طلائعه تطل علينا.. الشهداء القادة وصناعة الانتصار
المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عزام مجدي: فاجعة كبيرة، لكن مشروعنا عظيم: قوافل الشهداء مستمرة وقيادة السنوار ستبقى تنير درب التحرير.
الناشط الثقافي أسامة المحطوري: استشهاد السنوار بداية لمسيرة جماعية تعزز من وعي الناس وتصنع البطل الذي يلهم الآخرين.
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني. اسماعيل النجار: آن الأوان لنقول لإسرائيل بالفم المليان: “زمن أوَّل تحوَّل وصارت عظامه مكاحل”؛ اليوم
صناعة اللحظات الفارقة في تاريخ نضالات الشعوب من أجل التحرر، لابد أنها تأتي كنتاج لدورات متتالية من الكفاح، ثمرة لارتقاء أرواح قادة الحركات التحررية إلى سماوات الشهادة. هنا، تبرز روح القائد يحيى السنوار، الذي أصبح أيقونة من أيقونات النضال المستمر ونجماً يضيء سماء فلسطين. بشجاعة نادرة وعزيمة لا تلين، خاض السنوار معركته ضد العدو الإسرائيلي، مُجسدًا حلم الأجيال المتعاقبة في الحرية والكرامة.
لقد كان السنوار قائدًا ملهمًا، يحفز المجاهدين ويقودهم بفخر في كل معركة، وكان صوته يجسد الأمل في قلوب الملايين التي تشتهي الحرية. ورغم رحيله عن عالمنا، إلا أنه ترك خلفه إرثًا غنيًا بالبطولات والتضحيات، مُسلماً قوة العمران والمقاومة في صميم كل فلسطين.
تتجلى عظمة السنوار وهو ثابتٌ فينا قائدًا، يقبض على الزناد، مبتسمًا في وجه الموت، مُشتبكًا مع العدو من مسافة الصفر. يحتزم بجعبة من القنابل اليدوية، وفي يده الأخرى عصا يضرب بها درونات العدو، ليكون شهيدًا يُحتذى به في التضحية والفداء.
ستظل دمائه الطاهرة دليلًا يُنير دروبنا نحو التحرير، وكلماته وكأنه فينا قائدًا يرسم ملامح النضال المستمر حتى نستعيد أرضنا ومقدساتنا. إن استشهاد السنوار يمثل نقطة بداية جديدة لعهد يتجدد فيه إصرارنا، ويكون وقودًا يقوي عزائمنا. شموخنا لن يتراجع على درب النصر، لأننا نستلهم من تضحيات الشهداء العظماء فصول النضال في سبيل الحرية، فكل قطرة دم تُسفك تُعزز من إرادتنا لتجاوز الألم، وندفع قدماً، شامخي الرؤوس نحو غدٍ يخلق الحرية المشرقة.**
وفي هذا السياق، يعزف المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عزام مجدي، الناشط الثقافي أسامة المحطوري من صنعاء، والكاتب والمحلل اللبناني إسماعيل النجار سيمفونية تجسد وحدة المصير والمسار نحو تحرير الأرض والمقدسات.
العزيمة على المضي قدماً
يبرز المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عزام مجدي أهمية الوحدة في المسار نحو التحرير. ويضيف: “في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة، تصبح الدماء التي تسقط في سبيل الحرية بمثابة جسر يربط بين مختلف الأقطار والشعوب. الشهداء يذكروننا بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية وطنية، بل هي قضية إنسانية تتطلب تضامنًا دوليًا. وحدتنا هي قوتنا، وبفضل الشهداء، نستطيع أن نعيد بناء هذا التوافق ونحوّل الألم إلى طاقة دافعة نحو النصر.”
وعن ردود فعل الأنظمة العربية تجاه استشهاد السنوار، عبر الدكتور مجدي عزام، المحلل السياسي الفلسطيني، عن استنكاره للمواقف الصهيونية من العرب، معتبراً أن ذلك يأتي كمؤشر على ضيق أفكارهم ومشاريعهم التطبيعية. “يتهمون السنوار بأنه عرقل مساعيهم للتطبيع، ويعتبرونه السبب وراء تحويل نتنياهو إلى شخصية مضطربة في يد المقاومة. هذا الموقف ليس مستغرباً على من ينتمون لأنظمة تطبيعية.”
ثم أكد عزام على فخره بالشعب اليمني، مشيراً إلى حيويته ومحبتهم العميقة لفلسطين. “منذ نعومة أظافره، احتضن هذا الشعب الطوفان الذي يلف الأقصى، فكان لأصواتهم دور في تنفيذ انتصارات في المناطق البحرية المختلفة. نحن منتصرون، شاء من شاء وأبى من أبى.”
ورغم الأحزان المتواصلة، شدد عزام على أهمية مواصلة النضال وعدم الانكسار أمام الفقد. “نحن في فاجعة كبيرة، لكن مشروعنا عظيم وقوافل الشهداء ستستمر؛ مع تضحيات السنوار، سيأتي القائد الذي يكمل الطريق نحو التحرير.” بهذه الكلمات، يؤكد أن الجرح قد يكون عميقاً، لكن العزيمة على المضي قدماً لن تنكسر.
تأبين الشهيد وتحفيز للأمة
في حديثه، يُبرز الناشط الثقافي أسامة المحطوري من صنعاء عمق المعاني المرتبطة بالشهادة ودورها البالغ في تشكيل عزائم الأمم الولادة التواقة للحرية. يقول المحطوري: “إن الشهادة ليست مجرد انتهاء لحياة الفرد، بل هي بداية لمسيرة جماعية تعزز من وعي الناس وتصنع البطل الذي يلهم الآخرين. إنها تجسيد للإرادة التي لا تقهر، تغذي روح النضال وتُشعل جذوة الفعل الثوري في قلوب الأجيال المتعاقبة.”
في نبرة مؤثرة حول استشهاد القائد يحيى السنوار، أعرب الناشط الثقافي أسامة المحطوري عن حزنه العميق ومباركته في الوقت نفسه للمجاهدين في حركة حماس والشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعربية. “إنها لحظة مؤلمة، مصاب كبير يؤذينا ويزعجنا، لكنه في ذات الوقت يعكس تضحيات الأبطال في سبيل التحرر.”
وأكد المحطوري أن ما حدث هو استمرار لحرب متواصلة، حيث يجسد الشهيد السنوار مثالًا يحتذى به. “لقد خضنا هذه الحرب، وندرك تمامًا أن الشهادة هي مصير جزء من مجاهدينا. وقد عبر الشهيد أكثر من مرة عن رغبته الكبيرة في الشهادة، مختارًا هذا المصير العظيم على الموت التقليدي.”
وأشار المحطوري إلى أن نهاية الشهيد كانت مشرفة، مضيفًا: “هنيئًا له هذا المقام، فقد ألجمت هذه الخاتمة العظيمة أعداءنا وجعلتهم يتخبطون في استراتيجياتهم، فهو مثال على الشجاعة التي تثير الفخر والاعتزاز.”
كما ألمح المحطوري إلى أن الشعب اليمني مستمر في دعمه للقضية الفلسطينية، مؤكدًا على ضرورة الوحدة في مواجهة العدو المشترك. “نحن نرى الألم والحزن يجتمع في قلوبنا جميعًا، لكن القوى المذهبية قد انحسرت، وأصبحنا نرى أن هناك عدوًا يتربص بالجميع.”
وأضاف: “الشعب اليمني يؤكد دعمه للقضية الفلسطينية، ولن يتخلى عن فلسطين تحت أي ظرف. نحن نراهن على إخوتنا في فلسطين، سواء في حماس أو سرايا القدس، بأنهم يتمتعون بقوة العزيمة والصمود. استشهاد القادة لن يزيدهم إلا صلابة وعزمًا.”
وفي ختام حديثه، تناول المحطوري الروح القتالية للمجاهدين، مشيرًا إلى مثال حزب الله وكيف أنه انبثق من الصمود في وجه التحديات. “دماء الشهيدين هي مصدر إلهام ووقود للمجاهدين. ستدفعهم للبقاء أكثر ثباتًا في وجه العدو الإسرائيلي، وما سيقدمه المجاهدون الآن سيكون أكبر وأعظم، بإذن الله.”
طلائعُ النصر تُطُلُ علينا..!
من لبنان، يتحفنا الكاتب والمحلل السياسي اللبناني. اسماعيل النجار، برائعة أدبية يقول فيها:
طلائعُ النصر تُطُلُ علينا من قلب فلسطين، بل وشمس الحرية أشرقت من تل السلطان،
يحيَ السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس شهيدا مشتبكا مع جحافل العدو من المسافة صفر،
استشهادك تكبيرَةُ الفَرح بطلائع الانتصار نطلقها ليسمعها العدو،
الله أكبر على كُلِّ مَن طغىَ وتجبَّر،
ألله أكبر من كُل مكان في غَزَّة تهَدَّم
ألله أكبر على كل ظالم وعميلٍ ومُخبِر
ألله أكبر ولُلَّه الحَمد على نِعمَة الجهاد والاستشهاد، وإنما النصر من رب العباد،
بعد عام من القتال والصمود وتقديم أغلى التضحيات من مذابح ودمار على طريق الحرية والاستقلال.. ها هي غزة تتنفس اليوم نفسا جديدا إلى السماء، إنه نفس بطلها المجاهد يحي السنوار رئيساً حركة حماس وقائدها الميداني ومسؤولها السياسي،
أبو إبراهيم ونِعمَ عُقب الدار،
وألف مبروك لمن سيليك أيها الأسد المغوار،
بعد استشهاد القائد أبو إبراهيم يحيى السنوار، ستلد حماس ألف سنوار، كما ولدت السنوار، ومن قبله هنية، ومن قبلهما المؤسس أبو ياسين ووو إلخ.. إذن، مبروك لعوائل المجاهدين والشهداء ذلك الاصطفاء بالمرتقى العظيم لشهدائنا من أبنائكم أبناؤنا من آبائكم أبناؤا من إخوانكم، إخواننا.. مبروك علينا جميعا، ارتقاء قادتنا قادتنا شهداء. وشهداؤنا عظماؤنا.. قادة الأمس، وإلهام الحاضر؛ صناع المستقبل.
هذه أول صفعة بعد استشهاد هنية، وهي الثانية والثالثة بعد استشهاد نصر الله والسنوار، تتلقاها إسرائيل مجبرة لا مختارة.. الخيار العسكري هو المفروض عليها أن تستعد لمواجهته. خيار لا يتغير.. لا يتبدل.. لا ينحرف مساره.. طريقه القدس، وتحرير كل شبر من أرضنا في فلسطين.. هدف استئصال الغدة السرطانية إسرائيل.
إسرائيل نجحت في الاغتيالات وارتكاب المجازر وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية من الخدمات الصحية والتعليمية والصرف الصحي.. إسرائيل قطعت الماء، ومنعت عن غزة الغذاء والدواء.. إسرائيل تحاصر غزة ورفح، وتقصف جنوب لبنان، وتحاول الدخول إلى الأراضي اللبنانية.. كلها هذا فعلته إسرائيل، لماذا؟ لأن كل ذلك، في الواقع جرائم حرب لا يقدم عليها غير الخائف المرتعشة يداه، العاجز عن المواجهة والمنازلة حيث كان السنوار على المسافة صفر.
لكن، إسرائيل لم تحرر الأسرى ولن تقضي على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولم تتمكن من حماية موانئها واقتصادها، إسرائيل لم تتمكن من فرض منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان، لا بل فُرِضَت المنطقة العازلة داخل الكيان الغاصب بعمقٍ كبير، إسرائيل عجزت عن تحقيق إي إنجاز مع حزب الله، فقصفت مناطق لبنانية مدنية بالخالص.
يحي السنوار شهيد على طريق التحرير، يحي السنوار شهيد حركة حماس ورمز قوتها الذي أقسمت في بيان نعيها استشهاده أنها على الدرب ستمضي.. يحيى السنوار، مهندس السابع من أكتوبر؛ السنوار كابوس إسرائيل في محور المقاومة، يحي السنوار بمفهومنا عدو إسرائيل المطلق. إذاً إسرائيل ستواجه حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والمرشد الأعلىَ وقادة الفصائل المجاهدة في العراق وربما ستواجه الجيش السوري، وأكيد سترد على إيران، وإيران تؤكد سنرد الكرة أضعافا مضاعفة.
إذن، حان الوقت لنقول لـ:
إسرائيل القوية الجبارة المُرعِبَة باي باي،
إسرائيل الفزَّاعه باي باي،
إسرائيل المهيمنة باي باي،
من الفرات إلى النيل باي باي،
بعد اليوم لن تستقبل إسرائيل ضيف سياسي يتوسط ويطلب منها (بليز) لا تضربي لبنان؟ ولن تستقبل زعماء يتوسطون للمقاومة الفلسطينية.. إسرائيل بعد اليوم، وليست لوحدها، بل ومعها أمريكا وسلاحهما النووي (طُ… ز).
آن الأوان لنقول لإسرائيل بالفم المليان: “زمن أوَّل تحوَّل وصارت عظامه مكاحل”؛ اليوم الكلمة للسيد علي الخامنئي من طهران، وللسيد حسن نصر الله من لبنان، وللسيد عبدالملك الحوثي من صنعاء، ولبشار حافظ الأسد من الشام، وللمرشد الأعلىَ وقادة الفصائل المجاهدة من العراق، وهي لحماس في المقدمة من غزة من فلسطين.