تصعيد العدوان ومرتزقته يعكس رغبة واشنطن في الاستمرار
يمانيون – ماجد الغيلي
يظهر جليا في ظل التصعيد الخطير من قوى تحالف العدوان ومرتزقتهم في عدد من المحافظات وتجدد القصف، الرغبةُ الأمريكية في الاستمرار في العدوان على اليمن، واستمرار انتهاك السيادة الوطنية والحصار الثلاثي المفروض.
قوى العدوان تحاول من خلال ذلك فرض سيطرتها على أكبر مساحة جغرافية في اليمن بما يلبي مطامحها ومطالبها، وبما يحقق مصالحها التي كانت تنالها عبر عملائها المحليين من قبل الـ21 من سبتمر.
قوى العدوان وعلى رأسها النظام السعودي تدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن القرار السياسي بات مفقودا تماما لها في اليمن، وأصبح بيد اليمنيين لا غيرهم، وهي تراهن أنها باستمرارها في عدوانها سترد هذا القرار ليكون اليمن كما كان تابعا لها، وإقطاعية يتبع المملكة.
النظام السعودي هو الآخر أدرك أنه وبعد أكثر من عام وشهرين لم يحقق شيئا، وخسر أكثر مما كان يطمح أن يكسب، فلا هو الذي حسم المعركة كما كان يتوقع في وقت وجيز ولا هو الذي استعاد الهيمنة على القرار السياسي في اليمن كما كان الحال عليه من قبل ثورة 21 سبتمر.
وبات واضحا أن قرار الحرب منذ البداية كان أمريكيا، وإيقاف الحرب بحسب الكثيرين لن يكون إلا بقرار أمريكي آخر، وإذن مسبق للسعودية، وإلا فالسعودية كغيرها من القوى المشاركة في العدوان، بغض النظر عن كونها في طلائع تلك القوى، إلا أن جميعها أدوات صغيرة ودمى طيعة بيد أمريكا.
وهنا لا بد للشعب اليمني أن يصمد أكثر، ويصبر أكثر، فالثبات مطلوب، فهي قوى قد تكالبت على شعب يأبى الخضوع والاستسلام، وله النصر والغلبة، وعلى الله التوكل وبه الاستعانة، والنصر آت لا محالة.
فمأمَّلٌ من الشعب اليمني كما قد صمد كباره وصغاره على مدى أكثر من عام، أن يواصل مشوار الصمود حتى ينال الحرية والعزة والكرامة، وينال قراره السياسي بغير منازع، وينال البلد سيادته واستقلاله بغير منتهك، ومن أجل أن يكون تعامل اليمن مع أي دولة في المحيط العربي والإسلامي وحتى الدولي على أساس من الندية والاحترام والمصالح المشتركة، رضي من رضي وأبى من أبى.
وأصبح واضحا أنَّ الشعب اليمني كما أذهل العالم في ثورة الـ21 من سبتمبر التي قضت على الفساد والمستبدين، فإن صموده إزاء العدوان السعودي الأمريكي قد أذهل العالم أكثر وأكثر.