الدبلوماسي الأمريكي (ريان كروكر): “إسرائيل” ليست منتصرة وأعداؤها لا يشعرون بالهزيمة

أجرت مجلة “بوليتيكو” مقابلة مع الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف “ريان كروكر” قال فيها الأخير، إنّ كلام رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو عن تغيير ميزان القوة لصالح “إسرائيل” بعد رحيل الأمين العام السابق لدى حزب الله السيد حسن نصر الله وقائد حركة حماس السابق يحيى السنوار، إنما هو سابق لأوانه.

ونقلت المجلة عن “كروكر” الذي شغل منصب سفير أميركا لدى عدد من الدول العربية بينها لبنان وسورية والعراق، قوله إنّ الصواريخ والمسيرات لا تزال تطلق عبر الحدود، كما توقع تمرد طويل من حماس، ونبه من أنّ نتنياهو يضع سقفًا عاليًا جدًا في لبنان، ومن أن كل ما يحتاج حزب الله القيام به هو إطلاق ما يكفي من الصواريخ عبر الحدود لعرقلة أهداف نتنياهو.

كذلك استذكر “كروكر” وفق ما نسبت إليه المجلة ما حدث في لبنان عام 1982 عندما كان سفيرًا لبلاده في بيروت، حيث حدث الاجتياح “الإسرائيلي”. وأضاف أنّ هذا الاجتياح أوجد حزب الله وبأن “الاجتياح” الذي يحصل اليوم (وفق توصيفه) لن ينهي حزب الله.

ونقلت المجلة عن السفير الأميركي السابق الذي يعد من أكثر الشخصيات الأميركية الملمة بشؤون المنطقة، تخوفه من أن تكون “إسرائيل” قد نسيت تاريخها الحديث، مذكرًا بأنها احتفلت بعملية “السلام من أجل الجليل” على أساس أنها كانت نصراً كبيراً بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت. كما ذكر بأن حزب الله نشأ حينها و تبين أنه عدو أخطر بكثير من منظمة التحرير، وعليه قال، إن الاعتقاد بأن التوغل البري والاحتلال سيجعلان الجليل أكثر أمنًا هو من الوهم.

كذلك تابع “كروكر” أنه تعلم بناء على تجاربه في أفغانستان (حيث كان سفير واشنطن أيضًا) والعراق، أن مفهوم هزيمة العدو لا يحمل معنى إلا في عقل العدو نفسه، موضحًا أنه إذا ما شعر العدو أنه مهزوم فهو بالتالي بالفعل مهزوم، أما إذا كان لا يشعر بذلك، فأردف بأنه لا يعد مهزومًا، مستبعدًا أن يكون “العدو” يشعر بالهزيمة بعد رحيل السيد نصر الله والسنوار.

كما استذكر الدبلوماسي الأميركي السابق اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي، منبهًا من أن هذا الاغتيال لم يضعف الحزب.

هذا، وأعرب “كروكر” عن أمله بأن تعمل “إسرائيل” بشكل غير مباشر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بعودة “الرهائن” الذين ما زالوا على قيد الحياة، كما حذر من خطورة أن يقنع “الإسرائيليون” أنفسهم بأن ما حققوه عبر السلاح والاستخبارات يشكل بالفعل نصرًا، وإن الخطر يصبح مضاعفاً إذا ما بدأت واشنطن تصدق هذا الكلام.

كذلك نبه من تبني رؤية تعتبر أن الضرر الذي ألحق بقيادة حزب الله ورحيل السنوار وغيره من قادة حماس يعني ديناميكية جديدة للسلام، حيث رأى أن ذلك هو ضرب من الجنون.

وتوقع “كروكر” أن يكون “الإسرائيليون” يخططون لاحتلال عسكري طويل الأمد في غزّة، منبهًا من أن ذلك سيؤدي إلى تمرد طويل الأمد، كما تحدث عن ضرورة السعي لتغيير الديناميكية على الأرض، متوقعًا أن تزداد الضغوط على حكومة نتنياهو للذهاب بهذا الاتجاه، وذلك من أجل إطلاق سراح “الرهائن” ووقف إطلاق الصواريخ من الجانب الآخر من الحدود، أقله لفترة مؤقتة.