غزة.. ماذا بعــد..؟!
مازن السامعي
منذ بدأ (طُوفَان الأقصى) في 7 أُكتوبر على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية تغيرت كُـلّ المعطيات التي رسمها الأعداء وتبددت أمام ثلة من المؤمنين الصادقين فكان من أبرزها:-
– كشف مدى هشاشة الكيان الصهيوني وضعفه الاستخباراتي والعسكري وسقط شعار “الجيش الذي لا يُقهر” وظهر على حقيقته كيانًا هشًّا ومتهالكًا.
– فضح مدى نفاق وضعف الأنظمة العربية المتخاذلة والتزام الصمت أمام المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين وظهورهم بموقف الضعيف الذليل الذي ليس له حول ولا قوة وهم في الحقيقة عملاء وأذناب يحركهم الأمريكي والإسرائيلي كيف يشاء وأنَّى يشاء..
– إظهار مدى صدق محور المقاومة فيما يقول وفيما يسعى له ودحر كُـلّ الأكاذيب المضللة التي طالت هذا المحور والسعي لتشويهه والتحريض ضده تحت حجّـة “وجهين لعملة واحدة”؛ بمعنى محور المقاومة و”إسرائيل”، فمحور المقاومة أثبت بالفعل ما كان يقول متجاوزًا المذهبية والعصبية التي كان يروج لها اليهود ولبى نداء الأقصى وغزة ووقف إلى جانبها وأعلن دخوله في المعركة المصيرية كجبهات إسناد للمقاومة الفلسطينية في حين خذلهم حكام وشعوب العالم فكان لإسنادهم دور كبير للضغط على الكيان وإرباكه وضعفه، فبدأ الإسناد من المقاومة في لبنان الذي أنهك “إسرائيل” وشتَّت جيشها وصنع فجوة كبيرة داخل “إسرائيل” ولم يمكنها من التفرد بغزة بل شرد كُـلّ سكان الشمال حتى حَوّلت المعركة إلى لبنان.
– البأس اليماني الذي أعلن حصاره في البحر الأحمر والعربي والهندي مقابل حصاره على غزة وقصف أية سفينة تتجه إلى كيان العدوّ المحتلّ؛ مما ضيق الخناق على “إسرائيل” وتسبب بإغلاق ميناء أم الرشراش، وهذا كان له تأثير كبير على اقتصاد الاحتلال.
لم تكتفِ اليمنُ بهذا بل طالت قواتها الصاروخية والطيران المسير الأراضي المحتلّة إلى يافا “تل أبيب” وهذا ما لم يكن يتوقعه الجميع.
كذلك إسناد المقاومة في العراق الذي لم يسلم منه الاحتلال الإسرائيلي ولا القواعد الأمريكية التي تشارك الاحتلال بمجازره.
وبتوقيت مفاجئ وغير متوقع وصل الإسناد الإيراني وثلج صدور المؤمنين وأغاظ قلوب الأعداء والمنافقين وكان رَدًّا على سفك دماء الشهداء القادة وأبرزهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكل الشهداء الذين مضوا على طريق القدس وصدق القائل:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.