26 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. 62 شهيداً وجريحاً في قصف سعوديّ عدواني على اليمن
يمانيون – متابعات
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 26 أُكتوبر، خلال 2015م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب، وسياسة الإبادة الجماعية للشعب اليمني، بغارات وحشية على المنازل والأحياء السكنية، والمدارس، والجوامع، والمقابر، وناقلات الوقود والمواد الغذائية والخضروات والمياه، في محافظات صنعاء وصعدة وحجّـة وتعز.
أسفرت عن شهيدين و60 جريحاً، وتشريد عشرات الأسر، من منازلها، وحرمان مئات الطلاب من حقهم في التعليم، وخسائر مالية في الممتلكات الخَاصَّة والعامة.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
26 أُكتوبر 2015.. 43 شهيداً وجريحاً في يوم دامٍ لغارات العدوان وعبوات مرتزِقته بصنعاء:
في يوم 26 أُكتوبر 2015م، استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء على أربع جرائم حرب وحشية لغارت العدوان السعوديّ الأمريكي، وعبوات مرتزِقته، استهدفت المدنيين والأعيان المدنية، في مديريات شعوب وبني حشيش ومعين وسنحان.
وأسفرت عن شهيدين و41 جريحاً، ودمار وخراب وأضرار واسعة وموجة من النزوح والتشرد والحرمان، وحالة من الخوف والذعر، ومحاولة زعزعة الأمن والسكينة العامة.
بدأت أحداث اليوم الدامي بانفجار عبوة ناسفة زرعها مرتزِقة العدوان في محيط جامع المشهد بمديرية شعوب؛ ما أسفر عن جرح أربعة مواطنين، من المارة، وعمال المحلات التجارية المجاورة، بجروح متفاوتة الخطورة، وأضرار وخسائر بالغة في البضائع، والمنازل المجاورة، ومشاهد للدماء والدمار والخراب الواسع.
يقول أحد أصحاب المحلات المجاورة: “انفجرت هنا عبوة ناسفة استهدفت عمالاً مساكين، وأصحاب الدراجات النارية، ومارين، وجرح المحاسب فارس الأسدي وزميله العامل منيف القطاء، وهم نائمون في محل بيع الأدوات المنزلية، وواحد من سائقي الدراجات النارية وآخر من المارين بالشارع”.
لم يكتف العدوان ومرتزِقته بهذا العمل الإجرامي، بل واصل جرائمه بحق المدنيين الأبرياء، بسلسلة غارات جوية عنيفة على مناطق سكنية ومرافق مدنية في عدة مديريات، ففي مديرية بني حشيش استهدفت غاراته مدرسة العلم والإيمان التعليمية في محل مقريش منطقة رجام؛ ما أسفر عن استشهاد طفلين وجرح 15 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وحالة من الخوف والذعر في أوساط الطلاب والمعلمين والأهالي، ودمار في المدرسة وملحقاتها وممتلكات ومنازل ومزارع المواطنين المجاورة.
غارات العدوان حولت المدرسة ومحتوياتها إلى مشهد من الدماء والدمار والأشلاء والجرحى، بين الأحجار والخرسانات والطاولات المحطمة والنوافذ المتساقطة، والسقوف المدمّـرة والجدران المنقوشة بالشظايا والفتحات والشقوق، وحرمت مئات الطلاب والطلبات في المنطقة من حق التعلم.
يقول أحد الأهالي: “في الغارة الأولى تدمّـرت المدرسة وعند تجمع الأهالي في مكان الغارة عاود الطيران واستهدفهم بغارة ثانية أسفرت عن شهيدين وجرح 15 مواطناً، وكان فيها كتب وطاولات، لا فيها سلاح ولا نووي، هل هذه المساعدات التي تقدمها السعوديّة للشعب اليمني، تستهدف المدارس والمستشفيات والمنازل والبنية التحتية”.
وفي جريمة أُخرى، استهدفت غارات العدوان منازل المواطنين ومقبرة في منطقة السنينة بمديرية معين؛ ما أسفر عن جرح 14 شخصًا بجروح مختلفة، ودمار وأضرار في الممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد، وسط حالة من الرعب في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة معاناة الأهالي، في جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف المدنيين والأعيان المدنية، عن سابق إصرار وترصد.
من فوق ركام منزلها المدمّـر تقول إحدى النساء وهي تبكي وتمسك برأسها وتبتهل إلى الله: “له الحمد الذي لطف بإخوتي وعيالهم وعيالي كلهم جرحى، أما الباقي يتعوض، يا الله لك الحمد، كنت ضيفة عند أهلي، وضربنا الطيران، وكلنا على هذا العدوان الله، نحن مساكين، يضربونا بطيرانهم، احتلوا بلادنا وحدودنا وقتلوا أطفالنا، هذا ضرب عشوائي على النساء والأطفال هؤلاء مجرمين”.
مشاهد المنازل المدمّـرة والمقبرة التي لم يسلم بداخلها حتى الأموات من الغارات التي أخرجت رفاتهم من اللحود، وحالة الأهالي الغاضبين والمستنكرين للجريمة، تعكس مستوى البغي والإجرام والتخبط للعدوان على اليمن.
وفي منطقة ضبوة بمديرية سنحان، لم تسلم النساء والأطفال من وحشية العدوان، حَيثُ استهدفت غاراته منازلهم، ما أسفر عن جرح 8 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، ودمار وخراب وتصاعد أعمدة الدخان ومشاهد البكاء وسماع دوي الغارات المتبوعة بالصرخات والنواح والتشرد والهروب، وحالة من الخوف في نفوس الأهالي، وزيادة المعاناة.
يقول أحد الأهالي من فوق دمار منزل جاره: “أنقل هذه الرسالة للعالم ليشاهد، هذا منزل جاري عامل بالأجر اليومي في الزراعة لم يجد قوت يومه، ضربه الطيران بهذه الطريقة هو وأطفاله، أخرجناه من تحت الأنقاض وما وجدنا في منزله غير حبتي خبز “روتي” ودبة ماء مشوّلة لتبرد، لطخها العدوان بدمائه، هل هذا يرضيكم يا سلمان ويا دنبوع ويا عالم، هذه منطقة ريفية ما فيها أي قيادي، كلهم ناس فقراء ومنازل شعبيّة”.
26 أُكتوبر 2015.. غارات وحشية تستهدف شريان الحياة وتزيد من معاناة المدنيين بصعدة:
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي، استهدفت غارات طيرانه الوحشية الطريق العام الرابط بين مديريتي ساقين وحيدان بمحافظة صعدة في يوم 26 أُكتوبر 2015، أسفرت عن تدمير وإحراق ناقلتي مياه وغاز، مما زاد من معاناة المدنيين الأبرياء الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الموارد الأَسَاسية.
تحولت الطريق العام إلى ساحة حرب، من طرف واحد، وانتشرت ألسنة اللهب والدخان الأسود، وتناثر الحطام في كُـلّ مكان، ودمار هائل في البنية التحتية، وعطلت حركة المرور بشكل كامل؛ ما أَدَّى إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المناطق المتضررة.
يقول أحد الأهالي: “هذا الباقي من الصاروخ على قاطرة محملة بالغاز المنزلي، وأخرى تنقل الماء، ولكن نحن صامدون مهما كانت التضحيات، والله لن تهز منا شعرة لو نأكل من تراب الأرض، ونرويها بدمائنا، ما تراجعنا في موقفنا والجهاد في سبيل الله، عشرات الغارات على ممتلكات المواطنين والسوق، لن تؤثر في معنويات شعبنا”.
وفي يوم 26 أُكتوبر 2017م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، مستهدفاً بشكل وحشي وسائل النقل على الطريق العام بمنطقة محديدة في مديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة، أسفرت عن جرح مدني بجروح خطرة؛ مما زاد من معاناة السكان الذين يعيشون تحت وطأة القصف المُستمرّ.
أثارت هذه الغارة حالة من الرعب والخوف بين السكان، حَيثُ باتوا يعيشون في حالة من الترقب الدائم، خوفاً من تكرار هذه الجرائم، فقد حولت الغارات المتكرّرة حياتهم إلى جحيم، حَيثُ يخافون الخروج من منازلهم خشية استهدافهم من قبل طيران العدوان.
كما تسببت هذه الغارة في شل حركة المرور على الطريق العام؛ مما أَدَّى إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المناطق المتضررة، وزاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من نقص حاد في الموارد الأَسَاسية.
يقول الجريح مرزوق صالح الغيثي: “أنا ماشي بالدراجة النارية في الطريق العام وضربني طيران العدوان، وأنا على مقربة من منزلي، عائد من المزرعة، وبعد دخول البيت عاود الطيران وضرب بغارة ثانية، وبعد ساعتين جاء الأهالي وأسعفوني، وما كان به أحد فيه من الأهل كلهم نازحون، من قبل أكثر من عام”.
26 أُكتوبر 2018.. غارة جوية تحول شاحنة محملة بالخضروات إلى رماد بحجّـة:
في مشهد مأساوي يدمي القلوب، شهدت مديرية عبس بني حسن بمحافظة حجّـة في يوم 26 أُكتوبر 2018، جريمة حرب جديدة ارتكبها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بغارة جوية غادرة، استهدف شاحنة محملة بأثمن ما تنتجه الأراضي اليمنية من خضروات وفواكه، محولاً إياها إلى رماد وأنقاض.
لم تكن الشاحنة مُجَـرّد وسيلة نقل، بل كانت تحمل على متنها آمال المزارعين وأرزاق التجار، وكانت متجهة إلى الأسواق لتغذّي أفواه العائلات اليمنية، ولكن دماء الحرب الطامعة حولت هذه الشاحنة إلى مقبرة لأحلام وأماني.
فقد تناثرت ثمار البرتقال الذهبي والرمان الأحمر والطماطم الناعمة والبصل الحلو والبسباس الحار.. على قارعة الطريق، وكأنها دموع سُفكت على أرض يباب، اختلطت هذه الثمار بقطع من الحديد الملتوي وبقايا الخشب المحترق، والأتربة والأحجار، والسلال المكسرة، في مشهد يجمع بين جمال الطبيعة وقبح الحرب.
هرع الأهالي إلى موقع الحادث، حاملين معهم أكياساً فارغة، يجمعون بقايا المحصول الذي كان سيصل إلى موائد العائلات، كانت وجوههم تعكس الحزن والغضب، وهم يرون بضاعة مالك الشاحنة ورأس ماله تحول إلى رماد.
26 أُكتوبر 2015.. 18 جريحاً بغارات حولت منزل المواطن الجرادي إلى ركام بتعز:
وفي يوم 26 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن الجرادي في حي الجحملية بمديرية صالة، بغارات وحشية مباشرة، حولت لحظات من الهدوء إلى صرخات الرعب والخوف، وهز صوت تحليقها ودوي انفجاراتها المنطقة وسكانها، مخلفة وراءها 18 جريحاً، ودماراً هائلاً وآثاراً نفسية عميقة، ونزوح وتشرد لعشرات الأسر، وأضراراً واسعة في المنازل والممتلكات المجاورة، وترويع الأهالي.
تحول منزل المواطن الجرادي إلى كومة من الأنقاض والحطام، وانتشرت سحب الدخان الكثيف في الأجواء، فيما تناثرت أحجار المنزل في كُـلّ مكان، مخلفةً دماراً هائلاً في الحي، وحالة من الرعب والخوف بين السكان، ودفعت عشرات الأسر إلى النزوح من منازلها؛ خوفاً على حياتها، وباتوا مشردين بلا مأوى، يعيشون في خيام عشوائية، ويعانون من نقص في المياه والغذاء والدواء.
يقول أحد المواطنين: “شاهدوا يا عالم هذا منزل عبد الله الجرادي مواطن، درمته الغارات، هذا ظلم أليس ظلم الدماء في الطريق العام، أنا أحد الجرحى شظايا في العمود، وهذا الجاكت ممزق من آثارها، وأخرجنا النساء والأطفال، وكلهم دماء، من تحت الأنقاض”.