السنوار رمز الصمود في مواجهة الاستكبار العالمي
فتحي الذاري
لا يمكننا الحديث عن المقاومة الفلسطينية دون الإشارة إلى القادة الذين كتبوا بدمائهم تاريخًا مشرفًا من النضال والإصرار.
من بين هؤلاء القادة يبرز اسم الشهيد يحيى السنوار، الذي أصبح رمزًا غير قابل للكسر في مواجهة التحديات التي تفرضها القوى الاستكبارية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
ولد يحيى السنوار في مخيم خان يونس عام 1962 وكانت لديه رؤية واضحة حول حقوق الشعب الفلسطيني، منذ صغره تبلورت لديه فلسفة مقاومة الاحتلال مما قاده لاحقًا للانخراط في صفوف حركة حماس.
استطاع السنوار أن يرتقيَ بالمقاومة إلى مستويات جديدة، حَيثُ جمع بين العمل العسكري والسياسي مؤكّـدًا على أهميّة البعد الاستراتيجي لفصائل المقاومة في اتِّخاذ القرارات المصيرية.
تواجه الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي انكسارات متتالية أمام صمود الشعب الفلسطيني؛ فرغم كُـلّ التحديات والجرائم التي ارتكبت تحت غطاءٍ دولي غير إنساني أثبت الشعب الفلسطيني بما فيه القادة مثل السنوار أن إرادَة الحياة والحرية لا يمكن كسرها.
إن الدول التي تساند الاحتلال وتؤيد الانتهاكات تزامنًا مع الجرائم المُستمرّة من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي تجد نفسها الآن تواجه فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافها، والدور الذي تلعبه بعض الأنظمة في المنطقة التي تتواطأ مع الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
إن التحالفات المريبة بين بعض الدول العربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ساهمت في تفشي العنف والإرهاب، هذه الأنظمة لم تدرك بعد أن التاريخ لن يرحم من يتهاون في قضايا الشعوب وخَاصَّة عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين.
وتستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب تتجاوز كُـلّ الأعراف الإنسانية، عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي خَاصَّة في قطاع غزة تشهد على المستوى البشع للجرائم التي تُرتكب على مرأى ومسمع العالم، لكن ورغم كُـلّ ذلك يبقى الشعب الفلسطيني بشموخه وقادته مثل يحيى السنوار، مثالًا للصمود والمقاومة.
إن مسيرة الشهيد يحيى السنوار تمثل جيلًا من القادة الذين لا يتهاونون في الدفاع عن حقوق شعبهم، تصمد إرادته ورؤيته السياسية كرمز للأمل في كفاح الشعب الفلسطيني؛ فالاستكبار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لن يدوم، وعما قريب ستنتصر العدالة بإذن الله تعالى، وستترك بصمات القادة الأبطال في التاريخ كدليل على أن النصر آت لا محالة.
إن مسيرة المقاومة هي مسيرة الحق وستبقى عالقة في ذاكرة الأجيال، مخلدة ذكرى العطاء والتضحية؛ مِن أجلِ الوطن.