ويلعنُكم اللاعنون..!
عندما كان الحوثي بالأمس القريب يقودُ جبهةَ المواجهة ضد العدوان السعوديّ الإماراتي على اليمن،
كان يقودُها باسم اليمن.. وتحت عنوان: الدفاع عن اليمن..
يومَها كنتم تشكِّكون وتدعون أنكم أنتم وحدَكم فقط من يمثِّل اليمن..
وأن الحوثي لا يمثِّل إلا نفسه.. وأنه لا يمثِّل اليمن..
ولطالما عزفتم كَثيرًا على هذه النغمة، ولطالما وجدتم في ثناياها ما قد تغررون به على البسطاء أَو تمررونه على السذج..
اليوم ها هو الحوثي يعود مجدّدًا ويقود جبهة المواجهة ضد العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن في إطار عملية الدعم والإسناد لغزة، يقودها باسم اليمن أَيْـضًا..
وتحت عنوان: الدفاع عن اليمن وغزة..
فكيف ترون ذلك..؟
يعني: هل ستشكِّكون هذه المرة أَيْـضًا..؟ أو تدعون غير ذلك..؟
أتحداكم تفعلون ذلك..
أو تقولون إن الحوثي بهذا لا يمثِّل إلا نفسه.. أو أنه لا يمثل اليمن..
أو أنكم أنتم فقط من يمثل اليمن..
لا تستطيعون.. تعرفون لماذا..؟
لأنه، ببساطة، لن يصدِّقَكم أحدٌ هذه المرة..
لن يصدقوكم حتى لو خرجت “الشرعية” من ظهر جبل نقم تناديكم أَو تهتف بحياتكم..
وأنتم تعلمون هذا جيِّدًا..
فكيف بكم اليوم، إذن، إذَا ما ركبتم حماقتكم، وبدأتم، في هذا التوقيت بالذات، تحَرّكًا عسكريًّا مشبوهًا لا لشيءٍ سوى استجابة لرغبةٍ أمريكيةٍ وصهيونية تهدف في الأَسَاس إلى إرباك وإعاقة عمليات صنعاء الداعمة والمساندة لغزة ولبنان..؟
لن يصدقكم أحد.. أو يعذركم.. أَو يرحمكم أحد..
وسيلعنكم الأحرار والثوار والأبطال.. وستلعنكم الأرض والتاريخ.. ويلعنكم اللاعنون..
ثم لا تُنصرون..!