الشهداء.. محطاتٌ إيمانية وروحٌ تعبوية
مشول عمير
قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
تمرُ السنون والأيّام والليالي، لتحل علينا في كُـلّ عامٍ ذكرى من قدموا وسطروا أروع وأفضل الأمثلة، ذكرى الشهيد.
هي تلك الذكرى التي يعجز الكلام وتجف الأقلام من أن تعبر عن الشهداء، والله لو أعبر مهما عبرت، وكتبت ما كتبت فَــإنَّه لا يستوفي الكلام أمام تضحياتكم ومواقفكم.
فَــإنَّ السنين تمرُ وأن تضحياتكم لتثمر وأن نحن من يقطف أزهار هذه الثمرة.
وإنه والله في كُـلّ عامٍ وعام نزيد عزة وكرامة ونزيد صبرًا وثباتاً، وذكراكم تأتي لنا وقودًا وحماسة، وتأتي لتقول لنا لا تيأسوا، وعلى النهج العظيم سيروا، وعلى الطريق واصلوا، وبهدى الله تحصنوا، وعن كتاب الله لا تغفلوا، وبالقائد العلم والمسيرة تمسكوا.
ولنداء الأخ والمستضعفين والمظلومين لبوا، وإياكم أن تتردّدوا أَو على الدرب تقعدوا؛ فماذا سوف تجيبون يوم النداء ويوم المحشر.
كونوا على علم أن العالم لكم ينتظرون، وبهدى الله لا تبخلوا في نشرِهِ، وهناك نفوس للهدى والقرآن تتعطش
التضحيات والدماء التي سفكت في سبيل الله هي للدفاع عن الوطن والمبادئ والمنهج القرآني وإعلاء كلمة الله ونشر دينه.
فهنا لا يحلم العدوان الإسرائيلي أَو الأمريكي أَو حلفائهم أن يحتلوا أرضنا أَو أي شبر واحد منها.
كما قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- (كان معنا الله وكان معنا السلاح الفتاك سلاح الإيمَـان هو السلاح الفتاك الذي كان لا يمتلكونه) ولكن نحن بفضل الله اليوم أصبحنا نمتلك اكتفاء ذاتياً في تصنيع السلاح، ما لم نكن نملكه من قبل، وأصبح التصنيع الحربي ينتج من ذخائر المسدس إلى الوصل إلى أعظم تقنيات في التصنيع في المسيّرات البعيدة المدى وفي التصنيع للصواريخ البعيدة المدى والفرط الصوتي والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت بثلاثة أضعاف.
وهذه التطوير وهذه الإمْكَانات والفضل كله اليوم يعود إلى من؟! هذه التطورات في التصنيع الحربي يعود الفضل فيه إلى الله وإلى السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وإلى ثمار دماء الشهداء الزاكية.
فنقول لهم: هنيئًا لكم الشهادة، هنيئًا لكم الخلود والفوز بجنات الله التي عرضها السماوات والأرض.
وما يجب علينا في هذه الذكرى أسبوع الشهيد هو زيارة روضات الشهداء وزيارة أقارب الشهداء والاطلاع على أحوالهم، وأن نقدم لهم كُـلّ ما نستطيع لرفع الجانب المعنوي لديهم وإحياء الروح الجهادية فيهم.