تزايد النداءات المُطالبة بوقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان
يمانيون – متابعات
تتزايد النداءات والمطالبات لقادة الدول العربية والإسلامية والعالم الحُر وشعوب العالم لوقف الحرب والإبادة الجماعية والمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والعدوان على لبنان، ومنع قصف مراكز إيواء النازحين المستمر في القطاع المحاصر، وإدخال المساعدات الغذائية.
وعلى وقع طبول الحرب التي تُقرع في لبنان إثر العدوان والقصف المستمر والتصعيد الصهيوني، واستمرار الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية في قطاع غزة، انعقدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل تحشيد عسكري أمريكي لدعم الكيان الغاصب في عدوانه وتوسيعه للصراع في المنطقة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
ويبدو أن هذا المنبر الذي فشل مُجدداً في إيقاف حرب غزة شهد أيضا فشل الرئيس الأمريكي بشحذ همم زعماء وقادة العالم وبث الأمل بإمكانية إحلال السلام في مناطق النزاعات بالعالم وعلى رأسها الشرق الأوسط الذي يتحضر وفق إجماع كبير على الدخول بحرب شاملة تتحمل الولايات المتحدة تبعات ما وصلت إليه المنطقة.
وتترقب الأنظار سيناريوهات التصعيد أو التهدئة من ناحية.. وقدرة المحور الممتد من إيران إلى حزب الله فحماس واليمن والعراق وسوريا على استعادة قواعد الاشتباك والردع من ناحية أخرى في ظل تصورات تقلب شكل المنطقة وتسعى لرسم توازنات جديدة.
وفي هذا السياق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن “لبنان على حافة الهاوية”.. مُعرباً عن مخاوفه من أن يصبح هذا البلد “غزة أخرى”.
وقال غوتيريش أمام قادة 193 دولة مجتمعين في نيويورك: إن “غزة كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءا من لبنان.. لا يمكن للشعب اللبناني وغيره من شعوب العالم أن يسمحوا بأن يصبح لبنان غزة أخرى”.
وألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاباً هو الأخير له أمام قادة العالم في الأمم المتحدة الثلاثاء.. قائلاً: إن الحل الدبلوماسي بين الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني لا يزال ممكناً.
وأضاف بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد، حتى لو تصاعد الوضع فإن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا”.. داعياً الكيان الصهيوني وحماس إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن طرحته الولايات المتحدة وقطر ومصر.
لكن بالرغم من التصريحات الأمريكية لمحاولة احتواء التصعيد في المنطقة فهي تأتي دائماً وأبداً، متناقضة في مكوناتها، فالمحتوى أو مضمون البيان أو التصريح أو الخطابات في صياغته اللغوية، يوحي بالمعنى أو الموقف، ونقيضه في آن واحد، حتى لو كان التصريح قصيرًا، وفي سطر واحد، وبعبارة أخرى، الساسة الأمريكان بالعموم مُدربون جيدًا، على أن تكون إجاباتهم عن أسئلة الصحافة أو خطاباتهم، وبياناتهم الرسمية “حمّالة أوجه”.. تُرضي جميع الأطراف.
وتزود أمريكا “الكيان الصهيوني” بعتاد حربي غزير، وغير مسبوق، وأسلحة مُحرمة دوليًا، وتخوض حروبًا شرسة في اليمن والعراق وسوريا، نيابة عنه، لتمكينه من مواصلة إبادة غزة بشراً وحجراً.
وتستخدم أمريكا، سلاح “الفيتو”، الفعال، لمنع مجلس الأمن الدولي من إدانة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وعرقلة أي جهود لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار في القطاع.. إذن الدعم الأمريكي غير المشروط، هو الموقف الواضح “وضوح الشمس في كبد السماء”.
وعلى نفس المنوال كررت رئيسة الوزراء الإيطالية في خطاب أمام الأمم المتحدة النداء المُلح من المجتمع الدولي الذي يخشى أن يشعل الصراع الفلسطيني الصهيوني الشرق الأوسط بأكمله.. قائلة: “من الضروري التوصل دون تأخير إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الصهاينة”.
وأضافت ميلوني: “لم يعد بإمكاننا أن نشهد مآسي مثل تلك التي وقعت أمام أعيننا في الأيام الأخيرة في جنوب وشرق لبنان، مع مدنيين عزل بينهم العديد من الأطفال”.
ملك الأردن عبدالله الثاني في كلمته حذر من أن تهجير الفلسطينيين قسرياً من قبل الكيان الصهيوني.. معتبراً أن ذلك سيشكّل “جريمة حرب”.
وندد بمن وصفهم بـ”المتطرفين الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل”.. مؤكدا أن “هذا لن يحدث أبداً”.
كما حض المجتمع الدولي على الانضمام إلى “جهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها” في قطاع غزة.
من جانبه انتقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة”.. قائلاً: “من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على الفور.. على تأمين وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووضع حد للهمجية اليائسة التي تنتهجها “إسرائيل” في لبنان، قبل أن تمتد إلى المنطقة والعالم”.
وأضاف: “نسعى لتحقيق السلام للجميع وليس لدينا نية للصراع مع أي دولة… وتعارض إيران الحرب وتؤكد على ضرورة وقف الصراع العسكري في أوكرانيا على الفور”.
بدوره.. قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: إن “نظام الأمم المتحدة يموت في غزة”.. مُضيفاً: “ليس الأطفال وحدهم يموتون، إنما نظام الأمم المتحدة أيضا في غزة”.. ومؤكدا أن الأمم المتحدة لم تعد تقوم بما يرجى منها.
وتابع أردوغان: “القيم التي يدعي الغرب الدفاع عنها تموت.. وأنا أطرح السؤال بصراحة: يا منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، أليس الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية بشرا؟”.. مؤكدا أن غزة أصبحت “أكبر مقبرة للأطفال والنساء في العالم”.
وحذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الثلاثاء، من خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان.. قائلاً: إن البرازيل والصين اقترحتا خطة من ست نقاط لبدء محادثات بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الصراع بينهما.
وعلى المستوى الشعبي، خرجت مظاهرات ومسيرات في عدة دول عربية وعالمية تأييدا للفلسطينيين والمقاومة اللبنانية وللتنديد بالعدوان على قطاع غزة ولبنان.
وشهدت مدن عربية وأوروبية وأمريكية وعدد من دول العالم مظاهرات ومسيرات رافضة للحرب الصهيونية على قطاع غزة ولبنان، ومطالبة بوقف الحرب فوراً.
وندد المتظاهرون بما وصفوه “تواطؤ الغرب” إزاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والعدوان على لبنان.. داعين الحكومات الغربية لوقف تصدير السلاح إلى الكيان الغاصب.
———————————————-
السياسية : عبدالعزيز الحزي