Herelllllan
herelllllan2

الأطماع الأمريكية في حضرموت: تحركات جديدة بغطاء دبلوماسي

يمانيون – متابعات
على صفيح ساخن، تعيش محافظة حضرموت النفطية، حيث تتصاعد حدة التوترات بين حكومة الفنادق والمكونات القبلية في المحافظة على خلفية مطالب حقوقية، يتمثل أهمها في أن الحضارم لن يتنازلوا عن حصتهم في الثروات، وأن يكونوا شركاء في القرار والتمثيل السياسي. وكان آخر تطورات الموقف أن مؤتمر حضرموت الجامع شكل ما أسماها بلجنة التصعيد في مسار المطالبة بالحقوق.

وفي سياق التوترات المتصاعدة، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها، فيما يبدو أنه تمهيد للتدخل في شؤون المحافظة النفطية اليمنية التي تسعى العديد من القوى للاستحواذ على ثرواتها وإيجاد موطئ قدم هناك. والتدخل الأمريكي تحديداً لا يبتعد عن مسار سعيها لتعزيز مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، حيث تظل حضرموت هدفاً رئيسياً نظراً لثرواتها الكبيرة، ولا شك أن التوترات هناك تبدو فرصة ملائمة للتدخل الأمريكي.

التحركات الأخيرة للجانب الأمريكي في محافظة حضرموت ليست مجرد اهتمام يهدف إلى وقف التصعيد بين القبائل وسلطات مجلس العمالة الرئاسي وحكومته، وتعزيز المؤسسات الرسمية – كما تم الترويج له خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً بين السفير الأمريكي في اليمن، ستيفن فاجن، ومحافظ المرتزقة في حضرموت، مبخوت بن ماضي، أو عقب اجتماع رئيس مؤتمر حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش مع المستشار العسكري في السفارة الأمريكية لدى اليمن، والمستشارة السياسية والاقتصادية – بل يؤكد العديد من المراقبين أن هذه التحركات تمهيد لتدخل أجنبي مبني على مصالح كبيرة تطمع الولايات المتحدة في تحقيقها، كما يرجح المراقبون أيضاً أن الجانب الحكومي للمرتزقة متواطئ في تسهيل المهمة أمام الجانب الأمريكي.

اللقاءات الأمريكية مع محافظ المرتزقة في حضرموت وقبلها مع رئيس مؤتمر حضرموت الجامع، الذي التقى أيضاً عبر تقنية الفيديو مع سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن للأسباب نفسها، تعكس إصراراً أمريكياً ورغبة كبيرة في أن تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في التحكم بمسار الأزمة المتصاعدة بين القبائل والحكومة، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع قد تزداد تعقيداً وقد تتحول المحافظة اليمنية النفطية إلى بؤرة صراع دولي.

ويروج بعض المتابعين لتطورات الأحداث في حضرموت أن المكونات القبلية نجحت في إيصال رسالتها للمجتمع الدولي وأن ذلك سيسهل حصولها على مطالبها المشروعة، لكن التجارب السابقة مع التدخلات الدولية في الشأن اليمني تثبت عكس ذلك، بل وتؤكد أنه بداية لأزمات أشد تعقيداً، حيث تعتبر ظروف الأزمات بيئة ملائمة للتدخلات الأجنبية وتحقيق الأطماع والمصالح الخارجية على حساب أبناء البلد، وفقاً للمراقبين.

تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة العربية بجميع الوسائل المتاحة، وتحركاتها للتدخل في شؤون محافظة حضرموت اليمنية لا ينفصل عن هذه المساعي، حيث يشكل هذا التدخل ضماناً للسيطرة على موارد نفطية استراتيجية، وهو أيضاً تأكيد لحقيقة السياسة الأمريكية في اليمن.

ويؤكد مراقبون أن استمرار التدخلات الأمريكية أو الأوروبية في الشأن الداخلي لحضرموت سيزيد التوتر، كما أن تفاقم أزمة المواطنين، من وجهة نظر السياسة الأمريكية، يمثل بيئة ملائمة لتعميق التدخل وضمان تحقيق المصالح.
———————————————–
– إبراهيم القانص

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com