Herelllllan
herelllllan2

7 أكتوبر خلال 9 أعوام 140 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بحق الإنسانية لغارات العدوان على اليمن

يمانيون – متابعات
تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، خلال الأعوام 2015 و2016، و2018، و2020م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الوحشية حفلة زفاف، ومنازل ومزارع وشاحنة وبئر مياه وممتلكات المواطنين في محافظات ذمار وصنعاء والجوف وحجة والحديدة.

أسفرت عن 57 شهيداً وأكثر من 80 جريحاً، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعانة، وحالة من الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء، وجرام بشعة ومجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية.

وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

7 أكتوبر 2015..119 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب وإبادة جماعية لغارات العدوان استهدفت حفل زفاف بذمار:

في يوم 7 أكتوبر 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة بشعة بحق المدنيين الأبرياء، حيث استهدف حفل زفاف في سنبان، ما أسفر عن استشهاد 49 شخصاً وجرح 70 آخرين، جلهم أطفال ونساء، هذا الرقم الكبير للضحايا يكشف عن وحشية الاعتداء، ويدلل على أن العدوان لا يتورع عن استهداف المدنيين، حتى في أفراحهم.

زفاف تحت الغارات:

في يوم من أيام الخريف، كان أهل قرية سنبان بمديرية عتمة في محافظة ذمار يستعدون لأبهى الأعراس، لثلاثة من الشبان و3 من الشابات، في مقتبل العمر، عرس كان يحمل في طياته آمالاً كبيرة وأحلاماً وردية، ويتطلعون إلى بناء حياة مشتركة مليئة بالحب والسعادة، ويؤسسون لأسر جديدة تسهم في بناء الحياة وتعميرها وتكاثر النسل البشري.

الدعوات وجهت، والضيوف توافدوا، والأجواء كانت عامرة بالفرح والسرور، الموسيقى تعلو، والرقصات تتوالى، والضحكات تملأ المكان، وأفخر الأكل والموائد تقدم، وعناقيد الفل وباقات الورد تقدم، وروائح العطر والبخور تملأ المنطقة ومعها الألعاب النارية، وقهقهة الأطفال، ولكن فجأة، تحول هذا المشهد الجميل إلى كابوس مروع.

في لحظة انقلبت فيها الأفراح إلى أحزان، شن طيران العدوان السعوديّ الأمريكي غارات جوية مروعة على حفل الزفاف، مُحولاً الفرح إلى مأتم كبير، صرخات الرعب اختلطت بأصوات الانفجارات، وبدلاً من الأغاني والأهازيج، سيطرت صرخات النسوة والأطفال على المكان.

في غمضة عين، تحولت قاعة الأفراح الجماعية إلى مكان مأساوي، حيثُ تناثرت أشلاء الضحايا، وتلطخت الأرض بالدماء، العروس التي كانت تستعد لحياة جديدة، وجدت نفسها فجأة محاطة بالموت والدمار، والعريس الذي كان يحلم بحياة سعيدة مع حبيبته، فقدها قبل أن تبدأ حياتهما الزوجية.

فستان العروس الأبيض، الذي كان رمزاً للأمل والسعادة، تلطخ بالدماء، زغاريد الفرح تحولت إلى نواح وبكاء، والأغاني إلى صرخات استنجاد، لم يسلم أحد من هذه الغارات الوحشية، فحتى المسعفون الذين حاولوا إنقاذ الجرحى لم يسلموا من غدر القنابل والصواريخ النازلة من الطائرات على أجسادهم.

صور مروعة تظهر الأطفال يبكون على جثث ذويهم، والنساء يصرخن من هول الصدمة، أسر بأكملها فقدت عائلها، وبيوت دمرت، وقلوب تحطمت، هذه الجريمة البشعة لم تستهدف حياة الأبرياء فحسب، بل استهدفت أيضاً أحلامهم وآمالهم.

ركام من الأشلاء والجثث والجماجم مختلط بالدمار والكيك والورود والفل، وشظايا الغارات، وسط أعمدة الدخان ألسنة النيران، وتصاعد صرخات الجرحى من تحت الإنقاض، في ظلام الليل الأسود، ورعب الأطفال والنساء، وهروب مجاميع الناجين من معاودة التحليق والاستهداف، قيامة كبرى وجحيم مدبر، وزفاف في يوم أسود، منع الأحبة من اللقاء، وأجل الفرحة إلى جنات الخلود، وتتابعت مواكب النعوش بدل من مواكب الضيوف.

في القرى المجاورة لسنبان كان هناك أسر عدة تنتظر عودة من ذهبوا من أهاليها ضيوفاً، لكنها استقبلتهم على النعوش وفي غرف العناية، وتلقفت خبر الجريمة كالصاعقة المزلزلة، حولت بسمتهم إلى فاجعة وصراخ ومشاهد خوف ورعب لا يمكن وصفها، زوجة فقدت زوجها، وأطفال فقدوا آباءهم، وأطفال فقدوا أمهاتهم، وأحبة فقدوا أحبائهم ومحبيهم.

أهل القرية، الذين كانوا يستعدون للاحتفال، وجدوا أنفسهم يودعون أحباءهم في مشهد مؤثر، النعوش تلو النعوش تحمل شهداء المجزرة، ووجوه الحاضرين تعكس مزيجاً من الصدمة والحزن والغضب.

تقول أم أحمد، إحدى الناجيات من المجزرة: “كنت أرقص مع ابنتي، فجأة سمعنا صوت انفجار قوي، ثم ساد الظلام، عندما فتحت عيني، وجدت نفسي محاطة بالجثث، ابنتي كانت بينهم، لم أستطع حتى أن أودعها، قدماي مكسرة وذراعي الشمال مفقود وعلى جسدي كتل من الصخر تمنعني من الزحف نحو جسدها القريب مني”.

يقول أحد الجرحى من فوق سرير المشفى: “قتلوا 3 عرسان و3 عروسات، والضيوف والأطفال والنساء، هذا يجوز يا عالم، في أي قانون تباح دماء البشر، وتستهدف أفراحهم، والد العرسان تاجر مواد بناء، لا هو رجل دولة، ولا قائد عسكرية، ولا له أي ارتباط لا من قريب ولا من بعيد، طيران العدوان حلق 4 مرات على المنطقة، وعند وصول آخر عروس استهدف منزل المواطن محمد صالح قوبة، بمن فيه”.

يقول أحد الناجين: “جت حريوة “عروس” من خربة السيد ومعها الشواعة والنسوان وجت حريوة ثانية من الجميمة ومعها الشواعة والنسوان وكذلك حريوة ثالثة ومعها الشواعة والنسوان وأهل العرس والقرى الثلاث المتجاورة كلهم كانوا متجمعين الرجال لوحدهم والنساء لحالهن، وجت الغارات واستهدفت المكان وتفجرت الصواريخ والقنابل وسط النساء والأطفال والطباخين وتفجرت معها دبات الغاز، واحترقت السيارات التي كان عليها مواكب العرسان وأهالي العروسات، هذه جريمة إبادة جماعة عن سابق إصرار وترصد”.

ويتابع “الطيران استهدف عنس بكاملها، وهذا دليل على بداية الهزيمة للعدو السعودي الأمريكي، وتخبطه، ومحاولة سخيفة لإذلال شعب الإيمان والحكمة، ولكن هذا كله يتطلب من شعبنا اليمني توحيد الصفوف والنفير العام لرفد الجبهات بقوافل الرجال والمال، والله ما تسير دماؤنا هدراً، لو ما بقي فينا من يخبر”.

هذه المأساة الإنسانية التي هزت الضمير العالمي، جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، كشفت عن وحشية الحرب، وعن حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان، فكيف يمكن أن يستهدف حفل زفاف بهذه الوحشية؟ وكيف يمكن أن يُحول الفرح إلى مأتم بهذه الطريقة؟

7 أكتوبر 2015 و2016.. غارات وحشية للعدوان تستهدف سنحان وهمدان بصنعاء:

وفي مثل هذا اليوم السابع من أكتوبر، خلال عامي 2015م، و2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بشكل هستيري ممتلكات المواطنين بمنطقتي سيان مديرية سنحان، وهمدان، محافظة صنعاء، بسلسلة من الغارات، أسفرت عن تدمير للممتلكات الخاصة، ومضاعفة معاناة الأهالي، وترويع النساء والأطفال.

في 7 أكتوبر 2015م، استهدفت غارات العدوان منطقة سيان في مديرية سنحان، ودمرت الممتلكات الخاصة للمواطنين مزارع ومنازل، بشكل عشوائي، أسفرت عن ترويع الأهالي، وموجات نزوح وخسائر في الممتلكات، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني.

يقول أحد الأهالي: “أين العالم يشاهد هذه صواريخ لم تنفجر وهي صناعة أمريكية، وهذا عدوان أمريكي سعودي، يهدف لقتل شعبنا وإبادة النساء والأطفال، دون أين ذنب، ونحمد الله أنه لم يتفجر سوى صاروخ تضررت المنازل والمزارع، ولطف الله ولم يتفجر الصاروخ الآخر، وهذه رعاية من الله، تؤكد وقوفه إلى جانبنا، وعلينا التحرك لرفد الجبهات، والدفاع على شعبنا وأهلنا وأرضنا وكرامتنا وحريتنا وسيادتنا، ومهما كان الاستهداف لن نخاف من أحد غير الله”.

وفي العام التالي، بتاريخ 7 أكتوبر 2016م، واصل طيران العدوان جرائمه، باستهداف مزرعة ومضخة مياه لأحد المواطنين في مديرية همدان، ما أسفر عن تدمير مصدر رزق أساسي للأسرة ومصدر ماء الشرب لعشرات الأسر وسقي عشرات المزارع، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

يقول مالك المزرعة: “مزرعة قات أيش فيها ليتم استهدافها، لا فيها صواريخ ولا قواعد عسكرية وعلى طيران حربي، ولا أي شيء متعلق بالجانب العسكري، أشجار قات أمام العالم يشاهدوها، لماذا هذا التعنت والاستهداف المتعمد لممتلكات المواطنين، ومحاولة لقطع أرزاقهم، لكن هذا الإجرام لن يزيدنا غير ثبات وصمود واستمرار في مواجهة العدوان وقتاله، ومن لم ينفر في سبيل الله بعد اليوم، سيأتي اليوم الذي ما يقدر على ذلك، ويقتله العدو بغاراته تحت سقف منزله، وهو بدون موقف، شعبنا اليمني شعب مجاهد ومن يتعمد احتلاله والنيل منه مصيره الهزيمة والخسران”.

ويتابع “هذه البنبة كانت تسقي عدداً من المزارع، ويشرب منها آلاف المواطنين، تم استهدافها وإخراجها عن الخدمة، لكن ذلك يزيدنا إيماناً وثقة بأننا على الحق، وأن عدونا مهزوم ومتخبط، وما عنده أي هدف عسكري”.

هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها طيران العدوان تكشف عن مدى تعمد استهدافه للأعيان المدنية، ومحاولاته لتدمير كل مقومات الحياة للشعب اليمني، وتضع العالم أمام مسؤولية قانونية إنسانية، للتحرك لوقف العدوان ورفع الحصار المتواصل منذ 9 أعوام ويزيد.

7 أكتوبر 2018.. 7 شهداء وعدد من الجرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على الجوف:

في يوم من أيام الخريف كان أهل قرية آل الكوري في وادي صلبة بمديرية خب والشعف يعيشون حياتهم اليومية البسيطة، يمارسون أعمالهم في مزارعهم وبساتينهم، يحلمون بمستقبل أفضل لأبنائهم، لكن فجأة، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى جحيم، عندما هطلت عليهم غارات الموت من طيران العدوان في السماء.

في السابع من أكتوبر عام 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمة بشعة بحق المدنيين الأبرياء، مستهدفاً منازلهم وممتلكاتهم في قرية آل الكوري، فدوت أصوات الانفجارات في أرجاء الوادي، وتحولت المنازل الآمنة إلى أكوام من الأنقاض، وتناثرت الأشلاء البشرية في كل مكان، وهب الأهالي السالمين للإنقاذ، والصرخات من تحت الأنقاض تتصاعد وتسمع من وسط النار والدخان والركام والدمار، والدماء المسفوكة، ورائحة الموت والبارود تملأ الوادي.

سبعة أرواح بريئة ودعت الحياة في هذه المجزرة البشعة، وعشرات الجرحى يعانون من آلامهم وهم يحاولون فهم ما حدث لهم، كانت الصدمة كبيرة، والألم لا يوصف، فرحة الحياة تحولت إلى حزن عميق، والأمن والاستقرار إلى رعب وخوف.

تخيلوا لحظة سماع صوت الانفجار، وانهيار جدران المنزل، وصراخ الأطفال وذويهم، تخيلوا مشهد الدماء والأشلاء، وتشريد العائلات من ديارها، هذه المشاهد المؤلمة لا يمكن نسيانها، فهي محفورة في ذاكرة كل من عاشها، وذاكرة الشعب اليمني وكل أحرار العالم، وأنصار الإنسانية والمدافعين عنها.

يقول أحد الجرحى: “نزحنا قبل يوم إلى هذه المنطقة بعد أن قصف العدوان منازلنا في منطقة أخرى، وبتنا مشردين، وبعد وصولنا إلى هنا ونصب الخيام بجوار القرية، قدمت الغارات واستهدفت القرية وما حولها، وكأنها تلاحقنا بشكل متعمد ومرصود”.

هذه الجريمة البشعة جريمة حرب مكتملة الأركان، تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، وتستوجب تحركات أممية ودولية وكل الجهات القانونية لتقديم قيادات العدوان مجرمي الحرب للعدالة، فكيف يمكن أن يستهدف طيران حربي قرية صغيرة هادئة، يدمر منازلها ويقتل أهلها؟ أمام عالم أصم ومجتمع دولي متواطئ.

هذه الجريمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما لم يتوقف العدوان ويحاسب مرتكبي هذه الجرائم، ويأخذ الشعب اليمني بحقه وثائرة.

7 أكتوبر 2018.. غارات العدوات تستهدف أمعاء الجوعى وتحول الغذاء إلى رماد وتضاعف المعاناة بحجة:

في قرية نائية من قرى مديرية مستبأ بحجة، كان الأمل يتجدد مع كل شاحنة محملة بالمواد الغذائية تصل إلى المنطقة، فبعد سنوات من الحصار والعدوان السعودي الأمريكي، بات الحصول على قوت اليومي كنزًا ثمينًا، كانت عيون الأطفال تتطلع بشوق إلى تلك الشاحنات، وقلوب الأمهات ترتعش فرحًا بوصول الغذاء الذي سيكفيهم أيامًا قليلة.

في يوم 7 أكتوبر 2018، كان الأهالي في منطقة بني حسن على موعد مع الأمل، فقد كانت هناك شاحنة محملة بالمواد الغذائية في طريقها إليهم، انتظروا طويلاً، وقلوبهم مليئة بالأمل، حتى سمعوا دوي انفجارات الغارات على شاحنتهم المحملة بالأرز والدقيق والزيت، لكن الغارات حولتها إلى كومة من الرماد والدخان.

تحولت فرحة الانتظار إلى صدمة ومرارة، وبكاء الأطفال الجوعى إلى عويل، فقدت الأسر مصدر رزقها الوحيد، وتبخرت أحلامهم في لحظة واحدة، كانت النيران التي التهمت الشاحنة قد التهمت معها آمالهم وأحلامهم في حياة كريمة.

يقول أحد الأهالي: “كنا ننتظر وصول المواد الغذائية لنشتري من صاحبها يبع منا دين أجل، أطفالي جائعون في المنزل وما في غير هذا التاجر يقبلني، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا أكل ومواد غذائية ما هي أسلة، تحولت إلى رماد، استهتار بحقوق المدنيين، واستهداف متعمد للاحتياجات الأساسية وتشديد للحصار”.

بدوره يقول مالك الشاحنة: “الساعة الـ 3 فجراً وصلت، وجنبت، ونزلت من فوق الدينة، أبحث لي عن عشاء، وما سمعت إلى بالغارة الأولى على الشاحنة وشاهدتها تحترق، بما فوقها، عادني شريتها بـ 85 ألف ريال سعودي، وما قد سلمت منها سوى 30 ألفاً والباقي دين، ما ذنبي يستهدفوني بدم بارد، ويحرقون القمح والدقيق والأرز والزيت كامل الحمولة حرقت، أين هي الأمم المتحدة وحقوق الإنسان”.

هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للأعيان المدنية، باستهداف طيرانه شاحنة محملة بالمواد الغذائية؟ في جريمة حرب ومحاولة إبادة، واستخدام الجوع سلاح فتاك، ترك أطفالًا يصرخون من الجوع ونساء يبكين على فقدان رزقهن، صورة شاهدة على وحشيته.

7 أكتوبر 2020.. شهيدة وعدد من الجرحى في استهداف مدفعية مرتزقة العدوان لأحياء سكنية بالحديدة:

وفي يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، من العام 2020م، استهدف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، منازل وممتلكات المواطنين في حي الشهداء، وحي الدرة بمديرة الحالي محافظة الحديدة، بعدد من قذائف المدفعة والصواريخ والأعيرة النارية المختلفة، أسفرت عن استشهاد امرأة مسنة وجرح العديد من المواطنين، وتدمير وتضرر عشرات المنازل، وموجة من الخوف، والنزوح، ومضاعفة المعاناة.

هنا فاطمة مساوى عجوز مسنة في آخر عمرها تتزود بالاستغفار والتسبيح والصلوات والأعمال الصالحة، وتفقد أبنائها وبناتها وأحفادها وحفيداتها كل يوم عبر التلفون، وتستقبل من يزورها ويقدم لها الهدايا، أو ترد على مكالماتهم للاطمئنان على صحتها وعافيتها، وطلب الدعوة والبركات منها، وهي على فراشها وسجادتها الطاهرة لإداء الفرائض، وفي لحظة مباغتة وصلتها قذيفة مدفعية مرتزقة العدوان المخترقة لجدران منزلها والمتشظية على جسدها النحيل، دون رحمة، لتحولها إلى جثة هامدة، وسط صراخ أبنائها وزوجها وأحفادها وجيرانها المتألمين لفرقاها، في مشهد إنساني يعكس بشاعة العدوان ومرتزقته بحق المدنيين في اليمن، وخروقاتهم المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.

ابن فاطمة مساوى يقول: “كنا متجمعين سامرين في الليل وسقطت على منزلنا قذيفة من قبل مرتزقة العدوان، وقعت الشظايا على أمي مباشرة، واسعفناها إلى المستشفى، وقالوا لنا فارقت الحياة، والحمد لله، لكن هذه الجريمة وهذه الدموع وهذا الألم واليتم والحزن لن يذهب هدراً، وسيدفع العدو الجبان وأدواته الرخيصة ثمن أفعالهم وجرائمهم بحقنا، ومن اليوم إن شاء الله بيننا وبينهم الميدان والجبهات”.

فيما حالة الأهالي المرعوبين والجرحى تحت دمار منازلهم وبين الأحياء والأزقة ينزحون بأسرهم ويتركون ممتلكاتهم، ويصرخون ويستنجون لإسعاف جرحاهم، مشهد آخر يقدم صورة أخرى عن مآسي العدوان ومرتزقة اليومية بحق أبناء الحديدة المرتقبين لوقف إطلاق النار المنشور في الإعلام والمنعدم في الواقع، منازلهم ومحلاتهم وحياتهم لم تسلم من الاستهداف المتواصل، حتى

هنا أحد الجرحى يقول: “الساعة العاشرة والنصف كنت أنا وأطفالي وزوجتي في منزلنا فجاءت القذيفة على سطح المنزل وهدت بعض من السقف والجدران على رؤوسنا، وجرحت بنتي الكبيرة عمرها 18 عاماً، وأختها عمرها 12 سنة، فخرجنا مسرعين، وأغلقنا الباب، ونزحنا من الحي خشية من تكرار الضربات، واليوم نسأل أين هو اتفاق السويد؟ ولماذا ما ننعم بوقف إطلاق النار؟”.

مواطن آخر يقول: “أنا المواطن عبد الكريم طه محمد عبده الضبيبي أسكن في شارع التسعين، في حارة خالد بن الوليد، في صباح يومنا هذا الساعة الثامنة صباحاً، استهدفتنا قذيفة من جهة شرق باتجاه مرتزقة الإمارات من جهة مدينة الصالح، ونحن نائمين لا أحنا حوثة ولا مع أي حزب نحن مواطنين عاديين، ما ذنب المواطن يكون ضحية، وهذه دبات الغاز تخرقت وهذا البيت مدمر وهذه غرفة الأطفال مدمرة وهذا الحمام عزكم الله مخرب، لسنا ثكنة عسكرية نحن نسكن في منزل مدني”.

وتتواصل جرائم العدوان ومرتزقته وخروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار، منذ العام 2018م، ومضاعفة المعاناة الإنسانية، ولم يلمس أهالي الحديدة وسكانها أي أثر لذلك الاتفاق، أمام عجزهم وقسوة ظروفهم التي تجبرهم على البقاء والصمود أمام تلك الجرائم وتحمل تبعاتها ودفع فاتورتها الغالية من حياتهم وحياة أطفالهم ونسائهم، ومعيشتهم، في ظل استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني وتواطؤ المجتمع الدولي، منذ 9 أعوام.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com