امتلاك اليمن لـ “صواريخ فرط صوتية” .. سيغير من قواعد الردع في المنطقة
يمانيون – متابعات
باتت القوات المسلحة اليمنية تمتلك الكثير من القدرات والمنظومات الرادعة، التي تم تصنيعها محلياً في إطار التطوير المستمر للقوة الصاروخية، بفضل اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وكثمرة من ثمار ثورة الـ21 من سبتمبر التي حررّت القرار اليمني من الهيمنة والوصاية الخارجية.
امتلاك اليمن ترسانة صاروخية متطورة وإنتاج منظومات متقدمة من الصواريخ الهجومية، بما فيها صواريخ فرط صوتية ذات القدرات العالية والتكنولوجيا الحديثة، يجعله قوة إقليمية مهمة في المنطقة، ويصبح بذلك أول دولة عربية منتجة لهذا السلاح الإستراتيجي النوعي.
تحتل صواريخ فرط الصوتية، قائمةَ أهم أسلحة الردع الاستراتيجية في مضمار التنافس الدولي ، وقد منحت هذه الصواريخ الدول الكبرى رقما صعبا في موازين القوة. وفي هذا السياق نجحت روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية في إنتاج مثل هذه التقنيات الصاروخية ذات الدقة العالية، وطوَّرت أجيالاً من الصواريخ المجنحة والنقطية وفرط الصوتية التي تُعد الأحدث تكنولوجيًا.
يتميز صاروخ فرط الصوتي يمني الصنع، بقدرات هائلة يصل مداه إلى 2150 كيلو مترًا، ويعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، ويتمتع بتقنية التخفي وسرعة تصل إلى 16 ماخ، ما يجعله قادرًا على تجاوز أحدث منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك “القبة الحديدية”، فضلاً عن امتلاكه قدرة عالية في المناورة، وفعالية كبيرة في اختراق الدفاعات الجوية.
تطوير القدرات الصاروخية اليمنية، أصبح مثار قلق واشنطن ولندن والعدو الصهيوني، كما أن دخول اليمن نادي سباق التسلح الصاروخي الدولي، سيمكنه من تغيير موازين القوى وقواعد الردع في المنطقة، خاصة مع الحرب الصهيونية المدعومة أمريكياً وبريطانياً على فلسطين ولبنان ومحور المقاومة بصورة عامة.
لطالما عملت أمريكا وبريطانيا منذ عقود على تزويد إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً في محاولة لتوسيع هيمنتها على المنطقة بدعم من بعض الدول العميلة والمتصهينة، وما حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو في فلسطين ولبنان، وشن العدوان على اليمن وسوريا والعراق إلا دليلاً على المؤامرات الأمريكية، البريطانية الغربية على المنطقة برمتها.
امتلاك اليمن لصواريخ فرط صوتية فاجأ أمريكا وفقًا لما نقلته وكالة “اسوشيتد برس” عن المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ التي قالت “ليس لدينا ما يشير إلى أن الحوثيين لديهم صواريخ فرط صوتية”، في حين أن البنتاغون ووعيًا منها بمفاجأة ما، تركت باب التكهن مفتوحًا. كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الحوثيين أجروا تجربة إطلاق صاروخ جديد متوسط المدى” وترك باب الغموض مفتوحا حول نوعيته.
حينما كذّبت واشنطن خبر امتلاك صنعاء صواريخ فرط صوتية حسب وسائل إعلام دولية، جاءها رد القوات اليمنية باستهداف هدف عسكري في منطقة “يافا” بفلسطين المحتلة في سبتمبر الماضي، بصاروخ فرط صوتي الذي قطع مسافةً تقدّر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، حينها أيقنت أمريكا ذلك ونقلت قناة “سي إن إن” عن مسؤول عسكري كبير قوله “إن الحوثيين يواصلون مفاجأتنا وليس لدينا فكرة عما لديهم من أسلحة”.
اعترفت وسائل إعلام صهيونية بفشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بالكامل في اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن رغم تحليقه لمدة 20 دقيقة، إلا أنه اخترق المجموعة الكاملة متعددة الطبقات لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلية آرو، القبة الحديدية، مقلاع داود، الطائرات ووسائل التشويش المضادة للطائرات، واستهدف هدفا بالقرب من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.
يرى محللون عسكريون، أن امتلاك اليمن مؤخراً صواريخ فرط صوتية، بمثابة تفوق عسكري استراتيجي غير مسبوق للشعب اليمني، وفي ذات الوقت شكل ضربة قاصمة للعدو الأمريكي، البريطاني الصهيوني، الذي جعل من نفسه عصا غليظة وقوة عظمى في المنطقة.
تطوير اليمن لقدراته الصاروخية، يأتي ترجمة عملية لخطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي دائماً ما يؤكد تطوير قدرات اليمن الصاروخية وتوّعده بمسار تصعيدي وقدرات عسكرية جديدة لمواجهة كيان العدو الصهيوني.
وقال “إن القادم أعظم، وهناك بشائر كبيرة نترك المجال للفعل ثم نعقّب عليه بالقول، وسيرى العدو والصديق وشعبنا العزيز مستوى الإنجازات ذات الأهمية الاستراتيجية التي تجعل بلدنا في قدراته في مصاف دول محدودة ومعدودة في هذا العالم”.
امتلاك الشعب اليمني لصواريخ فرط صوتية، بقدر ما هو إنجاز عسكري يُحسب للقوى الوطنية في صنعاء، هو رسالة لقوى الهيمنة والاستكبار العالمي وأدواتها في المنطقة أن باستطاعة اليمن توجيه ضربات مؤذية لها، وأن من استهدف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، قادر على دك القواعد العسكرية الأمريكية بالصواريخ فرط صوتية وإعادة رسم خارطة المنطقة لصالح محور المقاومة؛ وبالتالي تغيير قواعد الردع في المنطقة.
—————————–
– وكالة سبأ