Herelllllan
herelllllan2

14 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. شهداء وجرحى وجرائم إبادة جماعية وتدمير للمزارع والبنى التحتية بغارات العدوان على اليمن

يمانيون – متابعات
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم الرابع عشر من أُكتوبر تشرين الأول، خلال الأعوام، 2015م، و2016، و2018م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، بحق الشعب اليمني وتدمير المنازل والمزارع وشبكات الاتصالات والمنشآت التعليمية، والطرقات، بسلسلة من غارات طيرانه الوحشية على محافظات صعدة وعمران، وإب، وذمار.

أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحة، وموجة من الحزن والنزوح، ومضاعفة المعاناة، الاقتصادية، والخدمية، وعمق المآسي والأحزان في قلوب أطفال فقدوا أُمهاتهم وأُمهات فقد أبنائهم، وجيران فقدوا جيرانهم، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

14 أُكتوبر 2015.. شهداء وجرحى في استهداف غارات العدوان للطريق العام بصعدة:

في مثل هذا اليوم 14 أُكتوبر من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، الطريق العام بمنطقة تيقرهد مديرية ساقين، بعدد من الغارات الوحشية، أسفرت عن عددًا من الشهداء والجرحى، وحالة من الرعب في نفوس أهالي المسافرين والمارة بالطريق وعابري السبيل.

قبل الغارات، كان الطريق العام في منطقة تيقرهد يشهد حركة نشطة للسيارات والدراجات النارية والسائرين على الأقدام، ذهابًا وإيابًا، الآمال، والمشي في مناكب الأرض والأكل من رزقها، والسعي للعمل، والنشور إلى الخالق، ولكن بعد الغارات، تحول هذا الطريق إلى مسلخ بشري تناثرت فيه الأشلاء والجثث، وسفكت عليه الدماء، وتحولت المشهد إلى ساحة حرب من طرف واحد.
في خضم الغارات وتصاعد النيران والدخان وسماع الانفجار، كانت أصوات الجرحى تتصاعد، تطلب النجدة، كانت وجوههم شاحبة، وأجسادهم ترتعش من الألم، كانت صرخاتهم تقطع القلوب، وتكشف عن وحشية وعنفوان العدوان، وكانت الدماء على ملابسهم وأجسادهم وفوق التراب وعلى السيارات، وفوق المسعفين، في مشهد دموي يعكس وحشية العدوان وتعمده المباشر في سفك الدم اليمني واستهداف المدنيين، والأعيان المدنية.

أثار هذا العدوان الوحشي موجة من الرعب والخوف بين سكان المناطق المجاورة، والمارة على ذات الطريق؛ خوفًا على حياتهم، ليعيش الأهالي بعدها حالة من القلق المُستمرّ، وبات التحَرّك نوع من المجازفة بالحياة، والتقدم نحو الموت السريع.
يقول أحد الأهالي من جوار دراجة نارية استشهد سائقها: “يا عالم هذه دراجة نارية وتلك سيارات كان الأهالي عليها بعد أعمالهم آمنين، استهدفتها الغارات التي لا تستثني شيئًا يتحَرّك فوق الأرض بمحافظة صعدة، لكن هذه الدماء غالية ومكلفة جِـدًّا على العدوان وسيدفع ثمن جرائمه فوق ما يتوقع، الله تكفل لنا بالنصر ووعد عدونا بالهزيمة، وليس أمامنا من خيار غي الاستمرار في الصمود ورفد الجبهات”.

تلك الغارات البشعة لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فخلال 9 أعوام والعدوان يستهدف المدنيين الأبرياء في اليمن، ويدمّـر منازلهم وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية، ويعد استهداف المدنيين في مناطقهم الآمنة جريمة حرب مكتملة الأركان، كما هو استهداف الممتلكات وتدمير البنية التحتية انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وكل ما يحدث في اليمن جريمة ضد الإنسانية، ولا بد من محاسبة مرتكبيها، ويجب على المجتمع الدولي التحَرّك الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار.

14 أُكتوبر 2016.. 4 شهداء وجرح امرأة في جريمة حرب وإبادة لأسرة داخل منزلها بعمران:

وفي نفس اليوم 14 أُكتوبر من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن حسين عنف بمنطقة الحرف مديرية سفيان محافظة عمران، أسفرت عن 4 شهداء، بينهم 3 أطفال ومسن وجرح امرأة عجوز، وتدمير المنزل وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والنزوح من المنطقة، ومضاعفة المعاناة.

جريمة إبادة جماعية بحق أسرة حسين:

في ذلك اليوم الحزين، تحولت سماء عمران إلى سرداب موحش، باغت منها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل المواطن حسين يحي عنف في منطقة الحرف، بغارات وحشية لا ترحم، ازهقت أربعة أرواح بريئة نائمة إلى عالم السماء، وجرح امرأة، وتاركت وراءها مشهدًا مروعًا لا يمحى من الذاكرة، لمنزل مدمّـر بالكامل على رؤوس ساكنيها.

نزلت الغارات الوحشية لتفتك بكل ما هو جميل في ذلك المنزل، وناثرت الأشلاء وسفكت الدماء، وحولت جدرانه البيضاء إلى ركام متناثر، في كُـلّ مكان، وكأن الموت قد احتفل بضحيته، وصرخات الفجيعة مزقت سكون الليل، وحلّ الرعب على القلوب.

لم تسلم المنازل المجاورة من ويلات الغارات الغادرة، بل تضررت، وأجبرت العائلات على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان، وحملت معها ذكريات مرعبة ومشاهد مؤلمة، لجار عزيز فقد حياته وحياة أطفاله وجرحت زوجته الناجية الوحيدة من مجزرة جماعية، تاركة وراءها كُـلّ ما تعلق به من اوصاف الرعب وادلة الإجرام بحق الإنسانية في اليمن.

في ذلك اليوم، لم تكن عمران مُجَـرّد مدينة تعاني من ويلات العدوان، بل تحولت إلى ساحة جريمة حقيقية فاعلها جبان يضرب من السماء ويلوذ بالفرار في جبهات المواجهة، ويسقط الأبرياء ضحايا لأطماع الغزاة، ومشهد الدمار والخراب الذي خلفه القصف، يشهد على وحشية العدوان، والصامتين عن قبل المؤيدين له، ويدعو إلى التساؤل: إلى متى ستستمر هذه المعاناة بحق الشعب اليمني.
يقول أخو الفقيد وأسرته من فوق الدمار والأثاث الدماء، ومن جوار 4 جثث هم أخوه واسرته تم انتشالها ورصها مصفوفة واحدة جوار الأُخرى: “لا حول ولا قوة إلا بالله، من نواجه؟ يهود مجرمين قتلة الأطفال والنساء، هذا أخي وعياله شهداء بغارات عدوانية ظالمة، ولكن بحق الله وأبن عبد الله ما تسير دماء أخي هدرًا وبأ نواجه العدوان إلى أين ما هو وإلى أين ما كان كائنة وندخل له إلى عقر دارة، لو يهرب مشارق الأرض أَو مغاربها”.

فيما يقول آخر: “ها هي الدماء كما تشاهدون واخرجنا الأسرة من تحت الأنقاض، وكم يا جرائم للعدوان في اليمن، هذا ابن عمي كان الأطفال يأخذون الصبوح، وأبوهم نائم، ضربهم العدوان الساعة السادسة فجرًا، وفزع كُـلّ الأهالي وما عاد من البيت غير أثره، إذَا كانوا رجال يواجهوا في الجبهات، وهذه قطعة من رأس طفل، هذه عدالة سلمان لعنة الله عليه، والله سنقدم إليك مجاهدين مقاتلين من جرف سلمان إلى قصر سلمان، وما بأ نعذر والذي قال لمحمد قم فأنذر”.

14 أُكتوبر 2016.. 4 شهداء وجرحى في استهداف غارات العدوان مبنى المركز التعليمي بإب:

وفي نفس اليوم والعام 14 أُكتوبر تشرين الأول، 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مبنى المركز التعليمي بمنطقة السيرة مديرية السبرة، محافظة إب، بسلسلة غارات وحشية، أسفرت عن شهيد و3 جرحى، واضرار في المبنى والممتلكات المجاورة، وحالة من الفزع في نفوس الأهالي.

هذه المرة استهدفت غارات العدوان صرحًا من صروح العلم والمعرفة، ولم تكتفي بتدمير المبنى، بل زرعت الرعب والخوف في نفوس الأهالي، وهذا العمل الإجرامي ليس وليد الصدفة، بل يأتي في سياق استهداف ممنهج للبنية التحتية في اليمن، وخَاصَّة المنشآت التعليمية والصحية، في استهداف واضح للمستقبل، والأجيال القادمة.

ووفقًا للقانون الدولي والإنساني العام يعتبر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، وتدعوا جميع المنظمات العاملة في اليمن إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المراكز التعليمية والمدارس المدمّـرة وتوفير الاحتياجات التعليمية للطلاب المتضررين.

يقول أحد الجرحى: “كنا في المركز نائمين والساعة السادسة فجرًا استهدف العدوان بغاراته الجوية المبنى واستشهد واحد من الأهالي وجرحنا 3، وهذا العمل الجبان هو استهداف للتعليم وللحاضر والمستقبل، وجريمة بحق الإنسانية جمعاء، لن ننسى شهداءنا، ولن نتوقف عن المطالبة بمحاسبة الجناة”.

ويظل التعليم والمنشآت التعليمية وبنيته التحتية من أبرز الأهداف التي دمّـرها العدوان بغاراته المدمّـرة، وقطع المرتبات، خلال 9 أعوام، دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الدولية.

14 أُكتوبر 2016.. استشهاد امرأة بمدفعية العدوان على مزارع المواطنين بصعدة:

وفي اليوم ذاته 14 أُكتوبر 2016م، استهدف جيش ومرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي، مزارع المواطنين بمنطقة بني صياح مديرية رازح الحدودية، بمحافظة صعدة، بقصف مدفعي، أسفر عن استشهاد امرأة، واضرار واسعة في المزارع والممتلكات، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح ومضاعفة المعاناة.

أمٌّ ترحل تاركة 6 أطفال تحت نيران العدوان:

في قرية بني صياح بمديرية رازح، حَيثُ تتراقص نسائم الجبال على قممه الخضراء، كانت تعيش أم لـ6 أطفال في عمر الزهور، بالحياة، قلبها ينبض بحب أطفالها، كانت تبدي صباحها الطعام وجلب الحليب لصغارها، وتحضير القهوة، والخبز لزوجها، وتقديم العلف لأبقارها ومواشيها، وإعطاء الدواء لعمها الكبير في السن، وكان مساءها يكتمل بقصصها الخالدة التي تحكيها لأبنائها حول النجوم والكواكب، وأهميّة النظافة والكلام الحسن والالتزام بالصلوات، ومراجعة الدروس المدرسية، وطاعة والديهم.

في ذلك اليوم المشؤوم، الـ14 أُكتوبر، أكملت الأم أمورها المنزلية، وتوجّـهت نحو المزرعة لجلب الأعلاف، وتفقد الثمار، وإصلاحها، لكن أعين العدوّ السعوديّ كانت ترصد حركتها وعملها الدؤوب، فوجه أدواته لاستهداف المزارع بما فيها مزرعتها التي تتواجد بها، فحلّ الظلام على القرية قبل أن يحين وقته، ويتم براعمها الصغار قبل أخذ حقهم الكافي من الحنان والرعاية، بقصف مدفعي كثيف، حول مزارعهم الخصبة إلى ساحة حرب، لم تسلم هذه السيدة، من هذا البربرية، فقد قضت نحبها وهي تحاول حماية أطفالها – الذين كانوا ينادونها من أطراف المزرعة ليلحقوا بها- من شظايا الموت.

بعد أن هدأت أصوات الانفجارات، وجد الأطفال أنفسهم وحيدين بلا أم، كانت أصوات بكائهم تصدح في المكان، وتنادي أمهم التي لن تعود، لقد فقدوا ملجأهم الدافئ، وراح أحلامهم تتلاشى مع كُـلّ قطرة دم سقطت على الأرض.

أمهم فارقت الحياة بشظية مدفعية غادرة، وحين شعر أطفالها بالخوف من صوت القذائف كانوا يركضون نحوها ويحاولن الاحتماء بها وهي جثة هامدة، لكن عينيها لم تغمض بعد بل ظلت مفتوحتان خشية ورعبًا على أطفالها، لتكون نظرتها الأخيرة لهم ووداعها البصري من غير احتضان.

واليوم يكبر الأطفال دون أم لكن ملامحها وملابسها ومكان استشهادها واخر كلمات لها في اللحظات الأخيرة ستظل ساكنة وجدانهم وعقولهم وتلازمهم مدى الحياة، كما هي الجريمة وحشيتها لم تفارق مخيلتهم، وكل يوم يكبرون ويكبر معهم حنينهم وفقدهم لأمهم، كما يكبر معهم حقدهم وإرادتهم تجاه القاتل المجرم، وكيف يأخذون بالثأر منه.

لم تعد المزرعة التي كانت تعج بالحياة سوى كومة من الأنقاض، لم تعد البيوت آمنة، والأطفال يشعرون بالخوف في كُـلّ لحظة، لقد فقدوا كُـلّ شيء: أمهم، وحنانها، ومزرعتهم وثمارها.

يقول أكبر أطفالها الذي لا يتجاوز عمرة 9 أعوام وهو بجوار أخوته الصغار: “اليوم صباح الجمعة، قتل العدوان أمي بقذائف الهاون، مُشيرًا إلى الجهة التي انطلق منها على حَــدّ العدوّ السعوديّ، ويمغط الغصة ويختنق بالبكاء، وتشير يده الأُخرى نحو أخوته الصغار على يمينة قائلًا: ها يا عالم شاهدو أخوتي يبكون عليها ويتنافرون بين المزارع بحثًا عنها وفقدًا لها، لا يطيقون العودة إلى البيت بدونها، والله يلعن سلمان”.

يحملها الأهالي إلى منزلها لتوديعها الوداع الأخير دون معرفة أطفالها، ويفتشون على وجهها الممزق بالقذيفة والدماء مضرجة عليها، وحالها تصرخ مناديه بأسماء أطفالها، لو سمح لها ذلك.

هذه الأم واحدة من آلاف الأُمهات اللائي استهدفتهن غارات العدوان وقذائفه في اليمن خلال 9 أعوام، ونزر بسيط من معاناة أطفالهن وأهاليهن، وتفاصيلها التي تدمي القلوب.

هذا المشهد المؤلم يعكس الوجه الحقيقي للعدوان، وكيف تدمّـر الأسر وتشرد العائلات، ويحرم الأطفال من طفولتهم، إنه نداء عاجل إلى العالم أجمع للتدخل ووقف هذه المأساة الإنسانية.

14 أُكتوبر 2016.. طيران العدوان يستهدف شبكة الاتصالات ويقطع أوصال الأهالي بذمار:

في يومٍ حزينٍ آخر، في الرابع عشر من أُكتوبر عام 2016، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي إلى سجل جرائمه جريمة جديدة
بحق الشعب اليمني، هذه المرة استهدف شريان الحياة في منطقة جبل اسبيل بمديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار، بغارات جوية وحشية على برج الاتصالات، محولين إياه إلى أنقاض.

لم يكتفِ العدوان بتدمير البرج، بل استهدف المولد الكهربائي وخزان الوقود، مما أَدَّى إلى خروج الشبكة عن الخدمة بشكل كامل، وبهذا الفعل الإجرامي، حرموا أهالي المنطقة من أبسط حقوقهم، وهو حق التواصل مع أحبائهم وأقاربهم.

في أعماق الجبال، حَيثُ يسكن الأهالي حياة بسيطة، تحولت البيوت إلى سجون صامتة، فقد الأهالي صلتهم بالعالم الخارجي، وأصبحوا عالقين في عزلة قسرية، مرضى يطلبون سيارة إسعاف لكنهم لا يجدون لمن يتصلون، والأُمهات يخشين على أبنائهن المغتربين، والأبناء يقلقون على أهلهم المسنين، فكيف لهم أن يطمئنوا على أحبائهم وهم لا يستطيعون التواصل معهم؟

يقول أحد الأهالي: “نحن اليوم في قمة جبل اسبيل الذي استهدفه العدوان بغاراته ودمّـر شبكة الاتصالات التي تغطي مديريات الحدا وعنس وميفعة عنس، والعديد من المناطق الأُخرى في المحافظة، ويخدم سكان المنطقة، وهذا الموقع استهدفه العدوان فجر اليوم بعد صلاة الفجر، وما نقدر الحين نتصل أَو نستقبل أي مكالمة، وهذه جريمة حرب تستهدف الاعيان المدنية”.

حارس شبكة اسبيل بدوره يقول: “أمس نزلت من الموقع الساعة 12 نصف الليل إلى البيت، وبعد ساعات سمعت صوت الغارات على الجبل، الصاروخ الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، والنيران تشتعل في الموقع، فهل هذه مواقع عسكرية أَو مخازن أسلحة، هذه خدمة مدنية”.

إن استهداف شبكات الاتصالات هو جريمة حرب بكل المقاييس، واستهداف مباشر لحياة المدنيين، ويؤثر على حياتهم اليومية بشكل كبير، ويعيق حصولهم على الخدمات والمعلومات والأخبار عن محبيهم وذويهم، كما أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقوانين والمواثيق الدولية.

14 أُكتوبر 2018.. غارات العدوان تحصد الأخضر واليابس في باقم الحدودية بصعدة:

في يومٍ جديد من أَيَّـام العدوان، الرابع عشر من أُكتوبر عام 2018، أضاف العدوّ السعوديّ الأمريكي إلى سجل جرائمه جريمة جديدة بحق الشعب اليمني، هذه المرة استهدفوا مصدر رزق الأهالي في مديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة، بغارات جوية وحشية على مزارعهم.

لم تترك الغارات أي شيء قائم، فقد دمّـرت المزارع ومضخات المياه ومنظوماتها الشمسية وشبكات الري، وحصدت المحاصيل قبل أن تنضج، تحولت حقول الخضروات والفاكهة إلى رماد، وأصبحت الآبار جافة، لم يعد هناك أمل في حصاد محصول هذا العام، ولم يعد هناك مصدر رزق للمزارعين وعائلاتهم.

المعاناة لا توصف، حَيثُ عاش المزارعون وأسرهم وعمالهم حالة من الخوف والقلق، فهم يخشون على حياتهم وممتلكاتهم من الغارات الجوية المتكرّرة، وفقدوا مصدر رزقهم الوحيد، وتراكمت عليهم الديون، وأصبحت أسرهم تعاني من الجوع والعوز.

يقول أحد المزارعين: “طيران العدوان ما خلا لنا حالنا استهدف مزارعنا بشكل جنوني وغارات كثيفة، مزارع فيها رمان وبطاط وطماطم وقات، لماذا كُـلّ هذا التكبر والإهلاك للحرث والنسل، ما هو قادر يخضعنا لو يطول عدوانه إلى يوم القيامة، نحن شعب الإيمان والحكمة مجاهدين صامدين لا نستسلم ولا نخضع أية جهة في هذا الكون غير الله، وأن شاء الله أن كُـلّ هذه الجرائم سبب لسقوط أنظمة العدوان وخلاص الأُمَّــة منها”.

ووفقًا للقوانين الإنسانية الدولية فَــإنَّ استهداف المزارع جرائم حرب ممنهجة، وجريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف الأعيان المدنية والبنية الزراعية للمدنيين، أَدَّت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وهذا العمل الإجرامي يأتي في إطار حصار شامل يهدف إلى تجويع الشعب اليمني وإخضاعه.

وهذه الجرائم وما سبقها في جسم التقرير تدعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحَرّك الفوري لإدانتها، ومحاسبة مرتكبيها، وسرعة الضغط على دول العدوان لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتؤكّـد إن صمت العالم إزاء هذه الجرائم شجع الجناة على ارتكاب المزيد منها، ويجب على العالم تحمل مسؤولياته وأن يقف إلى جانب الشعب اليمني في معاناته المُستمرّة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com