محور الجهاد والمقاومة يبدّد حلمَ دولة “إسرائيل الكبرى”
رغم بُعد المسافة كان لليمن حضور كبير ومشرّف ضمن جبهات الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس ومعركة (طُـوفَان الأقصى).
المقام الأول الأبرز والأهم للمشاركة اليمنية عبر العمليات العسكرية والفعاليات والإسناد الشعبي هو في سبيل الله نصرة لدينه وإعلاء كلمته ودفاعًا عن فلسطين الأرض والمقدسات ودفع الشر والأذى والقتل عن المستضعفين والمظلومين من أبناء فلسطين، لا سِـيَّـما أبناء غزة كواجب ديني وقيمي وأخلاقي كان لا بدَّ منه إن أردنا الحرية في الدينا والسلامة من عذاب الله وسخطه.
ومن جانبٍ آخر فيمثل الموقف اليمني من واجب الدفاع عن الأُمَّــة ومقدساتها في مكة والمدينة، والتي تُعتبر من ضمن طموحات وأطماع اليهود للسيطرة عليها وما يزيد عن ثلاثة أرباع الأراضي المملكة وهو من باب مداهمة الخطر قبل الوقوع فيه.
وبما أن غزة وكامل فلسطين وجبهة حزب الله في لبنات تمثلان خط المقدمة ورأس الحربة في مواجهة العدوّ وأسهمتا بشكل كبير بتعثر طموحات العدوّ الصهيوني؛ بسَببِ الجهاد المقاومة وإشغاله عن التمادي أكثر، كان لليمن وجبهة المقاومة الإسلامية في العراق حضور ومشاركة فعالة لتشكل مع مجاهدي حزب الله والمجاهدين في غزة حاجز صد كسر أحلام العدوّ الصهيوني وأخر مسار صفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد.
ولو افترضنا أن العدوّ سيطر على كامل فلسطين فلن يكتفي ولن يتوقف مشروع خبثه هناك فقد تتوسع أطماعه وبسرعة باتّجاه لبنان وسيناء وقناة السويس وأجزاء كبيرة من مصر إلى نهر النيل، وهنا ستزداد شهيته للسيطرة على الأردن وسوريا وأجزاء كبيرة من العراق وُصُـولًا إلى نهري دجلة والفرات وُصُـولًا للأماكن المقدسة وبها سيتحقّق له مسمى وواقع “إسرائيل” الكبرى التي يطمح لها اليهود منذُ القدم.
لكن ومع الجهاد والمقاومة المُستمرّة فقد تتلاشى وتتحطم أطماع الصهيونية وما كان انطلاق عملية (طُـوفَان الأقصى) المباركة والمجيدة إلّا لوأد المشروع الصهيوني الكبير وتبديد الحلم الغربي والأمريكي من السيطرة والتطبيع العربي الواسع ومشروع الشرق الأوسط الذي أُقفل بابه بوجه الصهاينة والأمريكان.
ومهما كانت الخسائر والتضحيات التي يقدمها ويبذلها محور الجهاد والمقاومة وفي مقدمة ذلك غزة ولبنان؛ فهي رخيصة في سبيل الله، ودفعة معنوية لإيقاظ الأُمَّــة لتنهض من سبابتها، لتواجه الخطر اليهودي قبل الوقوع تحت رحمتهم، خَاصَّة وهم من وصفهم الله بألد وأخطر وأشد الأعداء للأُمَّـة، من يعضّون علينا الأنامل حقدًا وغيظًا، ولا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة.