ذكرى أُكتوبر المجيدة.. شتَّانَ ما بين الأحرار وعملاء الاستعمار
عبد المنان السنبلي
أليس العَلَمُ بألوانه الثلاثة (الأحمر، والأبيض، والأسود) هو العَلَمَ الذي رفعه أبطالُ ثورة أُكتوبر واختاروه رايةً لهبَّتِهم المباركة تلك؟!
أليس هو العَلَمَ نفسَه الذي، وكلما كان يراه البريطانيون في شوارع وأحياء عدن وعلى سطوح المنازل، يجن جنونهم ويبدأون على الفور حملة اعتقالاتٍ ومداهماتٍ واقتحاماتٍ واسعة؛ بحثاً عن ثائرٍ هنا، أَو مناضلٍ حُرٍّ هناك؟
أليس هو، أَيْـضاً، العَلَمَ الذي رفعته جماهيرُ هذه الثورة المجيدة والتفت به جثامين شهدائها الأبرار..؟
فقط افتحوا قبرَ الشهيد راجح بن غالب لبوزة وانظروا بأي علمٍ سُجِّي جثمانُه الطاهر..!
فكيف إذن يحق لمن داسوا هذا العَلَمَ بأقدامهم اليوم، ومزّقوه وأنزلوه من سواريه بأيديهم أن يحتفلوا بثورةٍ لم يعرفْ قاداتُها وأبطالُها العظامُ وجماهيرُها العريضة لهم رايةً سِواها؟
كيف يحق لمن أحلوا محلَّه أعلامَ الإمارات والسعوديّة ولبسوا عقالاتِهم وعباءاتِهم، وهم أنفسهم من وقفوا موقفاً معادياً من هذه الثورة المباركة، وسعَوا إلى إجهاضها ووأدها، كيف يحق لهم أن يحتفلوا بها اليوم؟!
كيف، بالله عليكم، يَحِقُّ لمن يتغنى اليوم بالتواجُدِ والاحتلال الأجنبي، ويتبرّك بحَمْلِ صُور قياداته على صدره، أن ينصِّبَ نفسَه اليوم وريثاً شرعياً لثوارٍ أبَوا وآلوا على أنفسهم يوماً أَلَّا تطأ هذه الأرض الطاهرة قدَمُ أجنبي بعد ذلك اليوم؟!
اسألوهم..
اسألوا قياداتهم العليا عن رأيهم في هذا العلم،
لَوِّحوا به أمامهم..
وانظروا كيف ستكون ردةُ فعلهم..!
وأيةُ نوبة هستيريا وجنونٍ ستصيبُهم حال رؤيته..!
فلماذا إذن يتحدثون عن ثورة أُكتوبر المجيدة وعن أبطالها وشهدائها، وعن جبال ردفان، وعن عدن الحرة، وَ…؟
لماذا، وهم الذين يمثّلون اليوم بمبادئهم وسلوكياتهم دورَ أُولئك الذين كانوا يساندون الجيش البريطاني ويقاتلون ضمن صفوفه من العملاء والمرتزِقة الموالين للاستعمار..؟!
لماذا كُـلُّ هذا التنكر والجُحود لمبادئ وأهداف الثورات اليمنية المجيدات الثلاث:- سبتمبر الأولى والثانية وأُكتوبر؟!
لماذا..؟ ولماذا..؟ ولماذا؟
لا أدري بصراحة..
على أية حال، عيد أُكتوبر مجيد.
وكل عام وأنتم واليمن وفلسطين وسائرُ أحرار الأُمَّــة بألف ألف خيرٍ وعافية.
وعاشت اليمنُ حرةً أبيةً موحَّدة..
ولا نامت أعينُ الجبناء.