21 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. عشرات الشهداء والجرحى في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
أسفرت عن 16 شهيدًا وعشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء، وتدمير للممتلكات، ومنازل عشرات الأسر، وسياراتهم، في حرب مفتوحة على المدنيين والأعيان المدنية، وتشريد عشرات العوائل من منازلها، ومضاعفة المعاناة، أمام مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي الذي لم يستشعر مسؤوليته الإنسانية والقانونية والأخلاقية بعد.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
21 أُكتوبر 2015.. 12 شهيدًا وجريحًا بقصف طيران العدوان منازل المواطنين بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 21 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، عدداً من منازل المواطنين في مديرية بني حشيش بغارات وحشية، أسفرت عن شهيدين و10 جرحى بينهم أطفال ونساء، وتشريد عدد من الأسر من منازلها وأضرار واسعة في الممتلكات.
في ذلك اليوم، هزّت دقات الساعة هدوءَ سماء صنعاء، لينطلق زئير طائرات العدوان في سماء بني حشيش، لم يكن يومًا كأي يوم، بل كان يومًا تحول فيه الفرح إلى حزن، والأمان إلى رعب، والحياة إلى موت.
في لحظات، تحولت منازل المواطنين الآمنة إلى قبور، حَيثُ هطلت غارات الموت السعوديّة الأمريكية على رؤوس الأطفال الأبرياء والنساء الضعيفات والشيوخ المسالمين، ارتفعت صرخات الاستغاثة، والانفجارات، وأعمدة الدخان والغبار ومشاهد الرعب لتشكل لوحة مأساوية لا تُنسى.
عائلات بأكملها فُجعت بفقد عزيز، وأطفال حرموا من دفء الأهل، ونساء فقدن أزواجهن، وشيوخ فقدوا أحفادهم، كانت المشاهد مروعة، دماء تسيل على الأرض، أشلاء مبعثرة، جثث هامدة، منازل مدمّـرة، حياة متوقفة.
لم يقتصر الأمر على الخسائر المادية، بل امتد إلى النفس البشرية، حَيثُ سادت حالة من الخوف والرعب، والنزوح والتشرد، أُجبرت العائلات على ترك منازلها وأحبائها؛ بحثًا عن ملاذ آمن، تاركة وراءها كُـلّ ما يملكون من ذكريات وأحلام.
في كُـلّ زاوية من زوايا بني حشيش، كانت هناك قصة إنسانية مؤلمة، تحمل في طياتها الكثير من الألم والمعاناة، قصة أطفال يلعبون بالأمس، واليوم أصبحوا أيتاماً، أَو جرحى، وقصة نساء يبحثن عن أزواجهن بين الأنقاض، وقصة شيوخ فقدوا الأمل في الحياة.
يقول أحد الأهالي كبير سن: “العدوان يستهدف له الأطفال والنساء ومنازل المواطنين، والمسجد بيت الله، بعد الظهر، شاهدنا أول غارة عليه، والناس فروا من منازلهم، وكان بعض الناس وسط الجامع واستشهدوا، وبعضهم كانوا في الطريق”.
بدوره يقول آخر: “العدوان ضرب مسجد الشيخ محسن جرادة بصاروخ، واثنين بيوت متجاورة، والبيت الذي جوار الجامع واستشهد على محمد جرادة وكثير من المصلين”.
هذه الجريمة واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة بحق الإنسانية، واصل العدوان ارتكابها أمام العالم أجمع خلال 9 أعوام متواصلة، ولم يتحَرّك المجتمع الدولي لملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة.
21 أُكتوبر 2015.. 7 جرحى بقصف مكثّـف للعدوان على منازل ومزارع وممتلكات المواطنين بصعدة:
وفي 21 أُكتوبر 2015م، واصل طيران العدوان السعوديّ الأمريكي غاراته المكثّـفة على منازل ومزارع وممتلكات المواطنين في مديريتي سحار، ورازح الحدودية، أسفرت عن 7 جرحى وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ومضاعفة المعاناة، أضرار وخسائر كبيرة في الممتلكات، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، في جرائم حرب تنتهك القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
في استمرار للهجمات الوحشية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في اليمن، شنت طائرات العدوان السعوديّ الأمريكي، في 21 أُكتوبر 2015م، غارات جوية عنيفة على مديريتَي سحار ورازح الحدوديتين، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، هذه الجرائم التي تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني، أضافت إلى معاناة الشعب اليمني جروحًا جديدة، وفاقمت من مأساة النازحين والمشردين.
سحار تحت نيران الغارات:
شهدت مديرية سحار، كغيرها من المناطق اليمنية، يومًا دامياً، حَيثُ استهدفت الغارات المنازل والمزارع بشكل عشوائي؛ ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح مختلفة، وتشريد العشرات من أسرهم، يصف أحد الناجين هذه المجزرة الأليمة، وهو بصوته يرتجف من هول ما رأى: “لم نكن نتوقع أن يستهدفوا منازلنا بهذا الشكل الوحشي، فجأةً سمعنا دوي الانفجارات، وهرعتُ مع عائلتي للخروج من المنزل، وعندما عدنا وجدنا منزلنا قد تحول إلى ركام”.
رازح تئن تحت وطأة القصف:
لم تختلف الصورة كَثيرًا في مديرية رازح، حَيثُ تعرضت المنطقة لقصف مكثّـف؛ مما تسبب في دمار واسع للممتلكات، وخلق حالة من الرعب والخوف في نفوس السكان، خَاصَّة الأطفال والنساء، يقول أحدُ النازحين من رازح: “لقد فقدنا كُـلّ شيء، منزلنا ومزرعتنا وكل ما نملك، لا نعرف إلى أين نذهب ولا ماذا نفعل، نحن مشردون بلا مأوى ولا غذاء”.
مشاهد الدمار وبعض الصواريخ التي لم تنفجر تملأ المكان والأهالي حولها يتعجبون للطف الله ولبشاعة العدوّ المجرم الذي لا يدخر شيئًا يساعد في إبادة الشعب اليمني إلا وقام به.
21 أُكتوبر 2018.. 6 شهداء وعدد من الجرحى بقصف غارات العدوان سيارة أحد المواطنين والمسعفين بحجّـة:
في 21 أُكتوبر 2015، هز طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، هدوء سماء حجّـة، لتتحول إلى صرخات استغاثة عندما باغتت غاراته، سيارة مسافرين أبرياء في منطقة بني حسن بمديرية عبس، لم تكن تلك مُجَـرّد غارة، بل كانت مجزرة مكتملة الأركان، ارتكبت بدم بارد وحقد دفين، لتضيف إلى سجل جرائم الحرب في اليمن صفحة سوداء جديدة.
في لحظة انقلبت فيها الحياة إلى موت، تحولت السيارة التي كانت تحمل أحلامًا وآمالًا إلى مقبرة جماعية، 6 أرواح بريئة، كانت المشاهد مروعة، دماء تسيل على الأرض، أشلاء مبعثرة، معدن وحديد متفحم، وجوه شاحبة تتألم بصمت، مسعفين تحولوا إلى ضحايا، لم يكن هناك من ينجو من هذا المشهد المأساوي سوى عدد قليل من الجرحى، الذين يحملون في ذاكرتهم صورًا لا تمحى عن لحظات الرعب والفزع.
يصف أحد الناجين من تلك المجزرة، بصوت يختنق بالبكاء، تلك اللحظات الحاسمة: “كنا نسير بسلام، فجأة سمعنا صوت الغارات، ثم الظلام، كُـلّ شيء أصبح أسود، وعندما فتحت عيني وجدت نفسي وسط الدماء والأشلاء، لم أصدق ما رأيت، أصدقائي وأحبابي قد استشهدوا”.
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، بل زادت الطين بلة عندما عادت طائرات العدوان لتستهدف موقع الحادث مجدّدًا، وكأنها تريد أن تتأكّـد من القضاء على كُـلّ من تبقى على قيد الحياة، هذا التصرف الوحشي يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن ما حدث كان جريمة مدبَّرة، وأن مرتكبيها لا يمتون للإنسانية بصلة.
مشاهد الجثث المتفحمة والأشلاء التي تجمع تكفي ليصحوَ العالم من غفلته، ويتحَرّك كُـلّ الأحرار في لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني.
إن هذه الجريمة البشعة، التي راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في اليمن، تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عليه تحملها، وعلينا أن نفضح هذه الجرائم، وأن نطالب بمحاسبة مرتكبيها، وأن نعمل جاهدين لإنهاء هذا العدوان الذي يعصف باليمن وشعبه.
21 أُكتوبر 2018.. شهيدان وعدد من الجرحى بقصف غارات العدوان على محطة غاز بالحديدة:
وفي 21 أُكتوبر 2018م، استهدف طيران العدوان محطة لتعبئة الغاز في شارع فلسطين بمديرية الحالي، بغارات مباشرة، أَدَّت إلى شهيدين وعدد من الجرحى، وإتلاف المحطة واحتراق الممتلكات المجاورة لها، في ظل اشتداد الحصار المتواصل على الشعب اليمني وزيادة معاناته، واحتجاز سفن الوقود من قبل العدوان وأدواته عرض البحر، في جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف المدنيين والأعيان المدنية.
لم تكن هذه الجريمة الوحشية سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، ففي ظل حصار خانق وشحٍ في الوقود والمواد الأَسَاسية، يأتي هذا الاستهداف المباشر لمحطة الغاز؛ ليؤكّـد مدى استهتار قوى العدوان بحياة المدنيين الأبرياء، وتعمده لقطع أرزاق العديد من الأسر.
يصف أحد الناجين، بصوتٍ يختنق بالغصة، تلك اللحظات الفظيعة: “كنا ننتظر دورنا لتعبئة أسطوانات الغاز، فجأة سمعنا صوت طائرة تحلق فوق رؤوسنا، ثم دوى انفجار هائل هزّ الأرض من تحتنا، سقطتُ أرضًا وأنا لا أرى شيئًا سوى الدخان والنيران، وعندما استعدت وعيي وجدت نفسي في المستشفى جريحًا”.
يقول أحد الجرحى: “كنا منتظرين الدور أمام المحطة وجاءت الغارات وما دريت كيف إلا بالمستشفى، كان لي 4 أَيَّـام منتظر دوري لتعبئة الباص، وكسب قوت أطفالي لكن العدوان أنهى كُـلّ ذلك”.
21 أُكتوبر 2018.. 5 شهداء منهم طفلان وامرأتان بقصف غارات العدوان على سيارة مواطن بصعدة:
وفي 21 أُكتوبر 2018م، استهدف العدوان، سيارة أحد المواطنين في مديرية كتاف، محافظة صعدة، أسفرت عن 5 شهداء منهم طفلان وامرأتان، في جريمة حرب وإبادة جماعية، بغارات مباشرة عن سابق إصرار وترصد، تنتهك كُـلّ القيم والمبادئ والقوانين الإنسانية والحقوقية.
في هذا اليوم الحزين كانت إحدى الأسر اليمنية في زيارة لأحد الأهالي في قرية مجاورة، وكان طيران العدوان يبحث عن أي هدف مدني يعزز به جرائمه وبشاعته ووحشيته، ليرصد بكاميراته حركة إحدى السيارات على متنها عائلة من أب وطفلان وامرأتان، فكشف عن وجهه البشع بغارات، السيارة بمن عليها في مديرية كتاف، وحولت السيارة التي كانت تحمل أحلامًا وآمالًا إلى تابوت نعش ملتهب.
الجثث مقطعة ومتفحمة على قارعة الطريق هنا جثة امرأة فاقدة لبعض أعضائها، وعلى مقربة منها طفلتها مختلطة بين التراب والأحجار والدماء، وزوجها الذي بترت الغارة نصف جسده ووزعت بقية الأعضاء إلى أشلاء، إنه الشهيد يحيى غالب صالح فارس، الذي ذهب في رحلته دون معرفة بأنه يذهب نحو الهلاك المتربص به وبأسرته على الطريق”.
يصف شاهد عيان: “بعد الغارات هرعنا إلى مكان الحادث فوجدنا سيارة مدمّـرة وأشلاء بشرية مبعثرة في كُـلّ مكان، كان مشهدًا مروعًا لا يُنسى، هل لهذا العدوّ معايير إنسانية لا أتصور نحن نواجه الشيطان بذاته واليهود وخبثهم”.
ويتابع وهو يجمع الأشلاء قطعة قطعة: “اشهد عليهم يا الله، ما ذنب هؤلاء الأبرياء، هل بقي في العالم أي ضمير يوقف العدوان، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
21 أُكتوبر 2018.. 4 شهداء وجرحى بقصف كثيف لغارات العدوان على مناطق متفرقة بأمانة العاصمة صنعاء:
وفي 21 أُكتوبر 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بسلسلة من الغارات الكثيفة، مناطق متفرقة بأمانة العاصمة صنعاء، أسفرت عن شهيد و3 جرحى، وأضرار واسعة وخسائر كبيرة في ممتلكات ومنازل المواطنين، وحالة من الخوف وموجة من التشرد والنزوح، ومضاعفة المعاناة في جريمة حرب تستهدف المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر، ولا تفرق بين مدني وعسكري.
هنا مشاهد مؤلمة، بكاء الأطفال ورعب النساء وهم يفرون من منازلهم المدمّـرة، مشاهد الدماء والجرحى بين المنازل المدمّـرة والمحترقة، وعائلات تترك منازلها وكل ما تملك؛ بحثًا عن الأمان، وسط حالة الخوف والرعب التي تسود الشوارع والأحياء.
لم تكن هذه الجريمة الوحشية سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، ففي ظل حصار خانق وشُحٍّ في الوقود والمواد الأَسَاسية، يأتي هذا القصف المتواصل ليؤكّـد مدى استهتار قوى العدوان بحياة المدنيين الأبرياء.
يصف أحد الناجين من هذا القصف، بصوتٍ يختنق بالعبرة، تلك اللحظات الفظيعة التي شهدها: “كنا ننام بسلام في منازلنا، فجأة سمعنا صوت طائرات تحلق فوق رؤوسنا، ثم دوى انفجار هائل هزّ الأرض من تحتنا، هرعنا للخروج من المنزل، ولكننا وجدنا أنفسنا وسط الدمار والخراب، منزلنا قد دمّـر تمامًا، وجيراننا مصابون”.
وتصف أحد النساء الناجيات: “كنت أنا وبنتي الحاملة، فوق السطح نغسل الملابس وجت الغارة الصاروخ الأول والثاني، وفقدت جنينها بعد الغارة وذهبنا بها إلى المستشفى وما معنا أي مال نعالجها”.
إن هذه الغارات الغادرة على ممتلكات المواطنين بصنعاء، ليست مُجَـرّد جريمة حرب، بل هي جريمة ضد الإنسانية جمعاء، فكيف لشعبٍ يعاني من الحصار والجوع أن يتعرض لمثل هذه الهجمات الوحشية؟ وكيف يمكن للعالم أن يتفرج على هذه المأساة الإنسانية دون أن يحرك ساكنًا؟
تتوالى الجرائم والمجازر في اليمن، خلال 9 أعوام وتزداد معاناةُ المدنيين يومًا بعد يوم، في ظل صمت المجتمع الدولي، وهذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وستظل محفورة في ذاكرة التاريخ، وشاهدة على وحشية العدوان، وجبروت القوة، ومتاجرة المجتمع الدولي بمعاناة الشعوب وتواطؤه المفضوح مع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.