وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ
يمانيون/ كتابات/ أحمد يحيى الديلمي
يبدو أن الشاعر الذي أطلق بيت الشعر المعنون به هذا المقال كان قد تعب في إقناع من حوله رغم أنه على صواب إلا أنهم كانوا يجادلون ويعاندون كما هو حالنُا اليوم مع المرتزقة والعملاء في الداخل اليمني والدول أو الجماعات التي لا تزال تعاند وتعتبر أن ما قامت به حماس وبعد ذلك حزب الله مغامرات غير محسوبة، كما وصفها في 2006م سعود الفيصل، وهي حالة مُشينة جداً تجعلُنا نعود بالذاكرة إلى تلك الأيام الخالدة حينما كانت قضية الشعب الفلسطيني تتصدر كل القضايا العربية وتحتل صدارة اهتمامات كل الأقطار، لكن يبدو أن أمريكا وبريطانيا بالذات استطاعتا خلخلة مبدأ الانتماء إلى العروبة والدين، فأصبحا مجرد شعارات موضوعة في الرفوف يتباهون بها دون أن يعرفوا معناها، وهذا ما يجري الآن من قبل قنوات الزيف والبهتان وعقول وأفئدة المزايدين من أبناء جلدتنا العرب والمسلمين، لأن هذه النفوس أصبحت مريضة بشيء اسمه الوهم الذي يوحي لهم أن أمريكا والكيان الصهيوني دول لا تُغلب، لذلك تعتبران أي فعل ضد هذا الكيان وتلك الدويلة مصدراً لعواقب وخيمة على الفاعل، وبالتالي يتندرون على الأعمال الأسطورية البطولية التي قام ويقوم بها الفلسطينيون في غزة والمجاهدون الأبطال في لبنان من أتباع أعظم وأقدس الشهداء في الزمن الحاضر، السيد حسن نصر الله طيب الله ثراه والأبطال من أبناء اليمن الميامين ، فالشهيد حسن نصر الله أصبح محفوراً في أذهان وأدمغة الصهاينة وصورة تفزع كل من في الغرب وفي المقدمة الصهاينة العرب، مع أنه ظل دائماً مدافعاً عن الحق كل همه أن ينتصر لقضية الأمة الأساسية قضية فلسطين التي في الأخير قدم روحه العظيمة رخيصة في سبيلها ومعه كوكبة من الشهداء الذين استهدفتهم دويلة الكيان الصهيوني، أقول الكيان الصهيوني وأرددها عشرات المرات كي يفهمها بقية الإعلاميين العرب والمسلمين، فهذه الثوابت اتفق عليها وزراء الإعلام العرب في دمشق عقب انتصارات أكتوبر 1973م، فلقد عقدوا اجتماع خاص وحددوا فيه المصطلحات التي يجب أن تُطلق على كل ما يتعلق بهذا الكيان الغاصب، ومنها عدم ذكر دولة إسرائيل في أي مناسبة من المناسبات وتُستبدل بكلمة الكيان الصهيوني الغاصب، إلى غير ذلك من المصطلحات التي وزعت في تلك الأيام على عدد من مؤسسات الإعلام العربية باستثناء دول الخليج والسعودية، وكان الموزع مُصيباً في ذلك، فهاهي هذه الدول تستبسل في الدفاع عن ما يُسمى دولة إسرائيل، وتبالغ في انتصاراتها الوهمية بشكل يفوق كلياً ما يقوم به الإعلام الصهيوني أو الأمريكي، فلو عدنا قليلاً فقط لمتابعة قناة الحدث الأكبر أو العبرية “العربية” كما يسمونها زوراً وبهتاناً لعرفنا حقيقة هذا الإعلام ودوره الخبيث في تثبيط الهمم والإمعان في تمزيق أشلاء الأمة مذهبياً أو مناطقياً أو حزبياً وبكل الوسائل غير الشريفة فقط خدمة لدويلة الكيان الصهيوني، لو عدنا كذلك لعرفنا أين مصدر الخطر القائم الآن على الأمة ولوجدنا أن الصهاينة العرب هم الأكثر خطراً على هذه الأمة ومستقبل أجيالها الصاعدة، مهما تحدثنا عن هذه القنوات الزائفة فإننا لن نصل إلى وصف ما تقوم به من أعمال خبيثة وما تكنّه من حقد للأمة، وكيف تحولت إلى مصادر دعم وإسناد لدويلة الكيان الصهيوني وهو ما يجعلنا نحذّر من دور هذه القنوات والأخرى التي تسير على نهجها وتُسمي نفسها بالعربية .
يا إخوة.. الصراع همجي والأمة أمام مُنزلق خطير تُريد من خلاله أمريكا ودول الغرب أن تطوع كل ما هو عربي وإسلامي ليصبح أسيراً لها وطوع بنانها، مع ذلك لا تزال أفكار الكثيرين محنطة وغير قابلة للفهم ومعرفة المخططات الإجرامية الخبيثة وهو ما يجعل شطر بيت الشعر السابق ينطبق عليهم كل الانطباق، بل إن البقر أحياناً تفهم حركات المشرف عليها، أما هؤلاء فلقد بات الفهم عصياً على أذهانهم، ولم يعُد هناك مجال لإعادتهم إلى الصواب، لكن ضربات الأبطال وقوة بأسهم ستجعل كل شيء يعود إلى طبيعته وتؤكد فوز الأمة أخيراً باستعادة مكانتها وقوتها بتحرير الأرض المغتصبة من قبل الصهاينة الأشرار .
وفي الأخير.. أقول لقادة حزب الله ما قاله المتنبي العظيم قبل مئات السنين:
ومن الروم خلف ظهرك رومٌ فعلى أي جانبيك تميلُ
والله من وراء القصد..