Herelllllan
herelllllan2

الخطر… القادم من الجنوب !

علي الشراعي|
إن استرجاع احداث التاريخ كفيلة بدق ناقوس الخطر وإعادة للأذهان التذكير بالخطر القادم من الجنوب وتحالفاته تحت شعار ديني مع كل غازي ومحتل للمنطقة عبر مراحل التاريخ بهدف التطويق والتهديد من جهة الجنوب .

إن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تعدان ذلك الخطر لدور مركزي اقليمي أكثر أهمية تدور في فلكه الدول المشرفة على مضيق باب المندب والدول المشرفة على حوض النيل وذلك في اطار ترتيبات جيو – سياسة .

تحالفات صليبية

بدأ بالتاريخ القديم ومع وصول اثيوبيا في عهد مملكة أكسوم في القرنين الثالث والرابع الميلادي إلى مياه البحر الأحمر مكنها من أن تصبح قوة مؤثرة في منطقة حوض البحر الأحمر والمحيط الهندي , وبمساندة من الإمبراطورية البيزنطية آنذاك التي كانت في صراع مع الامبراطورية الفارسية تمكن الأحباش من احتلال اليمن .
بل حاولت في القرن السادس الميلادي التوغل في عمق الجزيرة العربية وصولا لمحاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة .

وفي التاريخ الإسلامي (الوسيط ) ومع قيام الحملات الصليبية المسيحية الغربية على العالم العربي والاسلامي , وجد التنسيق والتحالف معهم من قبل القوى المسيحية في الامبراطورية الحبشية المسيحية حيث تمكن خلالها الغرب المسيحي من احتلال بيت المقدس .
وحينما استنهض العرب والمسلمين لروج الجهاد وتحرير بيت المقدس بعد احتلال صليبي دام 88 عاما , استبق ذلك تأمين الجهة الجنوبية والسيطرة الكاملة على مضيق باب المندب لصد أي خطر محتمل من قبل الامبراطورية الحبشية المسيحية .

ولاحقا طلبت اثيوبيا من ملوك اوروبا وبالأخص البرتغال في القرن الخامس عشر الميلادي التعاون معها في تحويل مسار النيل او حجزه عن مصر بهدف اضعافها وذلك خدمة أهداف اثيوبيا في تلك الآونة بالسيطرة على التجارة في البحر الأحمر .

وفي مطلع التاريخ الحديث والمعاصر كانت التنسيق والتحالف والتعاون بين الامبراطورية الاثيوبية المسيحية في القرن السادس عشر مع العالم الغربي المسيحي المتمثل في البرتغال بغرض تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة مسيحية والدخول وتهديد الاماكن المقدسة بالحجاز وايضا انتزاع ميناء عصب من الصوماليين بعد تحالف السلطنات الإسلامية في الصومال مع العثمانيين .

كذلك سعى الامبراطور الاكسومي تيدروس في القرن التاسع عشر لتكوين تحالف مع بريطانيا وفرنسا في مواجهة العثمانيين والمصريين بهدف السيطرة على موانئ القرن الافريقي .

لكن مساعيه لم تنجح بسبب دعم لندن وباريس للدولة العثمانية آنذاك في حرب القرم ( 1853- 1856م) في مواجهة القيصرية الروسية .

الخطر التاريخي

إن الوصول الاثيوبي إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب اليوم وبمساندة العالم الغربي اليوم بقيادة أمريكا سيسهل ليس لتل ابيب تنفيذ المزيد من الأنشطة البحرية ضد اليمن بل قد يجعلوا ايضا من أديس أبابا رأس حربه أخرى كما استخدمتها الامبراطورية البيزنطية في تحقيق اهدافها الصليبية سابقا .

مع هزيمة الحملة الرومانية على اليمن في عام 24 قبل الميلاد , بعد احتلالها لبلاد الشام ومصر , ومع انقسام الدولة الرومانية إلى غربية وشرقية قامت علاقات قوية بين الامبراطورية البيزنطة الشرقية والحبشة وتعاون الاحباش مع الامبراطورية البيزنطية وأصبحوا هم المسؤولين عن نقل التجارة نيابة عن بيزنطة التي وقفت من ورائهم وشجعتهم .

ومن ثم بدأ الاحباش يهددون اليمن ويتطلعون إلى احتلالها تنفيذا للأجندة والاهداف البيزنطية التوسعية خلال صراعها مع الفرس ومنذ مطلع القرن الرابع الميلادي تمكن الأحباش بدعم عسكري من بيزنطة مستغلين الصراع اليمني بين قوم الممالك على السلطة واستدعاء احد الأطراف لهم . لتتوحد القوى اليمنية مطلع القرن الخامس الميلادي لتطرد المحتل الحبشي .

لكن ظل الخطر الجنوبي يتهدد اليمن مع ازدياد الصراع بين بيزنطة والفرس , ومع مؤتمر الرملة عام 524م الذي عقد بين الفرس وبيزنطة لتقاسم المنطقة , وبذريعة حماية المسيحيين في اليمن شن الأحباش عدوانهم بدعم عسكري كبير من بيزنطة ليتمكنوا في عام 525 م من احتلال اليمن .

باب المندب

امتازت العلاقات الاثيوبية – الصهيونية بتشعبها وتنوعها فقد وظف الكيان الصهيوني كافة وسائله السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية بهدف تمتين علاقاته مع اثيوبيا , وقد تطورت تلك العلاقة ليشمل التعاون في المجال الاستخباري , وذلك للإمكانيات اثيوبيا الهائلة في التحكم بمياه النيل , ولم تكن العلاقات الصهيونية – الاثيوبية وليدة اليوم وانما تعود في جذورها إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي .

فقد تمتعت اثيوبيا بعلاقة خاصة مع الكيان الصهيوني التي وبموجبها حرصت تل ابيب على بناء علاقات غير عربية في المحيط الإقليمي للتغلب على عزلتها واستغلت شعور أديس ابابا بالتطويق من جيرانها المسلمين وقلقها من نفوذ الرئيس جمال عبد الناصر في الصومال وجيبوتي لتحويل اثيوبيا وجزرها في البحر الأحمر إلى مرتكز للأعمال السرية الصهيونية في القارة الأفريقية وبالأخص جمع المعلومات عن الأنشطة المصرية في القرن الافريقي و مضيق باب المندب ولازال الكيان الصهيوني يحافظ على علاقة وطيده مع اثيوبيا .

مياه النيل

( أن افريقيا هي الطريق لأضعاف العرب , وأنها أفضل أسلوب لهدم جدار الكره العربي للكيان الصهيوني , وفتح الطريق لعقد اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل ) , بعد الاطاحة بالامبراطور ( هيلاسلاسي ) في عام 1974م , اتخذ التنسيق الاثيوبي – الصهيوني في عهد ( منغستو هيلا مريام 1974- 1991م) منحى جديدا , وامتدت أخطاره إلى جنوب السودان مع العقيد المنشق جون قرنق الذي كان آنذاك يسعى إلى فصل الجنوب السوداني والذي يشكل حوض بحر الجبل ( الناظم الاول لنهر النيل) لتكتمل حلقة المؤامرة آنذاك بسيطرة إثيوبيا على الشريان الرئيس وهو النيل الأبيض وسيطرة جون قرنق على الشريان الأخر .

وان قيامهم بهذا الحرب المائية غير المعلنة ضد مصر والسودان وبذلك يشكل الدلالة الواضحة على اطماع كل من اثيوبيا بالمياه العربية وعلى التعاون الوثيق الذي يحدث بينهما .

واخذت العلاقات بالتطور بشكل واسع في ظل الحكومات السياسية التي تعاقبت على الحكم في اثيوبيا وقد شملت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية إذا تمثل اثيوبيا بالنسبة للكيان الصهيوني منطقة حيوية ومهمة بالنسبة لاستراتيجيتها في المنطقة .

ولعل من ابرز اهداف الكيان الصهيوني مع اثيوبيا الحصول على تصويتها في المحافل الدولية للوقوف معها بكافة القضايا التي تمس مصالح الطرفين ومنها قضية الصراع العربي – الصهيوني وقضية مياه النيل وكذلك قضية نقل اليهود الفلاشا من اثيوبيا إلى الاراضي المحتلة في فلسطين وقد حصلت اثيوبيا على الدعم العسكري من الكيان الصهيوني في حربها ضد الصومال فضلا عن حصول الكيان على الدعم من اثيوبيا لا سيما فيما يخص ترحيل اليهود الفلاشا إلى الكيان الصهيوني في عام 1984م .

تعد هذه السياسة جزءا من الاستراتيجية الصهيونية الساعية إلى التحرك نحو اثيوبيا بهدف احتوائها والضغط عن طريقها على العرب عملا لمقوله بن غوريون الذي أكد على : ( أن افريقيا هي الطريق لأضعاف العرب , وأنها أفضل أسلوب لهدم جدار الكره العربي للكيان الصهيوني , وفتح الطريق لعقد اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل )

ولعل هذا ما جعل الكيان الصهيوني يسعى جاهد للتعاون مع اثيوبيا في استغلال مياه نهر النيل بغية تحقيق جملة من الاهداف التي تشكل بمجملها تهديدا خطرا للأمن القومي العربي ومن هذه الاهداف الضغط على مصر لحملها على الانصياع اكثر فأكثر لشروط الكيان الصهيوني للسلام ودفعها لتقديم مزيد من التنازلات بخصوص الصراع العربي – الصهيوني .

وهذا ما أكدته مصادر مصرية عدة حيث أكدت تلك المصادر أن الكيان الصهيوني يؤدي دورا جديدا من اجل ابعاد مصر عن قضية فلسطين .

حليف استراتيجي

إن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تعدان اثيوبيا لدور مركزي اقليمي أكثر أهمية تدور في فلكه دول مجمع البحار ( أي الدول المشرفة على مضيق باب المندب ) , ودول مجمع الأنهار ( أي الدول المشرفة على حوض النيل ) , وذلك في اطار ترتيبات جيو – سياسة ابرز ملامحها إنشاء كيانات صغيرة وضعيفة من حول إثيوبيا والتي أصبحت دول مستقلة منذ مطل التسعينيات من القرن الماضي في الصومال واوغندة وجنوب افريقيا .

كذلك استخدام اثيوبيا قاعدة أمريكية – صهيونية يسهل عن طريقها السيطرة على هذه المنظومة الاقليمية , ومن ثم احكام الطوق على المنطقة العربية وشقها في وسطها عبر محو اثيوبيا – الكيان الصهيوني – تركيا .

ومن ثم توثيق علاقة هذه المنظومة الافريقية بالكيان الصهيوني , وهذا ما أكده الرئيس الاثيوبي السابق ( ميليس زيناوي 1991- 1995م ) من ان بلاده تقيم علاقات ودية مع الكيان الصهيوني .

وبذلك تدفق المساعدات والاسلحة المتطورة لأثيوبيا من كلا البلدين الكيان الصهيوني وواشنطن وذلك بالنظر إلى إنها دولة لها وزنها السياسي في شرق افريقيا وتعد حليفا قويا ويمكن الاعتماد عليه من قبل واشنطن .

واخذت اثيوبيا تحتل مكانه مهمة لدى واشنطن لاسيما بعد أحداث 11سبتمبر 2001م , والحرب الامريكية على الإرهاب وتقديم اثيوبيا نفسها كدولة راعية للمصالح الامريكية والصهيونية في المنطقة لا سيما فيما يخص مكافحة الإرهاب وهذه سياسة اثيوبيا منذ التاريخ القديم تقديم نفسها كحليف للغرب المسيحي .

الأمن القومي

يرى خبراء الأمن القومي الاثيوبي أن حدود بلادهم ينبغي أن تبدأ من البحر الأحمر والمحيط الهندي وهو الامر الذي سيؤدى إلى الاصطدام بمصالح اطراف أخرى عديدة في القرن الافريقي بداية من جيبوتي التي ستفقد ايراداتها من تجارة البضائع الاثيوبية , وإريتريا التي سيختل ميزان القوى بينها وبين اثيوبيا مع امتلاك الأخيرة منفذ بحري , فضلا عن الصومال الذي يرى في الخطورة الاثيوبية اعتداء على سيادته وتفتيتا لوحدة أراضيه , والسودان الذي يخشى من طموحات اثيوبيا التوسعية في عهد رئيس وزرائها آبي احمد وعلاقته الوطيدة مع قائد قوات الدعم السريع ( حميدتي ) وصولا إلى مصر التي لم يعد لديها شك أن اثيوبيا تعمل على تطويقها من الجنوب وتهديدا مباشرا لأمنها القومي .

فالمشروع الاثيوبي يهدف إلى إعادة بناء قوة البلاد البحرية العسكرية كضرورة لتأكيد النفوذ في القرن الافريقي ومنطقة البحر الأحمر وبالمنطقة ويتجلى ذلك تاريخيا حينما يظهر خطر وقوى تهدد وتغزو المنطقة .

وهو ما يضع اليوم اديس ابابا في مواجهة مع القاهرة ومقديشو اللتان تنظران لتحركات آبي أحمد كخطوات عدائية لفرض هيمنة بلاده على مصالح جيرانها بتعاونه مع قوى خارجية .

وثيقة توسعية

ترى أديس أبابا وفق وثيقة معهد الشؤون الخارجية الإثيوبي ( IFA ) أن البحر الأحمر وحوض النيل يحددان ميزان القوة في شمال شرق افريقيا , وتشدد على وجود شعور تاريخي بحصار جيرانها العرب والمسلمين لها مما قصر وجودها في الهضاب والمرتفعات ومنعها عن السواحل البحرية وبالتالي فإن قضية المنفذ البحري تلعب دورا محوريا في وجود الدولة وسيادتها وضمان أمنها , وفي وصولها إلى الأسواق العالمية وتنفيذ خططها التنموية .

ولتحقيق ذلك تدعو الوثيقة إلى تنفيذ خطوات لفرض أمر واقع ثم شرعنته لاحقا بذرائع قانونية , وتضرب امثله باعتراف الولايات المتحدة بضم الكيان الصهيوني للجولان في عهد الرئيس ترامب , وايضا الاعتراف باستقلال كوسوفو رغم المعارضة الصربية .

أي إن خطوة المي في الاعتراف باستقلال أرض الصومال مقابل الحصول على قاعدة عسكرية بحرية وميناء تمثل أولوية لدي أديس أبابا , وتتعامل معها بنهج ( فرض الأمر الواقع ) وهو النهج الذي اعتمدته بنجاح في ملف سد النهضة .

فاثيوبيا هي الدولة الاكبر من حيث عدد السكان في القرن الافريقي بنحو 129 مليون نسمة , وتملك جيش يعد من الجيوش الاكثر تجهيزا .

وتمتلك موارد طبيعية وأرضا شاسعة صالحة للزراعة , ولديها علاقات مع القوى الكبرى كأمريكا والصين وروسيا ومع الاتحاد الاوروبي ويوجد بها مقر الاتحاد الافريقي . اي انها تمتلك عوامل للتفوق الاقليمي في مواجهة جيرانها .

لكنها تعاني من كونها دولة حبيسة منذ استقلال اريتريا عنها عام 1991م , كما تواجه تمردات داخلية وصراعات عرقية ومستويات عالية من الفقر وتأمل في علاج تلك التحديات من خلال مشروع تنموي طوح يوحد الاثيوبيين خلف أبي أحمد بدأ ببناء سد النهضة واليوم بمحاولة النفوذ للبحر الاحمر.

دعم أماراتي

إن استرجاع احداث التاريخ كفيلة بدق ناقوس الخطر للخطر القادم من الجنوب , فمع كل تهديد من العالم الغربي الصليبي على المنطقة والجزيرة العربية بل وعلى العرب والمسلمين ومقدساتهم مما يعيد للأذهان التحالفات العديدة الصليبية – الحبشية عبر التاريخ بينهما .

ومع شن العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م , استخدمت دويلة الأمارات جيبوتي كمركز دعم للعمليات في اليمن , ثم اختلفت أبو ظبي مع جيبوتي وأقدمت حكومة جيبوتي على طرد شركة موانئ دبي من إدارة ميناء ( دوراليه ) .

فلجأت أبو ظبي إلى اريتيريا وأجرت منها ميناء ( عصب ) لدعم عملياتها العسكرية وعدوانها على اليمن مما مثل افشالا لجهود اثيوبيا الرامية لعزل اريتريا الخصم اللدود الذي يدعم جماعات متمردة داخل اثيوبيا .

تحركت اديس أبابا لإغراء ابو ظبي بالاستثمار في ميناء بربرة بأرض الصومال بدلا من اريتريا .

وانعقد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين اثيوبيا ودويلة الامارات عام 2015م , وجرى الاتفاق على صفقة تتولى بموجبها ابو ظبي تطوير ميناء بربرة رغم اعتراض مقديشو , وتم بالفعل توقيع اتفاقية تلتزم بموجبها شركة موانئ دبي العالمية بتطوير وإدارة ميناء بربرة لمدة 30 عاما مقابل ملكية 51% من المشروع , مع منح اثيوبيا حصة 19% من الميناء والباقي لحكومة أرض الصومال .

فضلا عن بناء ابو ظبي لطريق سريع يربط ميناء بربرة مع مدينة واجالي الحدودية بين أرض الصومال واثيوبيا . وتزامن ذلك مع انتقال التركيز للأطماع الاماراتية في اليمن نحو ميناء عدن , مما زاد من أهمية بربرة الاقرب جغرافيا مقارنة بميناء عصب الصومالي !

3- مليار دولار

تواكب مع اهتمام دويلة الامارات بالقرن الافريقي واستعدادها لتقديم التمويل والدعم لأديس أبابا وصول آبى أحمد لرئاسة الوزراء في اثيوبيا عام 2018م ,ففي ذات العام قدمت ابو ظبي لاثيوبيا 3 مليار دولار امريكي , كما زار آبي أحمد ابو ظبي ليرد له بن زايد الزيارة بعد شهر واحد ويتفقان على ترسيخ علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بينهما في الملف الاقتصادي فضلا عن تشاركهما في سياسة مواجهة الاسلاميين في المنطقة خاصة في الصومال .

وفي عام 2021م عندما اقتربت قوات ( جبهة تحرير تيغراي) من أديس ابابا قدمت ابو ظبي للجيش الاثيوبي طائرات مسيرة وخبراء ساعدته في التصدي للهجوم وشن هجوم مضاد أجبر قوات التيغراي على التراجع .

تهديد المنطقة أمنيا

ترى أديس أبابا أن فقدانها لمنفذ بحرى خاص بها جعل جيشها يقتصر على قوات برية وجوية دون امتلاك قوات بحرية فاعلة كما يحرمها من الملاحة في المحيطات والاستفادة من المشاعات البحرية , فضلا عن خضوع استيرادها لمعدات عسكرية وأمنية حساسة لموافقة جيبوتي مما يضعف السيادة ويجعل اثيوبيا مقيدة ومنكفئة على نفسها , وايضا يكلفها اقتصاديا رسوم لجيبوتي تصل إحيانا إلى 2 مليار سنويا .ف الحدود الاثيوبية على بعد 60كم من ساحل البحر الاحمر لذا تريد تأمين منافذ بجرية جديدة يمكن استخدامها دون دفع رسوم ولبناء قوات بحرية يمكنها من النشاط في مضيق باب المندب وغرب المحيط الهندي لتعزيز دورها كقوة اقليمية مهيمنة ليضعها مجددا كلاعب عسكري مؤثر في الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي.

ويزيد من أوراق القوة بيد اثيوبيا لمواجهة دول مثل مصر حيث سيتاح بذلك التأثير على حركة الملاحة في قناة السويس بجوار التحكم في معدل تدفق مياه النيل من خلال سد النهضة . مما يسمح لها بعقد تحالفات مع قوى خارجية ومعادية لدول المنطقة كعلاقاتها مع الكيان الصهيوني سابقا أو مع العالم الغربي الصليبي عبر التاريخ كلما سنحت له الفرصة والظروف حينما يهدد المنطقة عدوان خارجي كما يتضح اليوم من العدوان على غزة ولبنان فقد كشفت تقارير حديثه تكفل دويلة الأمارات في تمويل جلب مرتزقة من دول افريقية للقتال مع جيش الاحتلال الصهيوني في حروبه وعدوانه المستمر على قطاع غزة ولبنان .

واشارت التقارير إلى إن خطة جلب المرتزقة تركز خصوصا على اثيوبيا التي شهدت تجنيد مئات المرتزقة من اجل القتال في صفوف الجيش الصهيوني منذ نهاية العام الماضي .

واوضح التقرير أن ابو ظبي عمدت إلى استغلال علاقاته الوثيقة مع الحكومة في اثيوبيا من أجل دعم الكيان الصهيوني بجلب مرتزقة لها من عدد من بلدان القرن الافريقي .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com