آل سعود والكيان الصهيوني في خندق واحد
إعلام مملكة سعود وذبابها الالكتروني يلتقيان مع الصهاينة في الأقوال والأفعال في الوقت الذي التقى فيه “أنصار الله” اليمن مع حزب الله اللبناني على خط النار، إسنادا لغزة والأقصى ضد الاحتلال الصهيوني المسنود أمريكيا وبريطانيا ومن دول أوروبا والخليج.
تصور المملكة السعودية للعالم بأن حزب الله ارتكب جريمة لم يسبقه اليها أحد حينما أرسل عدة أشخاص يعدون بالأصابع لمؤازرة “أنصار الله” في اليمن خلال فترة العدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي البريطاني الخليجي على اليمن، متناسين بأن المملكة السعودية استدعت إلى تحالفها ضد اليمن اليهود والنصارى والمنافقين وغير ذلك من المتردية والنطيحة في الشرق والغرب خلال عدوانها على اليمن.
وإذ ترى لأحد الحق حتى في نقدها، فالحوثي باعتقادها يمثل خطرا على الجميع، ولا بد للجميع أن يقف معها لاقتلاعه من أرضه!
جاء كل ذلك بناء على مقطع فيديو مسرب يوحي بوجود ثلاثة عناصر من حزب الله يدربون “الحوثيين” كما تسميهم، فكان هذا يمثل جريمة غير متوقعة من أهل اليمن باعتقادها، ومخالفة للقوانين وانتهاك للإسلام السعودي.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان منطق إسرائيل التي تبدي عتبها على حركة حماس كيف رضيت بمساندة الشيعة التابعين لإيران بمساندتها عسكريا، وهم يسيئون للصحابة (إسرائيل) المعروفة بصحابة الإسلام السعودي المتقارب مع اليهود، فمساندة غزة في المعتقد الإسرائيلي غير واجب، بل هو بدعه، ومن يقوم بذلك فهو إيراني، وهنا تلتقي المملكة مع الاحتلال الإسرائيلي في العقلية والمنطق والأهداف.
انزعجت هي الأخرى من وقوف حزب الله إلى جانب اليمن ودعت العالم إلى إدانة ذلك العمل، وعملت على إثارة المشاكل في لبنان واستهداف الاقتصاد اللبناني، بينما هي جلبت إلى تحالفها دولا ومنظمات أمنية وإرهابية لحماية حدودها وممارسة الجرائم البشعة بحق اليمنيين إلى جانب جيشها السفاح، وتحت غطاء أمريكي وأممي أجاز لها ما حرمه الله، وحرم هي على خصمها المُعتدى عليها ما أجازه الله له، وحث عليه وأفتى علماؤها بتحريم التواصل مع “الحوثي” فما بالك بالتعاون معه ضد عاصفة الحسم والعزم المعروفة بـ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن حينها و استندوا لتحريم ذلك بأحاديث أبو هريره ووو..الخ
وعلى الرغم من ذلك لا يزال حقد آل سعود على اليمن ولبنان إلى اليوم، وبدت السعودية والإمارات مع أحداث غزة انحيازهما لإسرائيل من خلال منصاتهما الإعلامية، ودعم الكيان لوجستيا ومؤازرته.
أما اليمن ولبنان فهما البلدان الوحيدان في المنطقة اللذان وقفا مع غزة عسكريا في وجه العدوان الصهيوني على غزة. ورغم هذا الموقف المتميز لم تتوقف السعودية وذبابها الالكتروني عن التشويه لليمن ولبنان والتحريض عليهما والتعاون مع الصهيوني للإضرار بجبهات الإسناد للأقصى وغزة، بل تطاولت المملكة على قادة غزة وشهدائها، كما تجلى ذلك في تقاريرها الإخبارية على القناة السعودية التي لا يكاد المشاهد يرى الفرق بينها وبين القنوات العبرية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه على المخدوعين بالمملكة السعودية: إذا كانت المملكة تكره اليمن بدعوة أنها شيعية فلماذا تخلت عن غزة وهي محسوبة على السنة، وما هي الأحاديث الجديدة التي صبغت بها صفقتها الدنيئة ضد السنة في فلسطين كما فعلت من قبل ضد اليمن والعراق وسوريا والسودان؟