423 مسيرة .. عهدا للشهداء، مع غزة ولبنان حتى النصر
يمانيون – تقارير – نقلا عن موقع أنصار الله
على مقربة من مرور عام على معركة طوفان الأقصى، وتحت شعار “وفاء لشهيد المسلمين”، جدّدت الجماهيرية اليمنية العهد للشعبين الفلسطيني واللبناني ومحور المقاومة “إنَّا معكم وإلى جانبكم” حيث انطلقت المسيرات في جميع أنحاء البلاد لتعبر عن دعمها لشعب فلسطين في قضيته العادلة.
التحرك الجماهيري العارم، في أدبيات المواقف اليمنية، ليس مجرد رد فعل آني بقدر ما هو تعبير عن الإرادة الجماعية للشعب اليمني في مواجهة الظلم والاحتلال، وتأكيد على أن قضايا الأمة تبقى في صميم اهتماماتهم وأولوياتهم.
الجماهير اليمنية التي حملت شعار “ثابتون مع غزة، منذ الوهلة الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى. أكدت، اليوم، سنتصدى لأمريكا ومن تورط معها”، ووجهت “التحية لكل العشائر الفلسطينية في قطاع غزة وجنوب لبنان على موقفها الثابت والواعي الذي أفشل كل محاولات ومؤامرات العدو الإسرائيلي”.
وأكدت الجماهير اليمنية، في مسيراتها الحاشدة والتي بدأت أولى فعالياتها الأسبوعية في ميدان السبعين بأمانة العاصمة صنعاء “تأييدها الكامل والمطلق لكل الإجراءات والخطوات التي يتخذها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وكافة المحاور في محور المقاومة، حيث رددت الحشود الجماهيرية الغفيرة شعارات كلها تفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في كل الخيارات التي سيتخذها في مواجهة التصعيد الصهيوني الذي جاء بناء على التوجيهات الأمريكية لمحاولة وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة.
وفي سياق الأحداث الأخيرة، شهد يوم الجمعة، الرابع من أكتوبر 2024، تصعيدًا ملحوظًا في مظاهر التضامن مع القضية الفلسطينية تحت شعار “وفاء لشهداء المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر”. فقد تم تنظيم 423 مسيرة حاشدة في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بالوحدة والتضامن مع غزة ولبنان. حمل المشاركون لافتات تعبر عن دعمهم للحق الفلسطيني، ورددوا شعارات تعزز من روح المقاومة والتضحية.
صعدة: 25 ساحة لتعزيز النضال
في محافظة صعدة، انطلقت 25 ساحة احتجاجية، حيث أظهر أبناء المحافظة تلاحمًا قويًا، خاصة في مركز المحافظة وفي الأماكن الهامة مثل ساحة الشهيد القائد في ساقين. توافد المشاركون من كل حدب وصوب، معبرين عن تمسكهم بخيار المقاومة حتى تحقيق النصر.
عمران: 45 ساحة تعبيرًا عن العزة
لم يختلف الحال في محافظة عمران، حيث تم تنظيم 45 ساحة. من عمران المدينة إلى المناطق النائية، اجتمع الآلاف لرفع صوتهم ضد التخاذل العربي والتأكيد على أهمية الوقوف مع المقاومة في فلسطين ولبنان.
حجة: مظاهرات ضخمة في 56 ساحة
في محافظة حجة، شارك الآلاف في 56 ساحة موزعة على المدن والقرى، حيث ارتفعت الأصوات بالدعوة إلى الوحدة والمقاومة. كانت الأجواء مشحونة بالعاطفة والوطنية، مما أضفى على المسيرات هالة قوية من التضامن.
الحديدة وذمار: ساحات متعددة وقلوب متحدة
في الحديدة، شهدت 73 ساحة تحركات جماهيرية كبيرة، بينما نظمت 16 ساحة في محافظة ذمار، حيث تعالت أصوات المتظاهرين بمطالباتهم للوقوف مع غزة والضغط على الحكومات العربية للحد من العداء ضد الشعوب.
محافظات أخرى: تفاعل شعبي متواصل
وشمل الحماس الشعبي جميع المحافظات الأخرى من المحويت، مأرب، البيضاء، حتى إب ولحج، حيث نُظمت مسيرات في كل منها، مع التأكيد على وحدة الصف ودعم القضايا العادلة. تميزت مدينة تعز بتنظيم 12 ساحة، وهو ما يدل على تفاعل الجمهور وتضامنه مع النضال الفلسطيني.
تعزيز الأمل والثبات
هذا اليوم التاريخي، والحدث الأسبوعي، يُعتبر خطوة جديدة في تعزيز التلاحم بين شعوب العالم الإسلامي وتأكيد الحق الذي لا يموت. تعبر المواقف اليمنية عن دعمٍ واضح للمقاومة الفلسطينية وحزب الله، مُشيرةً إلى أهمية المقاومة كخيار استراتيجي يعكس التجانس بين فصائل المقاومة كما يُعكس تآزرًا حقيقيًا في خضم المعركة.
أهمية المواقف اليمنية تتجلى في قدرتها على إيصال رسالة مباشرة للمجتمع الدولي حول حقوق الفلسطينيين ورفض الاحتلال، مما يعكس وعيًا سياسيًا واجتماعيًا عميقًا. يُجسد الموقف الجماهيري اليمني إرادة قوية في مواجهة التحديات، ويُؤكد الالتزام بالقضايا المصيرية رغم الظروف الصعبة.
تعزز هذه المسيرات الأمل والثبات، مُبقيةً شعلة المقاومة مشتعلة في نفوس المجاهدين، وتُوجه رسالة واضحة للعدو: إن الشعوب الحية لن تُترك حقوقها تُسلب، بل ستقف صفًا واحدًا في وجه الاعتداءات.
تجسد الروحية الجهادية للشعب اليمني، التي تمتد عبر التاريخ الإسلامي، عزمًا مستمدًا من إرث طويل من النضال من أجل القضايا المصيرية والمظلوميات الإنسانية. وتجلب الجماهير، التي تحتشد يوم الجمعة لتأكيد دعمها للقضية الفلسطينية والقضية اللبنانية، القلق إلى نفوس جنود العدو الصهيوني. يظهر هذا الحماس الجماهيري وحدة الشعوب العربية والإسلامية، ويبعث برسالة مفادها أنها متماسكة ومصممة على مقاومة الظلم، متجهة نحو معركة اليوم الموعود لإنهاء الاحتلال واستئصال الغدة السرطانية “إسرائيل” من الجسد العربي.
دلالات عميقة
الموقف الجماهيري اليمني، الذي يتجلى في المسيرات الحاشدة بمشاركة الملايين من المواطنين بمختلف أطيافهم، يُعبر عن دلالات وأبعاد تاريخية ونفسية عميقة أن هذه التظاهرات ليست مجرد تعبير عن الدعم، بل هي تأكيد على التزام الشعب اليمني بقضايا الأمة، وخصوصًا القضية الفلسطينية ونصرة غزة وحزب الله.
وفي إطار التفاعل السريع مع الأحداث الجارية، يمتاز الموقف اليمني بالقدرة على الاستجابة الفورية للتطورات، مما يعزز الوعي بأهمية القضية الفلسطينية ويجعلها جزءً لا يتجزأ من الثقافة العامة. يُساهم هذا الوضع في تعزيز دور الشباب والطلاب في الحشد والتعبئة العامة، مُشيدًا بإرادة قوية للنضال وتحقيق الأهداف الإنسانية.
تُؤكد كل هذه العناصر أن الشعب اليمني، التاريخي المقاوم، ماضٍ نحو استعادة الحقوق وتحقيق النصر، مُستمرًا في نهج المجاهدين الذين لم يعرفوا ولا يستوعبون الهزيمة لاسيما وأن هذه الاحتجاجات تُعبر عن الهوية اليمنية والإسلامية بصورة جلية، حيث يرتبط الجماهير بقضاياهم ويعبرون من خلال شعارات وفعاليات عن عزمهم على نصرة المستضعفين في فلسطين ولبنان.
إرادة واعية وتصميم على النصر
المسيرات انطلقت كعادتها بحشد كبير منقطع النظير إلى ساحات العزة والشموخ اليمانية على امتداد المحافظات اليمنية الحرة، تحمل القضية وتردد الهتافات المنددة بجرائم العدو الصهيوني في غزة وجنوب لبنان.
وأكد المشاركون، في البيان الصادر عن المسيرات، على موقفهم المبدئي من خلال التعبير عن التأييد الثابت للشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس، مهما طال أمد عدوانه. هذه الروح الجماعية تعزز معنويات المجاهدين في غزة ولبنان، حيث يشعرون بدعم شعوب المسلمين ويكتسبون قوة إضافية في نضالهم، مما يضاعف من تصميمهم على المقاومة.
عبّر المتظاهرون أيضًا عن استهجانهم لتخاذل الحكام العرب وصمتهم أمام ما يحدث، مما يزيد من الشحنة النفسية للغضب والإصرار في نفوس المشاركين. إن التعبير عن الغضب تجاه الصمت العربي يعد دعوة لكل الشعوب لتوحيد الجهود من أجل النضال من أجل حقوقهم.
وأوضح البيان الصادر عن المسيرات أن العدو الإسرائيلي مستمر في ارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني منذ حوالي عام، وعلى الرغم من التخاذل الدولي، فإن الجماهير اليمنية ستظل واقفة بعزم وشجاعة إلى جانب الفلسطينيين. تتضافر هذه المشاعر في توعية الشعوب حول أهمية الالتزام بالواجب الديني والأخلاقي في نصرة الحق.
وقدم البيان دعوة لأنظمة العرب لتفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية، معتبرًا ذلك خطوة حيوية في دعم المقاومة. كذلك أثنى على صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مؤكدًا العهد الجديد بالوقوف معهم حتى النصر.