8 أكتوبر خلال 9 أعوام.. 1137 شهيداً وجريحا في جرائم حرب ومجازر مروعة غارات العدوان على اليمن
أسفرت عن 219 شهيداً و918 جريحاً، في جرائم حرب وإبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية، وتدمير عشرات المنازل، وتعميق الحزن والألم في قلوب كل أبناء الشعب اليمني، وتشرد ونزوح العديد من الأسر، ومضاعفة معاناتها، وتدمير البنى التحتية، واستهداف مقومات الحياة، تتطلب تحرك فاعل لمحاسبة مجرمي الحرب، ووضع حد لصمت وتواطئ المجتمع الدولي والمنظومة الأممية.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
8 أكتوبر 2015.. 24 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان لمنطق متفرقة بصعدة:
في مثل هذا اليوم الثامن من أكتوبر تشرين الأول، من العام 2015م، واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جرائمه الحرب بحق المدنيين الأبرياء، والأعيان المدنية والممتلكات، بسلسلة من الغارات الوحشية والقنابل العنقودية المحرمة دولياً، على مديريات رازح وحيدان وكتاف وغمر بمحافظة صعدة، أسفرت عن استشهاد 3 نساء وطفلين ورجل، وجرح 8 أخرين بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل، وشبكات الاتصالات وجسر، وأضرار واسعة في المنازل والمزارع والممتلكات المجاورة، وموجات من الخوف والنزوح والتشرد والحرمان، ومضاعفة المعاناة.
ففي مديرية رازح استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي منزل المواطن أحمد عيضة جابر ما أدى الى استشهاد رجل وطفلين وامرأة في منطقة دهوان، كما استهدف شبكة الاتصالات، وعدد من المناطق بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً بغارات منفصلة، أسفرت عن ترهيب المواطنين وتهجيرهم من منازلهم ومزارعهم وحرمانهم من خدمة التواصل بأهاليهم وذويهم.
جريمة استهداف غارات العدوان لمنزل جابر واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الإنسانية في اليمن، عكست مشاهد الجثث والأشلاء المتناثرة والدماء المسفوكة، والدمار الكامل للمنزل، وبكاء الأهالي وصرخات الجرحى، من تحت الأنقاض وحشية العدو وامعانه في سفك الدم اليمني واستباحة شعبه ومقدراته.
يقول أحد الأهالي: “أين العالم هؤلاء أطفال أمعائهم من خارج، العدوان قام بالتعدي على المواطن عيضة جابر وقتل أولاده واولاد أبنه، وهذا ظلم وعدوان غاشم من قبل السعودية”.
10 شهداء وجرحى في استهداف للمدنيين بمديرية حيدان:
وفي مديرية حيدان، استهدف طيران العدوان منزل المواطن الشاوش في منطقة عريمة، بغارة جوية وحشية، أسفرت عن استشهاد امرأتان وجرح 8 آخرين، ودمار واسع في المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة، وتشريد عدد من الأسر ومضاعفة المعاناة، ومشهد من الدماء والدمار والأرواح، وصرخات الجرحى، وهلع المسعفين، وموجة متكررة من النزوح والتشرد نحو المجهول.
يقول أحد الأهالي: “جرائم العدوان تتكرر يوم بعد آخر ولا نجد من يقف مع الشعب اليمني، وأن الكل شركاء في قتلنا وسفك دمائنا، وأثبت العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي يستهدف النساء والأطفال والمنازل ولا يبقي لنا شيء، هذا هو الإفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل”
وفي مديرية كتاف استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منازل المواطنين مخلفاً دمارًا كبيرا في منطقة وادي آل أبو جبارة، وموجة واسعة من التهجير القسري والتشريد والنزوح، ومضاعفة المعاناة، في ظل غياب المساعدات الإنسانية العاجلة.
يقول أحد المواطنين: “لعن الله سلمان ومن ولاه، وهذه الجرائم بحقنا وتدمير منازلنا، سيكون ثمنها باهض بأذن الله، وسيتحرك كل الأحرار نحو الجبهات، وسيعرف العدو شر فعلته، وأن النصر بيد الله، وعده به عباده المستضعفون، الذين ظلموا”
استهداف البنية التحتية:
وفي مديريتي باقم ومجز استهدف طيران العدوان الجسر الرابط بين المديريتين، ومناطقها وقراها المترامية الأطراف، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه وعزل عدد من القرى، وحرمانها من الخدمات ووصول الامدادات الغذائية والدوائية وتأخر اسعاف المرضى والجرحى.
أما في مديرية غمر فاستهدفت غارات طيران العدوان شبكة الاتصالات، ما أدى إلى قطع الاتصال عن عدد من القرى، واخراجها عن الخدمة، كما استهدف مناطق متفرقة بالقنابل العنقودية التي تهدد حياة الأهالي، في المزارع والطرقات، وجوار المنازل.
يقول أحد الأهالي: “بعد استهداف شبكة الاتصالات، ما قدرنا نتواصل بعيالنا، وأهلنا في الغربة، حرمنا العدوان من هذه الخدمة، وهذا أمعان ومحاولة لنترك أرضنا وننزح، ولكم هيهات له ذلك”.
8 أكتوبر 2016.. 13 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب لغارات العدوان على سوق الخميس وناقلة وقود بصعدة:
وفي سياق متصل بمحافظة صعدة، في العام 2016م، من اليوم ذاته، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي سوق الخميس، بمنطقة مران في مديرية حيدان بعدد من الغارات، أسفرت عن، جريمة حرب وإبادة جماعية بحق 7 شهداء و4 جرحى، كما استهدف طيران العدو ناقلة محملة بالوقود على الخط العام في منطقة آل عمار، ما أسفر عن استشهاد 2 واحتراق الشاحنة بالكامل، وتضرر الطريق العام بمديرية الصفراء.
مشاهد الدماء والأشلاء والجثث والدمار والنار والدخان والشظايا، ورعب المنقذين ونزوح الأهالي، وصرخات الجرحى من تحت الأنقاض، تجسد الصورة الوحشية لجريمة الإبادة الجماعية للمتسوقين، ومحاولة القضاء عليهم، ومنعهم من شراء احتياجات أسرهم التي نزحت غالبيتها إلى الكهوف والجبال منذ العام الأول للعدوان على اليمن.
أسر متعددة وصلها خبر الفاجعة وهي تنتظر وصول معيلها أو أبن لها محمل بحاجاتهم ومطالبهم من الغذاء والدواء والهدايا، لكن ما وصل هي أما جثث او جرحى، وأخبار مفزعة، أبكت القلوب واحزنتها.
يقول أحد البائعين من فوق دمار محلة وبضاعته: “العدوان يتعمد استهداف الأماكن المتوقع وجود المواطنين فيها بشكل كبير، وهذه الجثث والدماء المسفوكة، تؤكد محاولاته المتكررة لإذلال الشعب اليمن، ولكنه لن يحصل على ما يريد، ونحن صامدين رغم المعاناة”.
أما الشاحنة التي كانت محملة بالوقود فحولتها الغارة إلى كرة من اللهب والنار المتصاعد في السماء، وتفحمت على متنها جثتي السائق ومرافقه، في مشهد وحشي يؤكد جرم العدوان بحق الشعب اليمني.
يقول أحد المواطنين: “هذه ناقلة كانت محملة بالوقود العدوان يحاول تشديد الحصار على شعبنا، ومنع وصول الوقود إلى المزارعين الذين يعتمدون عليه في ري مزارعهم، وتسويق منتجاتهم”.
8 سنوات على جريمة قصف السعودية للقاعة الكبرى.. وجع لا ينساه اليمنيون
يعد الثامن من أكتوبر تشرين الأول من أبرز الأيام التي لا يمكن أن تفارق الذاكرة اليمنية، ففي مثل هذا اليوم من عام 2016 ارتكب العدو الأمريكي السعوديّ مجزرة قصف القاعة الكبرى بصنعاء.
في هذا اليوم خيم الحزن على معظم الأسر اليمنية، ودخل الأسى إلى كلّ بيت، حيثُ حلقت طائرات العدوان في سماء العاصمة صنعاء، واستهدفت قاعة عزاء كان يتواجد فيها المئات من اليمنيين الذين حضروا لتقديم واجب العزاء في وفاة رجل الأعمال علي الرويشان.
استغل العدوان هذا التجمع، ليستهدف بكل قبح ودناءة الحاضرين، مخلفاً أكبر الجرائم على اليمن، في محاولة لدفع اليمنيين للاستسلام أمام وحشيته وعنفوانه.
سارع العدوان للاعتراف بارتكابه لهذه الجريمة، بغارتين جويتين الفارق بينهما 7 دقائق، على أجساد مئات المعزين بينهم قيادات كبيرة في الدولة مدنية وعسكرية ومن مختلف التوجهات السياسية، ومشايخ قبلية، علاوة على الأطفال، والمسعفين.
أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد وجرح أكثر من ألف مدني، منهم 193 شهيداً مدنياً، بينهم ثلاثة وثلاثون طفلاً، 890 جريحاً، بينهم أربعون طفلاً، ومنهم 20 طفلاً إعاقاتهم دائمة، وتفحم 13 جثة لم يتم التعرف على هويتها، لتكن واحدة من جرائم الحرب الأكثر دموية في اليمن.
مكان وزمان الجريمة وكل تفاصيلها تؤكد وحشية العدوان وإمعانه في سفك الدم اليمني، حيثُ تعمد استهداف القاعة الكبرى أثناء اكتظاظها بالمعزيين في وفاة الشيخ علي بن علي الرويشان، وقراءتهم فاتحةَ الكتاب على روحه، فحولت الغارات لحظات السكون والحزن والتعازي القلبية في وجوه الحاضرين إلى مشهد رعب، وقيامة كبرى هبت من السماء على رؤوسهم تحرق وتبعثر وتكسر وتبيد دون هوادة، وخلال تحرك المسعفين لإنقاذ ضحايا الغارة الأولى عاود الطيران لاستهدافهم بغارة ثانية راكمت الجثث وضاعفت الشهداء وأعداد الجرحى، وأرعبت سكان الأحياء المجاورة وطواقم الإسعاف التي تخشى معاودة الغارات مجدداً، فكانت المشاركة في رفع الأنقاض وانتشال الجثث وإسعاف الجرحى نوعاً من الاستبسال والجهوزية لشهادة تحت وابل الغارات المتجددة.
في تلك المحرقة الهيلوكستية عم الحزن أرجاء اليمن وتناثرت الأشلاء والجثث المتفحمة في أرجاء القاعة، وارتوت الأرض التي عليها بدماء مئات الشهداء والجرحى، وارتفعت صرخات الضحايا من تحت الدمار، ومن بين أعمدة الدخان وألسنة النيران، ومعها رائحة الشواء والموت والبارود، في مشهد إجرامي عمق الحزن في قلوب الشعب اليمني، وحرك فيه قيم الولاء لله وللوطن، وتماسكت الأيادي لتزيد من لحمة اليمن شعباً وقيادة، أمام آلة القتل والدمار العدوانية.
وتعد هذه الإبادة المقصودة عن سابق إصرار وترصد من قبل العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب متكاملة الأركان وفقاً للقانون الدولي الإنساني، واستخدم فيها سلاح أمريكي الصنع من نوع (Paveway ll GBU-12) بوزن 225 كيلوغرام موجهة بالليزر نوع (MK82)، حسب ما أكدته منظمة “هيومن رايتس”، ورغم إقرار العدوان بارتكاب الجريمة إلا أنه لم تتخذ أية إجراءات للمساءلة والعقاب لقادته ومسؤوليه وفقاً للقانون الدولي، وكذا لم يحصل أهالي الضحايا على أي تعويض رغم وعود العدوان بتعويضهم.
تهرب من المحاكمة:
ويؤكد وزير حقوق الإنسان السابق علي الديلمي، في تغطية مسبقة لصحيفة “المسيرة” على أهمية رفع هذه الجريمة وآلاف الجرائم مثلها إلى مجلس الأمن ليقوم بشكل نهائي بتحويلها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الدولية والمحلية.
ويضيف أنه “وعلى الرغم من اكتمال أركان الجريمة واعتراف تحالف العدوان بالحادثة إلَّا أن محكمة الجنايات الدولية لم تقم بأية إجراءات عقابية كإدخَال تحالف العدوان ضمن القائمة السوداء أَو منع تصدير الأسلحة لتلك الدول المجرمة”.
ويلفت الديلمي إلى أن “وزارة حقوق الإنسان وثقت تلك الجريمة وتحدثت عنها في أكثر من مناسبة، وأنه يتم التذكير بها بشكل كامل ومُستمرّ”، منوِّهًا إلى أن “الوزارة أعدت تقاريرَ لجريمة القاعة الكبرى وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والأطفال وأن التقارير صيغت وفق المعايير الدولية”.
ويختم الديلمي حديثه بالقول: “نعرف جميعاً بأن الآليات الدولية للأسف الشديد تخدم الاستعمار، وآليات معقدة، وآليات مسيّسة، وآليات تهدف بالدرجة الأَسَاسية إلى خدمة الدول الكبرى ضد الدول المعارضة لدول الاستكبار العالمي”.
بدوره يقول رئيس منظمة إنسان للحقوق والحريات، أمير الدين جحاف: إن “جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن تنوعت وتعددت، غير أن جريمة قصف القاعة الكبرى تعد من الجرائم الأبشع خلال هذا العقد من الزمن”.
وفي تغطية سابقة لصحيفة “المسيرة” يضيف جحاف أنه “بالإمْكَان اعتبار الجرائم السعوديّة بحق المدنيين جرائم حرب بشعة لا تمت للقيم الإنسانية والأخلاقية بأية صلة”، مؤكّـداً أن “جريمة قصف القاعة الكبرى ارتكبت من قبل طيران تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الغاشم بشكل متعمد لاستهداف المدنيين والأطفال والأبرياء”.
ويشير جحاف إلى أن “هذه الجريمة تصنف ضمن أبشع الجرائم، بل وترقى إلى جرائم الإبادة التي ترتكب بحق الإنسان، وأنه لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وستبقى راسخة في أذهان اليمنيين”.
ويوضح أن “جرائم النظام السعوديّ بحق المدنيين اليمنيين سوف تأخذ مجراها بعد الانتهاء من العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني منذ تسع سنوات”، مؤكّـداً أن “الأسر التي فقدت أحبابها والأطفال الذين يُتموا؛ بسَببِ جرائم تحالف العدوان سوف تصل إلى المحاكم الدولية والمحاكم الإقليمية لينال المجرمون الجزاء العادل نظيرَ جرائمهم”، لافتاً إلى أن “المال السعوديّ أسهم بشكل فعال في تكميم الأفواه وصمت المنظمات الحقوقية ومن ضمنها الأمم المتحدة والتي ظلت محايدة أمام غالبية الجرائم المرتكبة في اليمن”
أقوال الشهود والضحايا:
ويروي المواطن (عمار) لحظات ما بعد القصف قائلاً: “كان مكاناً مشتعلاً بكثرة يصعب على أي واحد من الموجودين أن يقترب منه، واتضح فيما بعد أن أعمامي الاثنين وعيال أعمامي كانوا هناك.
ويواصل: “كنت أصيح بأعلى صوتي، أناديهم، يا حسين زياد، يا عبد العزيز، يا أمين، يا طه، قلت ربما أحدهم لا يزال حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي”.
ويضيف بأسى: “لم أقتنع، اتصلت أسأل (خالد) الجريح: يا خالد هل رأيت أي واحد منهم بعد الغارات؟ رد وهو فاقد الأمل: خلاص لا عاد تدور، الغارة كان مكانها بينهم تماماً، حينها اسودت الدنيا في وجهي، وكان الخبر كالصاعقة التي قسمتني نصفين، كنت على أمل أن أجدهم”.
ويزيد والوجع يملأ كل مفاصل جسده: “كنت أقنع نفسي رغم بحثي وكلام خالد بأًني سأجد أحدهم، ورجعت أبحث من جديد وأنا اعتصر الألم عليهم، وعلى تلك المناظر، وكنت أصيح في كل الموجودين: (إذا رأيتم واحداً، يتحرك لا تتركوه، اخرجوه.. أسعفوه وبعدها سهل تعرفوا عليه)، بعدها دخل بقية أبناء عمومتي أهل القرية، وكنا نخرج الجثث حتى الساعة الثامنة ليلاً ولم نجد لهم أدنى أثر”.
ويستمر عمار في رواية الحادثة “خرجنا من القاعة كلنا بعد جهد جهيد دونما فائدة، وتوزعنا على المستشفيات، قلنا عسى نلقاهم جرحى، أو في ثلاجات الموتى، وطول الليل وأحنا نبحث ونلف مستشفيات العاصمة حتى العيادات الخاصة والمراكز الطبية، وفي الساعة الثانية ليلاً، وقد وجوهنا مصفرة كلنا وكأننا بعثنا من القبور ذهبت لمستشفى الشرطة وقد بحث الجميع فيه لأكثر من مرة، لكني أصررت للذهاب إليه ثانية فقلبي يحدثني أني سأجد شيئاً هناك.
وقال عمار: “وصلت إلى باب المستشفى ولقيت بعض من أهلي، ودخلت معهم فرأينا جثثاً ملامحها مطموسة تماماً، وكنا نعيد الكرة، ونلف وندور على نفس الجثث، كانت إحدى الجثث ذات رأس منقسم نصفين لم تتضح صورته، لكن قلبي كان يخفق بشدة، كلما مريت بتلك الجثة أحسست بشيء يشدني لها، فقلت لحارس الثلاجة: (لو سمحت أريد كفوف طبية) ولبستها على الفور ومسكت الوجه من الجانبين وجمعت النصفين رتبت تقاسيم الوجه بصعوبة وطلع ابن عمي أحد من نبحث عنهم، إنه (أمين عبدالله زياد)، اتصلنا بالبقية وجاء الجميع وتعرف ابن عمي (صدام حسين زياد) على يده وقال: (نعم هذا أمين)، وعرف كذلك الشال الذي أخذه منه أمين قبل الذهاب للقاعة، أما عمي (حسين زياد) فلم نجده إلا في اليوم الثالث في المستشفى العسكري وهو جثة محترقة لا ملامح ولا أي دليل يثبت أنها له إلا فقط ساعته!، وهكذا وجدنا اثنين ولم نجد عمي عبد العزيز ولا طه”.
ويقول أحد الشهود: “عندما وصلت، كانت هناك أكثر من 50 جثة محترقة يمكن التعرف على ملامحها، لكن مع اختفاء نصف الجسد واختفاء نصف الرأس، أما الباقين فكان من الصعب جداً معرفة من كانوا”.
عادل الهارش البالغ من العمر 41 عاماً، والذي حضر العزاء مع صديقه، يقول إن القاعة كانت “مكتظة بالناس من جميع طبقات المجتمع –عسكريين ومدنيين وشيوخ وأعيان وصحفيين”، قرر عادل وصديقه المغادرة بعد رؤيته للازدحام، لكنه عانى من صعوبة الخروج مع محاولة الحشود الدخول.
يضيف عادل أنه سمع صوت أزيز في السماء، تلاه “انفجار ضخم”، بعد بضع دقائق، سقطت قذيفة أخرى، سمع صوت طائرة وفر من مكان الحادث.
8 أكتوبر 2016.. 8 غارات للعدوان تستهدف مباني المؤسسة الاقتصادية اليمنية بمديريتي همدان وبني مطر بصنعاء:
وبالتزامن مع ارتكاب العدوان جريمة استهداف الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، في ذات اليوم 8 أكتوبر تشرين الأول، من العام 2016م، استهدف طيرانه الحربي مباني المؤسسة الاقتصادية في مديريتي بني مطر وهمدان ب 8 غارات متفرقة، اسفرت عن تدمير المباني ومسجد وتضرر عدد من مزارع وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والفزع في قلوب النساء والأطفال، بجريمة حرب مكتملة الأركان، حسب المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، تستهدف الأعيان المدنية ومخازن الغذاء المحتملة، وتتطلب تحرك دولي لمحاسبة المجرمين.
مشاهد دمار مبني فروع المؤسسة في همدان وبني مطر ودمار المسجد المجاور والاضرار التي لحقت بزارع المواطنين مهولة، وتجسد مطامع العدوان واستمراره في ارتكاب صنوف جرائم الحرب، المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية.
يقول أحد الأهالي: “هذا الجامع المجاور للمؤسسة بات يمثل خطر على العدوان؟ لا ندري أيش مستفيد من تدمير المباني الفارغة، والجوامع وتمزيق القرآن الكريم، هذا عدوان يقوده اليهود أعداء الله واعداء دينه وأعداء الأمة، ولكن هذا يزيدنا يقين بأنا على الحق، وسنتحرك أكثر وأكثر للجهاد في سبيل الله مهما طالت أيام وأعوام العدوان على اليمن”.
8 أكتوبر 2016.. 12 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب وحشية بغارات العدوان على منزل المواطن جابر بالحديدة:
وفي الثامن من أكتوبر، 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منزل المواطن حسني علي جابر في منطقة دير البليدم بمديرية باجل، بغارات وحشية أسفرت عن جريمة حرب وإبادة جماعية ومجزرة مروعة، بحق 9 شهداء، و3 جرحى من أسرة واحدة، وموجة من الخوف والهلع بين المواطنين، ومشهد إجرامي لا ينسى من الذاكرة.
في هذه الجريمة الشنيعة اختلطت الشظايا بالأشلاء والجثث المتناثرة بين الدمار والخراب الغبار والنار والدخان، والصرخات، ورائحة الموت والبارود، والدماء المسفوكة، والقلوب المرعوبة، والدموع النازلة من عيون الأهالي والجيران، المفارقين لأحد جيرانهم في مجزرة جماعية غير متوقعة.
هول الجريمة الصادمة، أثارت مخاوف الأهالي في المناطق المجاورة، ودفعتهم إلى النزوح والتشرد في موجات كبرى ، تاركين منازلهم وممتلكاتهم وراء ظهورهم، خشية تكرار الغارات بحقهم، واستهداف منازلهم، وتحويلها إلى مقابر جماعية.
يقول أحد المسعفين: “كنت نائم في البيت وأول ما سمعت الطيران يحلق فكرت أين سيكون الهدف وشعرت بخوف، وبعدها سمعت الغارة على الفور، نهضت اتفقد أسرتي، وخرجنا ونحن نشاهد جارنا منزله مدمر وأسرته بالكامل تحت الأنقاض، والصراخات تملئ الحي والأحياء المجاورة كل واحد خائف ومرعوب على نفسه وأسرته، هذه الأشلاء أمامكم أطفال ونساء ومواطنين لا علاقة لهم بالحرب، لماذا يقتلونا ويستبيحون دمائنا ليل نهار، هل باقي في هذا العالم من يتكلم ويدافع على الشعب اليمني؟ “.
8 أكتوبر 2017.. 4 جرحى ونفوق عدداً من المواشي في استهداف غارات العدوان على جسر النملة بصعدة:
وفي الثامن من أكتوبر تشرين الأول، 2017م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي جسر نملة، بمنطقة آل مقنع مديرية منبه الحدودية، بسلسلة من الغارات المدمرة التي أسفرت عن 4 جرحى من المواطنين، تدميره بشكل كلي، ونفوق عشرات المواشي، وافزاع أهالي المناطق المجاورة ومضاعفة معاناتهم جراء تأخر وصول الإمدادات وعرقلة حركة السير والتنقل بين مناطق وقرى عديدة.
يقول أحد الأهالي: “هذه ناقة من ضحايا غارات العدوان كانت تشرب الماء من جوار الجسر كما هي بقية المواشي التي نقت، والطيران يستهدف جسر ومواشي ورعيان، وهذا فعل الجبناء”.
8 أكتوبر 2017.. جرح امرأة وتدمير للممتلكات بغارات العدوان على قرية الحليلة بصنعاء:
وفي اليوم والعام ذاته 8 أكتوبر 2017م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، ممتلكات المواطنين في قرية الحليلة في مديرية بني مطر محافظة صنعاء، بسلسلة من الغارات المدمرة، أسفرت عن جرح امرأة بجروح مختلفة، ودمار واسع في الممتلكات الخاصة، وترويع الأهالي.
يقول أحد الأهالي: ” امرأة يستهدفها العدوان بغاراته وهي ترعي الأغنام، هل بقي للإنسان حرمة، هذا الأعمال الجبانة، تزيد شعبنا إيمان وثبات وصمود وقوة وغضب وغيض ونفير لتوجه نحو الجبهات وتلقين العدو السعودي ومرتزقته دروس في أخلاق الرجال وبأس المجاهدين وقيم ومبادئ الحرب والمواجهة الشجاعة”.
جرائم العدوان بحق الشعب اليمني ومجازره الوحشية بحق المدنيين في الثامن من أكتوبر، لوحة تعكس مستوى آلاف جرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها المدنيين في اليمن طوال 9 أعوام متواصلة، وتحرك الضمير العالمي، نحو الدفاع عن ما بقي للمجتمع البشري من قيم ونواميس ومواثيق وقوانين إنسانية وقانونية تحميه من الصهيونية العالمية والماسونية المندفعة للفتك بالأسنان وفطرته، وتدعوا محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والصادق، لتحقيق في هذه الجرائم ومثيلاتها، وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة على الفور.