حسن حمود شرف الدين
تستمر مفاوضات الكويت.. ويستمر تمسك الوفد الوطني على مبدأ الوقف الكامل لإطلاق النار في جميع جبهات القتال كمبدأ أساسي للتفاوض واستمرار المشاورات.. إلا أن الطرف الآخر المتمثل في وفد الرياض يتغاضى عن وقف إطلاق النار ويؤيد قوات تحالف العدوان استمراره في استهداف الأحياء السكنية والبنية التحتية معززا مناطق تواجده بالأفراد والمعدات؛ متجاهلا اتفاق الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة وبموافقة جميع الأطراف للوصول إلى حلول مناسبة يتوافق عليها الجميع.
رافقت عملية التفاوض أحداث عدة أبرزها دخول قوات أمريكية بطلب من الإمارات إلى جنوب الجمهورية اليمنية.. وهو ما أدانه الوفد الوطنية مؤكدا على حقه بالدفاع عن الأرض بمختلف الوسائل الممكنة والمتاحة.. بينما لم يعلن وفد الرياض موقفه من دخول قوات أمريكية للأراضي اليمنية في الجنوب.
اختراق آخر لعملية التفاوض تبنتها هذه المرة الأمم المتحد بإدخال سبع نساء إلى عملية التفاوض الجارية في الكويت.. ولم تعلن عن أسباب الإضافة وما هي المعايير التي انتهجتها لاختيار السبع النسوة ولماذا لم يشرك طرفا التفاوض في عملية الاختيار.. وماذا سيكون دورهن.. أتحدث هنا حول الاختيار ولم أتحدث حول الاشخاص.. خصوصا وأن أجندات التفاوض لم تشر إلى تكليف الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى بإضافة أشخاص خارج طرفي التفاوض.
أحداث أخرى رافقت عملية التفاوض.. منها اغتيالات واسعة ومتتالية لشخصيات اجتماعية وأمنية في مدينة عدن.. مما يؤكد إلى وجود تدهور أمني كبير في ظل وجود القوات الغازية الإماراتية والسعودية ومؤخرا الامريكية.. هذه الاغتيالات التي يتعرض لها أبناء محافظة عدن لم تلق أي اهتمام من حكومة الرياض.
هذا الخلل الأمني جعل القائمين على الأمن في المحافظة يبحث عن أي حلول تسد عورته وتغطي عيوبه فاتجهت إلى طرد المواطنين القاطنين في عدن وهم من أبناء المحافظات الشمالية تم تجميعهم على قاطرات وترحيلهم خارج محافظة عدن بحجة انهم لا يملكون أوراق ثبوتية وهو ما نفاه من تم طردهم في إجراء تعسفي وغير قانوني وغير أخلاقي.
هذا الإجراء الذي تم في عدن.. كيف تعامل معه المفاوضون في الكويت.. فبينما أعلن الوفد الوطني احتجاجه على ما يحدث في جنوب اليمن من طرد لأبناء المحافظات الشمالية.. كان وفد الرياض يترشح ويتغاضا عما يحدث من جرائم.. مما جعل والوفد الوطني يطالب بإصدار بيان صادر عن المشاركين في مفاوضات يدين ما تقوم به ما تسمى حكومة هادي في عدن.. إلا أن المخلافي رئيس وفد الرياض رفض ذلك في اشارة واضحة إلى موافقته وتأييده للإجراءات التعسفية التي يتعرض لها أبناء المحافظات الشمالية في مدينة عدن.
نعم.. إن مفاوضات الكويت خدعة دولية؛ مكنت أمريكا من دخول المحافظات الجنوبية.. ومكنت القاعدة وداعش في الجنوب.. ولا زالت تمكن العدو من حشد مرتزقته وعملائه في مختلف الجبهات الداخلية والحدودية.
لا أفق للمفاوضات في الكويت سوى تمكين أمريكا لنهب ثرواتنا في المناطق الجنوبية واستمرار نزيف الدم اليمني.