Herelllllan
herelllllan2

29 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. 167 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب وإبادة لغارات العدوان على اليمن

يمانيون- متابعات
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 29 أُكتوبر خلال الأعوام 2015م، و2016، و2017م، ارتكاب أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، على المدنيين والأعيان المدنية في المنازل والسجون وعلى السيارات في الطرقات العامة، بالحديدة وصعدة وتعز ومأرب.

أسفرت عن 103 شهداء، و64 جريحاً، وحرمان عشرات الأسر من معيليها، وقطع أرزاقها، ومضاعفة معاناتها، وتعزيز حالة الحزن والخوف في نفوس الأطفال والنساء، ومشاهد مأساوية تهز وجدان الإنسانية، وجرائم بشعة تشكل عاراً كبيراً في جبين الإنسانية، حتى وقف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمة، وتحقيق العدالة لأهالي وذوي الضحايا.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

29 أُكتوبر.. 23 شهيداً وجريحاً في مجزرة وحشية بغارات العدوان على حافلة نقل عمال بتعز:

في يوم 29 أُكتوبر عام 2015، تحولت حياة العشرات من العمال إلى مأساة مروعة، عندما استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي حافلتهم بشكل مباشر في منطقة الحوبان بمديرية صالة بمحافظة تعز، بغارات وحشية، أسفرت عن استشهاد سبعة وجرح ستة عشر آخرين بجروح بليغة، في مشهد مروع هزّ الضمير الإنساني.

كانت الحافلة تقل عمالاً كانوا في طريقهم إلى عملهم، يحلمون بتوفير لقمة العيش لأسرهم، هذا ودع طفله وآخر ودع أمه وزوجته وثان وثالث ودعوا صغارهم وأهاليهم قبل الخروج من المنزل للتوجّـه إلى العمل، على أمل العودة بما يحتاجون من المتطلبات، ولكن العدوّ السعوديّ الأمريكي، شاء لهم أن يكونوا ضحايا لجريمة حرب بشعة، في لحظة، تحولت رحلتهم إلى رحلة الموت، عندما سقطت أول الغارات على الحافلة دون سابق إنذار، وحولت أجسادهم إلى جثث هامدة وأشلاء وجرحى، وقلبت المشهد إلى رعب لا يمكن تصديقه.

وصف أحد الناجين من المجزرة، وهو مصاب بجروح بالغة، اللحظات الأخيرة قبل سقوط الغارات، وكيف شعر بالخوف والرعب وهو يرى الموت يحيط به قال: “لم أكن أتوقع أن أتعرض لمثل هذا المصير، كنا نعمل بجد لنعيل أسرنا، فكيف بنا نقتل هكذا؟ لسنا جيشاً ولا علاقة لنا بالجانب العسكري، لكن هذه الجريمة تعبر عن وحشية العدوان وفشله العسكري”.

يقول أحد العمال الناجين: “هذه جرائم يهودية، ما يفعلها أي مسلم، تستهدف المدنيين والأبرياء والمنشآت والمنازل، وهذا إجرام من الدرجة الأولى، عمال في مصنع على حافلة معروفة لدى الجميع توصلهم إلى العمل وترجعهم، ما هو الخطر الذي تشكله، من على متنها مواطنون مدنيون لا حول لهم ولا قوة”.

هذه الجريمة البشعة فتحت جراحاً نازفة في قلوب أهالي الضحايا، الذين فقدوا عائليهم، فكيف سيستطيع هؤلاء الأهالي مواجهة الحياة بعد فقدان عزيز عليهم؟ وكيف سيعيلون أسرهم؟

إن استهداف الحافلة التي تقل عمالاً هو دليل واضح على أن العدوان يستهدف المدنيين بشكل متعمد، فالعاملون هم أبرياء لا علاقة لهم بالحرب العسكرية، وهم يسعون فقط لتوفير لقمة العيش لأسرهم.

هذه الجريمة تأتي في ظل أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة يعاني منها الشعب اليمني؛ بسَببِ العدوان، والحصار المفروض عليه؛ ما أَدَّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدواء، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتظل جريمة الحرب في الحوبان بتعز جريمة لن تسقط بالتقادم، وستظل تلاحق مرتكبيها، وتطالب العالم بتحقيق العدالة.

29 أُكتوبر 2015.. مسجد الشرات هدفٌ لعدوان غاشم على صعدة:

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوّ في 29 أُكتوبر 2015م، مسجدًا ومنزلًا في منطقة الشرات بمديرية ساقين بمحافظة صعدة، بغارات وحشية أسفرت عن دمار هائل وخسائر فادحة في الممتلكات وترويع الأهالي، ونزوح جماعي للسكان، الذين اضطروا إلى ترك منازلهم خوفاً على حياتهم، يعيش النازحون أوضاعاً إنسانية صعبة، حَيثُ يعانون من نقص المياه والغذاء والمأوى.

وصف أحد الأهالي، وهو يقف فوق أنقاض المسجد، حاملاً بيده نسخة من المصحف الشريف ممزقة، المشهد بأنه مروع ويفوق الوصف، قال: “لم يتركوا لنا شيئاً، لقد دمّـروا بيت الله، وحوّلوا منازلنا إلى أطلال، كيف يجرؤون على استهداف دور العبادة؟ وتمزيق المصاحف، واستهداف الأعيان المدنية، كان في هذه المنطقة جامع وبركة ماء يشرب منها المسافرون وسقيفة يرتاحون فيها عمرها حوالي 800 عام، واليهود استهدفوها، وهذا المسجد كان يؤوي المسافرين”.

هذه الجريمة تأتي في سياق استهداف ممنهج للأعيان المدنية في اليمن، بما في ذلك المساجد والمنازل والمدارس والأسواق، إن استهداف المساجد، وهي أماكن العبادة ومن المقدسات لدى الشعب اليمني وكل المسلمين في العالم يعد جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

8 سنوات على مجزرة سجن الزيدية.. مجرمو الحرب لن يفلتوا من العقاب:

في مثل هذا اليوم 29 أُكتوبر 2016م، حلّق طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي في سماء محافظة الحديدة، باحثاً عن هدف جديد يضاف إلى سجله الدموي، فاختار سجن الزيدية ليسجل فيه جريمة ستظل الأجيال تتذكرها باستمرار.

أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد 70 نزيلاً، وإصابة 50 آخرين، جراح بعضهم كانت خطيرة، كما خلفت مشاهد مأساوية من دمار وخراب للممتلكات والمنازل المجاورة، وحالة من الخوف والرعب لسكان المنطقة.

لم يترك العدوانُ حجراً على حجر، فقد استهدف السجن بشكل مباشر؛ ما أسفر عن مجزرة كبرى، ولحظة صادمة، حَيثُ وجد 110 مواطنين أنفسهم تحت الأنقاض، في مشهد مروع؛ فالدماء تغطِّي الأرض، والأشلاءُ مبعثرةٌ في كُـلّ مكان، وجدران مبنى الإدارة، وعنابر السجن ركام وخراب مختلط بالشظايا والجثث والدماء، ولم يسلم حتى المدنيون الذين يسكنون بالقرب من السجن؛ فقد تعرضت منازلهم للتدمير، وتحولت حياتهم إلى جحيم.

مواجهة الموت المحتوم:

داخل السجن، كانت المعاناة لا توصف، السجناء الذين كانوا يقضون عقوباتهم، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة الموت المحتم، روى الناجون قصصاً مروعة عن لحظات الرعب والفزع التي عاشوها، وكيف شاهدوا رفاقهم يرتقون شهداء وجرحى أمام أعينهم.

عند سماع نبأ الجريمة، هرع الأهالي إلى السجن بحثاً عن أحبائهم، فكانت المشاهد مؤثرة للغاية، فالأُمهات يبكين على أبنائهن، والزوجات يبحثن عن أزواجهن، والإخوة يبحثون عن إخوانهم وكل قريب يبحث عن قريبة، والأطفال يصرخون فقد آبائهم، والكل في حالة ذهول، وبدون معطيات تفصيلية عن حياة من كان هناك.

تنتشل الجثث ويخرج الجرحى من تحت الأنقاض، ولا صوت يعلو فوق عبارة “حسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.

مواقف شعبيّة ورسمية:

ويحيي اليمنيون عامة، وأبناء محافظة الحديدة خَاصَّة، هذه الذكرى السنوية مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية، وتحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب، ومؤكّـدين أن هذه الجريمة ومثيلاتها لن تسقط بالتقادم، وستظل عالقة في أذهان الأجيال المتعاقبة، وأن الشعب اليمني سيأخذ حقه بمختلف الطرق المشروعة.

وفي الذكرى الثامنة على مرور هذه الجريمة يؤكّـد أبناء وأهالي الضحايا، وكل أبناء مديرية الزيدية ومحافظة الحديدة وأحرار الشعب اليمني، في مسيرات غاضبة أن هذه الجريمة ودماء الضحايا، لن تمر مرور الكرام، وأن الرد عليها قائم في الجبهات، مجددين دعوتهم لأبناء الشعب اليمني إلى النفير العام وللمزيد من التلاحم ورص الصفوف ورفد الجبهات بالرجال، ورفع الجهوزية الكاملة لمواجهة العدوان، ومرتزِقته المنافقين، مؤكّـدين على ضرورة ردعه على ما يرتكبه من جرائم، وإفشال مخطّطاته التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.

وخرج الشعب اليمني في مسيرات جماهيرية ووقفات احتجاجية في الذكرى السنوية للمجزرة، ليؤكّـدوا على مظلومية الشعب اليمني الذي لن يفرط بدماء الشهداء مهما طال الزمن أَو قصر، ومطالبتهم لمجلس الأمن والأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحاكمة المجرمين؛ كونها جرائم إبادة جماعية لا تقرها الشرائع السماوية ولا القوانين الدولية.

واعتبر المشاركون أن إحياء ذكرى تلك الجرائم والمجازر الوحشية، تمثل محطات مهمة في حياة الشعب اليمني، ورسالة واضحة للعالم بأن ما يقوم به العدوان السعوديّ الأمريكي لا يمكن التنازل عنه.

في سياق متصل صدرت بيانات شجب واستنكار وتنديد من مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسّسات الدولة، وكافة الجهات ذات العلاقة، تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسرعة وقف العدوان ومحاسبة مجرمي الحرب، ووقف المجازر البشعة بحق الشعب اليمني.

وصمة عار في جبين المجتمع الدولي:

وفي السياق يطالب خبراء قانونيون المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الأبرياء، ومحاسبة المجرمين، معتبرين هذه الجريمة في سجن الزيدية ومثيلاتها نكسة إنسانية، ووصمة عار في جبين الإنسانية، وخرقاً كبيراً لشرعية المجتمع الدولي، حتى تحقيق العدالة.

ويقول القاضي عبد الوهَّـاب الخيل: إنه ووفقاً للقانون الدولي العام والقانون الإنساني ومختلف المواثيق والمعاهدات الدولية، فجريمة استهداف سجن الزيدية هي جريمة حرب وإبادة بحق الإنسانية، ونفذت بغارات مباشرة، عن سابق إصرار وترصد، وهذا يعني بأن العدوّ يعي ما يقوم بفعله بحق الشعب اليمني، وأنه يستهدف أعياناً مدنية بحق مدنيين، نزلاء في عنابر السجن على قضايا مختلفة، وأن هذه الأهداف محمية وفقاً للقوانين الدولية الإنسانية في زمن الحروب والصراعات، وكانت معروفة للأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في اليمن.

ويؤكّـد القاضي الخيل أن محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية معنية بالتحقيق في هذه الجريمة ومثيلاتها، وملاحقة مجرمي الحرب”، مُشيراً إلى “أن منظمات إنسانية معروفة رفعت بتفاصيل هذه الجريمة ومختلف الجرائم إلى الأمم المتحدة، ولكن لم يجد الشعب اليمني أي تحَرّك جدي، في هذا السياق، وأن لجنة الخبراء التي نفذت بعض التحقيقات، تعاملت مع معاناة الشعب اليمن وجرائم العدوان بحقه كسلعة تجارية يمكن استغلالها والمتاجرة بها لتحقيق مكاسبَ خَاصَّة، وجني أموال مقابل تحريف الحقائق وتضييع الحقوق”.

ويعتبر الخيل أن تواطؤ المجتمع الدولي مع قوى العدوان أمام هذه الجرائم وصمة عار في جبين المنظومة الدولية، ومخالفة صريحة وواضحة لنصوص وفقرات القانون الدولي الإنساني العام، وتعطيل متعمد للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والجنايات الدولية من مهامها ومسؤولياتها.

أهالي الضحايا: أين الأمم المتحدة؟

حاج مسن استشهد ابنه في هذه المجزرة يتساءل: “أين مجلس الأمن والأمم المتحدة؟ هل ستظل هذه المنظمات الدولية صامتة أمام هذه الجرائم؟ أم أنها ستتحَرّك أخيرًا لتحميل المسؤولين عن هذه الجرائم مسؤولياتهم؟ وتجر مجرمي الحرب إلى المحاكمة؟”.

بدوره يطالب أحد أهالي الضحايا العالم بقوله: “أوقفوا بيع السلاح لهؤلاء القتلة السفاحين.. أين العالم، اليمن ليست بحاجة لصواريخ وغارات وقنابل وقتل ودمار!، اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحاجة إلى أكل وماء وعلاج ووقف فوري للعدوان.. هذه جرائم الغرب وأمريكا، بحق شعبنا اليمني الذي اختار الحرية، والنضال ولكن رغم الجراح سنظل صامدين”.

ما حدث في سجن الزيدية ليست مُجَـرّد جريمة عابرة، بل هي جريمة حرب بكل المقاييس، واستهداف سجن مكتظ بالسجناء يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويستوجب من المجتمع الدولي اتِّخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

29 أُكتوبر 2016.. 21 شهيداً وجريحاً أغلبهم نساء وأطفال بغارات العدوان على منازل المواطنين بتعز:

وفي يوم 29 أُكتوبر، 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية الصلو، محافظة تعز، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 16 شهيداً و5 جرحى أغلبهم من الأطفال والنساء، في جريمة حرب، وإبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، ودمار واسع وموجة من النزوح والمعاناة.

كانت المنازل ملاذاً آمناً للعائلات، لكن طيران العدوان حولها إلى أنقاض، والأطفال الذين كانوا يلعبون في الشوارع، وجدوا أنفسهم فجأة وسط الدمار والخراب، والنساء اللاتي كنّ يحرصن على بيوتهن، أصبحن بلا مأوى، كانت المشاهد مروعة، فالدماء تغطي الأرض، والأشلاء مبعثرة في كُـلّ مكان، والصراخ يملأ الأجواء.

تخيلوا لحظة سقوط الغارات بالأسقف والجدران والأعمدة على رؤوس ساكنيها، وكيف شعر الأطفال بالخوف والرعب، وكيف حاولت الأُمهات حمايتهم بأجسادهن، تخيلوا أحلام تلك العائلات التي تبخرت في لحظة، وآمالهم التي دمّـرت، تخيلوا أن أحدكم تحت دمار منزله وبحضنه طفله، أَو أخوه أَو بجواره أسرته، كلهم يصرخون ولا منقذ؟

يقول أحد الناجين: “أطفال كلهم ضحايا غارات طيران العدوان، على منزل المواطن علي عبد الله في قرية الشرف في مديرية الصلو، شاهدوا يا عالم هذه جثة الشهيد المسن عبد الله عبده حمود وهذه جثث الأطفال، وهذه جثة الزوجة، والآن غارة أخرى بجوار المنزل على المسعفين، تستهدف قرية الحود، وهذه سيارة عليها شهداء من نفس الأسرة منصور وأخته، وطفلة عمرها 10 سنوات من أسرة واحدة 11 شهيداً استهدفهم الطيران بعد صلاة الفجر”.

يقول والد إحدى الشهيدات: “بنتي عمرها 10 سنوات استهدفها الطيران وهي نائمة في البيت، ومقدمة المنزل انتهت بالكامل، والجرحى زوجتي وزوجة ناصر أخي، وكنت في المعبران ورجعت وما عادهم موجودين، نحن من قرية الصيار”.

إن هؤلاء المدنيين الأبرياء لم يرتكبوا أي ذنب، إلا أنهم كانوا يعيشون فوق أرض اليمن، المراد احتلالها ونهب مقدراتها وقتل وإبادة شعبها، إنهم في حرب من طرف واحد ولم يختارونها، بل إنهم ضحايا لجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، فأين العالم من كُـلّ هذا؟ أين المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟ لماذا يقف العالم مكتوف الأيدي أمام هذه المجازر؟

29 أُكتوبر 2016.. 8 شهداء وجرحى بينهم أطفال بغارات العدوان على سيارة عائلة تحولت إلى رماد بصعدة:

وفي يوم 29 أُكتوبر عام 2016، تحولت حياة عائلة يمنية إلى رماد في لحظة، عندما استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي سيارتهم بشكل مباشر في مديرية شداء بمحافظة صعدة، بغارات بشعة، أسفرت عن 5 شهداء و3 جرحى بينهم أطفال، ومشاهد تعكس وحشية الجريمة، وتجرد مرتكبيها من كُـلّ مشاعر الإنسانية.

كانت السيارة تسير بهدوء في طريقها، وعلى متنها أفراد العائلة الذين كانوا يستمتعون بوقتهم معاً، ربما كانوا يتحدثون عن مزارعهم ودروس أطفالهم، وكيف يحصلون على لقمة العيش الحلال، لكن فجأة، تحولت هذه الرحلة الهادئة إلى كابوس عندما سمعوا صوت طائرات العدوان تقترب منهم، شعر الجميع بالخوف والرعب، وحاولوا الاختباء، ولكن كان الأوان قد فات.

في تلك اللحظات الحاسمة، حاول أفراد العائلة حماية أنفسهم بأية طريقة ممكنة، ربما كان الأطفال يصرخون من الخوف، والأهل يحاولون تهدئتهم، ولكن الغارات سقطت على السيارة دون رحمة، محولة إياها إلى كرة من النار والدخان.

عندما وصل الأهالي إلى مكان الجريمة، وجدوا مشهداً مروعاً يفوق الوصف، كانت السيارة محترقة تماماً، والجثث متفحمة، والأشلاء مبعثرة في كُـلّ مكان، كانت رائحة الدخان والحريق تملأ المكان، والصراخ والبكاء يصدح في الأجواء.

أحد الجرحى يتأوه، وكانت أمعائه خارج جسده وهو على سرير المشفى يحاول مشاهدتها والأطباء من حوله ينظفونها ويحاولن إعادتها إلى مكانها الطبيعي، في مشهد شنيع يعكس إجرام العدوان وتخبطه، حسب قول أحد الأطباء الجراحين.

ويقول أحد الأهالي: “هذه أسرة كانت على متن سيارتها استهدفها العدوان بغارة وحشية، ماذا يمكن للعالم أن يسمي ذلك، هل هذه هي جرائم الحرب والإبادة الجماعية أم أن قاموس الشعب اليمني مختلف، أين هو القانون الدولي الإنساني العام من كُـلّ هذه المجازر؟”.

هذه الجريمة البشعة ليست مُجَـرّد رقم في سجل الإحصائيات، بل هي قصة حياة قطعت في أوج شبابها، وأحلام تبخرت في لحظة، إنها صرخة دم صامتة تندّد بكل أشكال الظلم والإجرام وإهلاك الحرث والنسل والإبادة في اليمن، ولا مجيب لها!

29 أُكتوبر 2016.. 5 شهداء بينهم أطفال وامرأة بغارات العدوان على سيارة مواطن بمأرب:

في يوم 29 أُكتوبر 2016م، تحولت حياة عائلة يمنية إلى جحيم، عندما استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارة المواطن زيد المسمي في منطقة آل المسمي بوادي حباب بمديرية صرواح في محافظة مأرب، بغارات مباشرة، أسفرت عن 5 شهداء بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، في مشهد مروع هزّ الضمير الإنساني، وعزز حالة الرعب في نفوس الأهالي والمسافرين والمارة، وضاعف معاناتهم وقيد حركتهم وحياتهم بشكل عام.

لم يترك العدوان أية فرصة للبراءة، فاستهدف السيارة التي كانت تقل هذه العائلة في وضح النهار؛ مما أسفر عن استشهاد جميع ركابها، كانت هذه الجريمة بمثابة صدمة قوية للأهالي، الذين عاشوا حالة من الرعب والخوف، بعد أن تحول وادي حباب الذي كان يوماً ما مكاناً آمناً إلى ساحة حرب من طرف واحد يتعمد الغدر في أية لحظة.

أكثر ما يثير الحزن في هذه الجريمة هو استشهاد 3 أطفال وامرأة، الذين كانوا أبرياء تماماً ولم يرتكبوا أي ذنب، هؤلاء الأطفال الذين كان من المفترض أن يلعبوا ويضحكوا، قُتلوا بدم بارد، فيما فقدت الأم حياتها وهي تحاول حماية أبنائها، وتفحمت جثة زوجها على المقود بجوارها وهي وهو والجميع عاجز عن فعل شيء لأنفسهم وذويهم، وتحولت السيارة إلى مقبرة جماعية لهم.

يقول أحد الأهالي: “هذه السيارة للمواطن زيد محمد الموسمي، التي استهدفها طيران العدوان السعوديّ الغاشم في حباب، وأباد عائلة بأكملها، رجل وزوجته وبنته وابنه وابن أخيه، سيارة مدنية عليها حطب، كانوا يحطبون”.

ما حدث في وادي حباب هو جريمة حرب بكل المقاييس، فاستهداف المدنيين العزل يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي في اليمن، مما يثبت أن هذا العدوان لا يهدف إلا إلى تدمير اليمن وقتل شعبه.

29 أُكتوبر 2017.. مأوى تحت الأنقاض وأرواح نجت بأعجوبة بصعدة:

في يوم 29 أُكتوبر 2017، تحولت حياة أسرة نازحة في مديرية مجز بمحافظة صعدة إلى كابوس حقيقي، ففي غارة جوية وحشية شنها طيران العدوان، استهدف المأوى المتواضع الذي كان ملاذهم الوحيد في ظل الحرب.

الخيمة البسيطة والكنتيرة التي كانت تضم 14 فرداً من الأطفال والنساء وكبار السن، تحولت إلى كومة من الأنقاض، لحسن الحظ، كان القدر حليفاً لهذه الأسرة، فقد غادروا المأوى قبل يومين من القصف، متجهين إلى مكان آخر بحثاً عن الأمان.

هذه الجريمة المؤلمة تؤكّـد حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون الأبرياء جراء العدوان المتواصل على اليمن، وتسلط الضوء على الوحشية التي تمارس بحقهم، فحتى الملاجئ التي يلجأ إليها النازحون هرباً من القصف، لا تسلم من أيدي المعتدين.

يقول أحد أفراد الأسرة: “الحمد لله الذي أكرمنا بالخروج قبل يومين من هذا المكان إلى تحت أشجار أخرى، هذا عدوان مجرم كان يستهدف أسرتنا الفقيرة النازحة بعد أن قصف منزلها الأول قبل عام، واليوم يستهف خيمتها، أهم شيء الأرواح سالمة، أما الخيمة والكنتيرة والفراش فكلها لا تساوي شيئاً أمام رعاية الله”.

وتتوالى الجرائم والمجازر على الشعب اليمني خلال 9 أعوام، ولا يزال العالم يتفرج، ومُستمرّ في صمت دولي شجع المعتدين على ارتكاب المزيد من الجرائم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com