ذهب القائد وبقي الطوفان
العظماء لا يموتون.. رغم مفارقة الحياة أجسادهم يبقون أحياءً، بمواقفهم، وبطولاتهم، وَإنجازاتهم ومآثرهم، تخلّد وتبقى مدى الازمان، لا تنتهي.. فما بالك عندما تكون من العظماء وتسقط شهيداً في سبيل الله، قدمت روحك فداء؛ مِن أجلِ تحرير الأرض المقدسة من دنس الاحتلال الإسرائيلي.
هذا هو حال البطل المجاهد يحيى السنوار، الذي ارتقى شهيداً وهو يحمل سلاحه ويقاتل العدوّ الإسرائيلي وجهًا لوجه..
سيظل السنوار بطلًا وعظيماً من عظماء العرب في العصر الحديث، إن لم يكن أعظمهم، سيخلّد في ذاكرة الأجيال، وستؤلف في سيرته المجلدات، وتدون بطولاته وشجاعته وحكمته ودهائه في سجلات الأبطال والعظماء الخالدين..
كان مجاهداً مقداماً وهب حياته؛ مِن أجلِ فلسطين، أفنى حياته في سبيل تحريرها، ونيل الحرية والاستقلال، لم تثنه السنوات التي قضاها خلف قضبان السجن عن موقفه، بل زادته عزيمة وإصراراً، ولم ترهبه أحكام السجن المؤبد الأربعة مدى الحياة، بل أثبتت مدى صوابية موقفه.
سيظل السنوار المجاهد الذي ألحق أكبر هزيمة بالجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، واخترق التحصينات الأمنية والعسكرية، وأبطل مفعول الأقمار الصناعية، والاستخبارات التجسسية والسيبرانية، سيبقى السنوار قائد أعظم انتصار عسكري عربي على الجيش الإسرائيلي، منذ أن أنشئ هذا الكيان قبل 75 عامًا.
(طُـوفَان الأقصى) المعركة الخالدة التي قادها وخطط لها، ورسم مسارها، القائد العظيم يحيى السنوار، والتي بمُجَـرّد إطلاق أول رصاصة، كتبت بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب والمحتلّ…
السابع من أُكتوبر تاريخٌ وَيومٌ من أعظم وأقدس الأيّام في التاريخ العربي الحديث، والذي اقترن باسم الشهيد المجاهد يحيى السنوار.
لن تنتهي معركة الطوفان باستشهاد القائد السنوار، ولكنها ستظل شعلتها متوقدة، وشرارتها ملتهبة حتى تحقيق النصر، ونيل الحرية والاستقلال، وطرد الشيطان الأكبر أمريكا و”إسرائيل” من كافة الأراضي العربية والمحتلّة، وإن ذهب القائد واعتلت روحه في جنات الفردوس محلقة مع الأنبياء، ستبقى مأثره وشجاعته طوفاناً يلاحق المجرم الغازي، والخائن العميل المرتهن للكيان الإسرائيلي.