إيران تؤكد: لن نتخلى عن حقنا بالرد الحازم على العدوان الصهيوني
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن إيران لن تتخلى عن حقها في الرد على العدوان الصهيوني وفقًا للقانون الدولي، موضحًا أن بلاده حازمة وجدية في الرد على العدوان.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي صرّح بقائي أن “الحدث الأكثر أهمية في الأسبوع الماضي كان صباح يوم السبت عندما ارتكب الكيان الصهيوني خطأً حسابيًا وشهدنا الدفاع الحماسي للقوات المسلحة الإيرانية، والذي كانت نقطة تحول بالنسبة لإيران الإسلامية”.
ولفت إلى أن الإبادة الجماعية لا تقتصر على غزة فقط، “بل نشهد مختلف أنواع الجرائم في الضفة الغربية أيضًا. وخلال الـ 24 ساعة الماضية، استشهد 150 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم 3 صحفيين أيضًا على يد الكيان الصهيوني، وارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى أكثر من 180”.
وأوضح بقائي: “كل المشاورات التي أجراها وزير الخارجية في الأسابيع الأخيرة ركزت على الوقف الفوري على الجرائم في غزة ولبنان، وتعبئة المجتمع الإسلامي لمساعدة النازحين ومحاولة محاسبة الكيان الصهيوني، لأننا نعتقد أن الإفلات من العقاب هو السبب الأهم للتصعيد”.
وجدد بقائي موقف إيران المرحب بأي مبادرة لوقف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم في غزة ولبنان، “لكن الأطراف الحاضرة في اجتماع الدوحة أظهرت أنها لا تملك الإرادة اللازمة”، لافتًا إلى أن إطلاق عبارة “وقف إطلاق النار” على مفاوضات الدوحة ليست في محلها “لأن هذه الكلمة يجب أن تستخدم عندما تكون هناك حرب بين جانبين، في حين أن واقع الأمر، هو أن هناك طرف واحد منخرط في الإبادة الجماعية”.
وأعلن بقائي أن إحدى نتائج مشاورات إيران الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة هي “التوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب على جميع الدول مراقبة الوضع، وإذا لزم الأمر، إبلاغ بعضها البعض بالوضع غير المناسب، وثانيًا، أن تنشغل القوات العسكرية والأمنية بمراقبة التحركات الدائمة للكيان الصهيوني”.
وقال: “من الواضح للجميع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تحيد عن حقها ردًا على عدوان الكيان الصهيوني، وهذا حق قائم وفقًا للقانون الدولي. وبغض النظر عن الأحاديث التي يتم تبادلها، فإننا حازمون وجديون في ردنا”.
وجدد موقف إيران الواضح حيال أسلحة الدمار الشامل، والقائم على فتوى سماحة آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي وهو “أننا لا نؤيد عسكرة البرنامج النووي بأي شكل من الأشكال”.
جذور مشاكل المنطقة هو الكيان الصهيوني
ورأى بقائي أن موجة الإدانات واسعة النطاق من قبل دول المنطقة وخارج المنطقة حيال العدوان الصهيوني على إيران “تظهر إجماع دول المنطقة على إدانة العدوان وتبيّن أن المشكلة الرئيسية لانعدام الأمن في المنطقة تتمثل بالكيان الصهيوني؛ وهذه الدول تشعر بالقلق من احتمال توسع التوتر والحرب في المنطقة”، محملًا مسؤولية هذا الوضع لـ”أنصار الكيان الصهيوني الذين منعوا أي تحرك من قبل المنظمات الدولية ومجلس الأمن ضد جرائمه”.
وقال في سياق آخر: “تلقينا تأكيدات مهمة من جميع دول المنطقة بأن المجال الجوي والأرض لأي دولة لن يستخدم من قبل أي شخص للقيام بأعمال ضارة، وهذا واجب قانوني وطبيعي على عاتق الدولة. ونحن على يقين من أنه لم تقم أي دولة مجاورة بتسليم أراضيها لمعتدي، ويجب على الحكومة العراقية أن تعتبر نفسها ملتزمة بالرد والاحتجاج على إساءة استخدام أراضيها أمام الأمم المتحدة من أجل منع تكرار الجرائم”.
الدعم الأميركي سبب تجرؤ الكيان الصهيوني
وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية أن النهج الأميركي والدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الصهيوني كانا سببًا رئيسيًا لتجرؤ هذا الكيان على جرائمه، وقال: “يجب على المسؤولين الأميركيين إيقاف هذه الجرائم من خلال وقف الأسلحة والاستخبارات والدعم السياسي للكيان الصهيوني”.
وأوضح بقائي أن إيران مارست ضبط النفس في بعض الأحيان من أجل الصالح العام، وهو السلام والاستقرار في المنطقة، “لكن لسوء الحظ، تم تفسير ضبط النفس الإيراني في المراحل السابقة بشكل غير لائق”، مطالبًا أنصار الكيان الصهيوني بالعمل على وقف اعتداءاته.
اجتماع لمجلس الأمن
وأعلن بقائي أن مجلس الأمن الدولي سينعقد اليوم الاثنين بطلب من أصدقاء إيران الجزائر وروسيا والصين، وقال: “سيكون اجتماعًا مهمًا ومن المنتظر أن يتحرك هذا المجلس وفقًا للفصل السابع. ويجب على مجلس الأمن أن يتخذ موقفًا حاسمًا وحازمًا في ما يتعلق بالمتابعات الأخرى”، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الإيرانية تقوم بدراسة كافة الأدوات والإمكانات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
مبادرة إيران لطلب حظر الأسلحة على الكيان الصهيوني
وأوضح بقائي: “لقد طرحت إيران مؤخرًا مبادرة وقدمنا طلبًا لحظر الأسلحة على الكيان الصهيوني، ونأمل أن تنضم جميع الدول إلى هذه الحملة حتى لا يتمكن هذا الكيان من استخدام الأسلحة التي تبرعت بها الدول الغربية في غزة ولبنان”.
وأضاف: أن تصريحات المسؤولين الأميركيين هي نوع من التنافس بين التيارات الداخلية المختلفة في الولايات المتحدة لإرضاء الكيان الصهيوني وأحد الأسباب لتجرؤ الكيان الصهيوني على عدوانه وجرائمه”.