18 أكتوبر خلال 9 أعوام.. 38 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب وحشية لغارات العدوان على اليمن
واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 18 أُكتوبر، خلال عامي 2015م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب بحق المدنيين والأعيان المدنية، مستهدفًا الأحياء السكنية ومنازل ومزارع المواطنين، والمساجد وحفلات الزفاف والأسواق، وإهلاك الحرث والنسل، بغاراته الوحشية وقصفه الصاروخي والمدفعي، على محافظتي صعدة والحديدة.
أسفرت عن 23 شهيداً و15 جريحاً، وتدمير مسجد وعدد من المنازل والمزارع والمحلات التجارية ومصنع بلك، وأضرار واسعة في ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح والتشرد، ومضاعفة المعاناة، أمام مشاهدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجهات القانونية والإنسانية والحقوقية، التي لم تتحمل مسؤولياتها.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
18 أكتوبر 2015..8 شهداء وجرحى في جريمة حرب لغارات العدوان استهدفت حفل زفاف بصعدة:
في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر تشرين الأول، من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حفل زفاف بمنطقة كتفاء مديرية منبه، محافظة صعدة، بغارات وحشية، أسفرت عن جريمة حرب وإبادة جماعية، بحق 3 شهداء و5 جرحى، وحالة من الخوف ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.
بينما كان الأهالي يحتفلون بزفاف أحد أبنائهم، ودخوله القفص الذهبي، كان طيران العدوان يرصد من السماء خطواتهم وتوافدهم إلى بيت العروس، وينقل مشاهد الفرح والسرور إلى غرفة العمليات في الرياض، وهناك اتخذ القرار بإفساد الفرحة وقلب المعادلة إلى حزن ومأتم ومجزرة شنيعة، وجريمة حرب وإبادة جماعية، يندى لها جبين الإنسانية.
زفاف تحول إلى جحيم
في يوم 18 أكتوبر 2015م، اجتمع أهل قرية كتفاء في محافظة صعدة، لتقديم التهاني لأحد أبنائهم الذي قرر أن يبدأ حياة جديدة، ويبني عش حياته الزوجية، ويكون خلية مجتمعية جديدة تسهم في زيادة المجتمع البشري، فكانت المناسبة مليئة بالفرح والبهجة، الأطفال يلهون، والنساء يرتدين أجمل ثيابهن، والعريس والعروس يودعون آخر أيام العزوبية، والجميع يتسامرون ويتبادلون الأحاديث الطيبة، وكان المكان يعمه عطر الزهور، ورائحة البخور، وصدى الضحكات، وألحان الأناشيد والصلوات والمدائح الشعبية التراثية، كل شيء كان يشير إلى بداية حياة جديدة مليئة بالأمل.
ولكن فجأة، تحول هذا المشهد الساحر إلى كابوس مروع، دوت أصوات انفجارات الغارات، وارتفعت سحب الدخان، وعمّ الرعب والدمار والدماء المكان، في لحظة، تحولت الفرحة إلى صراخ، والضحكات إلى بكاء، وتحولت مواكب الزفاف إلى مواكب عزاء، وبدلاً من توزيع الحلوى، تم توزيع النعوش، والأكفان والعلاجات ومستلزمات الجراحة والاسعافات الأولية، كانت المشاهد مروعة، أشلاء ممزقة، ووجوه شاحبة، وأطفال يبكون على فقدان أحبائهم، كانت الغارات الوحشية، مباشرة وعن سابق أصرار وترصد، ولم تفرق بين مدني وعسكري، أو كبير وصغير.
ثلاثة أبرياء شهداء، خمسة آخرون جرحى بجروح بالغة، مساحة الاحتفال تحولت إلى ساحة حرب، وأشلاء الضحايا تناثرت في كل مكان، بدلاً من زغاريد العروس، سمعت عويل الأمهات على أبنائهن، وبدلاً من أهازيج الفرح، سمعت صرخات الجرحى.
هذه الجريمة البشعة لن تُنسى، وستظل محفورة في ذاكرة كل من عايشها، إنها جريمة حرب بكل المقاييس، تستحق الشجب والإدانة من قبل كل أحرار العالم، فكيف لشخص أن يستهدف حفل زفاف، ويحول فرحة العروسين إلى مأتم؟
إن ما حدث في قرية كتفاء هو جزء صغير من جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان في اليمن، وتستهدف المدنيين الأبرياء، وتدمر البنية التحتية، وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية.
يقول أحد الأهالي: “هذا المنزل كان به حفل زفاف وحين تجمع الأهالي شاهد الناس تحليق الطيران، فوق سماء المنطقة، وهربوا صارخين كلاً يبحث عن مصدر نجاة، وسفكت الدماء بدلاً عن العصائر، وقطعت الأجساد إلى أشلاء بدلاً عن الحلوى وتوزيع الهدايا، هذا هو الإجرام بعينه لا يسمح لأهل قرية أن يفرحوا يوماً واحداً”.
ويتابع “هذا عدو استهدف كل مقومات الحياة منازل ومزارع وجسور وطرقات وسيارات وأسواق ومستشفيات ومدارس ومساجد وكل ما له صلة بالأرض اليمنية ويوجد فيها ولم يبق لشعبنا اليمني أي شيء إلا واستهدفه بغاراته الوحشية، وفي كل الأحوال والأوقات والمناسبات وعلى أي حال”.
18 أكتوبر 2018.. 27شهيداً وجريحاً في مجزرتين وحشيتين لطيران العدوان على الحديدة:
وفي الثامن عشر من أكتوبر عام 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب منفصلتين بحق المدنيين في محافظة الحديدة، الأولى بغاراته على مسجد الرحمة ومنازل وممتلكات المواطنين المجاورة بمديرية المراوعة أسفرت عن 17 شهيداً و5 جرحى بينهم نساء وأطفال، والثانية باستهداف طيرانه الحربي منازل المواطنين بمنطقة 7 يوليو مديرية الحالي، أسفرت عن 3 شهداء وجريحين، وموجة من النزوح والخوف والرعب، وتفاقم الأوضاع المعيشية، في ظل الحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار عبر وسائل الإعلام، برعاية الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكناً أمام الخروقات المتواصلة.
مسجد الرحمة.. مئذنة بين الدماء والدمار والأشلاء وصرخات الضحايا
ففي مديرية المراوعة، كان مسجد الرحمة شاهداً على جريمة بشعة، صُوبت نحو هذا الصرح الديني غارات طيران العدوان، وحوّلته إلى ركام من الحجارة والحديد، والأثاث والمصاحف الممزقة، ومياه الصرف الصحي، ودماء وأشلاء 17 شهيداً، وجراحات 5 جرحى، واعتلت صرخات الأهالي بدل صوت الأذان، وبدأت مواكب الإنقاذ والمسعفين بدل أفواج المصلين.
كانت المشاهد التي تلت الغارات مروعة ومؤثرة، أشلاء بشرية متناثرة، منازل مجاورة مدمرة، وصرخات استغاثة تعلو في سماء المدينة، لم يعد هناك أثر للسلام والأمان، بل حل محله الخوف والرعب، وبدأ أهالي الحي رحلة النزوح والتشرد والحرمان نحو المجهول تاركين وراء ظهورهم منازلهم ومحلاتهم وممتلكاتهم، بحثاً عن النجاة والأمان.
يقول أحد الناجين: “أنا كنت في جامع الرحمة الذي على خط الدائري بمديرية المراوعة، أعمل حارس، وما شعرت إلا بالصاروخ من الطائرة فوقي، والحمد لله لم ينفجر وهذا تدخل إلهي، ولا قلت لنفسي خلاص انتهيت، وبعدها هربت، من المكان، وضربوا بالثاني بعدي، وانبطحت من الشظايا لوما توزعين فوق الأرض، وقمت للهروب، وما شعرت إلا بالصاروخ الثالث جنبي، وانبطحت، المهم قد كنت خلاص أشاهد الموت، وكثير من الناس استشهدوا وجرحوا على الخط العام وجوار الجامع ، هؤلاء ناس كفار لا إسلام فيهم، والحمد لله أشعر بحياة جديدة ، شاهدت الناس تضرب أمامي والجثث مقطعة”.
بدوره يقول أحد المواطنين: “الساعة 11 ليلاً، ضربنا الطيران، وكثير من الضحايا أبرياء لا ذنب لهم، كل شيء راح وكلنا مستهدفين، والمواطنين شدوا من المنطقة، وباتوا يبحثون عن مكان آمن، ينزحون إليه، هذه أكياس في أشلاء بشر بغارات العدوان على المسجد ومصنع البلك ومنازل المواطنين المجاورة، وجثث الأبرياء متناثرة، وعشنا طوال الليل في رعب، وما قدرنا نجمع الجثث كان الطيران محلقاً، وما جمعناها إلا بعد طلوع الشمس، لماذا يرعبون الأطفال والنساء، والمدنيين إذا هم رجال حرب يتوجهوا إلى الجبهات”
منطقة 7 يوليو.. جرح جديد ينزف
وفي الوقت نفسه، كانت منطقة 7 يوليو بمديرية الحالي تشهد مأساة إنسانية أخرى، استهدف طيران العدوان منازل المدنيين، مما أسفر عن استشهاد 3 مدنيين وجرح اثنين آخرين، في جريمة حرب ثانية مكتملة الأركان، بحق مدنيين وأعيان مدنية، وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
هذه الجرائم البشعة ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي قصص حياة انتهت على يد مجرم حرب وقاتل متعمد من السماء، وهي قصص أطفال حرموا من طفولتهم، ونساء فقدن أزواجهن وأبنائهن، وشيوخ قضوا نحبهم وهم يبحثون عن الأمان، في ظل صمت أممي ودولي مطبق.
يقول أحد المواطنين: “ضربات أمس مرعبة والتحليق متواصل، والأطفال والنساء في حالة رعب وخوف، والأهالي نزحوا من منازلهم، الغارات مباشرة على المدنيين ومنازلهم، وحول منطقة 7 يوليو إلى جحيم، منازل مدمرة ودماء مسفوكة وشهداء وجرحى، والكل يهرب ويصرخ، لا ذنب لنا، نحن مدنيين في منازلنا، أين هو اتفاق وقف إطلاق النار كله كذب يا أمم متحدة ، تكذبون على المواطنين ليكونوا ضحية”.
جريمتي العدوان هذا اليوم في الحديدة جزء صغير من جرائم الحرب التي يرتكبها في اليمن بشكل عام على مدى 9 أعوام متواصلة، من الاستهداف المباشر للمدنيين الأبرياء، والأعيان المدنية، وتدمر البنية التحتية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
18 أكتوبر 2018..3 جرحى بقصف جيش العدو السعودي لسوق المشنق وممتلكات المواطنين بصعدة:
وفي 18 أكتوبر 2018م، استهدف جيش العدو السعودي ومرتزقته بقذائف المدفعية، سوق المشنق الشعبي بمديرية شداء وممتلكات المواطنين مديرية رازح الحدودية، بصعدة، أسفرت الجريمتان عن 3 جرحى، وخسائر في الممتلكات، وحالة من الخوف في نفوس المتسوقين وأهاليهم وسكان المناطق المجاورة، ومضاعفة المعاناة.
سوق المشنق يستقبل القذائف بدلاً من البضائع
شهد سوق المشنق الشعبي في مديرية شداء جريمة جديدة، استهدفته قذائف مدفعية جيش العدو السعودي الأمريكي ومرتزقتهم، بشكل مباشر، هذا السوق الذي كان يمثل مخزن غذاء ودواء واحتياجات أهالي المنطقة، تحول إلى هدف عسكري، مما أدى إلى جرح ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، وخسائر مادية كبيرة للمتاجر والممتلكات المجاورة، وحالة من الرعب والخوف في نفوس المتسوقين وأسرهم الذين استقبلوا خبر الجريمة كصاعقة.
يقول أحد الجرحى وهو مضرج بالدماء: “كنا متسوقين نشتري أغراضاً للبيت، والعدوان السعودي استهدفنا بالمدفعية في سوق المشنق وأحنا ما لنا شأن ولا معنا سلاح ولا ناقلين أية حاجة، ظلم وعدوان، وبغي وتجبر”.
رازح الحدودية.. تحت نيران الغدر
وفي نفس اليوم، امتدت يد العدوان إلى مديرية رازح الحدودية، مستهدفةً ممتلكات المواطنين بقذائف المدفعية، مما زاد من حالة الخوف والهلع لدى السكان، وخاصة مع تكرار مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وأفقدتهم منازلهم ومزارعهم، وأجبرتهم على النزوح والتشرد، في ظل معاناة لا تنتهي ونقص في الغذاء والماء والدواء وكل الخدمات الأساسية.
يقول أحد الأهالي: “منازلنا ومزارعنا تحت القصف المتواصل من قبل جيش العدو السعودي قذائف المدفعية والصواريخ والأعيرة النارية لا تهدأ، والكثير من سكان المنطقة لا يملكون منازل سليمة، نحن نسكن الجبال والكهوف والأخاديد والخنادق، ولن نتزحزح من أرضنا ونحن ثابتون وصامدون صمود وثبات الجبال، ومستمرون في مواجهة العدوان، تحقيق النصر الموعود بإذن الله”.
وتتوالى الجرائم بحق المدنيين في صعدة، وتزداد معاناة السكان يوماً بعد يوم، بعد سنوات من الحرب والحصار، ها هي القرى والمدن تتعرض للقصف بشكل شبه يومي، أدت إلى تدمير البنية التحتية.
إن استهداف الأسواق والممتلكات المدنية جريمة حرب بكل المقاييس، وتكشف عن مدى وحشية العدوان واستهتاره بحياة المدنيين، وتوجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، والضغط على دول العدوان لوقف عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، وملاحقة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق شعب أعزل.