جمهوريون سبتمبريون حتى النخاع
يعتقد البعض أنه بمُجَـرّد أن يضع شعار 26 سبتمبر في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه جمهوري وأنه وأنه.. والأكثر منهم يعمل الشعار؛ بهَدفِ استفزاز وإغاظة قاصري الوعي، والآخر من منطلق حزبي ليحقّق أشياء في نفسه وَ… إلخ.
بل البعض في نفسه شيء آخر أنه ما معترف إلَّا بـ 26 سبتمبر أما غيرها مثل 21 سبتمبر مش معترف بها، كُـلّ هذه الأفكار الضيقة تعبر عن أشخاص يحملون وعياً قاصراً، لا يفقهون عنها أي شيء وماذا تعني في التاريخ.
عندما يحمل الإنسان الوعي والبصيرة سيجد الحقيقة، سيتكلم بالمنظور الحقيقي، بعيدًا عن كُـلّ الحسابات الضيقة فلا يبالغ ولا يتشدّد ولا ينحاز لفئة ولا لطرف..
فلو جئنا للواقع الذي نعيشه ونلامسه في الميدان فـ 26 سبتمبر يعرف الجميع أن لديها أهدافاً ولها 60 عاماً لكن هل طبقت هذه الأهداف في أرض الواقع أم إنها حبر على ورق؟.
بعض الأنظمة ظلت تتغنى بالجمهورية لسنوات وفي الواقع غير ذلك تحت وصاية الأمريكي والسعوديّ، والكل يعرف كيف أصبح السفير الأمريكي قبل 2014م.. وما كان دوره في اليمن.
أصبحوا يتغنوا بها كشعارات ولم يعرفوا ماذا تعني؟؟. الجميع يعرف ذلك لا بنوا جيشا قويًّا ولا حرّروا البلاد من الوصاية ولا بنوا دولة ذات سيادة وقرار وَ… إلخ، بل سارعوا بالخضوع والعيش في خنوع للأمريكي والسعوديّ والإماراتي، فلما نخادع أنفسنا ونظل كُـلّ واحد يماحك ويغيظ ويجادل الآخر دون حجة ودون وعي ودون بصيرة؟!
أيضاً يعلم الجميع بأن 21 سبتمبر جاءت لتصحيح ما سبقها وتحقيق الأهداف في الواقع في الميدان بقياده قائد الثورة -يحفظه الله- والأحرار من هذا الشعب اليمني الأبي.
فلماذا يظل البعض يحمل الحقد والكراهية والتعصب الأعمى ويصر على قلب الحقائق ببث الشائعات الزائفة.. أما تكفي هذه 10 السنوات لمعرفة الحقيقة من واقع يراه الجميع بأم عينه، كفاية زرع العداوة في القلوب لخدمة أعداء اليمن.
فالوطن هو وطن الجميع وليس ملكاً لأحد، لكن تظل هناك خطوط رئيسية هي من تحدّد وترسم من يستحق أن يتكلم ويفاخر ويتصدر المواقف في هذا الوطن، ومن يفرط بهذه الخطوط ويبيع وطنه ودينه بحفنه من الدراهم والدينار فلا يستحق العيش في هذا الوطن ولا يحق له أن يتكلم باسم اليمن أَو باسم 26 سبتمبر.
لمن ما زال متأثر بأفكار التضليل عليك أن تعرف أن وعي الشعب اليمني اليوم أصبح غير وعي الأمس؛ فالشعب اليمني اليوم أصبح أكثر وعياً وأكثر وحدة وتماسكاً، يعرف عدوه الحقيقي، ولا يمكن خداعه تحت أي العبارات البراقة الزائفة.
فعدونا أصبح واحد.
والثورة جاءت لدحر الغازي المحتلّ لتحرير كُـلّ شبر من هذا الوطن وليس لتمكينه من ثروات البلاد وبيعها بأبخس الأثمان.
جاءت لبناء جيش وطني قوي.. لبناء دولة ذات سيادة وقرار، والحق واضح مثل عين الشمس، ما به حَــدّ غبي.
“إما كذا ولا كذا كُـلٌّ يحدّد موقعه”.
وما يتطلب اليوم من الجميع هو أن نتسلح بالوعي الكبير والبصيرة لنحصن أنفسنا من أية ثقافات دخيلة، ثقافة التدجين على شعبنا ومن أي غزو فكري يعمل على قلب الحقائق.
فلا داعي للمهاترات والجدال العقيم، الجميع في خندق واحد… والثورة هي ثوره الجميع وما حقّقته 21 سبتمبر اليوم هي حصاد لـ 26 سبتمبر لتصحيح مسارها من لصوصها وممن حرف مسارها الحقيقي وحولها من سيادة واستقرار إلى وصاية وتطبيع.
عاش الشعب اليمني الأبي الصامد.
قدماً قدماً.. والنصر قادم لا محالة.