا وبادرنا للخروج، بالأطفال والنساء، لكن الوقت لم يجد، وشعرت بنفسي وسط الدمار والسقف على رأسي، والدخان يتصاعد من حولي وسماع صراخ الأطفال والنساء والجيران.. ما ذنبنا، أين هي الأمم المتحدة نحن مدنيين لا علاقة لنا بالحرب؟! منازلنا ومزارعنا ليست معسكرات ولا مصانع أسلحة”.
وفي 11 نوفمبر 2017م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب ومجزرة وحشية، بغاراته الوحشية المستهدفة لجزيرة “البوادي” البضيع بمحافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 8 صيادين، وجرح 8 آخرين كحصيلة أولية، وارتفاع حصيلة الضحايا، وحالة من الخوف في نفوس أسر وأهالي الصيادين وسكان الجزيرة، وتدمير عشرات القوارب، ومضاعفة معاناة عشرات الأسر، التي فقدت مصدر رزقها.
تحولت جزيرة “البوادي” الهادئة إلى مسرح لجريمة بشعة، حَيثُ استهدفت الغارات قوارب الصيادين وهم يؤدون أعمالهم؛ ما أسفر عن استشهاد عدد كبير منهم وإصابة آخرين بجروح بالغة، وقد تسببت هذه الجريمة في دمار عشرات القوارب، وحرمت العشرات من الأسر من مصدر رزقها الوحيد.
مشاهد الدمار والخراب كانت مؤثرة للغاية، حَيثُ شوهدت جثث الشهداء ممزقة، والقوارب المحطمة، والدموع تسيل على وجوه الأهالي الذين فقدوا معيليهم، وقد تسببت هذه الجريمة في حالة من الرعب والخوف بين سكان الجزيرة، الذين يخشون على حياتهم وأمنهم.
يقول أحد الناجين من الجريمة: “كنا نعمل بسلام، فجأة سمعنا صوت انفجارات الغارات، ورأينا النيران تشتعل في قواربنا، حاولنا الهرب ولكن لم نستطع”، وأضاف: “نحن صيادون، لا نملك سلاحًا، ولا نهدّد أحدًا، فلمَ يستهدفوننا؟”.
11 نوفمبر 2017.. غارات هستيرية على الأمانة
وفي الحادي عشر من نوفمبر عام 2017م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، الأحياء السكنية، بما في ذلك حي الشرطة والبليلي وسوق السمك، في قلب العاصمة صنعاء، لتعيشَ أحياء مديريتَي الوحدة والصافية حالة من الهلع والخوف؛ ما تسبب في حالة من الرعب والفزع بين السكان، ولا سيما طلاب المدارس، ودمار واسع في المحال والمنازل والسيارات والممتلكات، في جريمة حرب ضد الإنسانية بكل المقاييس، استهدفت أعيان مدنية.
يقول أحد المعلمين: “لا تخافي يا بناتي لا تخافي، مروع لعشرات الطالبات، يا بنتي من أيش تبكي وتجيب من الصواريخ، يرد عليها هذا حرام عليهم، بنات طالبات ما ذنبهن”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “هذه صواريخ سلمان المجرم يضرب جوار مدارس أطفال، أين هي المنظمات الإنسانية، سلمان عدو الله وعدو الإسلام وعدو الإنسانية، يا عالم أين أنتم من هذه الجرائم؟”.
وفي مثل هذا اليوم 11 نوفمبر 2021م ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة بحق المدنيين الأبرياء في العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفًا حي النهضة في مديرية الثورة بغارات وحشية أسفرت عن دمار واسع في المنازل والممتلكات، وتسببت في موجة نزوح كبيرة بين الأهالي.
فور وقوع الغارات تحوّلت شوارع حي النهضة إلى ساحة تناثرت فيها أنقاض المنازل المدمّـرة، وتصاعدت منها سحب الدخان الأسود، وشهدت المنطقة حالة من الفوضى والرعب، فكانت مشاهدُ الدمار والخراب مؤثرة للغاية، حَيثُ شوهدت المنازل المدمّـرة، والسيارات المكسرة، والأطفال يجرون بأيدي آبائهم وأُمهاتهم، وهم يبكون ويحملون ألعابهم، والنساء يصرخن خشية على حياتهم وحياة أطفالهن.
أحد سكان الحي، يصف اللحظات العصيبة التي عاشها خلال الغارات، قائلًا: “استيقظنا فجأة على أصوات الانفجارات المدوية لغارات العدوان، هرعنا جميعًا إلى الخارج، خشية من سقوط أسقف منازلنا على رؤوسنا، وأثناء الخروج كانت النوافذ تتساقط والجدران تتشقق، وما جمعناه طوال العمر ذهب في لحظة، وتحول البقاء فيه انتظار للموت.
وأضاف: “الأطفال يعانون من صدمة نفسية شديدة، فهم يخافون دوي الغارات، واهتزاز الأرض، وصراخ الأحبة والأهل، ولا يستطيعون النوم ليلًا؛ بسَببِ أصوات الطائرات”.
امتدت تداعيات غارات العدوان إلى نزوح جماعي لعشرات الأسر من منازلهم، ولجأوا إلى منازل أقاربهم أَو إلى المساجد والمدارس، ويعيشون ظروفًا إنسانية صعبة، ويعانون من نقص المياه والغذاء والخدمات الأَسَاسية.
تتكرّر هذه الجرائم يوميًّا في اليمن، وتستهدف المدنيين والبنية التحتية، وتدمّـر ما تبقى من حياة الشعب، أمام المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكن إلى اليوم.