أوهام الصهاينة تتهاوى على أسوار عاصمة المقاومة والتحرير

عبدالكريم مطهر مفضل

شهر كامل منذ إعلان قوات الاحتلال عن بدء عملية برية لن تستغرق أسابيع في جنوب لبنان بهدف إعادة احتلال لبنان أو التوغل إلى جنوب نهر الليطاني كحد أدنى. وقد أطلقت عليها اسم “المناورة العسكرية”، وذلك بعد أن توهمت أنها قضت على قدرات حزب الله العسكرية إثر اغتيال القادة وزعمها أنها دمرت صواريخ الحزب ومخازن أسلحته، وأن الحزب لم يعد قادرًا على الدفاع حتى عن نفسه، فضلاً عن الدفاع عن لبنان.

تلك الأوهام صورت لغرور قادة الصهاينة أن ما سيقوم به جنودهم ليس إلا رحلة نزاهة وتدريب، لذا أطلقوا عليها مسمى “المناورة”.

ومع مرور شهر، سنترك للصهاينة أنفسهم أن يتحدثوا عما حققوه منذ ذلك الوقت: هل تقدموا كيلومترًا واحدًا، أم تكبدوا خسائر فادحة؟ هل أعادوا سكان الشمال أم نزح ما تبقى من مستوطني مدنهم في الشمال؟

طوال شهر، غرق العدو في قضاء بنت جبيل ولم يستطع السيطرة على تبة واحدة من تبابها المنيعة، التي تصدت لها بشراسة أبطالها. لم يستطع العدو البقاء حتى في المناطق الواقعة في الخط الأزرق، مناطق اليونيفيل.

بنت جبيل، المقبرة الحتمية لكل الغزاة، عرفت بأنها “عاصمة المقاومة والتحرير”، لتاريخها الطويل في المقاومة ضد المحتلين، بدايةً من الفرس إلى “الإسرائيليين”.

مساحتها لا تتجاوز 9 كيلومترات مربعة، وتتكون من 36 تبة جبلية تسمى في لبنان بلديات. ومن أبرز بلدات المنطقة الـ 36 هي: بلدة بيت ليف، وبرعشيت، وبرج قلاوية، والسلطانية، والطيري، وعين أبل، وعيترون، وعيناتا، وبيت ياحون، وعيتا الجبل، وعيتا الشعب، وفرون، ودبر أنطار، ودبل، وشقرا، ورميتا، وراميا.

اليوم، تحدث أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأول، مؤكدًا أن مقاتلي حزب الله ينتظرون بفارغ الصبر تقدم جنود الاحتلال صوب لبنان، مبينًا أن جنود الصهاينة يعتليهم الخوف والذلة، كيف لا وقد وصفهم الله تعالى بأنهم أهل الذل والمسكنة؟ مؤكدًا في رسالته للسفيرة الأمريكية أنهم لن ينالوا النصر على حزب الله ولا حتى في أحلامهم.

شهر كامل والعدو يقصف البنية التحتية ويقتل الأطفال والنساء والعاجزين، بينما المقاومة اللبنانية أوصلت نيرانها إلى غرفة نوم “نتنياهو”، الذي بات يعاني حالة نفسية من خوف وهلع شديد وفق ما كشفته وسائل إعلام العدو.

“نتنياهو” بعد أن تحدث منتشيًا أنهم قتلوا نصرالله وخليفته وخليفة خليفته، ودمروا كل قدرات الحزب، أصبحت تصريحاته تدور حول أن إيران تريد اغتياله واغتيال زوجته الشمطاء “سارة”. وقد استعلى ليقول إن حزب الله هو من حاول تصفيته، وهو قبل ذلك بساعات أعلن القضاء على قادته وعلى قدراته العسكرية.

من وجهة نظري الشخصية، وطبعًا أنا لست خبيرًا عسكريًا، أستطيع التكهن أن العدو الصهيوني سيوقف عدوانه على لبنان خلال الأيام القادمة، فقد أثبتت المعطيات على الأرض عدم قدرة العدو على الصمود أمام نيران أبطال حزب الله لأسبوع قادم. ولهذا بدأت وسائل إعلامه الترويج لمسودة سلام ستتبناها الإدارة الأمريكية، والتي نفاه الشيخ نعيم قاسم بشكل قطعي، مبينًا أنه لا تفاوض إلا بعد وقف إطلاق النار، وأن طبيعة التفاوض ستكون بشكل غير مباشر.